تتميز خطب الجمعة بحيوية ارتباطها بالفهم العام وبمسار الظاهر لخلق مستوى تأثيري ، لذلك تسعى هذه الخطب الى تفسير بعض القواعد الفكرية المستمدة من كتاب الله ومنهجية اهل البيت عليهم السلام في قراءة ما تحتكم عليه دلالات الموضوع ،وفي خطبة يوم 11 آب 2006 م ، لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في العتبة الحسينية المقدسة ، عرضت الخطبة بعض التصورات الخاطئة والفهم المموه لدى جماعة من المسلمين وهو اعتقادهم بان إظهار الايمان بالله تعالى وحده كاف كي يفوز الانسان بالجنان، والفوز بها يعني الفوز بالحياة الحقيقية والكمال الذي لانقص فيه ، طرح مثل هذه المفاهيم تمنح نص الخطبة حراك فكري لمعالجة التصورات الخاطئة ، وأي معالجة لاتتم الا بعد معرفة ابعاد الوهم أو الخطأ في استيعاب التصور الصحيح ، الحياة بحقيقة الكمال تعني العلم بلا جهل والحياة بلا موت والصحة بلا سقم ، ومثل هذا التفسير فيه دلالة النفي أي عدم امكانية وجود مثل هذه الحياة ليصل بنا الى الفكرة المقصودة بإمكانية تحقيق مثل هذه الحياة في الآخرة ، مثل هذا الاستدلال يمنحنا العمق الفكري لمعنى الحياة فيشغل ذهنية المتلقي بمعنى اقرب لكيانه الانساني بمعنى ان الحصول على الحياة المنعمة في الآخرة أيضا تحتاج الى موجهات بناء الذات، ليتكون الاستحقاق بفوز الحياة المنعمة في الآخرة استحقاقا ، بينما يوضح سماحة الشيخ مسألة ادق في توضيح معنى التصور الخاطىء ، بان اظهار الايمان بالله تعالى وحده غير كاف للفوز بالجنان ، اظهار الايمان وحده باللسان لايمكن به نوال رضا الله تعالى ، يسعى الموضوع الى مرتكز نضوج الوعي والى تنمية الحدس بان هناك اشياء ليست سهلة تحتاج إلى بنية أعمق من الايمان الشكلي بل تذهب الى أبعاد جوهرية تظهر سمات الإيمان الحقيقي عبر مراحل الابتلاء والمحن والمصاعب والمشاق ليظهر هذا الايمان الحقيقي ومميزاته الصمود والصبر والثبات والاستقامة وتحمل الابتلاءات حينها يصبح الإنسان جديرا بحمل رسالة السماء ، وان يكون من قادة الدين ويبلغ رسالة السماء إلى الأمم والشعوب ، المعنى هو إيجاد قوة انسجام نفسي وروحي يترجم لنا الايمان الى استعداد للتضحية وتعبيرا عن ماعانته الامم السابقة لرسم ملامح الإدراك بمعنى الابتلاءات، بحيث كانت تلك الامم تستنجد برسلها ان يدعوا الله لتحقيق النصر ، ، وهذا يجعل القضية في منحى استكشاف هدف البلاء ، ما الذي يمكن ان يقدمه البلاء ، وبهذا البلاء يستحكم لدينا هدف تنقية أهل الدينا، هدف تنقية أهل الانتماء الحقيقي واخراج غير اللائق عن الساحة الاجتماعية للمؤمنين ، يقول الله سبحانه تعالى ( وما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران 179، وهذا القصد يوصلنا الى دائرة المفهوم لمشروع الغربلة ليكون هناك تصور شمولي عن نوعية تلك الغرابيل ، هناك غربال خشن وآخر ناعم ، يظهر من خلالها المؤمن الحقيقي والغربلة عبر عنها القرآن الكريم ( ولنبلونكم ) تظهر من خلالها الصفات الحقيقية للايمان ، هدف الغربلة على هذا المعنى هو التميز ، ولا يمكن ان نستطيع خلق حالة التميز الا من خلال العديد من التصورات المهمة ، كاجراء معرفي يكشف لنا ظواهر عديدة قبل تصور الغربلة ، منها الشوائب التي تخالط عناصر الايمان الحقيقي، ضعف في اليقين بالله ، ضعف في التوكل على الله تعالى ، ضعف في الثقة بنصر الله تعالى ، ضعف في الصبر ، وهذه الأمور يتعرض لها الانسان ليكون بصيغة اخرى ، اثناء الابتلاء ، ثراء الفكرة هو بتمحيص المستوى الايماني ، كشف بنية الابتلاء ، تاريخيا مدعومة بقصص تحقق فاعلية التصور تجبر فرعون وطغيانه والوان العذاب والتقتيل ، جاء موسى عليه السلام انقذ الامة ، توج تلك المرحلة من الصمود والنصر والعزة والسؤدد ، نزل بلاء آخر ، هذا معناه استمرارية الغربلة عبر محن كثيرة ، كل شيء ينتهي الا السعي للفوز بالحياة الحقيقية ، ، للتاريخ أرضية ، قضية استخدمها الخطاب للخروج بخلاصة التصورات ، قصة أصحاب الكهف المؤمنين في عملية اختيار المواجهة ، برفض الجاه والمنصب هناك تضحية بالحياة الدنيا من أجل الحصول على الحياة الاخرى المنعمة ، لو نظرنا الى امرأة فرعون وما جرى عليها من اهوال صبرت ونجحت في الاختبار لتفوز بحياة متكاملة ، وما جرى في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو التدبر والتأمل في أحوال الامم التي سبقتهم ، تنهي مرحلة لتبدأ مرحلة اخرى من المعاناة ، الى اليوم الوان من الامتحان ابتلاء وكل لون يختلف عن غيره بعدما كانت السيوف والرماح في عصر الاسلام الاول اليوم سيارات مفخخة
علي حسين الخباز, [٠٨/٠٤/٢٠٢٢ ١٢:٠٩ ص]
والعبوات الناسفة والقنابل الشعور بحجم
علي حسين الخباز, [٠٩/٠٨/٢٠٢١ ٠١:٤١ ص]
الالم ، التركيز على القصص لترسيخ معنى الابتلاء أصحاب علي عليه السلام عانوا التقتيل والتشريد والاضهاد النفسي ، وانتهت قصص الى الرفعة في الحياة الدنيا والقيم في الآخرة ، التركيز في الخطاب على معنيين الاول هو دراسة الواقع التاريخي ثانيا بناء الخطاب ، بشكله المؤثر ، يحتاج البناء الى إمكانية ادبية تربط المعني المعروض بالمعنى المطلوب ألقصدي ، ، سيرورة الفكرة ، خطبة الجمعة ترسخ مفهوم التأمل ماذا لو كان المتلقي هو الذي يعيش حالات الابتلاء ، يحتاج حينها إلى الصبر والصمود والتضحية تصنع السعادة الأبدية تدبر حالة الأمم لغاية معرفة حقيقة الدنيا وتقييمها التقييم الصحيح ، ، نجد ان عرض النصوص المتنوعة لخلق المؤثر المستمد من قصص الامم السابقة لنصل الى الغاية هو ان يمتلك الانسان المؤمن الوعي ، وعي بالهدف الحقيقي للخروج من الابتلاء بفوز ، بنوال الحياة المنعمة ، مثلما فازوا اصحاب الحسين عليهم السلام ، اللهم اجعلنا معهم
أعجبني
تعليق