تويت
غيرتنا هذه الأيام كثيرًا، جعلتنا نرى كم أن جِراحنا تافهة، وأحلامنا بسيط خاوية، والأشياء التي تُضحكنا لا تُضحك، والهموم التي تترسب داخلنا لا تستحق، وأمنياتنا عادية، جعلتنا نشعر بأن الطعام مُر، والماء لا يروي الجسد حين تكون الروح ترتجف من العطش، والنوم ضيفًا غريبًا يقتحم أجفاننا المُرهقة، جعلتنا نتصفح الجثث وندفن أنفسنا بالكثير من الدموع، غيرتنا هذه الأيام كثيرا، لم نعد نُعاتب أحدا، لم تعد تُغرينا النقاشات الطويلة،
أصبحت أجسادنا أوزانا ثقيلة نحمل عليها جميع الجثث التي نراها بشكل يومي، نمضي كل صباح مجبورين على الإكمال، على العيش، على التحدث، أصبحت أنفاسنا ثقيلة، كل شيء أصبح مجهولا غريبا ومتعبا
أصبحنا نركض بأرواحنا إلى الله عوضًا عن النوم، نسينا أن نلون صفحات أنفسنا بالدعاء، أمتلأت أفواه أجفاننا رذاذ من الدموع..
شعرنا بأن كُل شيء خالٍ من الحياة، وحدها غزة من طرزت لنا وشاح من الحرية على عنق الحياة.
غيرتنا هذه الأيام..