( من ادب فتوى الدفاع المقدسة ) ( انا انتظرك يا مؤيد )

[علي حسين الخباز]

أمس كنت احدث الشهداء عنك ، كنت اقول لهم سبعة اشهر مرت وانا توقع مجيئه كل يوم ، لأني اعرف من هو مؤيد اكثر من غيري ، اعرف تربية بيتنا وخبز امي ، اعرف ابي جيدا ابي الذي كان يقول لنا من يريد لاولاده الخير ان يبعد عنهم خبز الحرام ، اعرف نفسية اخي جيدا كل يوم احدثهم عنك ، بالمناسبة لدينا شهداء من قضاء الدور ، عرفوك يا مؤيد واحد منهم كان معك في اعدادية الصناعة انت دخلت كلية الشرطة وهو تعين في وظيفة حكومية اسمه محمود اعتقد انك ستتذكره حين تراه ، شهداء اهل الدور كلهم يشهدون لك بالوطنية ونبذ الطائفية ورفض داعش ، واللطيفة انهم جميعهم يتوقعون مثلي مجيئك الينا ، كنت اتابع اخبارك منذ اول يوم اتيت الى هنا الى جنة الشهادة ونعيمها ، الشهادة ليست كالموت يا مؤيد هنا السعادة الحقيقية هنا الرضى الالهي ، يرى البعض اننا ربما اأتلفنا مع حياة بغداد وجمال طبيعتها وطيبة ناسها فلم يعد قضاء الدور يشكل شيئا في الذاكرة ، اي لم يعد هو الشغف الحقيقي لمأوانا ، كنت اجيبهم ان الغيرة العراقية تجعلنا ننتمي الى جذر هويتنا وتلبية نداء المرجعية والوقوف مع متطوعي الحشد الشعبي هو الهوية الحقيقية لانتمائنا ، كنت اعرف انك تحدث المقاتلين عني ولم تنسني ابدا ، كنت تذكراهلنا وناسنا واقاربنا بي ، يقول احد الشهداء من ابناء العم الذين قاتلوا وسبقوك الى هنا ، كان العقيد مؤيد اول المتواجدين في القضاء معنا وسعى لتشكيل قوة من ابناء الدور ، شكل فوج اهالي القضاء وعهدوا قيادته الى العقيد مؤيد وعمل لاعادة اهالي الدور الى بيوتهم وبعدما عمل على توفير الخدمات الضرورية لحياتنا ، وشارك معنا بالواجبات ، يحدثني ابن عم شهيد يقول عندما تعرض تل كصيبة الى هجوم الدواعش حضر بنفسه واستطاع قيادة الفوج الى نصر مع هذا ان تل كصيبة ليس من مسؤوليته لكنه قاتل واستشهد في مرابع طفولته ، انا انتظرك منذ وقت ، تاخر جثمانك يامؤيد عساه خير هذا التأخير ، اني انتظر ، واذا باحد الشهداء ينادي منير منير اتى اخوك