تويت
نريد أن نحط اليوم ركاب التأمل وجهة المواضيع المثقفة، والتي تتضمن مدركات تمثل بعض الواقع وليس كله، وهذا البعض يتبنى وجهات نظر قد نتفق معها أو نختلف أحياناً نتحير من قوة الانحراف، فنتوجه الى قراءة التاريخ الثقافي للكاتب، فنجده مملوءاً بالعافية والصحو.. هنا تتغير نظرتنا نحو ما أشرناه سلباً، ونذهب بهدوء الى المقال لنرد على بعض تلك الهنات.
أحد الكتاب من أصحاب التأريخ الهادئ يذكرنا بأخلاقيات واقعة الطف الحسيني، لكنه ينحرف في موضوعه بمطالبة الشيعة بالالتزام..! تابعت أغلب مواضيع هذا الكاتب فرأيته يؤكد بتعميم عاشوراء على جميع الهويات، ونحن معه نعمل على أن تكون عاشوراء عالمية، لكن الانحرافة لمن يطالب بعالمية الشعائر، ويحمل الشيعة مسؤولية الالتزام بالصبر والتحمل الحسيني، ولا يطالب البقية بعدم الانتهاك، وهذا يعني انهم ينظرون الى الحسين شيعياً..!
لماذا تصبح الشعائر الحسينية في عرفهم مضرة، ولا يُلام الارهاب الداعشي مع كل ما أبداه من جرائم..؟! أي كاتب منهم لينظر كم موضوعاً كتبه بخصوص الشيعة في مطالبه، ومتابعة السلبيات التي يراها، وكم عتب ولام واستنكر وشذب، وكم موضوع كشف فيه إرهاب الدواعش، أو أقر بأن هذه الانتهاكات بعيدة عن الاسلام؟
وجرأة هذا الكاتب الهادئ في عدد من المواضيع، يتجرأ هنا ليصدر فتوى شرعية يقول فيها: إن الشعائر الحسينية غير مسلمة، وهي دخيلة على الاسلام..! لو انتقد شعيرة واقترح تشذيبها لكان الأمر لا عيب فيه، أما أن يخلط الشعائر والتي تعني الزيارة والمسيرة الموكبية العاشورائية، والزيارة الأربعينية، وركضة طويريج السلمية والتي تبتعد عن العنف، وتقدم الشعورية بأرقى مستوياتها، فهو يرفض أيضاً مفهوم استذكار يوم عاشوراء، وهذا يعد تدخلاً سافراً في شؤون ومعتقدات الآخر..!
الشعائر الحسينية غير مؤذية، والذبح مؤذٍ وفتاك.. وأنا تابعت مسيرة هذا الكاتب فوجدته يلوم الشيعة بأكثر من عشرين موضوعاً، ولا يمس العتاة الدواعش إلا في موضوع يتيم واحد..! فهل يا ترى صارت الشعائر الحسينية أخطر من الدواعش، أم ترى أن العلمانيين من الذين يتغنون بمحبة الحسين (عليه السلام) كثائر ومناهض ينظرون الى تأثير الشعائر أكثر من تأثير الدواعش على تبني المسائل الفكرية التي قد تعيق الكثير من عمل السياسة..؟ وإلا في القانون الانساني ليس هناك أي قسرية على أحد بتبني الشعائر الحسينية..؟
وكان من المفروض مناقشة بعض الظواهر مناقشة هادئة، والطامة الكبرى عند امثال هؤلاء الكتاب ما زال الى اليوم يعتبر غاندي مثالاً انسانياً عرف الحسين وجعله قدوته في النضال من اجل نيل حقوق شعبه، لديه هذا المثال الانساني وآلاف الشباب اليوم يقاتلون دفاعاً عن العراق ضد الدواعش، وقد استلهموا القوة والإصرار من الحسين (عليه السلام)؟ لدينا آلاف الشهداء اليوم التحقوا بركب الحسين(عليه السلام)، وهم من مذاهب شتى، وأديان متنوعة، فهم استجابوا لنداء الوطن دفاعاً عن مقدساته وبمختلف الانتماءات..!
لا أعلم والله الى متى يبقى بعض الكتاب يدونون التعبيرات الانشائية والتي لم تعد ذا قيمة امام سيل الدم..؟ لا اعرف متى سيخجل هؤلاء الناس وقد مرت مشاهد النخاسة وبيع النساء امام عيونهم، يتركون النخاسة ويشتمون مواكب الخدمة الحسينية التي تقدم الزاد، وقلبهم مكسور على الفائض متصورين ان تلك الخدمات تصرف من فلوس النفط..! إن من سرق النفط هو أشد الرافضين للشعائر الحسينية.. لا أدري.. ألم يشاهد أولئك الكتاب منظر لعب كرة القدم بالرؤوس الذي اهانوا به الدين والإنسان وكل قيم الخير، متى نسيتم ذلك لتتفرغوا الى سلبيات خدمة تغسل اقدام الزائرين؟
أخي كونوا بشراً وانتقدوا الشعائر كبشر، افرزا الجيد منها، ولا تحملوا الشعائر نقائض السياسة.. والمشكلة رغم ما يمتلك من ثقافة استعراضية هو يطالبني بما يليق.. ولا أعتقد هو يعرف ماذا يعني ما لا يليق، والله لا يليق بكاتب يكتب عن الحسين (عليه السلام) شيعياً كان أم سنياً، مسلماً كان أو من أي دين آخر، دون أن يمر مستنكراً ما يحدث من قتل وسلب ونهب..
وارفعوا انتم مزايدتكم للمواقف، وتعالوا لنتوحد دون لف ودوران.. نحن نرفض أن يقتل أي انسان لمعتقد او انتماء، فارفضوا القتلة معنا، تعالوا الى أبواب الحسين (عليه السلام)، فهي دار أمان.. لا تخشوا شيئاً، ليس عندنا من يذبح الزائرين، فنحن إن قدمنا لكم سنُذبح بفتوى منابركم.. حتى هويتكم العربية لم تحصنكم من الارهاب، قولوها بضمير مرة: لعن الله قتلة الانسان، ولننهض لتحرير الانسان من براثن الشر.وان فشلتم من التوحد امام الدواعش توحدوا اما اسرائيل على الاقل ، غزة تناديكم