سؤال استحضره او ربما هو الذي يستحضرني كلما أقرأ سورة الفاتحة ، هل لدينا الحق بتفضيل سورة على سور القران الكريم ، علما ان هذا التفضيل ياتي من باب ارتباطها الارتباط الوثيق ، بحياة الناس ويحفظها كل إنسان وتشتمل على الكثير من القواعد الإيمانية ومعالجات قويمة لنواحي الخلل والإمراض المنتشرة في الواقع الإسلامي تسمى بالفاتحة فاتحة الكتاب ـ ورد في الأحاديث الشريفة إن لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ، ويقال أنها أول سورة كتبت في اللوح وتسمى بالسبع المثاني وأم الكتاب وأم القرآن وسميت بسورة الحمد والواقية والكافية وسورة الدعاء ، سورة السؤال ، سورة الأساس ، وتسمى سورة الشكر والشفاء وسورة المناجاة ، والمسألة التفويض وسورة الكنز وسورة النور وهذه الأسماء موجودة في اغلب كتب علماء العامة التفسير الرازي والإتقان للسيوطي وكتاب الكاشف وروح المعاني وجاء أيضا في كتبنا الصدوق الأمالي ومكارم الشيرازي في تفسير الأمثل وتباينت الآراء هل هي مكية ام مدنية؟ واتفقوا إنها نزلت مرتين مرة في مكة ومرة في المدينة ، ومن معانيها
يوم الدين: يوم الجزاء، وهو يوم القيامة.والصراط المستقيم الطريق الذي لا اعوجاج فيه والمغضوب عليهم لغة الشدة ورجل غضوب شديد الخلق وغضب الله عقوبته والضالين من الضلال وقيل أصله الهلاك والمراد هنا الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق،ويرى مكارم في التفسير الأمثل يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (قال الله تعالى قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل جانب منها مختص بالتوحيد وصفات الله ، وجانب آخر بالمعاد ويوم القيامة وقسم منها يتحدث عن الهداية والضلال باعتبارهما علامة التمييز بين المؤمن والكافر ومنها أيضا إشارات الى حاكمية الله المطلقة والى مقام ربوبيته ونعمته العامة والخاصة والى مسألة العبادة والعبودية
( سورة الفاتحة )
جاء في كتاب ملاحم المحكمات / محمد سند / ان تلاوة هذه السورة المباركة تبعث الروح والايمان والصفاء في النفوس وتقرب العبد من الله سبحانه تعالى وتقوي إرادته وتزيد اندفاعة نحو تقديم المزيد من العمل في سبيل الله وتبعد عنه ارتكاب الذنوب ، وورد في كتاب تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي ان أم الكتاب صاعقة على راس ابليس ) وعن الائمة عليهم السلام ( إن أسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب ) وقالوا ( إن جميع إسرار الكتب السماوية في القرآن وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء ، وقال الإمام علي عليه السلام ، إنا النقطة التي تحت الباء ، ووردت أيضا في كتاب تفسير القرآن لابن كثير وعند ابن عاشور كتاب التحرير والتنوير وفي مصادر أخرى مثل كتاب صفوة التفاسير د محمد علي الصابوني وتحدثوا عن اغراض هذه السورة مثل حمد الله تعالى والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى وتنزيهه عن جميع النقائض واثبات البعث والجزاء ،وهو يوم الدين وإفراده تعالى بالعبادة والاستغاثة وتوحيده بالإلوهية والتوجه إليه تعالى بطلب الهداية الى الصراط المستقيم ونهج سبيل من انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، والإخبار عن قصص الأمم السابقة واشتملت على الترغيب في العمل الصالح ليكونوا من أهله يوم القيامة ، يقول سيد قطب إن هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية وكليات التصور الإسلامي والمشاعر والتوجهات ما يشير الى طرف من حكمة اختيارها التكرار في كل ركعة وحكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها ، وجاء في كتاب مستدرك الوسائل المحدث النوري في مقالة مفصلة لصلة صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، بان تقرأ سورة الحمد وهي ركعتان إلا انه اذا وصل الى إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم تكرر مائة مرة ثم تقرأ الحمد إلى أخرها ، وتسبيح الزهراء عليها السلام وروي عن الأئمة عليهم السلام من صلاها فكأنما صلاها في البيت العتيق ، وذكر الطبرسي في كتابه مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ( ايما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ، وورد في كتاب نور الثقلين /الحويزي ، عن الإمام الصادق عليه ( رن ( صاح ) إبليس عليه لعائن الله أربع رنات يوم لعن وحين اهبط إلى الأرض ، وحين بعث محمد صلى الله عليه واله وسلم وحين انزل أم الكتاب وقال عليه السلام أيضا ( لو قرأت الحمد لله على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا ، وورد في فضل أهل البيت عليهم السلام ان معنى الصراط في سورة الفاتحة هو أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ، ومعرفته وفي روايات أخرى ذكرت ان الصراط المستقيم ) هو محمد صلى الله عليه واله وسلم وذريته ، وفسر الإمام الصادق عليه السلام بان الصراط هو الامام المفترض طاعته وفسر اهل البيت
عليهم السلام ( الضالين ) بالنواصب المغضوب عليهم بالشكاك الذين لايعرفون الإمام سلام الله عليه وغير المغضوب عليهم هم شيعة المولى أمير المؤمنين عليه السلام والذين انعم الله عليهم بولايته
( علم المناسبات )
يعني ارتباط السورة بما قبلها وما بعدها ، وفي الايات تعني وجه الارتباط بين كل آية بما قبلها وبما بعدها ، وجاء في كتاب الإتقان في علوم القرآن ، واعتبر اول من اظهر علم المناسبة في بغداد هو ابو بكر النيسابوري ، محمد بن ابراهيم بن المنذر النيسابوري محدث وفقيه له مصنفات قبل ( الأوسط ـــ الإجماع ) ومن المكثرين في المناسبات بين الآيات الإمام الرازي في تفسيره وأبو جعفر بن الزبير الأندلسي في كتابه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن ، وألف الإمام السيوطي كتابا في المناسبات واختلف العلماء في علم المناسبات يقول البقاعي ، بهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب ويكشف الإعجاز حسب قوله طريقين احدهما نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب والثاني نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب ، بينما الغزنوي يعده علم متكلف ويرى بعض علماء الشيعة ان علم المناسبات استقراء لسورة سورة وآية آية ، وجملة جملة في آية واحدة والتدبر فيها ،والإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام سكت عن حقه من اجل أن يحفظ الإسلام ، وليحافظ عن القرآن ، لأن امامة وولاية أهل البيت كلهم فداء للاسلام ، فاذا كان القرآن مس ماذا يبقى من الاسلام ؟، حتى علماء العامة يقولون صدر الخلافة الراشدة علي المرتضى ، باب مدينة العلم لايبقى في اي ذهن انساني احتمل سقوط شيء من القرآن ، علم المناسبات وجد عندهم لأثبات ترابط الايات وصحة تواجدها في محلها الصحيح ، الكتابة في التفسير واردة لكن في ترتيب المصحف بشكل آخر ذلك ليس من حق أحد ، لأنه ترتيب محكم ومتقن ، ترتيب اله تجلى ، القرآن علم الله ، جمعت الايآت على ما كانت عليه في اللوح المحفوظ فهو ليس ترتيب اجتهادي يقول الشيخ محمد عبد الله وراز بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد العلمية والبحث عن قوة الارتباط الآيات ليدرك الإنسان اتساق المعاني ، والإمام علي عليه السلام يقول ( سلوني عن كتاب الله فاني أعلم ، ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار في سهل ام جبل ، والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسان طلقا ، واتخذ أمير المؤمنين أساليب مختلفة كونه تجنب التفسير الظاهري كتفسير قوله تعالى ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد ) قال عليه السلام لم يلد فيكون موروثا ولم يولد فيكون في العز شاركا ، وقال عليه السلام في تفسير ( احد ) أي لا بتأويل عدد ، تصدى امير المؤمنين عليه السلام في تفسيره القرآن الى توضيح العقائد السليمة ومنها صفات الله عز وجل الثبوتية والسلبية ولم يخلو تفسيره عليه السلام من المعارف العامة التي تثري من يطلع عليها