ها هو شهر النور قد إنصرمت أيامه ويعز على الانسان المؤمن مفارقته حيث ضيافة الرحمن وموائد الرحمة الالهية، وأي ضيافة تلك اذا ما قورنت بالضيافة الدنيوية، فياله من مجاور رقت له القلوب، وقلت فيه الذنوب، وسترت فيه العيوب... بعد إن مر الانسان في هذا الشهر المبارك بدورة تكاملية روحية من خلال ما يؤديه من طاعات لنيل رضا الله تعالى. فقد آن وقت قطف الثمار في يوم توزع فيه الجوائز لمن ربح هذه التجارة التي لا تبور ابدا. يوم العيد هو وقت اعلان النتائج لامتحان شهر رمضان، فأما السعادة وأما الشقاء.والعياذ بالله. "فأن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".
لذلك على الانسان المؤمن الواعي أن يكون في حذر شديد بعد إنتهاء هذا الشهر المبارك لاننا لا نعلم هل كُتبت اسماءنا في سجل المحسنين فنفوز بتلك الجوائز ام في سجل المسيئين فنهوي بالهاوية؟. نجد إن العديد من الناس مع الاسف في يوم العيد يلعب ويلهو ويتساهل في أمور دينه ،كأنه كان في سجن وأعلن انتهاء الحظر عن نفسه، وكأنه فهم معنى العيد بأنه عودة الى الحياة السابقة قبل شهر رمضان ويتخلى عن كل ما حققه من تقرب الى الله تعالى في هذا الشهر، غافل من إن العيد هو العود والرجوع الى الله تبارك وتعالى. كما أن العيد الحقيقي لايكون فقط بلبس ثوب جديد اوباللهو واللعب وممارسة المنكرات، بل هو ان نعيش ونحيا في ظل طاعة الله تعالى وعدم الغفلة عن ذكره..لأن "كل يوم لايعصى الله فيه فهو عيد ".
روي عن الشيخ الصدوق قال:نظر الحسين عليه السلام الى أُناس في يوم فطر يلعبون ويضحكون، فقال لأصحابه والتفت اليهم:إن الله عزوجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلّف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون،وأيم الله لوكشف الغطاء لشغُل محسنٌ بأحسانه ومسيءٌ بأساءته"1.وعن ابي عبدالله عليه السلام قال اذا كان صبيحة يوم الفطر نادى مناد:اغدوا الى جوائزكم "2
وأخيرا نقول إن العيد الحقيقي هو يوم إقامة حكومة العدل الالهي على يد إمامنا المنتظر عليه السلام والجائزة العظمى هي أن نكون من الناصرين والتابعين له..
…. .. . .. . . . . . … …. .
1-وسائل الشيعة ج3كتاب الصلاةص238 ح3
2- نفس المصدرح2