تويت
لايمكن ان تكون قضية الاختلاف في اسباب شهادة الزهراء عليها امرا طبيعيا ، ومن الموكد ان قضية استشهاد الزهراء عليها السلام تحمل الكثير من الرؤى والمضامين الربانية والتي الى الان بعضها لم يكتشف وهذه الاسرار هي اسرار الهية ارادها الله سبحانه تعالى ان تكون عنوانا من عناوين الخلود ، وقد وردت من النبي(ص) عشرات الاحاديث بحق الزهراء عليها السلام ومن يشيعها له افضلية كبيرة عند الله سبحانه وتعالى ، التزاما بوصيتها وتعبيرا عن ما عانت من ظلم بعد وفاة ابيها قررت ان تُدفن بدون حضور ظالميها ساخطةً عليهم واما سبب اختلاف الروايات التي دونت لنا تاريخ وفاتها عند المسلمين بمختلف مذاهبهم.. كل له رأي معين عن جعل الامام علي عليه السلام قبر الزهراء البتول مبهمُ غير معلوم وعفّا عليه بحفر اربعين قبرا من أجل التمويه لان بعض الشخصيات حاولت نبش القبر لتشييعها ثانية ارضاءً لشؤون السياسة والاعلام حيث ظهرت روايات متعددة تقول ان إخفاء القبر له اسباب متعددة وحين اقدم الامام علي(ع) على هذا الامر كان يمتلك الدوافع الحقيقية التي يحرص فيها على كرامة الزهراء فضلا عن انه وصي رسول الله ويمتلك اليقين التام بما ينوون القيام به وليس غريب على تلك النماذج هدم القبور ونبشها لذلك اقتضت الحكمة الالهية هذا التخفي الى ان يشاء الله سبحانه وتعالى.. فتناقلت الاحاديث المختلفة عن عدد من التواريخ المختلفة عن وفاة الزهراء عليها السلام واكراما لهذه المناسبة اختار علماؤنا ثلاثة ايام يوم مواساة في الكاظمية المشرفة ويوم في النجف الاشرف ويوم في كربلاء المقدسة لاثارة الشجون ولاحتواء الاختلافات كي لايفوتنا التاريخ الحقيقي ، الحسين عليه السلام استشهد في يوم العاشر من محرم الا ان مراسيم العزاء تبدأ من اليوم الاول من محرم.
وهناك مسألة اخرى مهمة جدا حاولت الوقوف عدنا فلاحظت ان جميع الائمة وقبلهم الرسول(ص) تعرضت اضرحتهم الى الهدم والتخريب والاخفاء الا انها في نهاية الامر تظهر للعيان ما عدا قبر الزهراء عليها السلام وفي الحقيقة هذه تعد كرامة من الباري عزوجل بدون اي شك لان ائمة الكفر حاولوا محو اثار اهل البيت لكن ارادة الله كانت فوق كل شيء كما قالت الصديقة زينب عليها السلا م مخاطبة زين العابدين عليه السلام سيُرفعُ علماً لقبرِ ابيك يبقى يرفرف وينشر نوره على مدى الايام والسنين كما نرى الان حيث ان قبر الحسين خير شاهد فبالر غم من محاولات التعسفية لم يستطيعوا محو هذا الرمز العظيم وكماهو معروف ان الزهراء لها مكانة عظيمة عند الله عز وجل فهي اولا كما يسميها النبي الاعظم ام ابيها وهي ام الائمة نجد في الدعاء المشهور(اللهم بحق فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها) وهذا خير دليل على هذه المنزلة العظيمة ،وفي حال ان الكثير من الاجيال المعاصرة تنكر علينا عصمة الزهراء عليها السلام ومع هذا يقرون انها امرأة عظيمة ، من جملة معتقداتنا اننا نؤمن بعصمة الانبياء والرسل ونقول بعصمة النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) وبعصمة الأئمة عليهم السلام ابتداءً من الامام علي(عليه السلام ) إلى آخر الائمة وهو المهدي عجل الله فرجه ونقول بعصمة الزهراء(عليها السلام) الزهراء قولها حجة فما هو الدليل على عصمة الزهراء(ع) اقرأ لأحد العلماء دليل عقلائي سار عليه العقلاء مثل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه(النص في مقابل الاجتهاد) يقول النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) عندما قال فاطمة بضعة مني يقول هذه دلالة كبيرة أي قطعة من النبي الأكرم بما أن النبي معصوم فنستدل بعصمة الزهراء وتسمى(الدلالة الالتزامية) دليل عقلاني وهناك من يطالبنا بدليل آخر وهناك حديث نبوي شريف وردنا عن طريق الائمة (ع) (أن الله يغضب لغضب فاطمة) يجيبنا البعض ان الله يغضب لغضب كل مؤمن كمفهوم عام ولكننا نرى ان الحديث خصص لذات الزهراء فقيامها قيام رضا الرحمن وفي جلوسها رضا الله والرضا هنا ما يُتحصل عنه من العصمة وهذا دليل على ان الله يغضب لغضب فاطمة والآية تقول(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿33﴾الأحزاب) أي ما يشمل القبيح من الأعمال غير الحسنة وعندما نريد أن نتعمق بالدلالة نؤمن تماماً بأن الله يغضب لغضب فاطمة.، لعبقرية الزهراء دلائل كثيرة سعة تفكيرها- صبرها- حكمتها- لكننا نجد ان تعميم هذه المفاهيم بحاجة الى اهتمام اكبر لتعميمها بين الناس بفكر معاصر يجسد الايمان الحقيقي الذي دونه تضيع الهوية ،المعروف أن الزهراء تعرّضت لمظلومية كبيرة جدا والظلم يعني وضع الشيء في غير موضعه فهم قد وضعوا الزهراء في غير الموضع الذي وضعها الله فيه حتى وصل الأمر فيها أن تبكي ليلا ونهارا حتى شيّد لها الأمام علي(ع) بناءً خاصاً للتعبد و للبكاء والسؤال الذي لابد أن يطرح هو كيفية تكريم ابنة الرسول عليها السلام والسؤال الذي لابد ان يثبت هو كيف تعاملت هذه
الطاهرة مع المصيبة بعد ما سلبوا منها فدك ثم جاءوا بعد ذلك إلى بيتها وهو بيت النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) يريدون مبايعة علي والثلة من أصحابه الكرام الذين معه قُصرا(بمعنى حلقوا رؤوسهم) وهذا شيء خطير جدا لأن الخليفة الشرعي موجود في بيت الزهراء وإذا بهم يأتون إلى بيت عليٍ ليخرجوه لمبايعة الخليفة البديل فنجد ان الزهراء عندما تعرّضت إلى هذ الحدث الكبير إلى الضغط بين الباب والجدار فأسقطت محسنها وأغمي عليها يقول صاحب كتاب(مقتطفات ولائية) بمجرد أن فتحت عينيها خاطبت زينب أين أباكِ؟ يرى هذا العالم؟ إن هذا السؤال ليس شخصياً بل هي تسأل عن مصير الأمة وعن الثوابت الشرعية التي نص عليها النبي الأكرم(ص) بأن الخلافة بعده لعلي(ع) وهذا ما نص عليه في غدير خم. والشيخ عبد الحسين الأميني رحمةُ اللهِ عليه في كتابه(الغدير) يقول واقعة غدير بـ(110) مصدر محقق ينص على واقعة غدير خم بنص العبارة قال على خلافة الامام علي(ع)فكان السؤال عن مصيرالخلافة فعندما أخبر عن الحدث ذهبت إلى مجلس النبي (ص) هذا الاختيار ذكي وله مؤثثات فكرية كبيرة.
و المهم ان نستشعر بركات أهل البيت(ع) ونقدمهم بين يد الله وسيلة وإذا أردنا أن نطلع على امتدادات غيبية فسنجد هناك الكثير منها فسلام الله على سيدتي الزهراء في كل يوم وساعة ونسألها الشفاعة بحق الحسين عليه السلام