إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَجَّهَتْ بِقُوَّةٍ , وذَكّرَتْ ,تأكيداً , المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَجَّهَتْ بِقُوَّةٍ , وذَكّرَتْ ,تأكيداً , المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا

    وَجَّهَتْ بِقُوَّةٍ , وذَكّرَتْ ,تأكيداً , المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا



    في النجفِ الأشرفِ , اليوم , الجُمعة , الرابعُ عَشَر , مِنْ رجبِ الحَرامِ



    ,1437 هجري ,الموافقِ , ل , الثاني والعشرين , مِنْ , نيسان ,2016م .



    وعلى لسانِ وكيلها الشرعي , الشيخ عبد المَهدي الكربلائي



    , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ.



    الحُكّامَ والساسةَ في العراق , بمَجموعةِ مَبَادئٍ مِنْ عَهدِ أمير المؤمنين



    الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – لمَالكِ الأشتر .



    تُسهمُ يقيناً فيما لو طُبّقَتْ باستقرارِ الوضعِ السياسي وانتظامِ الأوضاعِ العامةِ



    وتحقيقِ العدالةِ في المُجتمع .



    يقولُ الإمامُ عليٌّ – عليه السلام – لمَالكٍ :



    ( أنصِفْ اللهَ وأنصِفْ الناسَ مِنْ نفسِكَ ومِنْ خاصةِ أهلكَ ومَنْ لكَ



    هوى فيه مَنْ رعيتكَ , فإنّكَ إنْ لا تفعلَ تَظلمَ , ومَنْ ظَلَمَ عبداً للهِ كانَ اللهُ



    خصمه , دون عباده , ومَنْ خاصمه اللهُ أدحَضََ حجته



    وكان للهِ حَربَاً حتى ينَزعَ ويتوبَ

    ,

    وليس شيءٌ أدعى إلى تغيير نعمةِ اللهِ وتَعجيلِ نقمته مِنْ إقامةٍ على ظُلمٍ



    , فإنَّ اللهَ يسمعُ دعوةَ المُضطهدين وهو للظالمين بالمِرصَادِ .



    وليَكُنْ أحبُّ الأمورِ إليكَ أوسطها في الحَقِّ وأعمها في العَدلِ



    وأجمعها لرضى الرعيّةِ . فإنّ سَخَطَ العامةِ يُجحفُ برضى الخاصةِ



    , وإنَّ سَخَطَ الخاصةِ , يُغتفرُ مع رضى العامةِ



    وليس أحدٌ مِنْ الرعيةِ أثقلَ على الوالي مؤونةً في الرخاءِ



    وأقلَ مَعونةِ له في البلاءِ وأكره للإنصافِ وأسَالَ بالإلحافِ وأقلَّ شُكراً عند الاعطاءِ



    وأبطأ عذراً عند المَنعِ وأضعَفَ صبراً عند مُلمَاتِ الدهرِ مَنْ أهلِ الخاصةِ



    ، وإنما عمود الدين وجُماع المُسلمين والعدة للأعداءِ , العامةُ مِنْ الأمةِ



    ، فليكنْ صَفيَكَ لهم ومَيلَكَ مَعهم ) : نهجُ البلاغةِ :.



    إنَّ إنصافَ اللهِ تعالى , هو العَمَلُ بأوامره والانتهاءُ عن نواهيه , مُقابلاً لِنعَمَه.



    واللهُ أنعمَ علينا بنعَمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى فليس مِنْ الإنصافِ أنْ نَكفرَ بها ,



    ... نعمةُ العقلِ والوجودِ وغيرها , ليس من الإنصافِ أنْ نقابلها بالكُفرانِ



    بل الإنصافُ أنْ نستعملها في طاعته ولا نرضى لأنفسنا إلاّ ما يرتضيه اللهُ لنا



    وهنا يُوجّه الإمامُ عليٌّ – عليه السلام – مَالكَ الأشتر وكُلَّ الحُكامِ والسَاسَةِ



    بضرورةِ تحقيقِ العَدلِ , وعدمِ إعطاءِ الامتيازاتِ للمُقربين



    وإحقاقِ الحقوقِ في الرعيةِ والشَعبِ .



    وأنْ لا يُميِّزُ الحَاكمُ نفسه , ومَنْ معه مِنْ حزبه وكتلته وعشيرته



    ومَنْ هواهم معه , والمسؤولين والوزراء وأهل الوجاهةِ والمَالِ .



    عليه أنْ لا يُميّزهم لا في الحُكم ولا في القضاءِ ولا في الخدماتِ والعطياتِ والمَواقعِ .



    اعطِ الحُكمَ لِمَنْ يستحقه ولا تعطه لِمَنْ هو في حزبك وكتلتك وعشيرتك وحاشيتك .



    لا تعطِ مَنصبَ القضاءِ لغير أهله مِنْ أهلِ الوجاهةِ والمَالِ والنفوذِ



    وحاشيتك , وتتَركَ العامةَ مِنْ الشَعبِ وقد يكونُ فيهم مَنْ هو أفضلُ صفاتٍ وأجدرُ .



    لا تعطِ الامتيازاتِ الماليةَ والمعيشةَ المُرفهةَ للمُقربين والمُتزلفين مِنْ كتلتك



    وحزبك وبطانتك وتحرمَ البقيةَ مِنْ العَامةِ مِنْ الناسِ مِنْ ذلكَ.



    ... الكُلُّ عَليكَ أنْ تَخرجَ من حقوقهم التي لهم عليكَ .



    ( أنصِفْ اللهَ وأنصِفْ الناسَ مِنْ نفسِكَ ومِنْ خاصةِ أهلكَ ومَنْ لكَ



    هوى فيه مَنْ رعيتكَ )



    وبحصولِ التمييزِ والتفريقِ والمُحاباةِ وإعطاءِ الامتيازاتِ لحاشيتكَ وحزبكَ وكتلتكَ



    , ستكونُ النتائجُ وخيمةً عليكَ, وهذا هو الظلمُ الجَليُّ والفاحشُ.



    ( فإنّكَ إنْ لا تفعلَ تَظلمَ , ومَنْ ظَلَمَ عبداً للهِ كانَ اللهُ خصمه , دون عباده



    , ومَنْ خاصمه اللهُ أدحَضََ حجته وكان للهِ حَربَاً حتى ينَزعَ ويتوبَ )



    .. اللهُ تعالى عادلٌ وخصمٌ للظالمين ونصيرٌ للمظلومين .



    فسيكونُ خصمَكَ أيها السياسيُّ والحَاكمُ الظالمُ .



    ولن يقبلَ لك عُذراً إنْ فعلتَ الظلمَ ولم تعدل في العامةِ



    وستُعاجلكَ العقوبةُ في الدينا وبسرعةٍ .



    ( وليس شيءٌ أدعى إلى تغيير نعمةِ اللهِ وتَعجيلِ نقمته مِنْ إقامةٍ على ظُلمٍ



    , فإنَّ اللهَ يسمعُ دعوةَ المُضطهدين وهو للظالمين بالمِرصَادِ )



    و(عن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق - عليه السلام - قال :



    إنَّ اللهَ أوحى إلى بعضِ أنبيائه في مَمَلكةِ جبار من الجبارين :



    أن آتِ هذا الجبارَ فقُل له :



    إنّي لم استعملك على سفك الدماءِ واتخاذِ الأموالِ ،



    وإنّمَا استعملتك لتكفَ عني أصواتَ المظلومين ،



    فإنّي لن أدعَ ظلامتهم وإنْ كانوا كُفّارا )



    : الجواهرُ السنيّة , الحُرُّ العاملي ,ص366.



    و(عن أبي جعفر , الإمام محمد الباقر - عليه السلام - قال :



    إنَّ أسرعَ الخيرِ ثواباً البِر ، وإنَّ أسرعَ الشرِ عقوبةً البغي )



    : الكافي, الكُليني ,ج2 ,ص460.



    ثم بيّنَ الإمامُ عليٌّ – عليه السلام - نتائج الظلمِ الفاحِشِ .



    ومنها أنْ يسخطَ العامةُ على الحاكمِ ويُسقطوه



    , لأنّه اهتمَ برضا الخاصةِ وتركَ حقوقَ العامةِ.



    ولكي يَسَتقيمَ الوضعُ السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهنُ



    لابُدّ للحَاكمِ من أمور :



    1 – عدم المَيل إلى الإفراطِ والتفريطِ , بل الوسطيّة هي الحَلُّ .



    2- إقامةُ العدلِ العامِ , و لا أنْ تهتمَ بالخاصةِ .



    3 – إرضاءُ عامة الناس بإنصافهم والعدل معهم .



    ... أيّها الحاكمُ ... أيها المسؤولُ إذا حرصتَ على رضا حزبك وكتلتك



    وعشيرتك وبطانتك ولم تحرص على رضا العامةِ مِنْ الناسِ ولم تعدل معهم .



    فاعلمْ :



    1- عدم رضا العامة لا يُقاومه رضا الخاصة وسيغضبُ الناسُ عليكَ ولن تقاومهم .



    2 – عامةُ الناسِ فيهم صفاتٌ محمودةٌ يجبُ مراعاتها وخاصتك وحاشيتك



    فيهم صفاتٌ مذمومةٌ يجبُ تجنبها.



    عليكَ بالعامةِ لأنّهم قوامُ الدين وهم الذين يدافعون عن المُقدساتِ والأعراضِ



    ويحمون البلدَ مِنْ خطرِ داعشٍ الإجرامي.



    وبهم تتحركُ عجلةُ الحياةِ , اقتصاداً و زراعةً ودفاعاً



    وأما الخاصّة فهمهمُ الحصولُ على المكاسبِ السياسيةِ والماليةِ والمواقعِ والرفاهيةِ



    وهم سيخذلونك في الشدائدِ والاضطراباتِ, وحين يهتزُ الوضعُ السياسي .



    ... مَنْ الذي دافعَ عن العراق حين هدده داعشٌ الإجرامي ؟



    مَنْ الذي حَفظَ المُقدساتِ ؟



    أليسَ همُ العَامةُ ؟



    عامةُ الناسِ مِنْ المؤمنين رجالاً و شباباً وقد ضحوا بدمائهم الغالية



    مِنْ أجلِ الدينِ والوطنِ والمُقدساتِ والأعراضِ .



    مَنْ الذي حَفظَ النظامَ السياسي ومَنْ خَرَجَ للانتخاباتِ وأوصلكم للحُكمِ



    في وقتٍ كانتْ الأوضاعُ صَعبةُ جداً ؟



    مَنْ الذي خَرَجَ للزياراتِ وتعرّضَ للتفجيراتِ الإرهابيةِ ؟



    أليس همُ عامةُ الناسِ ؟



    إنّ عامةَ الناسِ لا يطالبون بأكثرِ مِنْ حقوقهم وهو الحدُ الأدنى

    الذي يكفيهم معيشتهم.



    أليسَ كانتْ بغداد على وشكِ السقوطِ بيد داعش



    وببركةِ فتوى المرجعية الدينية الشريفة العليا وتلبيةِ عامةِ الناسِ ندائها



    , فقد حموها مِنْ السقوطِ , وحفظوا البلدَ والمُقدساتِ مِنْ الانتهاكِ .



    وأما القريبون منك أيها الحَاكمُ فإنْ اشتدتْ الخطوبُ والمِحنُ



    تراهم يلملمون حقائبهم ويتركونَ البلدَ .



    وحتى يُضمَنَ الاستقرارُ في البلدِ ويُضمنَ بقاءُ الوضعِ مُستقراً



    عليكَ أيها الحَاكمُ أنْ تُرضي عامةَ الناسِ , وتَعدِلَ فيهم وتعطيهم حقوقهم



    ولا بُدّ أنْ يكونَ هناك منهجٌ مَرسومٌ لتخطي الأزمةِ



    ومَنْ يَدعي أنه مِنْ الموالين لأميرِ المؤمنين علي – عليه السلام –



    ولم يطبق منهجه فهو كاذبٌ في دعواه ,



    لأنَّ الولاءَ الحقيقي هو بالإتباعُ لا بالقولِ باللسانِ .



    __________________________________________________ ___



    تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .



    __________________________________________________ _____




    عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهدي في العالمين مِنْ قَريبٍ



    وجَعلنا مِنْ أنصاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .



    وحَفَظَ ونَصَرَ حَشْدَنَا المُقَاوِمَ يا اللهُ .



    __________________________________________________ ____



    الجُمعةُ - الرابعُ عَشَر مِنْ رَجَبٍ الحَرَامِ ,- 1437 هجري .



    الثاني والعشرون مِنْ نيسان -2016م .



    __________________________________________________ ____
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X