(61)سلسلة
المسير إلى المدينة
خطبة السجاد:
كان لا بد للناس أن يعرفوا من الإمام الاحداث التي جرت في كربلاء وما بعد كربلاء, وهو الشاهد على كل ما جرى.
وقف خطيباً بأهل المدينة وبعد الحمد والثناء قال:
أيها القوم, إنَّ اللهَ وليُّ الحمد ابتلانا بمصائب جليلة, وثلمةٍ في الاسلام عظيمةٍ:
قُتِل أبو عبد الله وعترتُه
وسُبِيَتْ نساؤه وصِبْيَتُه
وداروا برأسِهِ في البلدان من فوق عالي السِّنان
وهذه الرزيةُ لا مثلُها رزية.
أيها الناس, فأيُّ رجالاتٍ تسرون بعد قتله؟
وأيةُ عينٍ منكم تحتبسُ دمعَها؟
لقد بكت السبعُ الشداد
وبكت البحار بأمواجِها
والسماوات بأركانِها
والأرض بأرجائِها
والأشجار بأغصانِها
والحيتان في لُجج البحار
والملائكة المقرَّبون
وأهل السماوات أجمعون.
بعد أن أخبر الناسَ ببكاء الوجود على الحسين عليه السلام, قال عليه السلام:
أيّها الناس، أيُّ قلبٍ لا يَنْصَدِعُ لقتلِه؟
أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟
أم أيّ سَمْعٍ يسمع بهذه الثَّلْمة الّتي ثُلِمَت في الاسلام ولا يُصَمّ؟
أيّها النّاس، أصبحْنا مطرودين مَذُودِين شاسعين -بعيدين- عن الأمصار
كأنّنا أولادُ تُرْكٍ وكابل
من غيرِ جُرْمٍ اجترمناه، ولا مكروهٍ ارتكبناه، ولا ثَلْمَةٍ في الاسلام ثلمناها.
ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين، إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ
واللّه لو أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله تقدّم إليهم في قتالِنا كما تقدَّم إليهم بالوِصاية بنا لما زادُوا على ما فَعَلُوا بنا.
فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون
من مصيبةٍ ما أعظمَها، وأوجعَها، وأفجعَها، وأكظَّها، وأمضَّها، وأفظعَها، وأمرَّها، وأفدحَها
فعندَ اللّهِ نحتَسِبُ فيما أصابَنا وبَلَغَ بنا، إنّه عزيزٌ ذو انتقام.
قصة كربلاء531
المسير إلى المدينة
خطبة السجاد:
كان لا بد للناس أن يعرفوا من الإمام الاحداث التي جرت في كربلاء وما بعد كربلاء, وهو الشاهد على كل ما جرى.
وقف خطيباً بأهل المدينة وبعد الحمد والثناء قال:
أيها القوم, إنَّ اللهَ وليُّ الحمد ابتلانا بمصائب جليلة, وثلمةٍ في الاسلام عظيمةٍ:
قُتِل أبو عبد الله وعترتُه
وسُبِيَتْ نساؤه وصِبْيَتُه
وداروا برأسِهِ في البلدان من فوق عالي السِّنان
وهذه الرزيةُ لا مثلُها رزية.
أيها الناس, فأيُّ رجالاتٍ تسرون بعد قتله؟
وأيةُ عينٍ منكم تحتبسُ دمعَها؟
لقد بكت السبعُ الشداد
وبكت البحار بأمواجِها
والسماوات بأركانِها
والأرض بأرجائِها
والأشجار بأغصانِها
والحيتان في لُجج البحار
والملائكة المقرَّبون
وأهل السماوات أجمعون.
بعد أن أخبر الناسَ ببكاء الوجود على الحسين عليه السلام, قال عليه السلام:
أيّها الناس، أيُّ قلبٍ لا يَنْصَدِعُ لقتلِه؟
أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟
أم أيّ سَمْعٍ يسمع بهذه الثَّلْمة الّتي ثُلِمَت في الاسلام ولا يُصَمّ؟
أيّها النّاس، أصبحْنا مطرودين مَذُودِين شاسعين -بعيدين- عن الأمصار
كأنّنا أولادُ تُرْكٍ وكابل
من غيرِ جُرْمٍ اجترمناه، ولا مكروهٍ ارتكبناه، ولا ثَلْمَةٍ في الاسلام ثلمناها.
ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين، إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ
واللّه لو أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله تقدّم إليهم في قتالِنا كما تقدَّم إليهم بالوِصاية بنا لما زادُوا على ما فَعَلُوا بنا.
فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون
من مصيبةٍ ما أعظمَها، وأوجعَها، وأفجعَها، وأكظَّها، وأمضَّها، وأفظعَها، وأمرَّها، وأفدحَها
فعندَ اللّهِ نحتَسِبُ فيما أصابَنا وبَلَغَ بنا، إنّه عزيزٌ ذو انتقام.
قصة كربلاء531