تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بَطْـنُ الْمَـرْءِ عَـدُوُّهُ"
هل تكون بطن المَرءِ عدواً له؟
الجواب: إنَّ كون بطن المَرء عدواً له يحتمل معنيين اثنين، كلاهما يجلبان أضراراً خطيرة للإنسان.
المعنى الأول: أن البطن مركز الشهوة الأهم في الإنسان، شهوة الطعام والشراب، وكلاهما حاجة ضرورية له، فمن دونهما لا يمكنه أن يعيش، وإن عاش فإن عيشه لا يطول أياماً معدودة، وإذا أمكنه الاستغناء عن الطعام لأيَّام فلا يمكنه الاستغناء عن الماء، فهما اللذان يوفران الطاقة التي تحتاجها جميع أجهزة بدنه.
ومن المَعلوم أن معظم البَشر يخضعون أمام شهوات البطن، ولو تطلب الأمر ارتكاب الحرام من سرقة أو أكل للحرام، أو المشتبه بالحرام، أو التنازل حتى عن عقيدتهم وقيمهم بغية الحصول على المأكل والمشرب. فكيف والحال هذه لا تكون بطن المَرء عدُوُّه؟!
المعنى الثاني: إن الإفراط في تناول الطعام والشراب يُؤدّي إلى البِطَنَة والتَّخمَة، وإذا كانت البِطنَة تمنع الفِطنَة، أي تقتل الذكاء والنَّباهة وتُضْعِفُ القدرة الفكرية والعقلية للإنسان كما هو ثابت في الأبحاث الطبية، فإن للتخمة آثاراً خطيرة على بَدَن الإنسان برُمَّتِه، وقد أثبت الطِّبُّ أن أضرارها أكثر من أن تُحصى، وهاك قارئي الكريم بعضاً مما ذكره الطِّبُّ في هذا المجال:
يصنف الطِّبُّ أضرار الإفراط في الطعام إلى أضرار على المدى القصير، وأضرار على المدى الطويل، أما أضراره على المدى القصير فهو يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات الهضمية مثل توسُّع المَعِدة، ما يجعلها تكبر لتصل إلى حجم أكبر من حجمها الطبيعي مما يؤدي إلى ضغوط متزايدة على أعضاء البدن الداخلية المجاورة للمعدة، كما يؤدي إلى آلام في البطن، وعُسر الهضم، والغَثَيان، والحموضة، وحِرقة المَريء، ونفخة البطن، ويؤدي جميع ما تقدم إلى اضطرابات النوم، وارتفاع حرارة الجسم أثناءه، كما يؤدي إلى الشعور بالتَّعَب والإرهاق، والنَّعاس الدائم، والصُّداع، وتسارع نبض القلب.
أما أضرار الإفراط في الأكل على المدى البعيد خصوصاً إذا صار عادة منتظمة، فإنه يؤدي إلى: السُّمنة، وتبعات السُّمنة خطيرة جداً فإنها ترفع من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل: السرطان، وأمراض القلب والشرايين، وضغط الدم، والنوبات القلبية، وارتفاع الكولسترول، وانقطاع النفس اليومي، والتهاب المفاصل، ومرض السُّكَري من النمط الثاني وهو مرض يحتاج معه المريض إلى الالتزام بعلاجات ونمط حياة معيَّنٍ مدى الحياة، كذلك يؤدي الإفراط في الأكل إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، والشعور الدائم بالذنب. ومع هذه الأضرار الخطيرة كيف لا تكون البطن عدواً للمرء الذي لا يقوى على الإمساك بها.
------------------
السيد بلال وهبي
تعليق