إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج المنتدى(ظلامات الزهراء فدك انموذجا)110

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    الزهراء النور الإلهي الذي انبثق من صلب خاتم النبيين صلى الله عليه وآله فتجسد بشخص فاطمة الزهراء عليها السلام، وامتد في حياة ووجود الرسالة، وكان ركناً أساسياً في بقائها إلى يومنا هذا؟ ولماذا كان عقب وذرية الرسول الأكرم المباركة قد اقتصر على ريحانته الصديقة الطاهرة المطهرة الزهراء سلام الله عليها، ولم يكن في أحد أبنائه؟
    إن الزهراء البتول وُلدت كبرعم تفتّح في ربيع الحياة، أو كنسمة فوّاحة انسابت على سهل الحياة، أو كسحابة خير هطلت فاهتزّت لها صحراء الوجود، أو كومضة سطعت على آفاق العالم المظلم، ذلك لأن الزهراء جزءٌ لا يتجزّأ من نور الرسالة، وركن أساسي من الإيمان، حيث عاشت صلوات الله عليها كربيع عجّل انقضاؤه قيض الحقد اللئيم، لكنها -رغم ذلك- بقيت عطراً ممتداً وبركة لا تنقطع، فهي بذرة الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهي جوهر أهل البيت الطاهر الذي شاء الله له أن يكون مشكاة لنور يسطع وهّاجاً في ضمير الزمن وعلى امتداد الدهور.
    وهذه الحكمة هي التي كانت وراء أن تكون الزهراء القدوة الأولى لنساء العالم ليقمن بوجه الاستبداد والظلم وسلب الحقوق والإجحاف والتطاول الذي يتعرضن له من قبل الظالمين والمستبدين على اختلاف أنواعهم وأشكالهم.

    تعليق


    • صورة الزائر الرمزية
      ضيف تم التعليق
      تعديل التعليق
      موفقين احبائي

  • #12
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    السيدة فاطمة الزهراء(ع) الإنموذج المثالي للمرأة

    تعيش المراة غالبا حالة من التيه واللامبالاة، واقفة حائرة غائرة العين، تتقاذفها التيارات هنا وهناك، يميناً وشمالاً، تائهة هائمة في مطبات الحياة، تتطلع إلى الأفق البعيد، ترنو إلى من يأخذ بيدها لينقذها، أو تجد مسندا لتتكئ عليه وتنقذ نفسها، أو خيمة تستظل بها من جور الأيام وفتنها. وإذا صادفت من يأخذ بيدها ليرفعها فهل ستوفق أم لا؟ وعلى أي صعيد؟ وفي أي مجال؟ وهي ذلك الكائن الرقيق والمليء بالعواطف هل باستطاعتها دخول كافة مجالات الحياة؟ وهي التي يشير إليها المجتمع، مهما وفقت وحازت على درجات الرقي، بأنها امراة!. نحاول في هذا المختصر أن نجيب على تساؤلات هذه المراة، وذاك المجتمع؛ عبر اقتفاء أثر نموذج نسوي واحد، استطاع أن يدخل كافة الأصعدة بقوة وحزم، وكانت آخر ما تفكر فيه أنها امرأة؛ لتثبت للعالم أجمع بأن المراة إذا أرادت أن تستغل ما لديها من طاقات وإمكانات، فإنها تستطيع أن تفعل المعجزات.
    تعد فاطمة الزهراء (ع) نموذجاً راقياً، ومَثَلاً أعلى لكافة النساء؛ فهي الأسوة التي يجب أن يجعلها الإنسان - والمرأة بصفة خاصة - نصب عينيه؛ فمن النساء من تؤدي رسالتها في إطار البيت لتربية الأولاد ومداراة الزوج وحسب، ومنهن من تحب الانطلاق وعدم التأطير في مجال معين، سواء أكان ذلك ثقافياً أم اجتماعياً أم اقتصادياً أم سياسياً، لترسم لكل منهن المنهج الذي تنتهجه في سبيل الرسالة والهدف الذي تحمله، فقد تكون في ظروف تقتضي منها الجلوس في البيت، فتكون في قمة الرقة والعاطفة، وقد تمر في ظروف تظهرها على حقيقتها القوية الصلبة.
    فاطمة الزهراء (ع) والمجال السياسي: قد يعتقد البعض أن المرأة لا تستطيع الخوض والدخول في معترك السياسة، ومن الصعب أن تواجه الحكام برأيها المخالف، ومن الأصعب أن تطالب بحقوقها المشروعة وبالأخص في الدول الإسلامية اليوم. لقد برهنت الزهراء (ع) للعالم بأجمعه أن المرأة بإمكانها الدخول في هذا المجال، رغم جميع الصعوبات الموجودة التي تحول دون ذلك؛ فقد خاضت الزهراء (ع) هذا المجال وهي في أصعب وأشد الأحوال؛ ففقدان أبيها (ص) من جهة، وانقلاب طائفة من الناس على أعقابهم بعد وفاة الرسول (ص) من جهة ثانية، واغتصاب حق زوجها من جهة ثالثة، واغتصاب فدك من جهة رابعة، بالإضافة إلى الوضع الجسدي المؤلم الذي آلت إليه من جراء انتهاك بعض الظلمة لحرمتها وإلى غير ذلك.. من العوامل التي كدرت حياتها، بلهجة صارمة وحازمة وبعد تقديم العديد من الأدلة والبراهين من الكتاب والسنة طالبت بالحق وأبدت رأيها وموقفها في مقابل الحاكم.
    وفي المجال الاقتصادي: قد لا يخفى على أحد أن الاقتصاد هو العصب الرئيس في الحياة، وهو الشريان الرئيس الذي يغذي كافة مجالات الحياة العملية؛ من هذا المنطلق وبأمر من الله تعالى وبعد نزول هذه الآية (وآتِ ذا القربى حقه) وهب رسول الله (ص) فدكا لفاطمة (ع)؛ ولأهمية هذا الموضوع، أول ما جرى بعد رحيل الرسول (ص) هو قطع هذا التمويل العظيم من الزهراء (ع)؛ إذ إنهم كانوا يعرفون أن فاطمة الزهراء (ع) بامتلاكها لفدك ستقوم بذلك النشاط الاقتصادي الرائع الذي كانت ترمي من ورائه إلى إشباع الفقراء وإنعاش المحرومين، وإنهاض الواقعين تحت وطأة السياط. فمطالبة الزهراء (ع) بحقها في فدك كان يكمن في طياتها العديد من الأمور المهمة التي كانت تفوق الجانب المادي وأهمها:
    * إن الهدف الرئيس من ذلك هو كشف الغطاء عن الحقيقة، وإثبات أن الحق في أمر الخلافة هو مع علي (ع) عبر الاستدلال والمطالبة بحقه؛ فقد قالت وهي تخاطب نساء المهاجرين والأنصار: (ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط الروح الأمين...، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن...).
    * رسم المقياس لتمييز الحق عن الباطل وتربية الأمة على التصدي للجور وفضح الغاصبين للحقوق.
    * بيان العامل الأساسي لظاهرة الفقر ألا وهو إضاعة الحقوق، وهذا لا يكون إلا في جو الاستبداد الذي يشيعه الظلمة لضرب الاقتصاد؛ فعن أمير المؤمنين (ع): (ما رأيتُ نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيع). وقد أكدت الاحصاءات اليوم ذلك فان مجرد فضلات الطعام التي يلقيها الأمريكان في النفايات والمزابل وحدها تكفي لإشباع القارة الأفريقية برمتها.
    لذا قالت (ع): (وأبشروا بسيف صارم... واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا، وجمعكم حصيدا).
    في المجال الثقافي: إن كلمة الثقافة إنما تعني - فيما تعنيه - توجيه الطاقات الفردية – أي طاقات الإنسان – لتحقيق بناء الفرد في الداخل بالنسبة إلى مصلحته، ولتحقيق مكانته اللائقة في المجتمع بانسجام تلك المصلحة مع مصلحة المجتمع، وتعد الثقافة والتحصيل العلمي من أهم العوامل الرئيسة في تقدم الفرد والأمة. ولقد عانت المرأة في هذا المجال الكثير وذلك عبر عدم إتاحة الفرصة لها لممارسة كافة النشاطات الثقافية لتنمية مواهبها الكامنة، ناهيك عن أن تمتعها بالوعي والثقافة، سينعكس وبصورة مباشرة على أداء مسؤوليتها داخل البيت بشكل أفضل ابتداء بمداراة الزوج ومروراً بتربية الأولاد وانتهاءً بتعاملها مع المجتمع.
    ولأهمية هذا المطلب فقد خاضت فاطمة الزهراء (ع) في هذا المجال لتثبت للمرأة أولاً وللمجتمع ثانياً وللعالم ثالثاً أنها قادرة على أداء مسؤوليتها في هذا الباب بجدارة وتفوق؛ فكانت (ع) هي المؤلفة الأولى في الإسلام، والخطيبة البارعة التي ضربت مثلاً نادراً في البلاغة والفصاحة، بالإضافة إلى المستوى العلمي الراقي الذي كانت تتمتع به؛ لذا كانت خطبها مليئة بالاستدلالات والبراهين القوية التي لا يمكن ردّها أبداً. إضافة إلى ذلك فقد كان بيتها مركزاً ثقافياً وعلمياً لتثقيف النسوة بكافة المسائل التي يحتجنها في حياتهن.
    في المجال الفكري: يقول القرآن الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وهذه الآية وإن كانت خطاباً خاصاً للرسول (ص)، فهي تحمل في طياتها ذلك الانفتاح الحضاري العالمي وعدم تحديد الفكر الإسلامي في إطار ضيق لمجتمع معين وفئة معينة؛ ليتعلم الإنسان أن يعيش في حدود العالم بروحه وفكره وليس في حدود النفس والبدن حيث تحكمه الأنانية. ومن هذا المنطلق أكدت فاطمة الزهراء (ع) على هذا الموضوع كثيراً وبالأخص في أواخر أيام حياتها؛ فعندما جاءت النساء لعيادتها والسؤال عنها بدأن بهذه العبارة : كيف أصبحتِ من علّتكِ هذه يا ابنة رسول الله؟ فأجابت بقولها: (أصبحتُ بحمد الله عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنئتهم بعد أن سبرتهم... ثم أضافت: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض).
    لذا لابد من طرح الفكر الإسلامي على الصعيد العالمي، والانفتاح المبرمج على العالم الخارجي؛ وهذا لا يكون إلا عبر وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة، كما استفادت الزهراء (ع) من أهم مركز للإعلام في ذلك الحين وهو المسجد باعتباره مركزاً لتجمع مختلف الشخصيات والتيارات الاجتماعية، والمركز الرئيس للرسول الأعظم (ص) لقيادة الأمة. ما تقدم هو نموذج حي للمرأة التي تطمح للخوض في كافة مجالات العمل السياسية منها والاقتصادية والثقافية وغيرها، ولكن بشرط أن تملك ذلك الإيمان الراسخ بهدفها، والإرادة القوية التي تسحق كل الصعوبات التي تعوق تقدمها، والثقة العالية بالنفس؛ لتصل إلى مراتب التفوق والرقي وإن كانت امرأة.
    حسنتم واجدتم الاخ الفاضل(ابو محمد الذهبي) لطرحكم المميز كما عهدناكم وردكم الذي يستوعب الموضوع النقاشي باكمله.والذي يبين سيرة فاطمه عليها السلام وكيفية الاقتداء بها والسيرعلى خطاها والاخذ من نهجها في جميع المجالات الماديه والاقتصاديه والسياسيه والفكريه وغيرها المتتبع لسيرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) يجد انها مدرسة متكاملة في مختلف أبعاد الحياة.. فينبغي أن تكون قدوة لجميع النساء بل وحتى الرجال.. فهي التي وقفت مع أبيها في تبليغ الدعوة الإسلامية، وتحملت أذى مشركي قريش مع الثلة القليلة من المؤمنين في شعب أبي طالب، وتحملت صعوبة الهجرة من مكة إلى المدينة. ووقفت أيضا بجانب أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي أرسى دعائم الإسلام.. فكانت المجاهدة والمهاجرة.
    وتحملت أيضاً الآلام وقساوة الظروف الصعبة جرّاء طلاقها للدنيا واختيارها الآخرة، كما تزوجت بأمير المؤمنين علي(عليه السلام) لتشارك في إسناد الرسالة والإمامة معاً وإرساء قواعد المجتمع الإسلامي ونشر الدعوة الإلهية بجانب أبيها وبعلها الذي نذر نفسه لله تعالى. وهذا خير مثال يقتدين به النساء المسلمات.


    فكما ذكرتم استاذنا القدير اذا اردنا الاقتداء بفاطمه عليها السلام في المجال الفكري والثقافي فيجب ان نمعن النظر في سيرتها العلمية حيث انه من الصفات التي تحلت بها سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، ويجب على المسلمين رجالاً ونساءاً أن يقتدوا بها اكثر فأكثر هو العلم..

    إذ كانت الزهراء(عليها السلام) عالمة بما للكلمة من معنى، فإنها كانت تتلقى العلم من مدينة علم الرسالة وهو النبي (صلّى الله عليه وآله) ومن بابها وهو علي (عليه السلام)[7]..
    فهي العارفة بالله وبحقائق الكون وفلسفة الحياة، كما أن قربها من المسجد النبوي كان يتيح لها أن تتابع أحكام الله وتلاوة آياته المباركة.. هذا إلى جوار ما كان لها من العلم اللدني.
    فمقاماتها السامية وعلومها الزخارة أهلتّها لأن تقوم بدور التربية والتعليم والتوجيه لنساء العالم في كل عصر ومصر، وخاصة نساء عصرها اللاتي كنّ يجتمعن حولها ويتلقين منها علوم الإسلام ويسألنها عن كل شيء.
    وقد كانت الزهراء (عليها السلام) المعلمة والمربية حتى للرجال من خلال النساء، فعن الإمام الحسن العسكري قال (عليه السلام): قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فسليها عني: أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت(عليها السلام): «قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا».

    فرجعت فأخبرته، فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذن خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار!
    فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (عليها السلام) ما قال زوجها..
    فقالت فاطمة(عليها السلام) قولي له: «ليس هكذا فان شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي اعدائنا، والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها، إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا»[8].

    [7] اشارة إلى حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها». عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ص233.


    [8] تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ص308.

    تعليق


    • #13
      اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك

      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #14
        ​هي الزهراءُ أمّ أبيها..

        هي من طهرِها الجليل..

        هي مَن دارتْ القرونُ الأولى على معرفتِها..

        هي مَن أدار رحاها ميكائيل..

        وهزّ مهدَ وليدها جبرائيل..

        هي مَن أزهرتْ الأرضُ بنورها..

        وأضاءتْ السماءُ بأنوارِ عبادتها..

        هي مَن يغضُب لغضبِها الجبار من فوق سبعِ سماوات..

        ويَرضى لرضاها..

        هي حبيبةُ الحبيبِ وثمرةُ فؤادِه..

        وبَضعةُ المختارِ المصطفى..

        هي مَن تتسابق الحورُ العينِ لخدمتِها..

        وتشتاقُ الجنانُ إليها..

        وترتجِي القداسةُ ملامستها..

        والعفةُ تنحني خَجلاً منها..

        والملائكةُ تفترشُ ترابَ أقدامِها للتبرّك..

        وأصحابُ أبيها غصبوها حقّها..

        وانتهكوا حرمتَها التي حفظها الله من فوق عليين..

        وأحرقوا دارها وكسروا ضلعها وعصروها ما بين الحائط والباب..

        وأسقطوا جنينَها ثالث الأسباط..

        لبِئسَ ما أخلفوا نبيّهم، لبِئسَ ما أخلفوه..

        تعليق


        • #15
          في بيت الزهراء عليها السلام






          من مظاهر العظمة في بيت الزهراء عليها السلام والتي تستحق أن تكون قدوة لنا في حياتنا وأُسوة في تعاملنا داخل بيوتنا،

          هو التعاون بوئامٍ وإخلاص بين الزوج والزوجة على إدارة شؤون البيت وتقسيم العمل في داخله وخارجه .

          روى العياشيّ عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "إنّ فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت،

          وضمن لها علي
          عليه السلام ما كان خلف الباب: نقل الحطب وأن يجيء بالطعام.."

          وعن هشام بن سالم، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "كان أمير المؤمنين عليه السلام يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة عليها السلام تطحن وتعجن وتخبز".

          ومن مظاهر التواضع والعدل في بيت الزهراء عليها السلام أنّ تقسيم العمل لا يقتصر على أفراد الأسرة وحسب، بل كانت تتناوب بالعمل مع

          الخادمة يوماً بيوم، حيث أخدمها النبي صلى الله عليه واله جارية اسمها فضّة بعد أن كثرت الفتوح والمغانم وارتفع الفقر عن أهل الصفّة وسائر ضعفاء المدينة .

          بالإسناد عن سلمان قال: كانت فاطمة عليها السلام جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دم سائل، والحسين عليه السلام

          في ناحية الدار يبكي من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله صلى الله عليه واله، دبرت كفّاك وهذه فضّة، فقالت:

          (أوصاني رسول الله صلى الله عليه واله أن تكون الخدمة لها يوماً وفي يوماً فكان أمس يوم خدمتها...) (المصدر سيدة النساء، ج1، ص26).

          واضطلعت الزهراء عليها السلام بمَهمة أخرى لا تقل عن مَهمة مباشرتها لأعمال المنزل، تلك هي تربية الأولاد، فقد وهبها الله كرامة أُمومة

          الأوصياء، وأعطاها شرف الربط بين النبوة والإمامة، وقد استطاعت أن تجني من نتاج تربيتها أقدس الثمار، فقد غرست الزهراء عليها السلام

          في نفوس أولادها خصال الخير ومكارم الأخلاق ومعالي الفضيلة، وأرضعتهم مبادئ التوحيد والدفاع عن الحقِّ، فكانوا في ظل رعاية الأم سيدة

          النساء والأب وصيّ المصطفى عليه السلام ، يحيطهم أشرف الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله بحنانه وعطفه وتربيته،

          فكانوا خيرة البشرية وقدوة الإنسانية.

          ولقد حرّم الله سبحانه أولادها على النار كرامة لعفّتها وحصانتها، وبياناً لمنزلتهم عند الله تعالى، قال صلى الله عليه واله: "إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها على النار" (المصدر فاطمة بهجة قلب المصطفى، ج2، ص132).

          تجاوز دور الزهراء عليها السلام إدارة أعمال المنزل وتربية الأولاد، وقد سجّلت عناوين مُهمة وآفاقاً جديدة لدور المرأة المسلمة في مجمل

          النشاطات الاجتماعية والسياسية والحربية وغيرها ، ممّا يتناسب مع واقع وحاجات وظروف ذلك العصر، فقد كانت تعلّم النساء

          ما يشكل عليهنّ من الأحكام الشرعية والمعارف الإلهية الضرورية، وكان يغشاها نساء المدينة وجيرانها، ويبدو أنّ بيتها كان المدرسة النسائية

          الأولى في الإسلام، إذ تقبل عليها النساء طالبات للعلم، فيجدنها وقد مُلئت علما ًوهي تستقبلهنّ بصدر رحب لا يعرف الملالة والسأم .

          وكانت للزهراء عليها السلام مشاركة فعّالة ومؤثّرة في الدعوة إلى الله تعالى في مواقع مختلفة أهمها المباهلة مع النصارى، ونزل فيها قرآن يُتلى

          إلى يوم القيامة )وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ)/ (آل عمران:61) فكانت سيدة النساء هي المختصة بهذا الفضل ولم يشركها فيه أحد من نساء الأُمّة.

          وكانت الزهراء عليها السلام معينةً للمحتاجين من أبناء المجتمع الإسلامي آنذاك، تنفق في سبيل الله، وتَعتق الرقاب، وتُعين الضعفاء.

          ابتهال الفراتي بابل
          تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد 68



          تعليق


          • #16
            أخفي قبرها






            كان الحزن يخيّم علينا لذكرى حزينة هزّت أركان الأمة الإسلامية، ذكرى استشهاد سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام،

            وفي كلّ مرّة كنتُ أحترق ألماً وأنا أعيش هذه الذكرى، فقد كنتُ أرى جمعاً من الناس مُسودّة وجوههم، تنبعث منهم رائحة الحقد والكراهية

            للرسول محمد صلى الله عليه واله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، كانوا مجتمعين على بيت كانت ملائكة السماء تنزل فيه أفواجاً وأفواجاً،

            كنتُ أشعر بحرارة النار التي أحرقت الباب التي طالما كان رسول الله صلى الله عليه واله يطرقها ليستأذن قبل أن يدخل،

            تعجبتُ منكِ أيتها النار لِمَ لم تكوني برداً وسلاماً احتراماً لرسول الله صلى الله عليه واله؟!

            وذلك المسمار الذي أصاب صدر الإسلام قبل أن يصيبها، تعجبتُ منك أيّها المسمار! لِمَ لم تلين احتراماً لرسول الله صلى الله عليه واله؟!

            وسمعتُ صوتاً كاد يُسقط السماء على الأرض، نادتْ أيا فِضة أسنِديني فقد ورَبي أسقطوا جنيني، وفي حلول الليل رأيتُ جنازتها يحملها

            أمير المؤمنين عليه السلام وعدد من شيعته المخلصين، خرجوا من البيت وخلفهم وقف، أمام الباب أطفالٌ صغارٌ يبكون على أمّهم المظلومة،

            كنتُ في حيرة من أمري، أ أذهب مع الجنازة أم أبقى مع أطفال الزهراء عليها السلام؟ في تلك اللحظة أنعصر قلبي على طفلة صغيرة لها

            هيئة الأسياد، أمسكت بيد إخوتها وأدخلتهم البيت؛ لتصبح من تلك اللحظة أُمّ المصائب زينب عليها السلام.

            فنظرتُ إلى الجهة الأخرى، لم أستطع اللحاق بجنازتها، أسرعتُ خلفهم وأنادي انتظروني، أريد أن أعرف أين قبرها؟ أريد أن أقبّل ترابها،

            أريد أن اندب مصابها، فشيعتها تريد أن تقيم مجالس الحزن والبكاء على قبرها؛ فصرخت بأعلى صوتي، أفلا من مجيب؟ ليس هنالك أحد،

            لم أفقد الأمل وبقلب مكسور بقيت أبحث وأبحث بين القبور علّي أجد قبرها، امتلكني اليأس وكدت أموت من شدة الحزن، فسمعت صوتاً

            من بين القبور: (كأن الأموات كانت تكلّمني عطفاً بحالتي) لا جدوى من البحث فقد اُخفي قبرها عن شيعتها ومحبيها؛ ليدلّ على مظلوميتها

            إلى أن يُظهر الله مَن يأخذ بثأرها ذلك المنتقم لها، حينها سيرى العالم أجمع قبرها الذي يشعّ نوره إلى أعنان السماء.

            نور علي عمران

            تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد68


            تعليق


            • #17
              المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

              السيدة فاطمة الزهراء(ع) الإنموذج المثالي للمرأة

              تعيش المراة غالبا حالة من التيه واللامبالاة، واقفة حائرة غائرة العين، تتقاذفها التيارات هنا وهناك، يميناً وشمالاً، تائهة هائمة في مطبات الحياة، تتطلع إلى الأفق البعيد، ترنو إلى من يأخذ بيدها لينقذها، أو تجد مسندا لتتكئ عليه وتنقذ نفسها، أو خيمة تستظل بها من جور الأيام وفتنها. وإذا صادفت من يأخذ بيدها ليرفعها فهل ستوفق أم لا؟ وعلى أي صعيد؟ وفي أي مجال؟ وهي ذلك الكائن الرقيق والمليء بالعواطف هل باستطاعتها دخول كافة مجالات الحياة؟ وهي التي يشير إليها المجتمع، مهما وفقت وحازت على درجات الرقي، بأنها امراة!.؛ عبر اقتفاء أثر نموذج نسوي واحد، استطاع أن يدخل كافة الأصعدة بقوة وحزم، وكانت آخر ما تفكر فيه أنها امرأة؛ما تقدم هو نموذج حي للمرأة التي تطمح للخوض في كافة مجالات العمل السياسية منها والاقتصادية والثقافية وغيرها، ولكن بشرط أن تملك ذلك الإيمان الراسخ بهدفها، والإرادة القوية التي تسحق كل الصعوبات التي تعوق تقدمها، والثقة العالية بالنفس؛ لتصل إلى مراتب التفوق والرقي وإن كانت امرأة.
              طرحكم قيم استاذنا الفاضل ومحورنا مهم جدا ويحتاج دقه بالطرح فسوف احاول الرد على كل فقرة من ردودكم المباركة تباعا ان شاء الله ونسال الله اداء الامانه وهذه المسؤليه تجاه سيدتنا ومولاتنا الزهراء عليها السلام باكمل وجه
              فاقول نحن عندما نطرح السيده فاطمه(عليها السلام) كقدوه فاننا لا نطرحها كقدوه للنساء فقط بل هى قدوه للنساء والرجال معا لان عناصرها كانت عناصر الاسلام وعناصر الانسان المسلم وليس معنى ذلك ان نكون السيده فاطمه لان هذا صعب جدا ولكن علينا ان نقتدى بها لان عالم القدوه ليس ان تصل الى مستوى من تقتدى به ولكن ان تعتبرمن تقتدى به النموذج الاعلى للفضائل والقيم التى اثبتت واقعيتها من خلال اتصافه بها وهو بشر ولهذا قال تعالى(لقد كان لكم فى رسول الله اسوه حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الاخر)وقال الامام على(عليه السلام) (الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه الا وانكم لاتقدرون على ذلك ولكن اعينونى بورع واجتهاد وعفه وسداد)

              تعليق


              • #18
                المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
                لقد كانت فاطمة قرآناً متحركاً بتجسيدها لتعاليم القرآن، ومن هنا يصح لنا أن نقول: أن التعّرف على ما أراده منا القرآن يتضح بمراجعة حياة فاطمة كما أن التعّرف على أخلاقيات فاطمة يتحقق بالتأمل في القرآن الكريم.
                و بذل النبي(ص) جهداً بالغاً شاركته خديجة(ع) جهده من أجل تربية فاطمة وإعدادها فتاة مثالية، ومن أجل زرع مشاتل الخير والنور في قلبها ووجدانها
                فكانت فاطمة متصلة بأنوار الوحي تملأ عينيها ونغمات السماء تملأ سمعيها وترانيم القرآن يأسر قلبها ومشاعرها الرقيقة.. ونشأت فاطمة(ع) نشأة صالحة وأصبحت فتاة مثالية اجتمعت في شخصيتها كل منابع الكمال والعظمة والفضيلة.
                ففي كل مرة كان النبي يشيد بعظمة فاطمة ويصرح بأن (فاطمة سيدة نساء العالمين)، فعندما سئل: أهي سيد نساء عالمها؟ فقال: تلك مريم كانت سيدة نساء عالمها وفاطمة سيدة نساء العالمين الأولين والآخرين.
                وفاطمة عليها السلام تحمل روح رسول الله و صفاته و أخلاقه فكانت الوارث والشبيه إذ لم يكن في الدنيا أحد يماثل الرسول في صفته و شمائله كفاطمة و لقد لفتت هذه العلاقة و الرابطة بين رسول الله (ص) و ابنته فاطمة أنظار الذين عايشوها فتحدثوا عن ذلك الشبه و كرروا القول فيه فهذه زوج رسول الله عائشة تتحدث عن هذه العلاقة و الرابطة الجسدية و الروحية و الأخلاقية بين رسول الله .



                نعم استاذنا الفاضل ففاطمه وابيها وبعلها وبنيها عليهم السلام هم القران الناطق الذي تركوه بعض الغافلين وتمسكوا بالقران الصامت فقط
                وفاطمه عليها السلام هي حلقة الوصل بين النبوة والامامه
                وفي الزهراء عليها السلام مايكفي عن غيرها وكل النساء لا تكفي عن الزهراء عليها السلام كما ان في الرسول الحبيب صلى الله عليه واله وفي الائمة الطاهرين من اهل بيته عليهم السلام ما يكفي عن غيرهم ,وكل الرجال لا يكفون عن المعصومين عليهم السلام.فاخذ الماء من فم المنبع يكون.بلا شك اصفى وانقى ,واطهر واحلى ,واهنأ وامرأ .ولنتمعن بهذه الروايات النورانية التي جمعها هذا الكتاب .وقارن بينها وبين الاحاديث المروية عن غيرها , فلا شك انك ستجد الفرق واضحا وجليا ,فاين النور من الديجور ..؟واين الثرى من الثريا ..؟واين الزهراء عليها السلام من غيرها..؟
                1. يقول ولدها الإمام العسكري عليه السلام:
                  (نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة حجّة الله علينا)


                اما فيما يخص الايات التي ذكرت فاطمه عليها السلام
                قال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر: 1

                أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول سلام الله عليه وعليها وإليك عدداً منهم: منهم البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: «الكوثر» قال: «وقيل: أولاده» أنوار التنزيل وأسرار التأويل/مخطوط/ص1156. ومنهم الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: «الكوثر أولاده صلى الله عليه وسلم لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعني: أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأبه» التفسير الكبير/ج30/تفسير سورة الكوثر. ومنهم الشيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر قال: «إن المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة منها: إن المراد بالكوثر: أولاده عليه السلام، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً على من قال في حقه عليه السلام: إنه أبتر ليس من يقوم مقامه» ج9ص341. ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي حاشية الشهاب المسماة بـ(عناية القاضي) ص402. ومنهم: عثمان بن حسن المشتهر بـ(كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ(المجالس). المجالس لكوسة زاده ص222. ومنهم العلامة أبو بكر الحضري في كتابه (القول الفصل). القول الفصل ص457. ومنهم غير هؤلاء..






                تعليق


                • #19
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
                  الزهراء النور الإلهي الذي انبثق من صلب خاتم النبيين صلى الله عليه وآله فتجسد بشخص فاطمة الزهراء عليها السلام، وامتد في حياة ووجود الرسالة، وكان ركناً أساسياً في بقائها إلى يومنا هذا؟ ولماذا كان عقب وذرية الرسول الأكرم المباركة قد اقتصر على ريحانته الصديقة الطاهرة المطهرة الزهراء سلام الله عليها، ولم يكن في أحد أبنائه؟
                  إن الزهراء البتول وُلدت كبرعم تفتّح في ربيع الحياة، أو كنسمة فوّاحة انسابت على سهل الحياة، أو كسحابة خير هطلت فاهتزّت لها صحراء الوجود، أو كومضة سطعت على آفاق العالم المظلم، ذلك لأن الزهراء جزءٌ لا يتجزّأ من نور الرسالة، وركن أساسي من الإيمان، حيث عاشت صلوات الله عليها كربيع عجّل انقضاؤه قيض الحقد اللئيم، لكنها -رغم ذلك- بقيت عطراً ممتداً وبركة لا تنقطع، فهي بذرة الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهي جوهر أهل البيت الطاهر الذي شاء الله له أن يكون مشكاة لنور يسطع وهّاجاً في ضمير الزمن وعلى امتداد الدهور.
                  وهذه الحكمة هي التي كانت وراء أن تكون الزهراء القدوة الأولى لنساء العالم ليقمن بوجه الاستبداد والظلم وسلب الحقوق والإجحاف والتطاول الذي يتعرضن له من قبل الظالمين والمستبدين على اختلاف أنواعهم وأشكالهم.

                  نعم كما تفضلتم فان قدسية فاطمة الزهراء ذاتية ,نابعة من اعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليها ,وعجنها بها ,ورسخها فيها , حتى تأهلت بذلك ان تنال وسام سيدة نساء العالمين من و الاولين والاخرين ,من ابينا ادم عليه السلام والى قيام يوم الدين .
                  فالفيض الالهي ,والفضل الرحماني الرحيمي, على هذه السيدة الجليلة ,كان بعد ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعلها امير المؤمنين عليه السلام استثنائيا وخاصا بها وحدها دون الخلائق اجمعين , فاين النساء من فاطمة الزهراء عليها السلام ,
                  بل اين الرجال العظام , من بهائها ونورها الاعظم؟
                  لقد بهرت العقول والالباب , وخسأت الانظار والابصار ,عندما ارادت ان تتطلع على عظمتها , وترنوا الى جلالها ,لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام , فانه لا احد يعلم من هي الا ربها وابوها وبعلها وبنوها الائمة الاطهار عليهم السلام..

                  ومن الايات التي تدل على عظمة فاطمه عليها السلام قوله تعالى: (مَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى‏ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 256
                  روى العلاّمة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن عليّ بن شاذان، في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ـ في الحديث ـ: «معاشر الناس اعلموا أنّ الله تعالى باباً من دخله أمن من النار، ومن الفزع الأكبر» فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله صلى الله عليه آله اهدنا لهذا الباب حتىّ نعرفه. قال صلى الله عليه وآله: «هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحبّ أن يتمسّك بالعورة الوثقى الّتي لا انفصال لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي. (معاشر الناس) من أحب أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب (معاشر الناس) من سرّه ليقتدي بي، فعليه ان يتوالى ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمة من ذريتي، فإنّهم خزّان علمي» الحديث. غاية المرام/244.
                  (أقول) وحيث أن فاطمة الزهراء عليها السلام أحبّ أهل بيت النبيّ وذريته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، وهي أمّ الأئمة من ذريته، فيكون ولاؤها كولايتهم، ولاءاً للرسول الأعظم، وتمسّكاً بالعورة الوثقى، وتكون الأية ممّا أشارة إلى فضلها ونزل في حقّها سلام الله عليها.

                  تعليق


                  • #20
                    المشاركة الأصلية بواسطة أنين الكفين مشاهدة المشاركة
                    اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك

                    اهلا بالاخت المبدعة والواعية (أنين الكفين )في محور العزاء لسيدة النساء عليها السلام
                    وسوف استثمر ذكركم لهذه الصلوات المباركه (اللهم صل عل ىفاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما احاط به علمك واحصاه كتابك) فسوف انقل لكم بعض الاحتمالات لمعنى السر المستودع فيها لعل هناك من يقرا وينتفع واعتذر عن الاطالة ...

                    فحقيقة السر المستودع فكما يظهر لعلمائنا الافاضل من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا تقصد من ان ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الأمر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يحظر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وأنما الأمر يتجاوز المقام ، فان من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت عليهم السلام ما لم يخطر على بال بشر، وكيف لا وهم الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الاقوم ، اما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني انها هي السر المستودع في فاطمة عليها السلام بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها عسى ولعل يصل الى حقيقة الأمر ، اما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها :

                    1ـ السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف يُظهِر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون ان الزهراء عليها السلام جدّته ، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكون السر الذي سوف يُظهِرهُ الله في وقته هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة عليها السلام ، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة عليها السلام ... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... " ومنا سبطا هذه الأمة وسيّدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما أبناك ، والذي نفسي بيده منا مهديّ هذه الأمة وهو من ولدك "(1).

                    وعن أُم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " المهدي من عترتي من ولد فاطمة "(2).

                    وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه اذا كان المهدي ( عج ) سراً من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يُظهر لأ؛دنا فان هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الالهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ، هذا من جهة ، وكون الدعاء يقول أي أتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ... ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول والسر المستودع ، فانه لا معنى ان يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عج ) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها ، الذي هو منهم ومشترك معهم ، وربما يجاب أنّه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الإختصاص ؟!!!

                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

                    (1) ينابيع المودة : 436 ، منتخب الاثر : 192.

                    (2) من سنن أبي داود عن العوالم : 1031.

                    ........ )

                    المصدر : الاسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي - ( ص 56 )
                    .
                    2ـ وقد يكون السر المستودع أشارة الى ان ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة عليها السلام وان الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما اثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في اثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الاميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : " إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماماً ... وأمّهم فاطمة ابنتي(1).
                    وفي حديث آخر عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : " أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهنئها بولدها الحسين ، فاذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس ... فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه اسم ابي وأسم الاوصياء

                    بعدي من ولدي ، فسألتها ان تدفعه إلي لأنسخه ففعلت ...(2) ".

                    وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة ... وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.

                    3ـ السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام : " إن أمرنا سّر مستتر وسّر لا يفيده إلا سّر وسّر على سّر وسرّ مقنع بسر ".
                    وعنه عليه السلام أيضاً : " إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ".
                    وعنه عليه السلام : " أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السّر وسّر السّر وسّر مستسر وسّر مقنع بالسر ".
                    فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الاحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتملاً لعلمهم واسرارهم ولذلك ظهر الشيء القليل منها ، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فامرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة عليها السلام والأئمة يحافظون على اسرار هذا الأمر وان كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، " السلام على محال معرفة اله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله "(3).

                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

                    (1) احقاق الحق 5 | 40.

                    (2) النصوص على الأئمة الأثني عشر : 67 ، ح 5 عن أمالي الطوسي ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام.

                    (3) الزيارة الجامعة الكبيرة.



                    4ـ السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة عليها السلام ، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدّثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحداص بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذي يحكمون وحكموا من زمن آدم الى آخر يوم من الدنيا ، وعليه نحتمل ان يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى ابناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من املاء رسول الله وربما من املاء الإمام علي بن

                    أبي طالب عليه السلام ، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها :

                    * " ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شيء فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتورة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ... "(1).

                    وأيضاً ما رواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسئلة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبدالله عليه السلام ستراً ... " وساق الحديث "... حتى أجابه الإمام قائلاً : " وان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد انما هو شيء املاها الله وأوحى اليها قال قلت هذا والله هو العلم انه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : انّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شيء هو العلم ، قال ما يحدث باللّيل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (2).

                    * وفي حديثٍ عن حمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل اليها ملكا يسّلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فاعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال اما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون (3).

                    أقول : يظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ان مصحف فاطمة متوارث من قبل الأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان ، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرق التي تظهر وتبتدع في كل زمان ، ويظهر من هذا المصحف انه من إملاء الإمام علي عليه السلام حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتملي على عليّ عليه السلام ويكتبه ، وعلى هذا الاساس يكون المصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الاساس الذي اسسناه في كون السر المستودع في فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيّناه في مقدمة البحث ، فعليه يكون هذا الاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة عليها السلام بعيد وعلى ضوء الاساس الذي بيناه ، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحن نعلم ان ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبدالله عليه السلام حيث يقول : ( إن عندنا والله سرّاً من سرّ الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ... )(4).

                    فيتبين من هذه الرواية ان عند أهل البيت بما فيهم فاطمة عليها السلام عندهم سراً من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكان الإمام يقول العلم نفسه السر بل انه فصّل بين السر والعلم فعليه العلم غير السر المستودع فيهم عليهم السلام.


                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

                    (1) بصائر الدرجات : 3 | 170 ح1.

                    (2) بصائر الدرجات : 3 | 172 ح3.

                    (3) بصائر الدرجات : 3 | 177 ح 18.
                    (4) الكافي : 1 | 467 ح 5.





                    5ـ قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : " يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما "(1).
                    أي إنه العلة الغائيّة لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة عليها السلام ، أما كيف يكون هذا الأمر فهذا ما سيتبين لنا من خلال بحث هذا الحديث في موضوعمستقل انشاء الله.


                    6ـ السر المستودع هو اسم الله الأعظم .
                    عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت عليهم السلام نجد أن مما حظي به الأئمة عليهم السلام ، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الاحاديث المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة ان السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت عليهم السلام ، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الاعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب ، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الاعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : " ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فُخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الأسم الاعظم اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(2). وعن النوفلي ، عن أبي الحسن صاحب العسكري عليه السلام قال : سمعته يقول " اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ، كان عند آصف حرف فتكلم به فأنخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ـ أي مملكة سبأ او مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس ـ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفه عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب(3).
                    أقول : وكثيرةٌ هي الأحاديث المأثور عنهم عليهم السلام في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث انهم افضل مقاماً ومنزلةً من الأنبياء السابقين ، بدلالة هذه الاحاديث ، وكل ما ثبت للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للصديقة الشهيدة عليها السلام من حيث كونها أُم الأئمة الاطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث ، وكذلك هناك عدة اشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف ان الإمام علي عليه السلام الذي هو كفؤ الزهراء عليها السلام كان يحمل اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس ، فقال له سئلت الله تعالى بأسمه الاعظم ان يردها عليها فردها ، وكما ورد في سورة الواقعة ( فسبح باسم ربك العظيم )(4). وعلى هذا الأساس فان كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت عليهم السلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام ، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الاعظم الذي خصه الله تبارك وتعالى بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، فيكون وعلى ما احتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الاخرى ان السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الاعظم ، والذي يدل عليه على ما استفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث " اللهم اني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ... " حيث يظهر من هذا الدعاء أولاً التوسل بحق فاطمة... وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع ، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل ، ونبتغي إليه الوسيلة ، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الاعظم المستودع عند فاطمة عليها السلام ، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على ان هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت عليهم السلام الى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر عليه السلام : " إني أظنّ أنّ لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قال : قلت فإنّ لي إليك حاجة قال وما هي ؟ قال : قلت تعلمني الأسم الأعظم قال وتطبيقه قلت نعم قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلم البيت فارعدت فرايص عمر فقال : ما تقول اعلمك فقال لا قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان "(5).
                    ويوجد أيضاً شاهد آخر يدل على كون فاطمة عليها السلام تمتلك الاسم الاعظم وذلك عندما قادوا علياً عليه السلام في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلو ابن عمي أو لاكشفن رأسي للدعاء ، حيث يقول سلمان " فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ـ والله ـ لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ، ولآتين قبر أبي ، ولأصيحن الى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين عليهما السلام ، وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال علي عليه السلام لسلمان : أدرك أبنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله ان نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت الى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ، فادركها سلمان رضي الله عنه فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي فقال : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على عليَّ صبر ، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصبح إلى ربي ، فقال سلمان أني أخاف ان تخسف بالمدينة ، وعلي عليه السلام بعثني إليك ويأمرك ان ترجعي الى بيتك وتنصر في. فقالت : إذا أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع "(6).
                    ويظهر من هذه الرواية ان الصديقة الزهراء عليها السلام لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فان الإمام علي عليه السلام عندما قال : ( فاني أرى جنبتي المدينة تكفيان ) يعني إشارة إلى أنّها كانت عندها الولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث انشاء الله تعالى ، وعلى كل حال فان الصديقة كانت تحمل الاسم الاعظم ، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الاطهار الذين يحملون الأسم الاعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وهناك اشارة لطيفة في كون فاطمة الزهراء عليها السلام لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث وَرَدَ ذلك في حديث الاشتقاق " هذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها أسماً من أسمي ".
                    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أن الله شق لك يا فاطمة اسماً من اسمائه وهو الفاطر وأنت فاطمة "


                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
                    (1) الجنة العاصمة : 148 | كشف اللآلي : 5 ، مستدرك سفينة البحار : 3 | 334 عن مجمع النورين : 14 عن العوالم : 1 | 44.
                    (2) الكافي : 1 | 286 ح 1 ، بصائر الدرجات : 4 | 228.
                    (3) نفس المصدر السابق.
                    (4) راجع بصائر الدرجات : 5 | 237.
                    (5) بصائر الدرجات : 4 | 230.
                    (6) تفسير العياشي : 2 | 66 ح 76 ، البرهان : 2 | 93 ح 4 ، الاختصاص : 181.


                    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 27-11-2020, 02:40 PM.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X