بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمد ، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة . وأمه أسماء بنت عميس مر لها ذكر في هامش ص 125 ولد بالبيداء في حجة الوداع .
روي أن أبا بكر خرج في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة فرأت أسماء بنت عميس وهي تحته كان أبا بكر متخضب بالحناء رأسه ولحيته ، وعليه ثياب بيض ، فجاءت إلى عائشة فأخبرتها ، فبكت عائشة وقالت : إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر إن خضابه الدم وأن ثيابه أكفانه ، فدخل النبي صلى الله عليه وآله وهي كذلك فقال : ما أبكاها ؟ فذكروا الرؤيا . فقال : ليس كما عبرت عائشة ولكن يرجع أبو بكر ، فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمدا يجعله الله تعالى غيظا على الكافرين والمنافقين .
قال ابن أبي الحديد : ونشوه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام وأنه لم يكن يعرف أبا غير على ، حتى قال أمير المؤمنين عليه السلام : محمد ابني من صلب أبي بكر ، وكان يكنى (أبا القاسم) وكان من نساك قريش ، وكان ممن أعان في يوم الدار ، ومن ولده (القاسم بن محمد) فقيه أهل الحجاز وفاضلها ، ومن ولد القاسم (عبد الرحمن) من فضلاء قريش ويكنى (أبا محمد) ومن ولد القاسم أيضا أم فروة تزوجها الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي (ع) .
وكان من حواري أمير المؤمنين عليه السلام ، وخواصه واحد المحامدة التي تأبى أن يعصى الله .
وروي عن حمزة بن محمد الطيار قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله (ع) فقال أبو عبد الله (ع) : رحمه الله وصلى عليه ، قال لأمير المؤمنين (ع) - يوما من الأيام - : أبسط يدك أبايعك ، فقال : أو ما فعلت ؟ قال : بلى ، فبسط يده فقال :
أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وأن أبي في النار . فقال أبو عبد الله عليه السلام : كان النجابة من أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه . وعن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (ع) : أن محمد بن أبي بكر بايع عليا عليه السلام على البراءة من أبيه .
وعن شعيب عن أبي عبد الله (ع) قال : سمعته يقول : ما من أهل بيت إلا ومنهم نجيب من أنفسهم ، وانجب النجباء من أهل (بيت سوء) محمد بن أبي بكر.
وينسب إليه قوله :
يا أبانا قد وجدنا ما صلح *** خاب من أنت أبوه وافتضح .
إنما أنقذني منك الذي *** أنقذ الدر من الماء الملح .
يا بني الزهراء أنتم عدتي *** وبكم في الحشر ميزاني رجح .
وإذا صح ولائي فيكم *** لا أبالي أي كلب قد نبح .
وقتل بمصر - وكان فيها واليا من قبل أمير المؤمنين (ع) - قتله معاوية بن خديج ثم وضعه في جوف حمار ميت وأحرقه.
ولما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام قتل محمد بن أبي بكر حزن لذلك حزنا شديدا حتى ظهر ذلك عليه وتبين في وجهه ، وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه إلى أن قال : ألا وإن محمد بن أبي بكر قد استشهد رحمة الله عليه وعند الله نحتسبه ..
وقيل له (ع) قد جزعت على محمد جزع شديدا يا أمير المؤمنين فقال : وما يمنعني أنه كان لي ربيبا وكان لبني أخا ، وكنت له والدا ، أعده ولدا .
ولما سمعت أمه أسماء بقتله كظمت غيظها حتى شخبت ثدياها دما.
الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي ، ج 1 ، ص 269 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمد ، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة . وأمه أسماء بنت عميس مر لها ذكر في هامش ص 125 ولد بالبيداء في حجة الوداع .
روي أن أبا بكر خرج في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة فرأت أسماء بنت عميس وهي تحته كان أبا بكر متخضب بالحناء رأسه ولحيته ، وعليه ثياب بيض ، فجاءت إلى عائشة فأخبرتها ، فبكت عائشة وقالت : إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر إن خضابه الدم وأن ثيابه أكفانه ، فدخل النبي صلى الله عليه وآله وهي كذلك فقال : ما أبكاها ؟ فذكروا الرؤيا . فقال : ليس كما عبرت عائشة ولكن يرجع أبو بكر ، فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمدا يجعله الله تعالى غيظا على الكافرين والمنافقين .
قال ابن أبي الحديد : ونشوه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام وأنه لم يكن يعرف أبا غير على ، حتى قال أمير المؤمنين عليه السلام : محمد ابني من صلب أبي بكر ، وكان يكنى (أبا القاسم) وكان من نساك قريش ، وكان ممن أعان في يوم الدار ، ومن ولده (القاسم بن محمد) فقيه أهل الحجاز وفاضلها ، ومن ولد القاسم (عبد الرحمن) من فضلاء قريش ويكنى (أبا محمد) ومن ولد القاسم أيضا أم فروة تزوجها الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي (ع) .
وكان من حواري أمير المؤمنين عليه السلام ، وخواصه واحد المحامدة التي تأبى أن يعصى الله .
وروي عن حمزة بن محمد الطيار قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله (ع) فقال أبو عبد الله (ع) : رحمه الله وصلى عليه ، قال لأمير المؤمنين (ع) - يوما من الأيام - : أبسط يدك أبايعك ، فقال : أو ما فعلت ؟ قال : بلى ، فبسط يده فقال :
أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وأن أبي في النار . فقال أبو عبد الله عليه السلام : كان النجابة من أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه . وعن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (ع) : أن محمد بن أبي بكر بايع عليا عليه السلام على البراءة من أبيه .
وعن شعيب عن أبي عبد الله (ع) قال : سمعته يقول : ما من أهل بيت إلا ومنهم نجيب من أنفسهم ، وانجب النجباء من أهل (بيت سوء) محمد بن أبي بكر.
وينسب إليه قوله :
يا أبانا قد وجدنا ما صلح *** خاب من أنت أبوه وافتضح .
إنما أنقذني منك الذي *** أنقذ الدر من الماء الملح .
يا بني الزهراء أنتم عدتي *** وبكم في الحشر ميزاني رجح .
وإذا صح ولائي فيكم *** لا أبالي أي كلب قد نبح .
وقتل بمصر - وكان فيها واليا من قبل أمير المؤمنين (ع) - قتله معاوية بن خديج ثم وضعه في جوف حمار ميت وأحرقه.
ولما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام قتل محمد بن أبي بكر حزن لذلك حزنا شديدا حتى ظهر ذلك عليه وتبين في وجهه ، وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه إلى أن قال : ألا وإن محمد بن أبي بكر قد استشهد رحمة الله عليه وعند الله نحتسبه ..
وقيل له (ع) قد جزعت على محمد جزع شديدا يا أمير المؤمنين فقال : وما يمنعني أنه كان لي ربيبا وكان لبني أخا ، وكنت له والدا ، أعده ولدا .
ولما سمعت أمه أسماء بقتله كظمت غيظها حتى شخبت ثدياها دما.
الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي ، ج 1 ، ص 269 .