( اليتيم )

[علي حسين الخباز]

رأيته يسترق النظر الى أطفالي وهم يأكلون في كافتريا المتنزه العام، وجهتُ لدعوته أحد اطفالي فرفض بإباء جعلني اذهب بنفسي لدعوته. هل تأتي وحدك الى هنا ؟ قال الطفل بحزم نعم فأنا اسأم من جلسة البيت. ثم سألني هؤلاء اطفالك؟ قلت: نعم، هل انت يتيم؟ قال: لا لكني لاأرى أبي ، اتمنى ان العب معه فهو يعمل دائماً، يغيب عنا طويلاً، وحين يأتي الى البيت يأتينا عصبي المزاج فيضربني بقسوة.. انا أخاف من أبي يا عم، وأتمنى يوماً أن يفعل ما تفعله الآن مع اطفالك، اتمنى ان يشاركني طفولتي ، ان يعطيني ما احتاج فأنا لا آخذ شيئاً من غيره أبداً، جعلني ابي اعيش اليتم وهو على قيد الحياة، اتمنى فعلاً ان يعانقني أبي مثلما يعانق الآباء أبناءهم، هل ابي يعمل وجميع الناس عاطلين متفرغين لأبنائهم؟