لا يصح الحمد بين متماثلين، بل لابد من علو المحمود. والحمد لسان من ألسنة الكمال، ويكون من العبد على كل حال. والحمد يعني الثناء، وموجب هذا الحمد أن النعمة الذاتية الإلهية الكبرى واصلة الى الإنسان، والحمد في السراء: الحمد لله المنعم المفضل، وفي الضراء: الحمد لله على كل حال، تنبيهاً على أن الحال الذي لا يوافق أغراضنا وطباعنا لا يخلو من مصلحة أو مصالح لا ندركها، يعود نفعها علينا، فتلك الأحوال وإن كرهناها، فلله فيها رحمة خفية، وحكمة علية، يستحق منا الحمد عليها، ولذلك فهو سبحانه لا يحمد على مكروه سواه.
و(الحمد لله) تعريفاً بأن الله هو الحق مالك الحمد ومستحقه، وأقوى موجبات الحمد الإحسان، ويشمل الثناء كل شيء من الحق بكل شيء، والحميد الكبير لاستحقاق الحمد بعظم القادر، وجاء في تفسير الشيخ الطوسي (ج6 ص372): هي صفة مبالغة في الحمد.
قال رسول الله (ص): إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال (جل جلاله): حمدني عبدي، وعلم أن النعم التي له من عندي، وأن البلايا التي اندفعت عنه فبطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأرفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا. (تفسير الصافي: للفيض الكاشاني/ج1ص92).
وعن الباقر (ع): (من لم يبرأه الحمد لله لم يبرأه شيء). وجاء أيضاً في الكافي عن الصادق (ع): ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله، إلا أولى شكرها رب العالمين سبحانه تعالى. وقال (ع): لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة، ثم ردت فيه الروح ما كان عجباً.
ويرى المولى أمير المؤمنين (ع): إن شكر كل نعمة الورع عما حرم الله، فاللهم لك الحمد الجامع لكمال المحامد كلها، الحمد لله ربّ العالمين.