تويت
بزغ الفجر بعد ليل طويل حالك ظلامه وأشرقت الأرض بنورها انبثق من بطاح مكة ضياء أضاء الكون عدل وخير ورحمة وكان محمد يدعوا قومه إلى عز الدنيا وخير الآخرة ظهر بيت من بيوت مكة فيه كواكب سطع ايمانها حتى اخترق شعابها ذلك الإيمان المطمئن بذكر الله حتى صار مسجداً يشع نوراً من نور الله ينير قلوب المؤمنين بتلاوة كلام الله فيه وكان اساسا الإيمان في مكة المكرمة بعد محمد وعلي.
انه بيت عمار بن ياسر بن عامر مولا بني مخزوم وأمه سمية بنت خياط صحابي الرسول ومن السابقين في الإسلام ومن شيعة امير المؤمنين وكان السبب في إسلام أسرته، تعرضت أسرة عمار بن ياسر لأشد انواع العذاب من قبل مشركي قريش لكنها ثبتت على الإيمان بالله ورسوله ولم تتراجع.
لسان حال الصخرة التي وضعت على صدور آل ياسر: يقال إني صخرة و يضرب بي المثل بالجمود والقسوة، ولكن ما جرى في بطحاء قريش يثبت أن قلوب بعض البشر اشدّ قسوة من الحجارة، وهذا ما يفتت جلمودي من كثر دموعهم وأنينهم ولان قلبي لهؤلاء الذين وضعني الظالم على صدورهم فلم اسمع غير دقات قلب معذب ينبض بالإيمان فتكون ذبذباته لا اله إلا الله محمد رسول الله.
ولم أرَ غير كتله من الإيمان تتحرك تحتي كانت ذراتها تتحد في أنفاس ياسر وسمية وأبناءهما وشعرت بقوة الإيمان الذي يدفعني تارة ويسقطني تارة أخرى لقد كنت خجلة عندما مرّ رسول الله وقال "صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة"(1) لقد تعلمت الصبر والثبات منهم ولن أسامح نفسي لأنني كنت أداة لتعذيبهم وقد شهدت استشهادهما فكانا أول شهيدين في الإسلام.
أما عمار فقد نجى من الموت بعد أن ذكر آلهتهم مُكرهاً، لكن قلبه ظل عامر بالإيمان ثم هاجر مع رسول الله وشارك في حروبه حتى استشهد في معركة صفين وكان له من العمر ثلاث وتسعون سنة فكان من السابقون المقربون فنزلت هذه الآية الكريمة قال تعالى :مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَان /(النحل: 106)
........................
(1) موسوعة طبقات الفقهاء: ج4، ص142.