قال أحد الشعراء :
وعدت وكان الخلف منك سجية
مواعيدَ عرقوبٍ أخاه بيثرب
✍️ فما قصة عرقوب ؟
يُحكى أن رجلًا يهوديًا من يثرب يضرب به المثل في الكذب ، وخلف الوعود ، وفي مرة أتاه أخاه في طلب له ، فقال له عرقوب ، وقد كان لدية نخلة يزرعها : حينما تثمر النخلة سأعطيك طلعها .
فلما أثمرت النخلة عاد أخاه إليه مرة ثانية يطلب ما وعده به عرقوب ، فما كان من عرقوب الكذاب إلا أن قال له دعها حتى تصير بلحًا ، فلما أبلحت رجع إليه الأخ مرة ثالثة يسأله عما وعده به ، فماطل عرقوب أخيه قائلًا : له دعها حتى تصير زهوًا .
فانصرف أخوه وعاد لما زهت يسأله عن ثمر النخلة ، فقال له عرقوب : دعها حتى تصير رطبًا ، وانتظر الأخ مرة أخرى ، ولما أرطبت الثمار ذهب يطلبها ، ولكن عرقوب الماكر طلب منه أن يدعها حتى تصير تمرًا .
فلم يملك الأخ سوى الانتظار حتى يأتي عرقوب بما وعد ، ولكنها لما أثمرت ، صعد إليها عرقوب ليلًا ، وجمع تمرها ، ولما عاد الأخ لم يجد في النخلة شيئًا ، فحزن لذلك كثيرًا .
وبعدها صار عرقوب مضربا للمثل لأن وعد أخاه وأخلف أكثر من مرة ، فهو لم يخلف لأمر خارج عن يده ، بل عمد إلى ذلك وقصد الخلف بالوعد .
✍️ من الشعراء من قال عنه :
أمنجزٌ أنتمُ وعدًا وثقت به
أم اقتفيتم جميعًا نهجَ عرقوب
✍️ وقال كعب بن زهير :
صارت مواعيد عرقوب لها
مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل
فليس تنجز ميعادا إذا وعدت
إلا كما يمسك الماءَ الغرابيلُ
مايا زاد : بتصرف .