إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( قراءة انطباعية في كتاب الفتوى الخالدة ) ح3

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( قراءة انطباعية في كتاب الفتوى الخالدة ) ح3


    تمتلك الجبهات خزينا لاينضب من المشاهدات والذكريات القادرة على صياغة مشروعا ابداعيا لأي كاتب مبدع ، وكل كاتب يصوغ مرونته باسلوبه الذي يتمكن عليه ، منه من يقرن الخيال بالواقع ليمازج بين ما كان وما لابد ان يكون ، في عوالم حلمية مبهرة لواقع يثير الانتباه ، ومنه من يصوغ من هذا الواقع سماته ليقدم الجبهة بما امتلكت من حضور انساني ، وكتاب الفتوى الخالدة / متابعات توثيقية اعداد سماحة السيد محمد علي الحلو بمساعدة الشيخ اياد الطائي ـ السيد صلاح الحلو ـ الاستاذ مهند البراك ، وقدم لنا الكاتب حميد مسلم فرهود الطرفي ثلاث حكايات استلها من واقع الجبهة ، وامتازت هذ الحكايات بما تمتلك من فرادة في مكونات التنفيذ ، ابطال لهم مميزات خاصة وظفها الكاتب توظيفا مباشرا ، وقدم شخوصه على سجاياهم وغرابة ما يفكرون ان يقدموا به عوالمهم ، البطل الاول في حكاية ( كانك تشتمني ) ص44 عن لسان رجل يعمل في مستشفى الكفيل التخصصي يتفقد جرحى الحد الشعبي ، يمثل المكان في الحكاية عنصرا مهما من عناصر السرد ، لاتعني المستشفى هنا فضاء نص تدور عليه الاحداث وهذا يعني ان في هذه الحكاية أثر من مكان مثل المستشفى الذي يطل على مكان ثاني هو الجبهة اذ يتوفر المكانان ليفعل منظومة السرد واختيار المطلق المكاني يسيهل للكاتب تقديم التفاعلات النفسية لبطل الحكاية ويكون اطار الحدث وتحولاته المستمرة في كشف كينونة هذا المقاتل في المستشفى فهو هو يمثل واقعا مكانيا منه تنطلق صورة واضحة لأماكن الحدث الحدث ولو نظرنا الى العنوان سنجده يفتح باب المتابعة والترقب بما يشغله من تفسير ويثير الاسئلة ليتنامى عبر الحدث ، تمرد العنوان على المحتوى التدويني في الحكاية ،يبقى العنوان في ذهن المتلقي يبحث له عن مكان، يطالب بطل الحكاية الاطباء ببتر ساقه كي لايطول مكوثه في المستفى ولابد له ان يلتحق الى الجبهة فهناك عالمه ، مفهوم التغريب في الخطاب الاولي هو الخروج الى اللامألوف وحكاية رجل يطالب بيتر مسافة ليلتحق بالجبهة ، يتجلى اللامتوقع كواقع حي بين النص والمتلقي ، يفاجئنا الكاتب بوجود عربة معوقين قرب السرير لتكشف لنا مساحة ضاغطة شعوريا ، المقاتل هو اساسا جريح معركة سابقة بترت ساقه قبل سنة لأصابته في احد مواقع الهجوم ، وصار يقاتل من سنة وهو على عربة العوق ولم يتخلف يوما واحدا عن القتال ، ويطل بنا الى حدث جدد ، معركوة كبيرة اشترك بها وهو رابط على ال بي كي سي على العربة ، كان البطل يضحك مزهوا بما سيحدث له ، تلتحم ذاكرة التلقي عند ضحكة البطل ، كيف يمكن لعربة معوق ان تصبح دبابة وسط المعركة ، ونتنظر الحدث ، يقول البطل كنت وسط الهجوم وامام نار مكثفة واضا بشحن البطارية ينفذ ولم يبق لي سوى ان ارمي نفسي واتدحرج الى اسفل الساتر الترابي ، صناعة الدهشة في الحكاية تصلنا الى مفارقة قد تفاجىء المتلقي وهذه الدهشة رغم مكانتها في حكاية بطل الحكاية الا انها تعتبر جمالية ، اضافة الى المتلقي معلومة موجعة ، اذ ان هذا المقاتل لايمتلك لعائلته بيتا فهو يعيش داخل مقبرة من مقابر النجف الاشرف وعنوان الحكاية ينتمي الى النص معنويا فهو يتجاوز التشكيل اللفظي ـ تأويا مقدر على غرابة الحدث ودلالة المكان المقبرة عالم له وجود واقعي لانه بيت عائلة مقاتل ، ويلج ويلج عمق التأويل المعنوي ليمنحنا القيمة الدلالية ، غرابة الحدث ـ يعطينا ابطال ليسوا من النوع المالوف لبطل حكاية ( بهؤلاء ننتصر ) ص279 مقاتل شرس يقاتل في فصيل رسمي ثم يلتحق في اجازته متطوعا للقتال ، في فصائل اخرى وهذه القصى تمنحنا اكثر من مدلول الاول الاقرار بوضعية جميع الفصائل المقاتلة كونها تتوحد في الانتماء الى الوطن ، والغرابة هو ليس مفهوم تغريبي وانما تفرد لحد الدهشنة وهو من الشخصيات التي تعمل احيانا اعمالا تجعلنا امام صورة هل هؤلاء الابطال عقال ؟ نعم هم عقال وحكماء وسبب الدهشة انهم يقدمون ما نعجز نحن عنه فابطال ( صور من البطولة ) ص314 ، ثلاث شخصيات قدمها لنا الكاتب الاول ، قائد مجموعة محاصرة قرب بلد ، تعترض الطرق عبوة لم يتمكن خبير المتفجرات من تفكيكها ، نادى القائد على ابن اخد له كان ضم المقاتلين ، قائلا له :ـ هيا حسن خذ هذا الهمر واعبر على العبوة لتفتح الطريق وتجاوز الخطر ، والشخصية الثانية رفض ترك القتال لتخلية ابن عم جريح وقال :ـ انا جئت الى هنا لأقاتل واما الاخلاء فهناك سرية خصصت له ، وغرابة البطل الثالث اصطحب ابن له عمره ست سنوات واتى به الى المتقدم الى حيطان الصد ، حول الطفل المكان الى مرح الصفاء والى ابتسامات لاتفارق الشفاه وضحكات بريئة ، زج الكاتب الطفل في الحرب كدلالة من دلالة شجاعة احلامنا وبطولة عفويتنا ، وترسيخ مفهوم الوطنية ، وعند اصابة الاب رافقه مع سرية الاخلاء وهو يمازح من يمازحه سارجع لكم حين يشفى أبي ، كانت مشاركة الكاتب عبر قصصه الثلاث مشاركة فاعلة لها قيمة النظر في حيثيات الواقع الذي يحوي الكثير من حيوية التدوين
    =a
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X