أشبهت خُلقي وخلقي صورة عن النبي صلى الله عليه واله الذي كان فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلؤلؤ القمر ليلة البدر فيبتدر الذهن عند ذكر اسم
الإمام الحسن عليه السلام لاسم الإمام الحسين عليه السلام فكأنهما كانا مخلوقاً واحداً يحمل هذين الاسمين وأنه من اسم أولهما اشتق اسم الثاني
ومن نفسه انفتحت نفسه وكلاهما فيض من نَفسَي علي وفاطمة عليهما السلام حتى كان الله قسّم بينهما كل هباته ومننه بالعدل فكان الإمام الحسن
عليه السلام يتحصن بصفات (الشجاعة، والكرم، والبلاغة، والعقل الرشيد فكان الإمام علي عليه السلام يقول له أرى فيك سداد الكهل وعقل
الشيخ، فالإمام الحسن عليه السلام كان اعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت
بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وقد امتاز عليه السلام بالسخاء، وقد تجلت هذه الصفة الرفيعة بأجل مظاهرها، وأسمى
معانيها في الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليه السلام حتى لقب بكريم أهل البيت عليهم السلام فقد كان لا يعرف للمال قيمة سوى ما يرد به
جوع جائع أو يكسو به عارياً أو يغيث به ملهوفاً، أو يفي به دين غارم، وقد كانت له جفان واسعة أعدها للضيوف، ويقال أنه ما قال لسائل "لا"
قط، وقيل له: "لأي شيء لا نراك ترد سائلا وإن كنت على فاقة؟ فقال: إني لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً، وإن
الله تعالى عودني عادة أن يفيض نعمه علي، وعودته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة، أن يمنعني العادة".
زهرة عطوان
تم النشر في المجلة العدد41