الأبعاد النصية (1)
توحيد الخطاب الإسلامي سمة تنظيرية واقعية مؤمنة تبعد دخول الشوائب الفكرية الى داخل الموروث الإسلامي لرفض زعزعة التماسك الفكري من خلال معايير مزاجية تحرف ببناء المفهوم الجملي حسب اشتغالات قيمية خاصة بها سعيا لخلق التباينات القسرية ثم بث تهويجات الانحراف الفكري لتأسيس قاعدة شاذة ايدلوجية بسيطة تعتمد مبدأ الإلغاء والتفكير مستثمرة ضعف الوعي العام والذي يتقبل الرؤى الاحادية او الغريبة عن البعد الجمعي؛ ولذلك سعت وحدة الدراسات الفاعلة في شعبة الاعلام – قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة باصدار سلسلة المشتركات الفقهية بين السنة والشيعة الامامية في كتابها السابع المعنون (الحلف بغير الله عز وجل)، لمناهضة هذه الرؤى التي تهدم وحدة البناء الإسلامي متبنية وضوح المنهل المعرفي الأول القرآن والسنة النبوية المطهرة كمصدر من مصادر المرتكزات الداعمة لتؤطر تدوينها بأطر شرعية اعتقادية تملك قابلية المحاججة القطعية الذاتية، فاعتبرت هيئة الاعداد الحلف بغير الله من المسائل الإبتلائية لكونها تجاوزت رقعات التنظير فهي ذات حساسية مفتعلة عند بعض الفرق كالوهابية التي تراه كنوع من انواع الشرك وعلى التضاد منه هناك عالم يزخر بالحلف بغير الله تعالى، وهناك من يحلف بالقرآن والأنبياء الصالحين والكعبة والحياة، أما المعروف عن الشيعة الامامية فهم يحلفون بأئمتهم عليهم السلام وازاء هذا التضاد غير المتكافئ ننظر الى تعريفها اللغوي والذي يعني القسم، ومن ثم نجد نقلة فنية ذهب الى الاستخدامات الشعرية لتصل بها الى وجوده في اغلب الموروث الشعري في صدر الاسلام كالنابغة الذبياني، وعامر بن الطفيل، وعاصم بن عمرو التميمي، وعبد الرحمن الثمالي، والاشعث بن قيس، وحسان بن ثابت...
لإظهار سرديات البعد الفقهي التي تمحورت بأربعة آراء عند مختلف العلماء:
الأول: الجواز مع عدم ترتيب الأثر، وهذا ما ذهب إليه سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله).
الثاني: خاص بالحلف بالنبي - صلى الله عليه وآله – والمصحف، مع ترتيب الأثر بانعقاد اليمين والكفارة، وهذا ماذهب اليه احمد بن حنبل امام الحنابلة.
الثالث: الكراهة، ذهبت إليه الشافعية والحنفية والمالكية وبعض الحنابلة وجاء في بعض ثنائيات التعقيب عند النووي متمثلا بقول عائشة (لعمري ما اعتمر رجب).
كدليل على جواز الحلف وكرهه مالك لأنه حسب رأيه من تعظيم غير الله تعالى.
الرابع: الحرمة، ذهب إليه بعض الحنابلة والوهابية، يقول ابن تيمية: الحلف بغير الله شرك.
اذا اردنا التوسع في الدلالات المعروضة سنجد ان المعرفة المتعددة قدمت لنا وحدات نظر احادية حملت نقطتي الاشتراك والاختلاف، ورسمت الجسم لها الى الاشتراك الجمعي التقريبي بأن الحلف بغير الله لايترتب عليه الأثر في الكفارات ما عدا احمد بن الحنبل، واما الإختلاف أصبح واضحا بين الحرمة الوهابية والكراهة على الرغم من وجود نقد واضح وموجه ضد عملية الحلف بغير الله لكنه بالتأكيد حمل دلالة غير مرتكز على حيثيات البعد الدلالي المقنع؛ فلذلك نجده قد ترك الكثير من الردود المعارضة له بأسلوب علمي، والاستشهادات التي ذكرها ابن تيمية هي استشهادات حصرية حاول المنهج التضخيمي المبالغ به اعتماد اسلوب التعميم لمجالات الحصر الموضعي، فكانت التوسعية النصية عبارة عن مؤولات خاصة ابتنوا لها احكاماً غرضية ناقضتها الصحاح والسنن المعتمدة اساساً عند التكفيريين، وهي التي تحمل في متنها الكثير من أحاديث تبين ان الرسول - صلى الله عليه وآله - والصحابة كانوا يحلفون بغير الله فاستيقظ السؤال الاعتراضي هل سيكفرهم ابن تيمية جميعهم؟