( كربلاء هي كربلاء)1
( علي حسين الخباز )
من أقدم مدرسي التاريخ في كربلاء عهد سبعينيات القرن المنصرم، هو الاستاذ عبد الرزاق الحكيم رحمه الله وهو من اقدم سكنة حي المعلمين ، بما أني كنت جاره واعمل بنفس الاختصاص كنت اشعر بقربه الروحي الى كربلاء ، وهو موسوعة متنقلة من العشق والعلم والمعرفة ، سألته يوما عن معنى كربلاء ؟ ومن أين أتت تسمية كربلاء فأجابني
( يحملن حمراء رسوبا للثقل
قد غربلت وكربلت من القصل )
كربلت الحنطة أذا هززتها ونقيتها ، واعتقد انها سميت بهذا الاسم كون أرضها منتقاة من الحصى والدغل ، الكربل للرجل المكربل الذي فيه رخاوة في القدمين ، الأرض الرخوة تسمى كربلة ، قلت له :ـ استاذ ابو ثامر هل هذا التفسير الوحيد لمعنى أسم كربلاء ، فقال :ـ
( وتامر كربل وعميم دفلى
عليها والندى سبط يمور )
الكربل أسم ينبت الحماض ، وارى القصد ان هذه الأرض يكثر نبات الكربل ، قلت له طيب استاذ وما معنى الكور ؟
أجابني :ـ يرى السيد العلامة هبة الدين الشهرستاني ان كربلاء منحوتة من( كور بابل ) يعني مجموعة قرى بابلية ، بينما الأب الكرملي يراها مكونة من ( كرب ـــ آل ) أي حرم الله ، مقدس الله كربائيلو ،
حاول ياقوت الاموي رد ( كربلاء ) الى الأصول العربية وهذا باب من ابواب الرأي ، والتنظير السليم ، الرجل يملك ارادة في جعل هذه الاسماء والأمكنة والبقاع عربية ، قلت استاذ وأنت كيف تجدها ، قال المشكلة ان كربلاء معروفة قبل الفتح العربي ـــ العراق وقبل سكن العرب ، وانت تعرف أن أختصاصي في التأريخ وكربلائيتي جعلتني اميل الى اراء ائمتي عليهم السلام لأنهل منهم التأريخ الصحيح ، قال الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، اعتزلت مريم سلام عليها مكانا قصيا بعيدا عن اهلها ، خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها ، ويرى مولاي الصادق عليه السلام الامام الذي تخرج من بين يديه أمة من العلماء وجهابذة العلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلق عليه لقب الصادق قبل ولادته ، فهو يقول نودي النبي موسى عليه السلام من شاطئ الأيمن الذي ذكره الله تعالى هو الفرات والبقعة المباركة هي كربلاء ،
اسئلة كثيرة كنت اسأله وكان يجيبني عليها بأجوبة شافية ، ولأني لم اكن ادون شيئا لخجلي منه ولا امتلك في حينها جهاز تسجيل، هو يتكلم على سجيته وهذا هو مكمن الجمال ، لا ينتقي شيئا ليذاع وانما يتحدث بحكمة الضمير النقي والمتلقي المثقف ، لذلك فاتني الكثير وبقى فقط ما أتذكره ، ادونه لتكتمل المعلومة في الخاطر ، قلت في احدى الجلسات :ـ استاذ رزاق ذكرها بعض الاعراب الذين رافقوا خالد بن الوليد في غزواته لغربي العراق سنة 12 هجرية وجاء في مدونات ياقوت الحموي ( ونزل خالد عن فتحة الحيرة فكربلاء)، فقال من أقدم الشعر الذي ذكرت فيه كربلاء هو قول معن بن آوس المزني وهو من مخضرمي الجاهلية والاسلام ذكر كربلاء في قصيدة طويلة
إذا هي حلّتْ كربلاء فلعلعا*
فجوز العذيب دونها فالنوائحا
فبانت نواها من نواك فطاوعت
مع الشانئين الشائنات الكواشحا
توهمتُ ربعاً بالمعبر واضحاً*
أبت قرّتاه اليوم إلا تراوحا
وقال الطبري ، اقام خالد بن الوليد اياما في كربلاء وكان جنده يشكون كثرة الذباب
قلت له طيب استاذ ما رأيك ، في قول الأب الكرملي بقوله (كرب ــ آل ) اجابني الاستاذ عبد الرزاق رحمه الله هذا الرأي داخل في الامكان لأن البقاع قد سكنها الساميون واذا فسرنا ( كرب ) بالعربية تدل على معنى القرب ، قال أحد الاعراب يصف ناقته
فبعثتُها تَقِصُ المقاصر بعدما* كربتْ حياةُ الناس للمتنور
بمعنى قريب وقال احدهم
أبنّي إن أباك كاربُ يومه* فإذا دُعيتَ إلى المكارم فاعجل
جاءت كارب بمعنى دنا وكل شيء دنا فقد كرب ، العرب تقول كربت الشمس للمغيب و( ال ) كان معناها الاله عند الساميين ، لم اسأله يوما عن المصادر التي كان يعتمد عليها لكني أدرك انه كان يعتمد على امهات الكتب ، ايامها لم يكن وسائط للتواصل الالكتروني ولا وجود لكوكل ايامهم ، ولفظ كرب تحول معناها عندنا الى الحزن والمأساة ، اتذكر اني يوما سألته عن نينوى فقال :ـ كتب ياقوت الحموي عن معنى نينوى بسواد الكوفة ناحية يقال لها نينو منها كربلاء التي قتل فيها الحسين عليه السلام ، وقال في كتاب آخر نينوى موضعان ، بلد قديم مقابل الموصل ، ونينوى كورة كانت بارض بابل منها كربلاء ونينوى من الاسماء الأشورية ، ولاشك في ان نينوى السفلى سميت باسم نينوى العليا أحدى عواصم الدولة الاشورية سعت لأدامة ذكرها وهذا وفاء لمدينتهم ، قال الاستاذ عبد الرزاق هناك باحث في تاريخ كربلاء اعتقد انه لم يذكر اسمه او ربما أـنا لم انتبه لحظتها للاسم فاحفظه ، ، ان كربلاء هي من امهات مدن طسوج النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالكوباس ( الغراب القديم ) وعلى ارضها معبد العبادة والصلاة كما يستدل من الأسماء التي عرفت بها قديما كربلاء لها اسماء اخرى لم نسمع بها او نقرأ عنها كعموا ـــ ماريا ـــ صفورا ، وقد كثرت حولها المقابر ، وعثر على جثث موتى داخل اوان خزفية يعود تاريخها الى قبل العهد المسيحي والاقوام الذين سكنوها يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها ، وغزارة مائها لكثرة العيون التي كانت منتشرة في ارجائها
****
المصدر موقع المسار / مدينة كربلاء قديما
المعلومات ذكرها الكاتب مهنة رباط الجحيشي
( علي حسين الخباز )
من أقدم مدرسي التاريخ في كربلاء عهد سبعينيات القرن المنصرم، هو الاستاذ عبد الرزاق الحكيم رحمه الله وهو من اقدم سكنة حي المعلمين ، بما أني كنت جاره واعمل بنفس الاختصاص كنت اشعر بقربه الروحي الى كربلاء ، وهو موسوعة متنقلة من العشق والعلم والمعرفة ، سألته يوما عن معنى كربلاء ؟ ومن أين أتت تسمية كربلاء فأجابني
( يحملن حمراء رسوبا للثقل
قد غربلت وكربلت من القصل )
كربلت الحنطة أذا هززتها ونقيتها ، واعتقد انها سميت بهذا الاسم كون أرضها منتقاة من الحصى والدغل ، الكربل للرجل المكربل الذي فيه رخاوة في القدمين ، الأرض الرخوة تسمى كربلة ، قلت له :ـ استاذ ابو ثامر هل هذا التفسير الوحيد لمعنى أسم كربلاء ، فقال :ـ
( وتامر كربل وعميم دفلى
عليها والندى سبط يمور )
الكربل أسم ينبت الحماض ، وارى القصد ان هذه الأرض يكثر نبات الكربل ، قلت له طيب استاذ وما معنى الكور ؟
أجابني :ـ يرى السيد العلامة هبة الدين الشهرستاني ان كربلاء منحوتة من( كور بابل ) يعني مجموعة قرى بابلية ، بينما الأب الكرملي يراها مكونة من ( كرب ـــ آل ) أي حرم الله ، مقدس الله كربائيلو ،
حاول ياقوت الاموي رد ( كربلاء ) الى الأصول العربية وهذا باب من ابواب الرأي ، والتنظير السليم ، الرجل يملك ارادة في جعل هذه الاسماء والأمكنة والبقاع عربية ، قلت استاذ وأنت كيف تجدها ، قال المشكلة ان كربلاء معروفة قبل الفتح العربي ـــ العراق وقبل سكن العرب ، وانت تعرف أن أختصاصي في التأريخ وكربلائيتي جعلتني اميل الى اراء ائمتي عليهم السلام لأنهل منهم التأريخ الصحيح ، قال الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، اعتزلت مريم سلام عليها مكانا قصيا بعيدا عن اهلها ، خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها ، ويرى مولاي الصادق عليه السلام الامام الذي تخرج من بين يديه أمة من العلماء وجهابذة العلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلق عليه لقب الصادق قبل ولادته ، فهو يقول نودي النبي موسى عليه السلام من شاطئ الأيمن الذي ذكره الله تعالى هو الفرات والبقعة المباركة هي كربلاء ،
اسئلة كثيرة كنت اسأله وكان يجيبني عليها بأجوبة شافية ، ولأني لم اكن ادون شيئا لخجلي منه ولا امتلك في حينها جهاز تسجيل، هو يتكلم على سجيته وهذا هو مكمن الجمال ، لا ينتقي شيئا ليذاع وانما يتحدث بحكمة الضمير النقي والمتلقي المثقف ، لذلك فاتني الكثير وبقى فقط ما أتذكره ، ادونه لتكتمل المعلومة في الخاطر ، قلت في احدى الجلسات :ـ استاذ رزاق ذكرها بعض الاعراب الذين رافقوا خالد بن الوليد في غزواته لغربي العراق سنة 12 هجرية وجاء في مدونات ياقوت الحموي ( ونزل خالد عن فتحة الحيرة فكربلاء)، فقال من أقدم الشعر الذي ذكرت فيه كربلاء هو قول معن بن آوس المزني وهو من مخضرمي الجاهلية والاسلام ذكر كربلاء في قصيدة طويلة
إذا هي حلّتْ كربلاء فلعلعا*
فجوز العذيب دونها فالنوائحا
فبانت نواها من نواك فطاوعت
مع الشانئين الشائنات الكواشحا
توهمتُ ربعاً بالمعبر واضحاً*
أبت قرّتاه اليوم إلا تراوحا
وقال الطبري ، اقام خالد بن الوليد اياما في كربلاء وكان جنده يشكون كثرة الذباب
قلت له طيب استاذ ما رأيك ، في قول الأب الكرملي بقوله (كرب ــ آل ) اجابني الاستاذ عبد الرزاق رحمه الله هذا الرأي داخل في الامكان لأن البقاع قد سكنها الساميون واذا فسرنا ( كرب ) بالعربية تدل على معنى القرب ، قال أحد الاعراب يصف ناقته
فبعثتُها تَقِصُ المقاصر بعدما* كربتْ حياةُ الناس للمتنور
بمعنى قريب وقال احدهم
أبنّي إن أباك كاربُ يومه* فإذا دُعيتَ إلى المكارم فاعجل
جاءت كارب بمعنى دنا وكل شيء دنا فقد كرب ، العرب تقول كربت الشمس للمغيب و( ال ) كان معناها الاله عند الساميين ، لم اسأله يوما عن المصادر التي كان يعتمد عليها لكني أدرك انه كان يعتمد على امهات الكتب ، ايامها لم يكن وسائط للتواصل الالكتروني ولا وجود لكوكل ايامهم ، ولفظ كرب تحول معناها عندنا الى الحزن والمأساة ، اتذكر اني يوما سألته عن نينوى فقال :ـ كتب ياقوت الحموي عن معنى نينوى بسواد الكوفة ناحية يقال لها نينو منها كربلاء التي قتل فيها الحسين عليه السلام ، وقال في كتاب آخر نينوى موضعان ، بلد قديم مقابل الموصل ، ونينوى كورة كانت بارض بابل منها كربلاء ونينوى من الاسماء الأشورية ، ولاشك في ان نينوى السفلى سميت باسم نينوى العليا أحدى عواصم الدولة الاشورية سعت لأدامة ذكرها وهذا وفاء لمدينتهم ، قال الاستاذ عبد الرزاق هناك باحث في تاريخ كربلاء اعتقد انه لم يذكر اسمه او ربما أـنا لم انتبه لحظتها للاسم فاحفظه ، ، ان كربلاء هي من امهات مدن طسوج النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالكوباس ( الغراب القديم ) وعلى ارضها معبد العبادة والصلاة كما يستدل من الأسماء التي عرفت بها قديما كربلاء لها اسماء اخرى لم نسمع بها او نقرأ عنها كعموا ـــ ماريا ـــ صفورا ، وقد كثرت حولها المقابر ، وعثر على جثث موتى داخل اوان خزفية يعود تاريخها الى قبل العهد المسيحي والاقوام الذين سكنوها يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها ، وغزارة مائها لكثرة العيون التي كانت منتشرة في ارجائها
****
المصدر موقع المسار / مدينة كربلاء قديما
المعلومات ذكرها الكاتب مهنة رباط الجحيشي