تويت
منذ قرون وانا ابحث عنك ، عن شاهد ينقل للازمنة حقيقتي ، قضيتي التي حاولت تلك الظروف العاجة بالنفاق وبالجريمة ان تحرف معناي الى الهلاك ،تبدأ الحكاية من ورود كتاب من احد ذيول العرش الى المتوكل العباسي ،كان الخوف يكبر في داخلي وانا استمع لحروف الرسالة وهي تقرأ ( ان كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها فانه قد دعا الناس الى نفسه ، واتبعه خلق كثير ) كنت على حافة الحياد لحظتها لكن لي مخاوفي التي لاابوحها الا لنفسي فالكتب التي ترد على عرش المتوكل زادت وكثرت وكبرت حدتها ،وهذه القضية باتت تقلقلني ، وصل أخيرا كتاب من الامام الى المتوكل يعرفه ان عبد الله بن محمد والي المدينة كثير الأذى وكان يكيد به ، فكتب المتوكل يترضاه ،وابعد الوالي وجعل بديله محمد بن الفضل وامره باكرام وتبجيل الامام عليه السلام ، انا ابن السياسة واعرف من هو المتوكل وكيف يفكر هذا الرجل الحاد الطباع فهو كان من اشد العباسين عداءا للعلوين ، هو الذي هدم قبر الامام الحسين عليه السلام وسواه بالتراب واما سبب هذه المداراة للامام فهو يخشى من المدينة كونها مركزا دينيا يجتمع فيه الحجاج كل عام وهذا التجمع يكون خطرا مع وجود امام حقيقي هو ابن رسول الله لذلك هي محاولات لابعاد الامام عن هذا المركز وجعله تحت رقابة وفي قبضته بحجة حمايته من الولاة ، كنت ادرك المعنى الخفي لاسترضائه واعرف في النهاية ستقع على راسي ، هناك إحساس فقط وتحذير نفسي ان اقع فريسة الاحلام المريضة وان أكون صاحب اذى للامام سلام الله عليه ، قال لي المتوكل حينها :ـ احضر ثلاث مائة رجل ممن تريد واخرجوا الى الكوفة خلفوا اثقالكم فيها واخرجوا الى طريق البادية الى المدينة ، مثلما كنت أتوقع وجهني المتوكل الى المدينة للاشراف على اعتقال الامام أو الأشخاص به ، لما وصلت ، ضج الناس واعترضوا وكادوا يصلون حد الثورة ، قلت لهم :ـ أني لم اؤمر فيه بمكروه ، فتشت بيته ولم اجد الا مصحفا ودعاء ، واقسمت للناس حينها أني ساتولى خدمته واحسن عشرته ، وهكذا صرت اساير الامام عليه السلام طوال الطريق رأيت في صحبته العجب رغم اني ما كنت اميل اليه لكنه سحرتني هيبته وحمته وعلمه ، المهم أني عرفت قيمة هذا الرجل ورميت نفسي عن دابتي وعدوت اليه وقبلت ركابه وقدميه وقلت :ـ مولاي اشهد ان لااله الا الله وان محمد عبده ورسوله وانكم خلفاء الله في أرضه واني كنت جاحدا حقكم والان اسلمت على يديك يا مولاي ، حين وصلت بغداد استقبلني بغضب إسحاق بن إبراهيم الطاهري والي بغداد ، وصاح بي يا يحي هذا رجل من أولاد النبي (ص) وانت تعرف المتوكل اكثر مني ، فان شكوته شيئا أو حرضته على قتله كان رسول الله خصمك يوم الدين ، قلت والله ما وقفت له الا على كل أمر جميل ، انا اعلم أيها الوالي ان مهابة الامام اكبر من عرش المتوكل ، ثم قال عليك ياضيفي وانت غريب ازمنة ان ترى بعينك ما رايت اغلب ولاة وخدم المتوكل هم يطيعون الامام عليه السلام ويخافون عليه من اذى المتوكل وله شعبية واسعة داخل نفوس هؤلاء الولاة والقادة ، وما ان وصلت سامراء استقبلني القائد وصيف التركي وهو قائد كبير قال لي :ـ يحي لو اسقطت شعرة من راس هذا الرجل لايكون المطالب بها غيري ، فعجبت من قوله وأخيرا وقفت امام المتوكل عرفته بمزايا الامام واسمعته من الثناء فاظهر المتوكل بره وتكرمه ثم القاه في غياهب الاسر ، سلام الله عليك يا سيدي في كل يوم يمر وانت تعاني الاسى ، ثم التفت الي وقال ها انا احملك رسالتي الى كل زمان وأقول انا بريء من أعداء أئمة اهل البيت عليهم السلام الى يوم الدين