إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

​المشغل النقدي ( قراءة في حركة الأدب النسوي​

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ​المشغل النقدي ( قراءة في حركة الأدب النسوي​


    مشكلة الكتابة الحقيقية تكمن في النظر الى أعماق الوجدان، وفي أعماق الغد الذي سيقرأ ما نكتبه اليوم، هل نقدر أن نتخلق من خلال كتابات ابداعية بالابداع، مقدار الابداع داخل النص في تجربة المشغل النقدي التابع لجريدة صدى الروضتين وملاحظة انقسام المنجز الابداعي الى محوريين مهمين: الأول المنجز الذي يبحث عن الجمالي داخل معناه المعروض داخل بنيته، وهناك منجزات تكتفي بعرض اليقينية كموضوع كسباً لموقف ايماني تثاب عليه.. هذه ركائز الكتابة وفق تصورات الانتماء الولائي، واليوم نقدم ست كاتبات مبدعات، احتوت كتاباتهن على المحورين (اليقين الفكري، واليقين الجمالي بين المؤلف والانتقائي).. درسناها تبعاً لسلطة النص المنتج فكانت كالآتي:
    النص: (حنايا أمّ)
    الكاتبة: أمل الساعدي
    تبنت الكاتبة الصوت السردي بأنا الراوي؛ كي تقدم الواقع بلغة غير معقدة سلسة فيها المتكلمة هي الكاتبة من خلال متابعة مفردات الدلالة: (بقيت، رجعت، قلبي، وردتي، حنيني، اشواقي... الخ).
    ومثل هذا الاشتغال سيكون مؤثراً؛ كونه يحمل الكثير من حقيقة الواقع.. أمّ تزور قبر ابنها.. صورة شعرية مؤثرة في الوجدان الأنسني، وموجعة في الضمير، واستكشاف واقع الواقع العام من خلال صوت الراوية التي تتحدث احياناً بصيغ الجمع مثل: (تحصد بابنا/ كنا نسمع الموت) وبعض العبارات الصريحة مثل: (المصيبة ان عمت هانت)/ قوافل الشهداء الذين يزفون بيد امهاتهم الى جنات الخلد.
    ومن ثم الاشتغال على المرجع اليقيني المقدس، واس الارتباط الجهادي (كمصائب سيدتي زينب عليها السلام ومصائب مولاي ام البنين عليها السلام) مصائب زينب (عليها السلام) للوصول الى حضور مرتبط بالرموز المقدسة، مرتبطة بالهم الرسالي. كان عمل الكاتبة أمل الساعدي عملاً مميزاً؛ لكونه مكتظاً بالدلالات مثل قولها: (ولا أنسى تلك اللحظة التي لم أعثر بها على قبرك) الله.. حيث تتشابه كل القبور في نص ابداعي مرموق، ويعني انها دمجت الصورة بالمحيط الاجتماعي العام، وهو الركيزة اي الفضاء العام، وكذلك لنقف عند مشاهدة القوافل، قوافل الشهداء الذي يزفون أيدي أمهاتهم، كما زفت مقاتلة في الطف ابنها بعد استشهاد زوجها، هندمته للقتال وجهزته وألبسته لامته؛ كي لا يقول عنه الحسين(عليه السلام) صغيراً، ودلالة لارتباط هؤلاء النسوة العراقيات أمهات الشهداء بنساء الطف ممن فقدن اولادهن كسيدتي زينب، وأم البنين، والرباب، وليلى، وغيرهن(عليهن سلام الله)، وهذا هو امتياز الوعي الكتابي بعدها انطلقت بالدعاء لجميع الأمهات بالصبر والسلوان وهذا هو معنى الوعي...
    فلنقرأ نصها الابداعي...
    النص (حنايا أُمّ..)
    الكاتبة: أمل الساعدي
    رحل وبلا عودة، وبقيت بعده اكابد الحسرات والآهات..
    رحل ولدي وهو بريعان الشباب من جراء أحد الانفجارات المميتة التي تحصد شبابنا بكل يوم وليلة.. وها قد رجعت البارحة، وأنا متعبة وبأسوأ حال..
    بنفسي وجسدي بعد ما زرت حبيب روحي، وفلذت كبدي، ابني مقبرة تعج وتضج بأرواح الشباب، فقد كنا نسمع الموت للكبار والشيوخ والقليل من الشباب، لكن اليوم اصبح يحصد الجميع بلا عمر ولا حد... ولا استطيع ان اصف احساسي وشعوري كيف هو... يا الله قبل الزيارة وبعدها.. قبلها كأني سأطير وأحلق في اعالي المقبرة لأقف قرب قبره، واحتضنه كأنما هو موجودٌ امامي ويحاكيني..
    أسمع صوته.. وأرى بسماته، وأسمع ضحكاته.. أخادع نفسي.. فلا أريد أن أعترف بأن هذه هي الحقيقة.. وابني غير موجود، فلقد انتهى وأصبح حكاية أرويها للآخرين.. وطواها الزمان بين السطور..
    يا لشبابك يا وردتي المتفتحة الذي اختفى بين الصخور، وابتسامتك الهادئة التي تبعث في روحي الاطمئنان، وانقضاضي على القبر، وبكائي وأنيني ولا من مجيب، وصورتك التي لا تفارق بالي بعد أن هزت روحي رؤيتها، وفاض حنيني وشوقي، وهاجت مهجتي ولوعتي، وفطرت قلبي، ولا انسى تلك اللحظة التي لم اعثر بها على قبرك..
    هزت كياني، وأثارت خوفي من أن لا اجدك بعد أن أتاني صوت جدتك من بعيد..
    (هذا حمودي يا يمه ما اندليتيه) في بكاء وعبرة ونعي.. ولو كان في يدي ومستطاعي لبنيت بيتا قربك يا قرة عيني..
    احتاج الى صبر كصبر ايوب(عليه السلام)، فأنت معي وبكل لحظة حين النهوض... حين الصلاة.. حين الأكل.. وحين النوم.. لكن كما يقال: المصيبة إن عمّت هانت، وأنا أرى يومياً قوافل الشهداء الذين يُزفون بأيدي امهاتهم الى جنان الخلد والنعيم الابدي.. فيتصبر القلب...
    وعندما اسمع مصائب ام البنين(عليها السلام) ومصائب زينب (عليها السلام)، أبكي وبكل حرقة لأجد اللوعة تمتزج ببرودة القلب؛ لأني عانيت مثلما عانين (عليهما السلام).
    ومرة أخرى اطلب الصبر ليس لقلبي الفاقد المفجوع فقط، بل لكل الأمهات اللاتي عانين من الويلات بفقد بدورهن المنيرة... وزهيرات قلوبهن النابضة بالحياة على طريق الشهادة والفداء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
    النص (فاطمة بنت أسد عليها السلام)
    الكاتبة: زينب جعفر الموسوي
    الكتابة بالمألوف تعبر عن ألفة مع الرمز المقدس؛ باعتباره يمثل الواقع الايماني الذي هو قلب الواقع الروحي، وتلك المألوفية تحمل مهمة توصيلية تكون اكثر صعوبة من المساعي الحداثوية؛ لأن مثل هذه الكتابة ليست هناك خروج عن المعروف المعرف، لذلك لم يبق امامها سوى المقدمة التعريفية التي باعتبارها الوعي الوعظي وسرد حكاواتي يسرد حياة فاطمة بنت اسد(عليها السلام) المحاطة بعوالم كبيرة مقدسة، فكل ثيمة من قيم حياتها هي قيمة انسانية كبيرة، قوة الصياغة هنا هي الاشتغال في الوعي الجمعي تهدف لتركيز المستوى التحفيزي لنقتدي بحياتها المستنيرة، أو حتى أن نكون قريبين من معانيها وهذا نضوج...
    فلنقرأ نصها الابداعي..
    النص: (فاطمة بنت أسد عليها السلام)
    الكاتبة: زينب جعفر الموسوي
    السيدة فاطمة(عليها السلام) هي مهد الإمام علي بن أبي طالب(عليها السلام) ومأمنه، ففي حضن فاطمة بنت أسد تفتحت زهرة حياة الإمام علي(عليه السلام)، وترعرعت في ظل أسرة مؤمنة موحدة مستقرة، تظللها المحبة والحنان، ففاطمة زوج أبو طالب(عليه السلام)، ولا إلى غيرها ركن، فجاءته بالبنين في كل عقد من الزمان أو يجود بمثلها، وكانت أتحفت الوجود بتربيتها لخير البريه محمد المصطفى(ص).
    والنادر هنا رعاية فاطمة وحبها لرسول الرحمة(ص) وتفانيها في خدمته، ولن تعجب من حسن خلقها وصنيعها لو تتبعت سيرة حياتها الطيبة التي تنبع من أصول وأعراق الأنبياء(عليهم السلام) لوجدت فاطمة(عليها السلام) أروع امرأة عرفها تأريخ البشرية، وقد كانت فاطمة شريكة أبي طالب(عليه السلام) أكثر براً وعطفاً برسول الله(ص)، فقد كانت تقدمه على أولادها وكان(ص) يسميها: أماه.. ويقول عنها: إنها كانت أحن خلق الله صنيعاً لي بعد أبي طالب، وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله(ص) بمكة بعد خديجة(عليها السلام) ورافقت ابنها المجاهد مهاجرة إلى مكة وضح النهار، وكانت أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشيه حافية، وقد أولى النبي فاطمة المهاجرة والمبايعة كل رعاية واهتمام في المدينة المنورة، وكانوا يخصونها بالتعظيم، وقد وافتها المنية في حياة رسول الله(ص) حيث أوصت إليه حين حضرتها الوفاة، فقبل وصيتها(ص)، وصلى عليها، ومن شدة ورعها وتقواها هذه المرأة الصالحة انها سمعت ذات يوم رسول الله(ص) أن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا، فقالت: وا سوأتاه.. فقال لها رسول الله(ص): فإني أسأل الله تعالى يبعثك كاسية.. نعم إنها تلك المرأة المؤمنة المجاهدة في سبيل الله تعالى فاطمة بنت أسد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    النص (يتيمة الحشد)
    الكاتبة: انتظار محمد الساعدي
    هذا الموضوع على أسلوبية القص، وامتلك خصوصية تعبيرية في تنهدات المرسلة الراوية التي تماثلت مع صوت طفلة، تذكرت أباها في مناسبة مرور اربعين يوماً على رحيله، ومعنى الطفولة في النص الادبي يعني البراءة، فقدمت حزن البراءة على فقد من يرعاها في انثيالات خطاب مؤلم، تداخل الازمنة والاصوات وحتى حوار الطفلة الذي لا تتمثل فيه الطفولة، فهو يمتاز بالنضوج الذي تريد ان تقول الكاتبة ان الحزن انضج الطفولة في العراق، ماذا افعل من دونك؟ سؤال طفلة لو كان عند هذا الحد، لكن ارادت الكاتبة ان تحصنه بحوار عقل، اذ تقول لكنه نداء العقيدة، نداء الشهادة، نداء الحشد الشعبي، الحوار الداخلي فهو منولوج داخلي مرسوم بعناية لتجلي المعاناة والتي هي تجليات الهوية الجمعية، وتمثله ثقافة شعب والشعب الذي يمتلك هذا الوعي التضحوي منذ طفولته، لابد أن تكون له سمات حضور، تحت ظل الرموز المقدسة الخالدة.
    فلنقرأ نصها الابداعي...
    النص: (يتيمة ُالحشد)
    الكاتبة: انتظار محمد الساعدي
    ها قد مر أربعون يوماً يا والدي، ولم أر طلتك البهية، وابتسامتك الحنون.. ها انا اجلس على عتبة دارنا كل مساء علك تعود.. أبتاه قد طال الفراق فمتى الملتقى.. لقد تعودت منك كلما حان موعد الافطار ان نتقاسمه سويا.. وها انا الان لوحدي حائرة، فماذا افعل من دونك، وليت رحيلك لم يكن، ولكنه نداء العقيدة، نداء الشهادة، نداء لباه الحشد الشعبي في سبيل الدين والمذهب والعراق وتطهيره من ايدي الأرجاس الدواعش الكفار..
    أبي.. إن طال الفراق فمتى اللقاء..؟ تركتني وحيدة من بعد عزك وحنانك.. اعلم انك قد نذرت روحك فداء للوطن الغالي.. ابتاه.. فمتى الملتقى..
    الملتقى عند جنان الخلد مع محمد وآله الأطهار.. وتذكرت بمصابك مصاب الزهراء(عليها السلام) عندما فقدت الاب الحنون وهي في ريعان الشباب وهي تقول:
    ماذا على من شمّ تربة احمد ... أن لا يشم مدى الزمان غواليا
    صُبّتْ عليّ مصائب لو انها ... صُبّتْ على الأيام صرن لياليا
    وهنا أقول:
    لا تقلق يا أبي.. فأنا بطلة وابنة المقاتل الشهيد البطل.. وسأصبر واذكر واشكر واعلم ان الكثيرات من يشاطرنني هذا الهم والألم، كيف لا وها هي التفجيرات وها هم الدواعش بروحهم الهمجية، يحزون الرقاب ويريقون الدماء على رمضاء العراق الجريح...
    وأستطيع ان اتصور بأن لسان حالك يقول: لا تحزني يا صغيرتي فعند الله الملتقى، وافتخري بوالدك يا بنت الشهيد، فهذا غاية المنى، وطموحنا في الدنيا، وعلو منزلتنا في الاخرة...
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    النص: (صوت القرآن)
    الكاتبة: سرى فاضل
    بعض المواضيع قدمت حضورها الايماني الوجداني، بما يقترن بعملية الانتقاء الذي يراه البعض قراءة واعية لموضوع ترى الكاتبة فيه التمثيل المناسب، فتنقله على مشهد التلقي، وهذا موجود في بعض القراءات التي تجعل لها مشاركة الموضوع.. أتمنى فعلاً أن يكون الفعل الانتقائي عبارة عن رأي في المنجز أو في المواضيع المقتبسة ليكون هناك حضور اكبر من الدور الانتقائي، والدخول الى النص عبر نتاجات فكرية مدروسة، يصبح لدينا تناص قصدي، وموضوع وليد مصاغ من تساؤلات كاتبة ومحاوراتها مع النص المقتبس، ليكون دور الناشرة اكبر من الدور الانتقائي.
    فلنقرأ موضوعها الابداعي...
    النص: (صوت القرآن)
    الكاتبة: سرى فاضل
    عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (ص): (حسنوا القرآن بأصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً)، وكثير من الاحاديث الأخرى التي تؤكد على أهمية قراءة القرآن بصوت جميل وحسن.. ومن هنا ندخل لبعض الاثباتات العلمية، فصوت القرآن هو عبارة عن أمواج صوتية لها تردد محدد، وطول موجة محدد، وهذه الأمواج تنشر حقولاً اهتزازية تؤثر على خلايا الدماغ، وتحقق إعادة التوازن لها، مما يمنحها مناعة كبيرة في مقاومة الأمراض بما فيها السرطان، إذ أن السرطان ما هو إلا خلل في عمل الخلايا، والتأثير بسماع القرآن على هذه الخلايا يعيد برمجتها من جديد، وكأننا أمام كمبيوتر مليء بالفيروسات، ثم قمنا بعملية (فرمتة) وإدخال برامج جديدة فيصبح أداؤه عالياً، هذا يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشر، فكيف بالبرامج التي يحملها كلام خالق البشر سبحانه وتعالى؟
    التأثير المذهل لسماع القرآن، أن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية والمؤكدة:
    - زيادة في مناعة الجسم.
    - زيادة في القدرة على الإبداع.
    - زيادة القدرة على التركيز.
    - علاج أمراض مزمنة ومستعصية.
    - تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
    - الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
    - علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
    - القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
    - سوف تنسى أي شيء له علاقة بالخوف أو التردد أو القلق.
    - تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
    - علاج لكثير من الأمراض العادية مثل: التحسس والرشح والزكام والصداع.
    - تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
    - وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.
    - تغير في العادات السيئة مثل: الإفراط في الطعام وترك الدخان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
    النص: (زائر من عالم البرزخ)
    الكاتبة: سماهر الخزرجي
    يشتغل هذا النص بطرق ابداعية واعية، فيها استرجاع التاريخ الماضوي للإنسان الى الوعي التدويني، هي تسقط الماضي على الحاضر الغيبي من أجل أن تكون علاقات ماض مغيب، الرسالة هي من ميت الى احياء فهو يقول:ـ انا جزء من الحياة الرابضة تحت اطباق الثرى، ويقول ايضاً:ـ انا الآن في قلب الارض تنبت فوق قبري الأشجار، انها لعبة ابداعية بين الحضور الغيبي، البطل النصي ميت، اخذ اجازة قصيرة ليزور عائلته ويتفقد بيته وأمواله، وهو يبحث عن صدقة جارية تعينه في آخرته او ولد صالح او علم ينتفع به، فيصرخ بعد أن يئس، ليسأل عن صلاته وصومه أين صلاتي؟ اين صومي؟ فأمواله تقول له: كان عليك أن تطهرني بالصدقة والزكاة، موضوع كبير وفيه خرق ابداعي عالٍ، يأخذنا صوب النتاج العالمي، ونتناغم مع فلسفة الملحمات الشعرية في الادب الايطالي، والتي كانت تبدأ بزيارات عكسية حيث الارضي يزور السماوي مثل ما حدث في الكوميديا الالهية لـ(دانتي) رحلة دانتي في الآخرة حسب احداث الملحمة استغرقت اسبوعاً ويومين قضاها دانتي في الجحيم، وأربعة ايام في المطهر، ويوم واحد في الجنة، وكانت هذه الرحلة هي صدى لرسالة الغفران للمعري، ورحلة روحية للكاتب محمد اقبال، الكاتبة قدمت نصاً كبيراً..
    فلنقرأ نصها الابداعي...
    النص: (زائر من عالم البرزخ)
    الكاتبة: سماهر الخزرجي
    هل تسمعوني؟ هل آذانكم الواعية تلتقط انفاسي؟
    هل تحسون بوقع خطواتي الوئيدة، وأنا اطلقها فوق اديم الارض، او بين لفحات الهواء؟
    لاشك بأنكم تسمعون.. فصدى صوتي تردده الأودية البعيدة، وتحمله الرياح كلما سقطت ورقة بشري ما من اغصان الحياة في بركة الموت.. فأنا جزء من الحياة الرابطة تحت اطباق الثرى.. الارض تجذب جسمي؛ لأنه صنع من مادتها… سنوات عمركم تتساقط يوما بعد يوم كأوراق الشجر، حينما يداعبها حسيس الرياح في فصل الخريف… كنت مثلكم تماماً، أمشي فوق اديم الارض، وامشي بين الفنن.. وأنا الآن في قلب الارض تنبت فوق قبري او بالقرب منه الاشجار، وتتقوت على بقايا تفسخات جسمي.. وهذا النسيم الذي يداعب انفاسكم يوما ما كان يداعب انفاسي.. والآن.. خرجت لأتلصص بنظراتي علني أجد بصيص امل ليخرجني من زنزانتيّ الأبديتين (وان كنت لا اميز الليل من النهار فالظلام الدامس هو رهين عمري) زنزانة نفسي وزنزانة قبري مثواي الاخير..
    وأنا الآن اريد ان اقضم جميع ذنوبي وآثامي لأتقيأها بين طيات التراب…
    كنت انا والرذيلة اقنومان لذات واحدة.. لذا مئات السلاسل تقيدني وآلاف الاسئلة تنهال على هامتي: مَنْ ربك.. مَنْ نبيك.. وينعقد لساني عن النطق وتتكلم اطرافي وتشهد جوارحي فأضرب بقضبان من حديد لأغور في اعماق الارض من شدة وقعه.. وأنا الان في إجازة قصيرة لزيارة اموالي وعيالي لأرى الى اين صيرتهم الحياة…
    ولربما اجد بصيصا من نور الامل يبرق امامي في دعوة ولد يدعو لي او صدقة جارية او غير ذلك من حسنة فعلتها.. اقتربت من منزلي وأمل يدفعني نحوه.. كان الباب موصداً إلا اني اخترق الجدار والباب دون عائق!!
    خيمت عليّ غمامة من الحيرة والخذلان.. فها هي زوجتي قد عانقت انفاسها الكرى وهي تحلم بما سيؤول إليه الارث.. ذهبت لألقي نظرة على ولدي ربما سيذكرني بدعوة صالحة، رأيته قد توسد الاحلام وسادة له وتربعن ربات الجمال في مخيلته.. كان يغط في نوم عميق وأميرة الاحلام كانت تلقي بظلالها على اجفانه لتستدرجه في نوم عميق..
    طيلة هذه الفترة، كان هناك شخصان يتبعاني اتباع الفصيل لأمه.. أحدهما كان يردعني كلما نظرت اليه، والآخر كان وسيماً، لكنه كان مازال يحبو ويعثر..
    لا شيء ينفعني سوى أعمالي.. لذا اصبحت مسرعا نحو سجادة صلاتي، فهويت عليها ألثم اثار اقدامي، وموضع جبهتي، وامتص رحيق تلاواتي مثل النحلة حينما تمتص رحيق الازهار الفواحة..
    في عالم كل شيء فيه يتحدث نطقت سجادتي وقالت: انت كنت تعلم بأن النفس سائرة نحو الموت قهرا، ومع ذلك كنت تصلي صلاة المرائي: اذهب لا شيء لك عندي..
    صرخت بأعلى صوتي: (أين صلاتي؟ أين صومي؟ اين جوعي؟ اين اموالي؟ اما من معين لي يعينني من مصيبتي؟)
    أحدثت أموالي جلبة عالية، وقالت فيما قالت: (كان عليك أن تطهرني بالصدقة والزكاة لأطهرك من الرذائل والخطايا).
    رجعت منكسراً متألماً أكثر مما يؤلمني وقع قضبان الحديد.. صرخت بأعلى صوتي: (أيا أيها النائمون الميتون، ولكن الحياة تدب فيكم.. أليس لكم عبرة فينا.. ألا ترون أن الموت قد أودع الأجسام والخلود الندية الغضة التراب؟
    ألا ترون أن الأرض فاغرة فاها، لتلتهم ملايين الاجساد من آدم وحتى الآن.. انهضوا وزكوا نفوسكم قبل ان تعقم وتشيخ، ولا يغرنكم الشيطان وأعوانه كما غرنا، ولكن الناس في العالم المرئي لم يسمعوا ندائي، فقد ألبست الخطايا أعينهم الغشاوة).
    توجهت نحو زنزانتيّ الابديتين، وروح الامل يحتضر في عمق روحي، لا مناص دخلت زنزانتيّ مسلما لواقع الحال، وفي الرمق الاخير للأمل، وقبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة ولم يرعني إلا.. و.. انبثق نور كإيماضة البرق انار القبر بنوره خط به على لحدي وكفني (عتيق ولاية آهل البيت عليهم السلام).
    وأصبح الامل يبتسم ابتسامة الاشجار بغيث السماء…
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    النص: (العنف)
    الكاتبة: اسمهان ابراهيم عبد الهادي
    البحث عن قوة تأثيرية، تأخذ الكثير من تفكير المبدعة، عل أن يكون المنجز مؤثراً، وهذه التجربة اعتمدت على نقل حرفي لموضوع مهم، أرى مثل هذا الابداع يشبه صناعة مأدبة بمنتوج جاهز، وما على المبدعة إلا أن تضعه على المائدة دون أن تقدم اية اضافات جمالية او ذوقية قد تضيف المعنى الاخر، فقدمت الكاتبة تعريفات اعتزازا بالمشاركة، وهذه حسنة، أي أن لها ثقة عالية بقراءاتها، والقارىء الجيد مشروع لكاتب جيد، فهي اختارت موضوعاً عن العنف وتعريفاته، وانواعه: العنق الجسدي، الاجتماعي، العاطفي.. وتحدثت عن العنف ضد الاطفال كالإيذاء البدني، والنفسي، والجسدي.. وهذه الورقة الانطباعية في المشغل النقدي قدمت هذه القراءات؛ لتكون في متناول كل قراءة تريد أن تتأمل في المنجز...
    فلنقرأ نصها الابداعي...
    النص: (العنف)
    الكاتبة: اسمهان ابراهيم عبد الهادي
    هو ايذاء جسدي او نفسي، وقد يموت نتيجة العنف شخص او عدة اشخاص، وعادة ما تكون المرأة او الطفل الاكثر عرضة للعنف. قد يكون العنف لدقائق أو ساعات أو أيام أو حتى حياة بأكملها.
    أنواع العنف:
    ١-العنف الجسدي: ويشمل الاعتداء الجسدي بمثل (الضرب، الوخز، الركل، العض).
    ٢-العنف الاجتماعي والاقتصادي: وهو انكار او حجب الحقوق المدنية او الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية مثل: (التعليم، الرعاية الصحية، العمل المدفوع الأجر).
    ٣-العنف العاطفي والنفسي: ويشمل: العنف الكلامي مثل: (الصراخ، الشتم، الإهانة)، ويشمل ايضاً: (الاستغلال، التمييز، العزل، الحبس، الامتهان).
    وكذلك العنف المرتبط بالممارسات التقليدية الضارة ومنها: (الزواج المبكر، الزواج بالإكراه، جرائم الشرف، الحرمان من التعليم).
    العنف ضد الأطفال:
    تعتبر ظاهرة العنف ضد الاطفال من الظواهر الاجتماعية التي تشكل انتهاكاً صارخاً للطفل والطفولة، والطفولة هي المرحلة المبكرة في حياة الانسان بدءاً من المهد وحتى سن البلوغ او سن الرشد..
    أنواع العنف ضد الاطفال:
    ١- الايذاء البدني للطفل:
    هو نوع من السلوك المتعمد الذي ينتج عنه احداث الضرر والأذى على جسم الطفل والممارس من قبل الوالدين او الاخرين المحيطين بالطفل، او من هم غرباء عنه، مثل: (الحرق، الضرب، الخنق، الحبس.. او اعمال اخرى كعدم توفير العلاج له، او ايقافه، او عدم اعطاء الطفل غذاء كافياً).
    ٢- الايذاء النفسي:
    سلوك متعمد يصدر من قبل الوالدين بإتباع اساليب تسبب ألماً نفسياً للطفل، مثل: (السخرية، الاهمال، نبذ الطفل او تهديده، تخويفه، توجيه عبارت جارحه له، التفرقة بينه وبين اخوانه).
    ٣- الايذاء الجسدي:
    اسباب العنف عند الاطفال:
    من اسباب انتصار العنف عند الاطفال:
    ١-اسباب اقتصادية:
    تتعلق بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الاسر، والتي تعود الى تزايد الفقر.
    ٢-اسباب اجتماعية:
    التفكك الاسري، والخلافات الزوجية، والصراع الاسري، وكبر حجم الاسرة، وتعدد الزوجات.
    ٣-المفاهيم الثقافيه السائدة:
    تقوم على اساس أن التنشئة الصالحة تقتضي استخدام قدر من العقاب سواء جسدي او لفظي.
    ٤-دور وسائل الاعلام والبرامج التي تشجع عن العنف.
    العنف ضد المرأة:
    تعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، وهي انتهاك لحقوق المرأة.. يقصد بالعنف ضد المرأة، أي فعل عنيف ينجم عنه أذى او معاناة جسمية او نفسية او جنسية للمرأة.. وهنالك اسباب كثيرة تؤدي الى العنف ضد المرأة...
    ١-الخلل المادي: كالبطالة.. الدخل المحدود وارتفاع الاسعار.
    ٢-التسيب التربوي.
    ٣-انتشار المشربات الكحولية والمخدرات بين الشباب، حيث تذهب هذه المشروبات العقل وتذهب الضمير.
    نتائج العنف ضد المرأة:
    ١-العنف في العمل الذي يميز بين أجر الرجل والمرأة من دون حق، وعندما يسن قوانين العمل التي لا تراعي المرأة من اعباء الامومة او الحضانة، اضافة الى استغلال المدراء، وأرباب العمل للموظفات من خلال الضغط عليهن في اكثر من مجال.
    ٢-العنف التربوي: منع المرأة من حقها في التعليم والرقي في ميدان التخصص العلمي، فتبقى في دوامة الجهل والتخلف.
    ٣-العنف النفسي: الذي يهدد الزوج زوجته بالطلاق، ويستخدمه كعنصر ابتزاز حتى تتنازل عن مهرها.
    ٤-العنف المعيشي: عندما يمتنع الزوج او الاب عن أداء مسؤولياته المادية تجاه الأسرة او الزوجة، فيحرم المرأة من حقها في العيش الكريم.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X