السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
---------------------------
عابس بن أبي شبيب الشاكري
هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري وبنو شاكر بطن من همدان .
كان عابس من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفيهم يقول ( عليه السلام ) يوم صفين : لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته وكانوا من شجعان العرب وحماتهم وكانوا يلقبون فتيان الصباح فنزلوا في بني وادعة من همدان فقيل لها فتيان الصباح وقيل لعابس الشاكري والوادعي . قال أبو جعفر الطبري : قدم مسلم بن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) فجعلوا يبكون فقام عابس بن أبي شبيب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أعرك منهم ولكن والله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله .
فقام حبيب وقال لعابس ما قدمته في ترجمة حبيب . وقال الطبري أيضا : إن مسلما لما بايعه الناس ثم تحول من دار المختار إلى دار هاني بن عروة كتب إلى الحسين ( عليه السلام ) كتابا يقول فيه : أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فحيها بالإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى .
وأرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه . وروى أبو مخنف : أنه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين ( عليه السلام ) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب فقال لشوذب : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟ ! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أقتل . فقال : ذلك الظن بك أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه وحتى أحتسبك أنا فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه فإنه لا عمل بعد اليوم وإنما هو الحساب.
أقول : هذا مثل مقال العباس بن علي ( عليه السلام ) لإخوته في ذلك اليوم تقدموا لأحتسبكم
فإنه لا ولد لكم .
يعني فينقطع نسلكم فيشتد بلائي ويعظم أجري . وفهم بعض المؤرخين من هذا المقال أنه أراد : لأحوز ميراثكم لولدي وهو اشتباه والعباس أجل قدرا من ذلك .
وروى أبو مخنف أيضا قال : فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني على هداك وهدى أبيك ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم وبه ضربة على جبينه فطلب البراز . وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال : لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب وكان أشجع الناس فصحت : أيها الناس : هذا أسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ عابس ينادي : ألا رجل ألا رجل ؟ فلم يتقدم إليه أحد فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة . فرمي بالحجارة من كل جانب فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه ثم شد على الناس فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه فقتلوه واحتزوا رأسه فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول : أنا قتلته وهذا يقول : أنا قتلته فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد كلكم قتله ففرقهم بهذا القول
اللهم صل على محمد وال محمد
---------------------------
عابس بن أبي شبيب الشاكري
هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري وبنو شاكر بطن من همدان .
كان عابس من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفيهم يقول ( عليه السلام ) يوم صفين : لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته وكانوا من شجعان العرب وحماتهم وكانوا يلقبون فتيان الصباح فنزلوا في بني وادعة من همدان فقيل لها فتيان الصباح وقيل لعابس الشاكري والوادعي . قال أبو جعفر الطبري : قدم مسلم بن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) فجعلوا يبكون فقام عابس بن أبي شبيب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أعرك منهم ولكن والله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله .
فقام حبيب وقال لعابس ما قدمته في ترجمة حبيب . وقال الطبري أيضا : إن مسلما لما بايعه الناس ثم تحول من دار المختار إلى دار هاني بن عروة كتب إلى الحسين ( عليه السلام ) كتابا يقول فيه : أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فحيها بالإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى .
وأرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه . وروى أبو مخنف : أنه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين ( عليه السلام ) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب فقال لشوذب : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟ ! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أقتل . فقال : ذلك الظن بك أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه وحتى أحتسبك أنا فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه فإنه لا عمل بعد اليوم وإنما هو الحساب.
أقول : هذا مثل مقال العباس بن علي ( عليه السلام ) لإخوته في ذلك اليوم تقدموا لأحتسبكم
فإنه لا ولد لكم .
يعني فينقطع نسلكم فيشتد بلائي ويعظم أجري . وفهم بعض المؤرخين من هذا المقال أنه أراد : لأحوز ميراثكم لولدي وهو اشتباه والعباس أجل قدرا من ذلك .
وروى أبو مخنف أيضا قال : فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني على هداك وهدى أبيك ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم وبه ضربة على جبينه فطلب البراز . وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال : لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب وكان أشجع الناس فصحت : أيها الناس : هذا أسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ عابس ينادي : ألا رجل ألا رجل ؟ فلم يتقدم إليه أحد فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة . فرمي بالحجارة من كل جانب فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه ثم شد على الناس فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه فقتلوه واحتزوا رأسه فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول : أنا قتلته وهذا يقول : أنا قتلته فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد كلكم قتله ففرقهم بهذا القول