إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أزلية الحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أزلية الحياة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد


    الحياة من أين أتت؟ افترض أن الحياة هي الأصيل والمادة أتت بعد ذلك، الحياة من أين نبعت؟ الحياة أزلية لم يسبقها عدم، ما في شئ قبل الحياة وأتت الحياة من بعده، الحياة أزلية وأبدية لم يسبقها العدم قط، غاية ما في الآمر أن هذه الحياة لها درجات ولها مراتب مثل النور، النور له درجات، نور الشمس اقوى من نور القمر، ونور القمر أقوى من نور المصباح، النور له درجات وكذلك الحياة لها درجات، أقوى درجات الحياة حياةٌ لا حد لها ولا أمد لها ولا قيد لها وتلك الدرجة من الحياة التي لا حد لها اسمها الله جل جلاله.

    الله درجة من درجات الحياة ولكنها أقوى درجة وأتم درجة، هذه الدرجة الأقوى التي لا حد لها ولا أمد لها، كلها علم، كلها قدرة، كلها عطاء، كلها إفاضة، هذه المرتبة الأتم من الحياة التي اسمها الله ترشح منها الحياة المحدودة التي تحولت الى حياة انسان وحياة نبات وتحولت الى حياة حيوان، المرتبة اللامحدودة من الحياة أفاضت المرتبة الحياة المحدودة، كما أن النور الاتم يفيض النورالاضعف منه.

    إذن الحياة أزلية ولم يسبقها عدم، ولذلك السيدة الزهراء «سلام الله عليها» عبرت بالإبتداع، الإبتداع يعني أزلية الحياة، أبتدع الأشياء لا من شئٍ كان قبلها، لم تقل الزهراء «سلام الله عليها» أبتدع الاشياء من لا شئ، أن لا شئ لا يولد شئ، فاقد الشئ لا يعطيه وإنما التعبير الدقيق قالت: أبتدع الأشياء لا من شئ ولم تقل أبتدع الأشياء من لا شئ، فرق بين أن نقول أبتدع الأشياء من لا شئ، وهذا غلط، أو نقول ابتدع الأشياء لا من شئ، أي أنه أفاض الأشياء من حياته وأفاض الوجود من وجوده تبارك وتعالى، إذن، الوجود أزلي والحياة أزلية والمادة صورةً من صور الحياة ولونٌ من ألوان الحياة.

    هذه المادة سجن، يعني هذه الروح في العالم الذي كان قبل هذا العالم قد تعيش حياة مطلقة ولكنها عندما تلتصق بالمادة تتقيد وتتحدد وتتأطر الى أن تنفصل عن هذه المادة وتعود الى الإنطلاق مرة آخرى كما كانت عليه قبل أن تتصل بهذه المادة، المادة مجرد مرحلة من مراحل الحياة ولون من ألوان الحياة، لأجل ذلك بعد أن فهمنا وعرفنا هذين المفهومين مفهوم اصالة الحياة ومفهوم أزلية الحياة نعرف معنى التزاوج بين الموت وبين الحياة: ﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ يعنى خلق التزاوج بينهما، لا يوجد حياة إلا وبإزائه موت ولا يوجد موت إلا وبإزائه حياة، كيف؟ هذه النطفة حياة، تخلع صورة النطفة وتلبس صورة العلقة، الصورة التي خُلِعت موت والصور التي لُبِست حياة، كلما خلعت صورة حصل موت وكلما لبست صورة حصل حياة، فدائماً الموت والحياة متقارناً، ماتصير مرحلة فيها حياة إلا وبها موت، مايمر آن على الإنسان فيه حياة وإلا فيه موت، في كل ثانية تموت ملايين الخلايا في جسم الإنسان وتحيا ملايين الخلايا، الموت والحياة متقارنان لا ينفكان﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾أي زاوجهما وجعلهما متعاصرين ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X