تهرب الحروف.. تتلاشى الأفكار.. تتلاطم الأشجان في قلبي وكأنها مد وجزر..
يخرس لساني لو نوى عتابك مولاي..
لم أقل: لم تركتَ وديعتك زينب(عليها السلام) والأطفال عطشى قد أحرقت خيامهم..؟
لا سبيل لي لعتابك وأنت قدمتَ كل ثمين..
قربتك.. عينك.. الكفين..
كنت كليث قسورة.. كعليّ في بدرٍ وحنين..
لم تُنزل رايتك حتى بعد قطع اليمين..
جعلتَ وجوههم في صُفرةٍ خوفاً من لقائك..
وقلوبهم واجفة وأفواههم صامتة أمام قوتك مع يبس شفاهك..
سيفك احتزَّ قلوبهم قبل رقابهم.. ودوي كلماتك صعقهم.. شتتهم كالجراد المنتشر..
لا ترهب الموت غيور.. ثائر..
سيدي.. طُوِيَت تحت رايتك المبادئ السامية فحفظتها..
وسُكِب ماء جودك وكأنه سيل دموع عاشقيك..
ولم تهن أبداً فالهوان لمبغضيك..
يصمت الكون أمام ما قدمته في الطف مولاي..
ولم تحتوِ كلماتي الحروف.. أحار فيك وفي تضحياتك يا سيد الماء..
فسلامٌ لك من قلوب ملأى بالأحزان.. وقد صرت لها عنوانا..