تويت
لاحدود في الكتابة النظيفة التي تسعى لخدمة مجتمعها الانساني وخاصة عندما تكون في منشور ملتزم كصدى الروضتين الساعية الى أخذ دورها القيم دون ان تضع في تفكيرها أي حد من الحدود المربكة شأنها حمل قداسة هذا المكان الذي تصدر منه الى عمق المجتمع الانساني وتكشف جميع المربكات الناتجة من خلل تعبيرا عن واقعية عملها وجديته...
قادتنا جرأة الكاتب (عبد الأمير درويش) في اشارته الى مقال للكاتب العراقي (سلام نوري) لمناقشة ظاهرة (المثلية) التي حرمها الله جل شأنه تحريما قاطعا، وعاقب أمة من الأمم البائدة إذ محقها عن بكرة أبيها؛ لأنها كانت تزاول المثلية. وقد كشفت الكثير من الأبحاث الجادة عن انتشار هذه الظاهرة بين الحيوانات وخاصة الطيور، والحيوانات الثدية؛ كالزرافات والقردة وبعض انواع الضفادع وخاصة عند البجع الاسود الاسترالي الذي يبني علاقات مثلية، ويسرق العش من الاناث، ثم يكشف مجتمع البجع عن وجود علاقات مزدوجة بين الاناث!!
ارى ان بحث الكاتب عبد الامير درويش يعتبر من البحوث الجادة التي تعالج ظاهرة مرضية انتشرت في المجتمعات المختلفة وخاصة المنغلقة؛ كالسجون والمعتقلات... وهناك العديد من الدراسات التي شخصت الظاهرة بالاصابة باضطرابات نفسية والحصر النفسي والذي يكون بسبب دونية عملهم، وشعورهم بالنقص، وسبب نظرة المجتمع اليهم. وأهم من ذلك غضب الله جل شأنه على مثل هذه النماذج السلبية التي تكون عرضة لمخاطر صحية وفكرية منها الاصابة بسرطان الشرج، والتهاب بفيروسات خطيرة تسبب الورم، وخلل بالجهاز المناعي، والكثير من المخاطر الاخرى...
ولابد ان نستثمر جرأة هذا الموضوع لنقف عند مآسي هذه الجريمة الاخلاقية التي حرمها الله تعالى وتوعدها بأشد العذاب، فنلاحظ للأسف غياب الردع القانوني الحقيقي، وعدم جدية الكوادر الامنية للقضاء على هذه الظاهرة المخزية. وكيف لنا ان نعيش في احضان مجتمعات مقدسة ونحن نتردد في الحزم الرادع بل وصارت تستغل هذه الجريمة للرشاوي او للمجاملات القبلية والوساطات الرخيصة او تحل عن طريق دفع الفصل التعويضي... وكأن المسألة تقف عند هذه الحدود. بينما التساهل معها سيؤدي الى نتائج اجتماعية وخيمة مع وجود اثباتات علمية تدل على ارتباطها بمرض (الايدز) والذي غزا الآن بعض المجتمعات الاسلامية كالسعودية التي شهدت آلاف الاصابات!! فنحن نوجه مع الكاتبيْنِ الأنظار الى ضرورة جدية اجتثاث المعيبين ورميهم الى مكب النفايات لتخليص المجتمع من أدران قد تنتشر اذا لم تعالج بجدية فاعلة.