وطني ...
سأخطو بحذر صوب الجراح
احمل في كفّي عطش الفرات
أحمل في رأسي راسا تقامسته الر ماح
مذ هشمت صدرك يا وطني سرب الخيول
ولدت في كل شبر كربلاء
:ـ ما رأيت مكسورا قط
ترتجف الأرض تحت خطوته
ويصلي خلفه الصبر
كلما كبّرت مأذنة سال
دم المقابر خوفا عليه
وطفل الكلام مذبوح الوريد
يرفرف بين يديه
وكلما استغاث بناصر
هبّت الشهداء اليه
وطني ...غريب .. سليب ..ظامىء
والانهار تجري من منكبيه
لكنه يربط الجأش نبيا
يقلب الدنيا ان تجرأ احد عليه
حدثنا يا هلال ما رأيت ؟
رأيت الجيش يحاصر كل بيت
رايت خيام الطف تلهب في كل بيت
رأيت السماوات تبكي اطفالا بعمر الورد
تقبر قسرا .. فبكيت
:ـ ما رأيت مكسورا قط تتقاسم الافلاك غربته
ومن دمه يورق الفجر !!
الشمس تقعد كل يوم على جمع القبور تقرأ الفاتحة
مأخوذة بعشب الحنايا
بسلسبيل الروح ..
بظمأ القلوب الجامحة
وحيدون كنا ..
الا من ( أبد والله ما ننسى حسينا )
وانتفاضة الجرح النقي والعترة الصالحة
طيب وطني كطيب الشهادة
لكنه مرّ في فم جارحه
:ـ يا أبن مسروق ... حين ايقظت موتك وارتجلت اللليل ماذا رأيت ؟
:ـ رأيت السماء تحتشد في ظل امرأة ..
كلما حاصرتها الجنود قاتلتنا التلال .. فخشيت
حفرنا الأرض جببا ، موائد للنساء
فقاتلتنا ... منائرها .. منابرها ... قبابها
ولابد لي ان اقول
في ظلا م الصمت
كان فصل القول كربلاء
والله ما رأيت مكسورا قط
ادهشت الافاق صحو هيبته
وهمشت دماء بنيه المطر