تويت
حكايات عمو حسن
لم اكن اعرفه بالشكل الذي عرفت حكايته.. وما حكايتي له من اجل دعاية انتخابية، فالرجل (رحمه الله) كان طبيبا، وقد عمل فترة طويلة في مستشفيات العاصمة، ولكن بتقرير من تلك التقريرات الماكرة نقل الى إحدى القرى الحدودية في منطقة نائية، وفيها كانت تقبع بناية بائسة اسمها المستوصف الطبي.. اندهش الدكتور احمد عبد الله حين قابله الفلاحون بالصدود والتوجس، واحس ان تلك العيادة بلا مراجعين، واهل القرية قد تعوّدوا نقل مرضاهم الى مركز المحافظة التي تبعد مسافة كبيرة، تعرِّض حياة المريض الى الخطر.. وظل في حيرة من امرهم الى ان عرف السبب، فالطبيب الذي كان قبله قد استغل العيادة استغلالا بشعا.. أصرّ الدكتور أحمد على مقاومة هذا الجفاء بانسانيته وصبره، حتى اعاد ثقة الناس بالعيادة الحكومية فأحبوه.. كان يشعر بالسعادة وهو يرى الناس كالسيل على عيادته، واشتهر صيته بين القرى المجاورة فتوافدوا عليه. وفي احدى ليالي الشتاء القارصة جاءه خفير المستوصف ليخبره ان مريضا نقل الآن الى المستوصف، وهو في حالة خطرة، اسرع الطبيب اليه فوجده بانفاسه الاخيرة، اعطاه حقنة مقوية لم تنفع معه فمات.. وفجأة صرخ أهل الميت، وسرى الخبر في القرية فثارت البنادق من كل حدب وصوب، هرب الطبيب في هذا الليل الكئيب ليحتمي ببيت احد الوجهاء والحمد لله.. بعد استجواب الطبيب عرف الناس براءته ومقدار تضحيته.
اقترح مدير الصحة نقله الى قرية اخرى خشية على حياته، لكنه أجاب: المصلحون ليست لهم مطامع تنتظر جزاء احد.. لا لن اترك هؤلاء الفقراء للاهمال والداء ثانية حتى لو قتلوني.
لم اكن اعرفه بالشكل الذي عرفت حكايته.. وما حكايتي له من اجل دعاية انتخابية، فالرجل (رحمه الله) كان طبيبا، وقد عمل فترة طويلة في مستشفيات العاصمة، ولكن بتقرير من تلك التقريرات الماكرة نقل الى إحدى القرى الحدودية في منطقة نائية، وفيها كانت تقبع بناية بائسة اسمها المستوصف الطبي.. اندهش الدكتور احمد عبد الله حين قابله الفلاحون بالصدود والتوجس، واحس ان تلك العيادة بلا مراجعين، واهل القرية قد تعوّدوا نقل مرضاهم الى مركز المحافظة التي تبعد مسافة كبيرة، تعرِّض حياة المريض الى الخطر.. وظل في حيرة من امرهم الى ان عرف السبب، فالطبيب الذي كان قبله قد استغل العيادة استغلالا بشعا.. أصرّ الدكتور أحمد على مقاومة هذا الجفاء بانسانيته وصبره، حتى اعاد ثقة الناس بالعيادة الحكومية فأحبوه.. كان يشعر بالسعادة وهو يرى الناس كالسيل على عيادته، واشتهر صيته بين القرى المجاورة فتوافدوا عليه. وفي احدى ليالي الشتاء القارصة جاءه خفير المستوصف ليخبره ان مريضا نقل الآن الى المستوصف، وهو في حالة خطرة، اسرع الطبيب اليه فوجده بانفاسه الاخيرة، اعطاه حقنة مقوية لم تنفع معه فمات.. وفجأة صرخ أهل الميت، وسرى الخبر في القرية فثارت البنادق من كل حدب وصوب، هرب الطبيب في هذا الليل الكئيب ليحتمي ببيت احد الوجهاء والحمد لله.. بعد استجواب الطبيب عرف الناس براءته ومقدار تضحيته.
اقترح مدير الصحة نقله الى قرية اخرى خشية على حياته، لكنه أجاب: المصلحون ليست لهم مطامع تنتظر جزاء احد.. لا لن اترك هؤلاء الفقراء للاهمال والداء ثانية حتى لو قتلوني.