تويت
هي فرصة للتعرف على كيفية تعامل الشهداء مع موضوعة العشائر والأسر الكربلائية، وانا ارى هذا الشغف الكربلائي الذي ينتابهم عند الحديث، فقال الشيخ الكبير صديق جدي: اسمع يا بني تشعبت قبيلة (آل فائز) الى العديد من الأسر كـ(آل نصر الله)، ومنهم انبثقت أسر السادة (آل الطويل) وآل ضياء الدين، وآل تاجر، ومن قبيلة آل زحيك، آل ثابت، وآل دراج (بيت النقيب) وعقب جدي قائلا: وآل الجلوخان هي من الأسر العلوية المتفرعة من سلالة آل السيد يوسف... قلت: جدي عذرا فأنا قليل الإلمام بموضوعة الأسر والقبائل وما الى ذلك، لكن استوقفتني تسمية الجلوخان، فتبسم جدي:ـ كانوا يتركون فسحة امام دورهم وهذه الفسحة تسمى جلوخانة، ولذلك صارت تسميتهم بيت الجلوخان، بينما أكمل شهيد آخر: أما الأشيقر هم ايضا من آل زحيك، ومن آل سيد يوسف... قلت: ياعم لقد قرأت في تراث كربلاء عن السيد مهدي الاشيقر صاحب الثورة المعروفة ضد الحكومة العثمانية، فأكمل:ـ كان ذلك سنة 1294هـ...
ثم عقب أحد الشهداء: أما (آل الدده) فيعود نسبهم الى الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام. فأجبته: أظنني قد قرأت ان احد اجداد الدده كان متوليا عند التكية الباكتاشية في كربلاء؟ فأجاب الجد: انت تقصد السيد (أحمد الدده)، وكان السيد محمد تقي يلقب بالدرويش... قلت: ياجد قرأت في تراث كربلاء أيضا عن السيد عبد الحسين الدده حيث ذكر السيد سلمان هادي آل طعمة أنه اعتقل في الحلة ابان ثورة العشرين، اردت حينها أن ابين للشهداء بأني تعبت من التحاور لكون رحلتي اليوم كانت شاقة ومتعبة، وشعرت بالاعياء وهذا ما لاحظه جدي لكنه سكت لربما أراد لي التعرف على هذه العوالم فأكمل:ـ وهناك أسرة (اصلان) وهم من سلالة الحمزة ابن الامام موسى الكاظم استوطنت كربلاء كما هو معروف في القرن الثالث عشر. فسألت بفرح: ياجد ارجوك هنا يستوقفني سؤال؛ لماذا يسمون (كفن نويس)؟ فابتسم الشيخ الشهيد صديق جدي:ـ كان جدهم (اصلان) يعمل في كتابة الاكفان...
سألني احد الفتية: هل تعرف (آل الزعفراني) لمن يعودون؟ قلت: هذه معروفة فنسبتهم الى الامام محمد الجواد عليه السلام واشتهر منهم السيد ابراهيم الزعفراني. فسألني احد الشيوخ الشهداء: بني أما زال الطاق قائما؟ قلت: هدموه وبنوا فوقه طاقا جديدا... شعرت حينها بما قاساه من ألم وحسرة:ـ لقد ضيعوا ثروة أثرية... وعقب احد الشهداء و(آل الداماد) هم ايضا من الأسر العلوية المشهورة في كربلاء, اشتهر عالمها السيد مرزا صالح الداماد بشهرته (عرب) وهناك أسرة آل السندي، فسألت الجد: ياجدي أليسوا من السادة آل الطباطبائي؟ فأجابني الجد: نعم تجمعهم رابطة النسب... لأني قرأت عن السيد مهدي السندي الطباطبائي، وهذا الرجل كان يشغل منصب رئيس بلدية كربلاء في العهد العثماني، لكن بقى لي سؤال يا جد... فقال: اسأل، قلت:ـ لماذا يسمونهم بعائلة (النهري)؟ قال:ـ هذه شهرة جدهم الأعلى السيد مهدي السندي لاشرافه على (كر) نهر الرشدية، فقال احد الشهداء الشباب: هناك أسرة آل لطيف التي يرجع نسبها الى الامام موسى الكاظم واسر علوية كثيرة، قلت:ـ جدي يبدو ان لديكم تخصصات في نسب الأسر العلوية:ـ لا يا بني فنحن لدينا الكثير من الشهداء الذين ينتمون لعشائر عربية معروفة، والكثير من اهل الاختصاصات من الباحثين في التكوينات العشائرية والأفخاذ... تفتحت اسارير احد الشيوخ وقال: من العشائر المعروفة في كربلاء عشيرة المسعود وأشهر افخاذها (الغرير، الهرير، الكوام، الجديلات، عناز، التراجمة، العكابات، الفرحان، الكيظة...) وهناك عشيرة اخرى معروفة في ضواحي كربلاء، وهم الزقاريط واشهر افخاذها (المغرة، الحجلة، الشريفات...) فعقبت:ـ وعشيرة آل يسار؟ فقال:ـ اشهر افخاذها (البو جمعة، آل ظاهر) واما عشيرة بني سعد فهي تتكون من (آل علي، آل رباح، الزريرات، المحامدة) فعقبت:ـ وبيت الكاظمي؟ فقال: صحيح. فأكمل الشيخ الشهيد:ـ وهناك عشائر كثيرة مثل الوزون ، السلالمة، والطهامزة، واشهر افخاذها (البو جبران، البو يونس، البو شوارب، البوهر) وعشيرة النصاروة واشهر افخاذها البو خليل، والبو عبد الامير، والعامرية (المعامرة)، وعشائر شمر، والمناكيش، والعبودة، والرحيم. فسألت:ـ يا جد ألم تكن شمر رحالة؟ فأجاب:ـ نعم يا ولدي، لكن منهم من استقر في القرن العاشر الهجري في كربلاء ومنهم السلالمة ومن رؤسائهم (محمد الحمزة) اشترك في حادثة المناخور (داود باشا) ومنهم الشاعر الحسيني المعروف كاظم بن حمزة الطعان السلامي (رحمه الله) واكمل الشاب: ومن شمر ايضا آل عواد وينتسبون الى فخذ من جعفر، وهم من عشائر شمر ولهم مواقف وطنية مشهودة في مقاومتهم طغيان الاتراك، واستبداد الانكليز في الثورة العراقية. قلت: نعم فأنا قرأت في مال الله عبد العزيز هو ايضا أحد رجال حادثة المناخور...
فأكمل جدي: ومنهم عبد الكريم بن عبد الرزاق آل عواد هو احد رجالات الثورة العراقية، وابنه عبد الرحمن اعتقل مع الأحرار في ثورة العشرين، ثم عقب الشهيد الشاب:ـ ومن شمر ايضا آل بريطم، قلت: لحظة يا جد كي لايختلط عليّ الموضوع؛ هل آل عواد هم انفسهم آل عويد؟ قال:ـ لا يا بني (آل عويد) هم بيت من بيوت بغداد، وقد استوطنوا كربلاء اواخر القرن الثاني عشر الهجري ومنهم الشاعر عمران بن شكير، ومن هذه الأسرة الشيخ سلمان بن الحاج حمد العمران الذي كان يشغل رئاسة بلدية كربلاء عام 1324هـ ومنهم بيت نعمة السلمان، واما عشيرة خفاجة منهم الوزون واشهر رؤسائهم عمر وعثمان اولاد الحاج علوان اشتركا في حادثة (حمزة بك) ونفي قبيل ثورة العشرين الى هنجام مع احرار كربلاء...
والطهامزة الذين نزحوا من الطهمازية الحلة، وكذلك منهم آل التريري وآل حافظ وآل كشمش... قلت: ياجد لاحظت انك تذكر باعتزاز رجالات ثورة العشرين بينما بحثت في جميع الوثائق والمذكرات فلم اجد لك اسما؟ قال: يا بني نحن لم نقدم ما قدمناه من اجل ان نذكر او لا نذكر، فانظر لمنازلنا الآن، قلت: لكن لا تنسَ يا جد ان هناك بيوتا تخلدت بسبب مواقف شهدائهم فهل هناك من يستطيع ان يذكر النصاروة وهم من قبيلة عبادة دون ان يذكر المرحوم حسون الحسن والوطني عباس المجاهد، وطليفح بن حسون، وهل هناك من يذكر ابن جار الله ولا يذكر عشيرة بني سعد التي اطاعت اوامر السادة، ورجال الدين، وقدمت الكثير، وكذلك آل شويلية؛ وهي أسر عربية مرموقة في الأوساط الكربلائية وتنتسب الى قبيلة (عبس) حين يذكر الملا خضر ومواقفه الوطنية في حادثة حمزة بك، وثورة العشرين الكبرى، ومثلما نذكر آل ابو المحاسن كلما نمر على موقف الشاعر الوطني الحاج محمد حسن بن حمادي الجناجي وزير المعارف العراقية سنة 1923م وقد ساهم في الثورة العراقية، قلت: يبدو انننا ذكرنا جميع بيوتات كربلاء؟ فقال:ـ لا يا بني هناك آل كمونه، وآل دعدوش، وآل الكبيسي، وأسر عربية كثيرة.