رأيتها امرأة رشيدة ، وشعرت انها جليلة القدر ، سامية المنزلة ، عالية المكانة ، خمنت انها رفيعة الشرف في الأوساط الإجتماعية ، اقتربت اليها :ـ سلام عليكم .. انا فاطمة السعيدي كاتبة في مجلة صدى الروضتين من العتبة العباسية المقدسة ، اجابت :ـ عليكم السلام ابنتي انا ليلى بنت ابي مرة وجدي هو الصحابي الجليل عروة بن مسعود الثقفي زعيم ثقيف في زمانه وأحد وجوه العرب، كانت له الكثير من المأثر والمناقب ، أسلم على يدِ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ذهب إلى قومه داعيا لهم فقتلوه شهيدًا بسبب عقيدته، ولما سمع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) به قال: «مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه»
وامي هي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ، تكنى أم شيبة، اما ابيها أبو مرة ، فكانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قلت :ـ اهلا ومرحبا بسيدتي ليلى الثقفية التي لم تستمد كرامتها ومنزلتها من أبيها ، وإنما استمدت رقيها من تقواها وانتمائها وانتسابها للإسرة المحمديّة المقدّسة ، ولارتباطها الوشيج بشخص الإمام العظيم أبي عبدالله الحسين عليه السلام ، وكفاها بذلك فخراً حين تفتخر
نلتي من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى ، بحيث وفقت لأن تكوني مع نساء أهل بيت النبوة تعيشين أجواء التقى والايمان ، وتعيشين آلام آل الرسول وآمالهم ، وتشاطر الطاهرات أفراحهن واحزانهن ، وقد ظفرت بتوفيق كبير آخر حيث أضحيتي وعاء لأشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " ولدك علي الاكبر كماوصفه ابوه عليه السلام قال « غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله محمد (ص)، كنا إذا اشتقنا إلى وجه رسول الله نظرنا إلى وجهه»
اختلف المؤرخون في ولدكهل هو علي الاكبر ام علي الاصغر ولكن اتفقوا على انه استشهد في الطف.
ذكر في اعلام الورى ان «علي بن الحسين الأكبر زين العابدين عليه السلام، أمه شاه زنان بنت كسرى يزد جرد بن شهريار، وعلي الأصغر قتل مع أبيه، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية، والناس يغلطون ويقولون إنه علي الأكبر»
اما في مقاتل الطالبين ذكر ان « علي بن الحسين وهو علي الأكبر ولا عقب له ويكنى أبا الحسن، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة »
ورد في بعض كتب التاريخ ان ام علي الاكبر اسمها «برة» « هي ام ولد للحسين (عليه السلام) كانت تحضن علي ابن الحسين (عليه السلام)، و كان يسميها أما، فقد روي انها نفقت بعلي بن الحسين فكفل عليا بعض أمهات ولد أبيه فنشأ (عليه السلام) و هو لا يعرف أما غيرها ثم علم أنها مولاته، و كان الناس يسمونها أمة و زعموا أنها أمه».
وذكر في مناقب ابن شهرآشوب «علي الأكبر الشهيد أمه برة بنت عروة: بن مسعود الثقفي وعلي الامام وهو علي الأوسط، وعلي الأصغر، وهما من شهربانويه » (5) وهذين الخبرين فيهما تناقض أحدهما يذكر انها توفيت في أثناء الولاده وكفلته« برة» والآخر يذكر أنه امه برة بت عروة فربما تكون «برة» اسم اخر للسيده ليلى وهذا وارد عند أهل البيت
اختلف المؤرخون في حضور ليلى بنت أبي مرة زوجتة الإمام الحسين إلى كربلاء منهم من نفوا حضورها واستدلوا على ذلك لعدم ذكرها في بعض المقاتل
وهذا غير كافي ولاينفي وجودها لان نساء أهل البيت من المحصنات ولايستطيع أحد الدخول بينهن الا من الخواص وكذلك اسخدامهم للكنى والالقاب جعل المؤرخين يخطئون .
ابتسمت حينها بوجهي وقالت الم يكن لديكم احاديث ذكرت مجيئي الى كربلاء الم يروي عبد الله بن سنان الكوفي، عن أبيه، عن جده، أنه قال ذهبت بكتاب اهل الكوفة إلى الأمام الحسين فبقيت في المدينة إلى أن صار عزمه بالتوجه إلى العراق. فأتيت إلى باب داره فرأيت الخيل مسرجة والحسين (عليه السلام) جالس وبنو هاشم حافون به، وهو بينهم كأنه البدر ليلة تمامه وكماله، ورأيت نحو أربعين محملا، ثم أمر الحسين (عليه السلام) بني هاشم بأن يركبوا محارمهن على المحامل، فبينما أنا أنظر .«خرج غلام كأنه البدر الطالع، ومعه امرأة، وقد حفت بها إماؤها، فأركبها ذلك الغلام المحمل، فسألت عنها وعن الغلام، فقيل لي: أما الغلام فهو علي الأكبر ابن الحسين (عليه السلام)، والامرأة أمه ليلى زوجة الحسين "عليه السلام"
هذا يعني ان لديكم اخبار حضوري ارض كربلاء جئت مع زوجي امام زماني مفترض الطاعة مع ولدي علي الاكبر وسائر العائله العلوية ووقع علي ما وقع على سائر نساء الطف وكنت من اللواتي «شاء الله ان يراهن سبايا»
قلت وانا ابكي :ـ ساعد الله قلبك وانت ترين ولدك علي الاكبر وهو يتوزع أشلاء على اسنة الرماح وسيوف الأعداء وأستعر قلبك حسرة عليه وتساقطت دموعك ، و تفطر كبدك حزنا ، وانت تسمعين حجة الله يستغيث فلا يغاث وانت صابرة صامدة محتسبة ، قدمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين . أستغيث بك استخلفك بحق علي الاكبر ان تشفعي لي يامولاتي