بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
المطلوب من الانسان أن يأتي الله بقلب سليم.
ليصل إلى درجة من درجات القلب السليم؟
هناك عدة أمور يجب أن يلاحظها الانسان حتى يصل إلى درجة سلامة القلب.
في الوصايا لأمير المؤمنين علي -ع- للإمام الحسن المجتبى مذكورة في نهج البلاغة"
(يا بني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي حتى لو كأن الموت لو أصابك أصابني فبادرت إلى نصيحتك، بني احي قلبك بالموعظة و أمته بالزهادة وقوه باليقين ونوره بالحكمةوذلله بذكر الموت)
وصية الامام قالها له بعد منصرفه من صفين أي بعد سنة ٣٨ هـ أي أن عمر الامام المجتبى ٣٤-٣٥ سنة وقد كان مستقلا و متزوجا وبعد سنتين سيصبح الامام الفعلي وهو إمام ومع ذلك تجد الامام أمير المؤمنين ينصحه ويعظه ليقول لنا يا أيها الأباء إذا أصبح عمرابنك ١٥ أو ٢٠ سنة لا تعتقد أنه قد استقل وصار يعمل ولا يحتاج النصيحة منك بل أنت مسؤول أن تنصحه و تعظه (أنت مسؤول أنت تنصح سائر المسلمين فما بالك ب ابنك أو ابنتك!) ليس مطلوبا منك أن تهيمن عليه وتلغي شخصيته ولكن لا تعتقد أن جانب الوعظ قد انتهى من جانبك.
الأمر الآخر أصل الموعظة" بني أحيي قلبك بالموعظة" كل شيء يحتاج حياة الشجر حياته بالماء والقلب ليس القلب العضوي بل بمعنى مركز التوجيه لديك يحتاج لإحياء واحيائه بتعريضه للوعظ ومن الغلط أن يعتقد أحدنا أن الذهاب للمجالس الحسينية غير مهم وألا يُستفاد منها لأنها فقط للموعظة! أعظم شيء هي الموعظة أصل الدين هو الموعظة كلام الله في القرآن هو موعظة والانبياء عملهم عمل الواعظ (اتقوا الله اطيعوا بالله اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) يجب علينا أن نرحب بالموعظة إذا وعظنا أحد يجب أن نعتبره صاحب جميل علينا وأن نفتح أبواب قلوبنا الداخلية، ذُكر عن مراجع يجلسون في مجالس خطباء معينين وظيفتهم الوعظ خطباء وعظيين في النجف الاشرف وفي مشهد! وهم مراجع يُقتدى برسائلهم العملية
فيجب على الانسان ألا يستكثر أو يستنكر على نفسه فمن اتعظ فقد حصل على أفضل ربح قد يحصله عليه الانسان.
وأمته بالزهادة، لا تجعل قلبك يسير وراء كل شيء جديد (ثوب أو منظر أو أثاث جديد يسير وراءه) فأمته بتقليل تطلعاته بتزهيده بما حوله من الأشياء لأن الأشياء المادية لاتنتهي/ في الشعر لأمير المؤمنين
وإنك إما تؤتي بطنك سؤله وفرجك نال منتهى الذم اجمعا
وكأن شغل الانسان الجري وراء هذه الشهوات ومحلا للذم والتقريع
الأمر الثالث اختبر قلبك بالنسبة لسلوكياته ومحبته للغير، بعض الاختبارات تفضح توجه الانسان مثال ذلك أن تسمع أحدهم يتحدث عن عالم علاقتك معه غير حسنة، فهل تتمنى أنهذا الكلام غير صحيح! فإن تمنيت أن ما قيل عنه صحيح فيجب أن تراجع سلامة قلبك! فيه بغضاء ومشكلة وإذا وصلت لدرجة أن تحب لهم ما تحب لنفسك فقد وصلت للسلامة. حتى وإن كان زيد من الناس علاقتي معه ليست جيدة أحب له الهداية والخير فإن كنت كذلك فأنت من أصحاب القلوب السليمة.
وأخيرا القلب السليم لا يتطبع مع المعصية، لو أن انسانا أذنب ذنبا يختبر قلبه هل استنكر المعصية فإن استنكرها فهذه خطوة في اتجاه القلب السليم، وأما إن مرت مرورا عابرافمن وصية نبينا محمد -ص- لأبي ذر الغفاري: "وإن المنافق ليذنب الذنب فيكون كذباب مر على انفه وطار، وأن المؤمن إذا أذنب ذنبا كان كجبل يكاد يسقط عليه". لا يجب أن ينظر الانسان لصغره ذنبه بل لعظمة من أذنب في حقه، إن المعاصي الصغيرة تتطبع في نفس الانسان إلى أن يظلم قلبه. إن خاف من ذنبه كأن جبلا على صدره هذا هو القلب المنيب التائب، ولكن إن استصغر الذنب و سار في اتجاه آخر أكبر هذا من قيل فيه:بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته! يصبح محوطا بسياج الخطيئة وهذا القلب على أثر تراكم السواد فيه لا يكاد يبصر الطريق ابداً. يرتكب الجرائمدون أن يفكر في عاقبة ما يفعله دون أن يتنبه، يتعجب الانسان ممن مُلئت بطونهم من الحرام كما وصف عليه السلام جند بني أمية مع كل هذه المواعظ التي لو أُلقيت على الصخور لأذابتها.
اللهم صل على محمد وآل محمد
المطلوب من الانسان أن يأتي الله بقلب سليم.
ليصل إلى درجة من درجات القلب السليم؟
هناك عدة أمور يجب أن يلاحظها الانسان حتى يصل إلى درجة سلامة القلب.
في الوصايا لأمير المؤمنين علي -ع- للإمام الحسن المجتبى مذكورة في نهج البلاغة"
(يا بني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي حتى لو كأن الموت لو أصابك أصابني فبادرت إلى نصيحتك، بني احي قلبك بالموعظة و أمته بالزهادة وقوه باليقين ونوره بالحكمةوذلله بذكر الموت)
وصية الامام قالها له بعد منصرفه من صفين أي بعد سنة ٣٨ هـ أي أن عمر الامام المجتبى ٣٤-٣٥ سنة وقد كان مستقلا و متزوجا وبعد سنتين سيصبح الامام الفعلي وهو إمام ومع ذلك تجد الامام أمير المؤمنين ينصحه ويعظه ليقول لنا يا أيها الأباء إذا أصبح عمرابنك ١٥ أو ٢٠ سنة لا تعتقد أنه قد استقل وصار يعمل ولا يحتاج النصيحة منك بل أنت مسؤول أن تنصحه و تعظه (أنت مسؤول أنت تنصح سائر المسلمين فما بالك ب ابنك أو ابنتك!) ليس مطلوبا منك أن تهيمن عليه وتلغي شخصيته ولكن لا تعتقد أن جانب الوعظ قد انتهى من جانبك.
الأمر الآخر أصل الموعظة" بني أحيي قلبك بالموعظة" كل شيء يحتاج حياة الشجر حياته بالماء والقلب ليس القلب العضوي بل بمعنى مركز التوجيه لديك يحتاج لإحياء واحيائه بتعريضه للوعظ ومن الغلط أن يعتقد أحدنا أن الذهاب للمجالس الحسينية غير مهم وألا يُستفاد منها لأنها فقط للموعظة! أعظم شيء هي الموعظة أصل الدين هو الموعظة كلام الله في القرآن هو موعظة والانبياء عملهم عمل الواعظ (اتقوا الله اطيعوا بالله اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) يجب علينا أن نرحب بالموعظة إذا وعظنا أحد يجب أن نعتبره صاحب جميل علينا وأن نفتح أبواب قلوبنا الداخلية، ذُكر عن مراجع يجلسون في مجالس خطباء معينين وظيفتهم الوعظ خطباء وعظيين في النجف الاشرف وفي مشهد! وهم مراجع يُقتدى برسائلهم العملية
فيجب على الانسان ألا يستكثر أو يستنكر على نفسه فمن اتعظ فقد حصل على أفضل ربح قد يحصله عليه الانسان.
وأمته بالزهادة، لا تجعل قلبك يسير وراء كل شيء جديد (ثوب أو منظر أو أثاث جديد يسير وراءه) فأمته بتقليل تطلعاته بتزهيده بما حوله من الأشياء لأن الأشياء المادية لاتنتهي/ في الشعر لأمير المؤمنين
وإنك إما تؤتي بطنك سؤله وفرجك نال منتهى الذم اجمعا
وكأن شغل الانسان الجري وراء هذه الشهوات ومحلا للذم والتقريع
الأمر الثالث اختبر قلبك بالنسبة لسلوكياته ومحبته للغير، بعض الاختبارات تفضح توجه الانسان مثال ذلك أن تسمع أحدهم يتحدث عن عالم علاقتك معه غير حسنة، فهل تتمنى أنهذا الكلام غير صحيح! فإن تمنيت أن ما قيل عنه صحيح فيجب أن تراجع سلامة قلبك! فيه بغضاء ومشكلة وإذا وصلت لدرجة أن تحب لهم ما تحب لنفسك فقد وصلت للسلامة. حتى وإن كان زيد من الناس علاقتي معه ليست جيدة أحب له الهداية والخير فإن كنت كذلك فأنت من أصحاب القلوب السليمة.
وأخيرا القلب السليم لا يتطبع مع المعصية، لو أن انسانا أذنب ذنبا يختبر قلبه هل استنكر المعصية فإن استنكرها فهذه خطوة في اتجاه القلب السليم، وأما إن مرت مرورا عابرافمن وصية نبينا محمد -ص- لأبي ذر الغفاري: "وإن المنافق ليذنب الذنب فيكون كذباب مر على انفه وطار، وأن المؤمن إذا أذنب ذنبا كان كجبل يكاد يسقط عليه". لا يجب أن ينظر الانسان لصغره ذنبه بل لعظمة من أذنب في حقه، إن المعاصي الصغيرة تتطبع في نفس الانسان إلى أن يظلم قلبه. إن خاف من ذنبه كأن جبلا على صدره هذا هو القلب المنيب التائب، ولكن إن استصغر الذنب و سار في اتجاه آخر أكبر هذا من قيل فيه:بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته! يصبح محوطا بسياج الخطيئة وهذا القلب على أثر تراكم السواد فيه لا يكاد يبصر الطريق ابداً. يرتكب الجرائمدون أن يفكر في عاقبة ما يفعله دون أن يتنبه، يتعجب الانسان ممن مُلئت بطونهم من الحرام كما وصف عليه السلام جند بني أمية مع كل هذه المواعظ التي لو أُلقيت على الصخور لأذابتها.