لقد ورد الحثُّ الشديد في الآيات والروايات على الدعاء، وأنّه باب من الأبواب فتحه الله عزَّ وجلَّ لعباده. وطلب الحوائج من الله لا يختصُّ بالأمور العظيمة أو الخطيرة التي تُحيط بهذا الإنسان بل حتَّى صغائر الأمور على الإنسان أن يتوسَّل إلى الله ليُنفّذها له، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بالدعاء، فإنَّكم لا تقربون إلى الله بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار"([1]).
والدعاء بابٌ من أبواب الارتباط بالله عزَّ وجلَّ، نعم أيّها الداعي! إنّ الله عزَّ وجلَّ بكلِّ شيءٍ محيطٍ فهو غنيّ عن التفسير والسؤال، ولكن هذا لا يمنع من الدعاء.
ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل بعض الحوائج والمسائل مرتبطة بالدعاء فلا يكتبها للعبد إلّا إذا دعا الله بها، ولذا ورد في كلام أمير المؤمنين وصف الدعاء بأنّه مفتاح بيد العبد يصل من خلاله إلى خزائن الله عزَّ وجلَّ، وهل يمكن أن يصل إلى تلك الخزائن دون أن يتوسّل بهذا المفتاح؟!
يقول عليه السلام في وصيته لابنه الحسن عليه السلام: "اعلم أنَّ الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفَّل لإجابتك، وأمرك أن تسأله ليُعطيك، وهو رحيمٌ كريم، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يُلجِئك إلى من يشفع لك إليه... ثمَّ جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه".
والدعاء كما يكون باباً لقضاء حوائج الإنسان الدنيويّة فإنّه بابٌ للوصول إلى مقامات عُليا عند الله، فثواب الدعاء وغايته لا تنحصر بقضاء الحوائج الدنيويّة، بل للداعي منزلةٌ عند الله عزَّ وجلَّ، ففي الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله: "يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً، فيرى أحدهما صاحبه فوقَه، فيقول: يا ربِّ بما أعطيته وكان عملُنا واحداً؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني"([2]).
إنّ هذا الشهر المبارك هو شهر التقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ، وقد ورد الحثّ فيه على كثرة الدعاء، كما وردت أدعية خاصّة بأيّامه ولياليه، فاسع لتنال مقام القرب من الله عزَّ وجلَّ، عبر التوسل بهذه الأدعية.
نعم لا بدَّ للداعي من المحافظة على الآداب الخاصّة بالدعاء، معنويّةً كانت أو ظاهريّة شكليّة.
سبيل المهتدين، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) الكافي - الشيخ الكليني - ج2 ص467.
([2]) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج8 ص222.
والدعاء بابٌ من أبواب الارتباط بالله عزَّ وجلَّ، نعم أيّها الداعي! إنّ الله عزَّ وجلَّ بكلِّ شيءٍ محيطٍ فهو غنيّ عن التفسير والسؤال، ولكن هذا لا يمنع من الدعاء.
ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل بعض الحوائج والمسائل مرتبطة بالدعاء فلا يكتبها للعبد إلّا إذا دعا الله بها، ولذا ورد في كلام أمير المؤمنين وصف الدعاء بأنّه مفتاح بيد العبد يصل من خلاله إلى خزائن الله عزَّ وجلَّ، وهل يمكن أن يصل إلى تلك الخزائن دون أن يتوسّل بهذا المفتاح؟!
يقول عليه السلام في وصيته لابنه الحسن عليه السلام: "اعلم أنَّ الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفَّل لإجابتك، وأمرك أن تسأله ليُعطيك، وهو رحيمٌ كريم، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يُلجِئك إلى من يشفع لك إليه... ثمَّ جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه".
والدعاء كما يكون باباً لقضاء حوائج الإنسان الدنيويّة فإنّه بابٌ للوصول إلى مقامات عُليا عند الله، فثواب الدعاء وغايته لا تنحصر بقضاء الحوائج الدنيويّة، بل للداعي منزلةٌ عند الله عزَّ وجلَّ، ففي الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله: "يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً، فيرى أحدهما صاحبه فوقَه، فيقول: يا ربِّ بما أعطيته وكان عملُنا واحداً؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني"([2]).
إنّ هذا الشهر المبارك هو شهر التقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ، وقد ورد الحثّ فيه على كثرة الدعاء، كما وردت أدعية خاصّة بأيّامه ولياليه، فاسع لتنال مقام القرب من الله عزَّ وجلَّ، عبر التوسل بهذه الأدعية.
نعم لا بدَّ للداعي من المحافظة على الآداب الخاصّة بالدعاء، معنويّةً كانت أو ظاهريّة شكليّة.
سبيل المهتدين، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) الكافي - الشيخ الكليني - ج2 ص467.
([2]) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج8 ص222.
2023-10-27