بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن دستورنا المقدس
إن الإنسان الصادق المؤمن المخلص عندما يصبح ولياً لله عز وجل يعيش في حالة الإطمئنان وتحقيق المصير، لقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[1].
إنّ وليَّ الله هو من بلغ درجة من الإيمان ترتفع فيها الموانع والمبعدات والحجب فيما بينه وبين مولاه وخالقه.
فالوليّ لله هو المؤمن ولكن بدرجة راقية من الإيمان.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصفه لأولياء الله سبحانه: ((هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، فعرفوا آجلها حين غرّ الناس سواهم بعاجلها، فتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم، وأماتوا منها ما علموا أنّه سيميتهم))[2].
فيكون لديهمالإخلاص ونظرهم العميق الى الدنيا.
ومرتبطاً بعالم الغيب..
يقول تعالى في كتابه المجيد:﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون﴾[3].
جاعلاً سبحانه أوّل صفة للمتّقين إيمانهم بالغيب، ويُراد بالغيب الأمور الخفيّة والغائبة عن الحسّ. واصطلح الفلاسفة على وصف عالَم الطبيعة(المادّة) بعالَم الشهادة، وعالَم الملكوت (التجرّد من المادّة والجسميّة) بعالَم الغيب
يكون قد وجد الحنان بينه وبين الرب،
وبذلك فإنه بإشارة واحدة،
يمنح ما يريد..
فإذا تمحّض العبد بالعبودية ونالته جذبة إلهيّة ومَنّ الله تعالى عليه بحقيقة كونه عبداً وانتقش ذلك في نفسه، فإنّه سيشهد ويذعن ويقرّ بأنّ المُلكَ للهِ وحده، وما يملكه غيره ملكاً ظاهراً هو تخويلٌ منه تعالى وليس ملكاً حقيقياً، فلا مالك على التحقيق سواه.
ومن قصص أولياء الله الذين يؤمنون بالغيب وارتبطوا به الموقنون بلقائه، قصّة معبّرة تشير إلى مدى تأثير اليقين على الإنسان وأنّ اليقين ليس كلمة على اللسان، بل له علامات وآثار، فليس كلّ من ادّعى اليقين هو من أصحابه.
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلّى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرّاً لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقناً، فعجب رسول الله من قوله وقال له: إنّ لكلّ يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إنّ يقيني يا رسول الله هو الّذي أحزنني، وأسهر ليلي وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتّى كأنّي أنظر إلى عرش ربّي وقد نصب للحساب، وحشر الخلايق لذلك، وأنا فيهم، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون على الأرائك متّكئون، وكأنّي أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذّبون مصطرخون، وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي. فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا عبد نوّر الله قلبه بالإيمان، ثمّ قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشابّ: ادعُ الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبيّّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر))[4].
[1] سورة الحجر، الآية: 99.
[2] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 66، ص 319.
[3] سورة البقرة، الآيتان: 2 و 3.
[4] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 159.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن دستورنا المقدس
إن الإنسان الصادق المؤمن المخلص عندما يصبح ولياً لله عز وجل يعيش في حالة الإطمئنان وتحقيق المصير، لقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[1].
إنّ وليَّ الله هو من بلغ درجة من الإيمان ترتفع فيها الموانع والمبعدات والحجب فيما بينه وبين مولاه وخالقه.
فالوليّ لله هو المؤمن ولكن بدرجة راقية من الإيمان.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصفه لأولياء الله سبحانه: ((هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، فعرفوا آجلها حين غرّ الناس سواهم بعاجلها، فتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم، وأماتوا منها ما علموا أنّه سيميتهم))[2].
فيكون لديهمالإخلاص ونظرهم العميق الى الدنيا.
ومرتبطاً بعالم الغيب..
يقول تعالى في كتابه المجيد:﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون﴾[3].
جاعلاً سبحانه أوّل صفة للمتّقين إيمانهم بالغيب، ويُراد بالغيب الأمور الخفيّة والغائبة عن الحسّ. واصطلح الفلاسفة على وصف عالَم الطبيعة(المادّة) بعالَم الشهادة، وعالَم الملكوت (التجرّد من المادّة والجسميّة) بعالَم الغيب
يكون قد وجد الحنان بينه وبين الرب،
وبذلك فإنه بإشارة واحدة،
يمنح ما يريد..
فإذا تمحّض العبد بالعبودية ونالته جذبة إلهيّة ومَنّ الله تعالى عليه بحقيقة كونه عبداً وانتقش ذلك في نفسه، فإنّه سيشهد ويذعن ويقرّ بأنّ المُلكَ للهِ وحده، وما يملكه غيره ملكاً ظاهراً هو تخويلٌ منه تعالى وليس ملكاً حقيقياً، فلا مالك على التحقيق سواه.
ومن قصص أولياء الله الذين يؤمنون بالغيب وارتبطوا به الموقنون بلقائه، قصّة معبّرة تشير إلى مدى تأثير اليقين على الإنسان وأنّ اليقين ليس كلمة على اللسان، بل له علامات وآثار، فليس كلّ من ادّعى اليقين هو من أصحابه.
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلّى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرّاً لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقناً، فعجب رسول الله من قوله وقال له: إنّ لكلّ يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إنّ يقيني يا رسول الله هو الّذي أحزنني، وأسهر ليلي وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتّى كأنّي أنظر إلى عرش ربّي وقد نصب للحساب، وحشر الخلايق لذلك، وأنا فيهم، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون على الأرائك متّكئون، وكأنّي أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذّبون مصطرخون، وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي. فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا عبد نوّر الله قلبه بالإيمان، ثمّ قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشابّ: ادعُ الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبيّّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر))[4].
[1] سورة الحجر، الآية: 99.
[2] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 66، ص 319.
[3] سورة البقرة، الآيتان: 2 و 3.
[4] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 159.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك