بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم باحر التعازي والمواساة إلى حضرة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام والى كافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) .
قصة القاسم (عليه السلام) :
هاجر الإمام القاسم (عليه السلام) من مدينة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات قاطعاً المسافات الطوال تاركا كل قرية أو مدينة يمر بها حتى وصل إلى منطقة سورى إذوجد بنتين تستقيان الماء فقالت أحداهن للأخرى ( لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا فسر لسماع هذا القسم وتقدم باستحياء ليسأل التي أقسمت (من تعنين بصاحب بيعة الغدير) ؟
فأجابته انه سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام ) عندها أطمأن قلبه وهفت نفسه لأهل هذا الحي الذي يسمى (حي باخمرا) نسبة الى كثرة خمار الطين (وهو التراب المخلوط بالماء والتبن المستخدم في البناء والملج واللبخ) .
طلب القاسم (ع) من البنت صاحبة القسم ان تدله على مضيف رئيس الحي واستجابت لطلبه قائلة (إن رئيس الحي هو أبي) والذي رحب بدوره بالقاسم (عليه السلام) وأحسن ضيافته وانتظر القاسم (عليه السلام) حتى مضت ثلاثة أيام فبادره بقوله ( يا عم ما عبد الله بأفضل من العمل فهلا وجدت لي عملا يكون لي مغنماً؟ فقد طاب لي العيش بين ظهرانيكم ) أبدى الشيخ استعداده لاستضافة القاسم (عليه السلام) مدى عمره ، إلا انه أمام إصراره (عليه السلام) طلب إليه أن يختار عملا بنفسه عندها اختار الإمام القاسم (عليه السلام) أن يكون ساقيا للماء لما في سقاية الماء من اجر عظيم ولما للماء من أهمية في الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي. (
فجذب الإمام القاسم(ع) بورعه وتقواه وعبادته وعلمه أنظاراهل الحي وفي مقدمتهم رئيسهم الذي يوليه اهتماما بالغا وكان كلما تفقده ليلا وجده صافا قدميه قائما قاعدا راكعا ساجدا ونوره ساطع الى عنان السماء ثم انه يمضي نهاره صائما غالب الأيام ، لذا استقر في نفسه أن يزوجه إحدى بناته فعرض الأمر على قومه فأنكروا عليه ذلك لأنهم لم يعرفوا له حسبا ونسبا (إذ إن القاسم (عليه السلام) لم يعرفهم بنفسه سوى انه الغريب ) ولم يوقفهم على نسبه الشريف مخافة بطش السلطة الغاشمة .
لم يكترث الشيخ لاعتراض قومه فمضى في مشيئته ليعرض أمر الزواج على القاسم (عليه السلام) .
كن ابن من شئت واكتسب أدبا *** يغنيك محموده عن النسب .
استجاب الامام القاسم (عليه السلام) لعرض الشيخ مفضلا البنت صاحبة القسم التي دلته على مضيف أبيها يوم قدومه الحي .
تجتمع الروايات تقريبا على عدم وجود عقب للقاسم (عليه السلام) من الذكور فيما تشير أخرى إلى انه أعقب بنتا اسمها (فاطمة) .
ظهرت من الامام القاسم (عليه السلام) كرامات وصفات لم تجتمع لشخص خلال وجوده في الحي فقد وفرت مياههم وزادت غلتهم وبورك في مجهوداتهم إضافة إلى ما تمتع به (عليه السلام) من حسن شمائل وطيب معشر وسمو أخلاق وغزارة علم أفاضت على أهل الحي .
ناهيك عن شجاعة القاسم (عليه السلام) التي وصلت أن يرد بمفرده ما سلبه الغزاة من الحي بعد ان قاتلهم وشتت جمعهم إذا وقعت الحادثة بغياب رجال الحي واستنجاد النسوة بالقاسم (عليه السلام) الذي تبع الغزاة واسترجع ما بأيديهم لتقص النساء ما حدث للرجال عند عودتهم وما كان من شجاعته ونخوته فاكبروا مقامه وأجلّوا شخصه أكثر .
ومما تقدم يعلم أن قصة القاسم بن الإمام الكاظم (عليه السلام) تشبه قصص بعض الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) وهم :
1 – ان القاسم (عليه السلام) عرف بساقي الماء ، وهذه الصفة بعينها التي عرف بها ولي الله سيدي ومولاي أبا الفضل العباس (عليه السلام) .
2 - ان قصة القاسم (عليه السلام) شبيهة بقصة نبي الله موسى (عليه السلام) في خروجه من المدينة المنورة خائفاً يترقب من القتل ، وتوجهه صوب العراق ، ولقائه البنتين عند سقاية الماء ، والدلالة على البيت ، ثم الزواج من إحداهن .
والسلام عليكم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم باحر التعازي والمواساة إلى حضرة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام والى كافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) .
قصة القاسم (عليه السلام) :
هاجر الإمام القاسم (عليه السلام) من مدينة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات قاطعاً المسافات الطوال تاركا كل قرية أو مدينة يمر بها حتى وصل إلى منطقة سورى إذوجد بنتين تستقيان الماء فقالت أحداهن للأخرى ( لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا فسر لسماع هذا القسم وتقدم باستحياء ليسأل التي أقسمت (من تعنين بصاحب بيعة الغدير) ؟
فأجابته انه سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام ) عندها أطمأن قلبه وهفت نفسه لأهل هذا الحي الذي يسمى (حي باخمرا) نسبة الى كثرة خمار الطين (وهو التراب المخلوط بالماء والتبن المستخدم في البناء والملج واللبخ) .
طلب القاسم (ع) من البنت صاحبة القسم ان تدله على مضيف رئيس الحي واستجابت لطلبه قائلة (إن رئيس الحي هو أبي) والذي رحب بدوره بالقاسم (عليه السلام) وأحسن ضيافته وانتظر القاسم (عليه السلام) حتى مضت ثلاثة أيام فبادره بقوله ( يا عم ما عبد الله بأفضل من العمل فهلا وجدت لي عملا يكون لي مغنماً؟ فقد طاب لي العيش بين ظهرانيكم ) أبدى الشيخ استعداده لاستضافة القاسم (عليه السلام) مدى عمره ، إلا انه أمام إصراره (عليه السلام) طلب إليه أن يختار عملا بنفسه عندها اختار الإمام القاسم (عليه السلام) أن يكون ساقيا للماء لما في سقاية الماء من اجر عظيم ولما للماء من أهمية في الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي. (
فجذب الإمام القاسم(ع) بورعه وتقواه وعبادته وعلمه أنظاراهل الحي وفي مقدمتهم رئيسهم الذي يوليه اهتماما بالغا وكان كلما تفقده ليلا وجده صافا قدميه قائما قاعدا راكعا ساجدا ونوره ساطع الى عنان السماء ثم انه يمضي نهاره صائما غالب الأيام ، لذا استقر في نفسه أن يزوجه إحدى بناته فعرض الأمر على قومه فأنكروا عليه ذلك لأنهم لم يعرفوا له حسبا ونسبا (إذ إن القاسم (عليه السلام) لم يعرفهم بنفسه سوى انه الغريب ) ولم يوقفهم على نسبه الشريف مخافة بطش السلطة الغاشمة .
لم يكترث الشيخ لاعتراض قومه فمضى في مشيئته ليعرض أمر الزواج على القاسم (عليه السلام) .
كن ابن من شئت واكتسب أدبا *** يغنيك محموده عن النسب .
استجاب الامام القاسم (عليه السلام) لعرض الشيخ مفضلا البنت صاحبة القسم التي دلته على مضيف أبيها يوم قدومه الحي .
تجتمع الروايات تقريبا على عدم وجود عقب للقاسم (عليه السلام) من الذكور فيما تشير أخرى إلى انه أعقب بنتا اسمها (فاطمة) .
ظهرت من الامام القاسم (عليه السلام) كرامات وصفات لم تجتمع لشخص خلال وجوده في الحي فقد وفرت مياههم وزادت غلتهم وبورك في مجهوداتهم إضافة إلى ما تمتع به (عليه السلام) من حسن شمائل وطيب معشر وسمو أخلاق وغزارة علم أفاضت على أهل الحي .
ناهيك عن شجاعة القاسم (عليه السلام) التي وصلت أن يرد بمفرده ما سلبه الغزاة من الحي بعد ان قاتلهم وشتت جمعهم إذا وقعت الحادثة بغياب رجال الحي واستنجاد النسوة بالقاسم (عليه السلام) الذي تبع الغزاة واسترجع ما بأيديهم لتقص النساء ما حدث للرجال عند عودتهم وما كان من شجاعته ونخوته فاكبروا مقامه وأجلّوا شخصه أكثر .
ومما تقدم يعلم أن قصة القاسم بن الإمام الكاظم (عليه السلام) تشبه قصص بعض الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) وهم :
1 – ان القاسم (عليه السلام) عرف بساقي الماء ، وهذه الصفة بعينها التي عرف بها ولي الله سيدي ومولاي أبا الفضل العباس (عليه السلام) .
2 - ان قصة القاسم (عليه السلام) شبيهة بقصة نبي الله موسى (عليه السلام) في خروجه من المدينة المنورة خائفاً يترقب من القتل ، وتوجهه صوب العراق ، ولقائه البنتين عند سقاية الماء ، والدلالة على البيت ، ثم الزواج من إحداهن .
والسلام عليكم .