تويت
يبدو أن كل الطرق تؤدي الى المعدة، هذا شعارٌ أطلقه صديقي الذي يشكو من معدته، حموضة، ألم، مضاعفات، شخصها الاطباء بأنها قرحة، ووصفوا له الكثير من الادوية غير المجدية، ولذلك قرر صديقي أن يمتثل بطواعية لتوصيفات جدي التي كان يعارضها بشدة ..
نظر الجد إليه وقال عليك بـ ( الكرنوب ).
ماهو الكرنوب يا جد ؟
أجاب: هي شجرة دائمة الخضرة، يصل إرتفاعها الى( 15م ) من فصيلة البقوليات، تسمى ( الشجرة المتواضعة ) لكونها تتقبل جميع أنواع التربة، كنا نمضغها فهي حلوة المذاق لتنشط لنا اللثة، وتطيب رائحة الفم، ويعملونها حساءاً مع الحليب الحلو.
قلت: يا جد، فعلاً إن القرحة قد أصابت أغلب الناس عندنا، ونحن بحاجةٍ ماسةٍ الى دواء شاف؛ عقّب الجدُّ كلامَه وكأنه لم يسمع شيئاً مني .. كنا يا بُني نغليها ونهرسها ونلفها بقطعة قماش ونضيف اليها ماء الورد، وكنا نخلطها مع القمح لتعزيز قوة الخبز الغذائية؛ وهل تعلم يا بُني أننا نضعها لوقف الإسهال حيث نضيف الخرنوب الى حليب الرضاع فهو يمنع الامساك أيضاً لقدرته على ضغط الماء، وينظم حركة ألأمعاء، ويستخدم لتخفيف حدَّة السُعال، ويعمل على توسيع الشُعب التنفسية، وتفيد أيضاً لإزالة الثآليل بثمار الخرنوب، ويساعد المرضعة على ادرار الحليب، وهو أيضاً مدرعام؛ فالتفتُ اليه ليسألني: أتذكر يا بُني كيف اوقفنا نزيف ابن الحاج محمد جارنا؟ لقد وضعتُ على جرحه الخرنوب؛ سألته: والقرحة يا جد؟
أجاب: يشكل الخرنوب طبقة عازلة فوق القرحة فيحول دون وصول أحماض وأنزيمات المعدة إليها، ويعطيها فرصة للإلتئام، وقبل أن ننصرفَ عنه قال: اللبنانيون يعملون دبس الخرنوب، والمصريون بشروا العالم اليوم حين اكتشفوا أن الخرنوب يفيد تخفيض السكري.. أخبر مرضى السكري بتناول الخرنوب يا بني واسألهم الدعاء.