إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظاهرة الجلوس امام المنازل واثارها ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة الجلوس امام المنازل واثارها ..

    بسم الله وله الحمد والمجد والصلاة على خير الخلق محمد واله العترة الهادية ...


    الاحياء والمناطق الشعبية والتي تتسم ديمغرافيتها بالموروث العشائري والبساطة الريفية والتواشج النَسَبي ، وتختلف مستوياتُها الفكرية والثقافية بين جَهلٍ مُطبق وشهادة مرموقة ، وكذلك تتباين طباعها بين اشراقات القيم الكريمة الأصيلة وظُلمات إخلاق سيئة وعادات جاهلية وفكرٍ مُنغلق لا يهتدي في صيغ تعامله الا بالعنجهية و المشاجرات واللامبالاة ...ومن هذه الظواهر "الجلوس امام منازل البيوت والتجمعات في أركان الازقة " وهذه الظاهرة الاجتماعية لها أسبابها التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ وتوارثتها الاجيال حتى أخذت بالتلاشي نتيجة الاشباع الثقافي والنفسي ...


    حيث طوّر الانسان المدني من وحدات الالتقاء وكثف من تنوع صيغ التبادل تبعا لتنوع مستويات التعامل ..فكان المسجد ملتقاه والجامعة والمدرسة ، والمؤتمرات ، وقاعات الاجتماع الفكري والاجتماعي وكذلك الدواوين والمضايف ... فانحسرت هذه الظاهرة في المناطق والمدن التي طورت مجالس ملتقاها ، وبقيت بعض المُدن والمناطق تحتفظ بتلك الظاهرة كحالة تغذي الاحتياج النفسي و الفكري والرابط الاجتماعي ليكون من عاداتها التي تختزل السلبيات والايجابيات ، ولعل من جملة اسباب هذه الظاهرة هو كونها مشكلة لها موضوعاتها المتنوعة من الاقتصاد والعمران والعوامل النفسية والاجتماعية .. اي كأن يكون للاكتظاظ الذي تُعاني منه الاسرة الكبيرة في منزل لا يحتمل كثرتهم ، او وجود مشاكل اسرية ، او وجود تعلق وترابط بين جار وجاره فيكون الملتقى هو الجلوس امام المنزل لغرض التنفيس والترفيه من جهة و الفرار من تلك المشكلات من جهة اخرى ....ولعل هناك اسباب اخرى ستتضح دوافعها من خلال ذكر السلبيات ..
    ولكي تكون لنا رؤية منصفة علينا ان نقف على سلبياتها و ايجابيتها


    فمن السلبيات :


    1- انها تُزعج الجار من حيثيات كثيرة كمضايقة النساء في خروجهن من منازلهن وعودتهن وكذلك الجَلَبة والضوضاء والرقابة والرصد لحركة الجار مما يسبب له احراج وانزعاج في ممارسة شؤونه ونشاطاته ..
    2- إن هذه التجمعات توفر فرص لاندفاع بعض دَنِيءِ النّفس في الممارسات القبيحة كمضايقة النساء والتحرش ببعض الطالبات والفتيات التي تمر في الزقاق بالنظر اليهن او إسماعهن الكلمات الغير نظيفة ..
    3- ان هذه التجمعات توفر مناخ مناسب لنمو التجمعات المُضرة في المجتمع وتستقطب البَطّالين والذين لا يهمهم هدر الاوقات ليتحدثوا بمسائل غير لائقة اخلاقيا او التحدث على اعراض الناس او رصد حركات ابناء الجيران ومضايقتهم والتدخل بشؤونهم والتصنَّت على مشاكل الجيران او قد يثيرون الشغب والعِراك والمشاجرات فيما بينهم ومع الاخرين والضوضاء برفع صوت الموبايلات واجهزة المذياع في سياراتهم بالأغاني مثلا ، وربما كانت مناخا مناسبا لتشكيل خلايا ارهابية او عصابات مثيرة للأزمات والمشاحنات ...فتكون مواقع تُهمة ، ما ان يراهم احد الا وظن بهم سوءاً !
    4 - هي مِحال تصد عن ذكر الله تعالى في اغلب الاحيان فبدل الجلوس في المساجد والحسينيات والمحافل العلمية تكون مأوى للمتسكعين والبطّالين ومثيري الشغب والعراك والفسقة وذوي الهوايات السلبية ، ونشر الشائعات والقذف في اعراض الناس ..



    ... ومن الايجابيات:


    1 -هي قد تكون عائق امام دخول الغرباء والمُغرضين فان بعض تلك التجمعات حتما ليسوا كل افرادها سيئين فالبعض منهم ذوغيرة وحمية فهو لا يسمح لمثيري المشاكل والطفيلين ان يُؤذوا ابناء منطقته وجيرانه وهي بعد عائق امام المشبوهين الملاحقين قانونيا كالإرهابيين واللصوص فتواجد هذه التجمعات قد يكون له دوره في الكشف عن مثل تلك التحركات المضرة والمحافظة على أمن وسلامة منطقتهم وزقاقهم ..
    2- قد يكون تواجد هؤلاء له دورا في الحالات الطارئة كالحريق والحالات المرضية المفاجئة لبعض الجيران الذين يخلو منزلهم من الرجال وكذلك قد يكون لهم دور في إطفاء النائرة والمشاجرات التي تحدث بين الجيران وتهدئة الاضطرابات لبعض الاسر واصلاح ذات بينهم وكذلك في معونة الجيران في بعض شؤونهم ...

    3- دور ايماني في نشر الخير والحث عليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأن يمنع متطفل مراهق على نساء جيرانه او اي فتاة مارة في الزقاق او يتحدث مع ابناء جيرانه بما يكون فيه صلاح احوالهم ونفعهم ..

    بعد تلك الجولة في بيان السلبيات والايجابيات يمكن للمنصف ان يحدد هل هذه الظاهرة ايجابية ام سلبية ؟ ولا اتصور ان احد ينكر تلك الايجابيات ، لكن لو وضعنا تلك الايجابيات مقارنة بالسلبيات! فان الاثار السلبية المترتبة على تلك الظاهرة اكثر تأثيرا من الايجابيات لان هذا الجانب هو الرائج فعلا على ارض الواقع ! وعمق تأثير الجلوس امام المنزل يثير حساسية صاحب المنزل لان تلك المواقع تبعث الى سوء الظن كما اسلفنا ، وخصوصا الفرد الغيور على عرضه ! فيشعر بالانزعاج من وقوفهم وهذا مما لايرتضيه الشرع والعقل !


    فعلينا بمعالجة هذه الظاهرة والاسراع الى استئصالها وتذويبها وان عَسُر ذلك فمسؤولية تنبيه الجالسين على ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية والعُرفية هي تقع على الجميع ! ، فالإسلام بيّن ضوابط احترام الطرقات العامة والازقة ، إذ : روي ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) نهى عن الجلوس في الطرقات فقال إياكم والجلوس على الطرقات ، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر ، وكف الاذى ، ورد السلام ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.وروي ايضا انه قال : لا خير في الجلوس على الطرقات إلا من هدى السبيل ، ورد التحية ، وغض البصر ، وأعان على الحمولة (الكتاب : كنز العمال ) ، إِذَنْ هي كـظاهرة منهي عنها لِغلبة السلبيات فيها وصعوبة ضبط الافراد على احتمالهم لشرائط وحقوق الطريق فالأولى ان يتجنب الانسان هذه الظاهرة وان كان ولا بُدّ او هناك ما يُلجئه الى ذلك فعليه ان يراعي حقوق الطرقات ويحترم المارة ولا يؤذي جاره لان ذلك خلاف الايمان ..
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم أبي الفضل; الساعة 25-08-2016, 02:36 PM.
    شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل




  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم


    كما تفضلت أخي الكريم الحاج خادم أبي الفضل عليه السلام
    تفوق سلبيات تلك الظاهرة على إيجابياتها يجعلنا نرفضها وبقوة حتى وأن كان أبطال تلك المجالس لدينا في منطقتنا غالبا مجموعة من الأولاد الذين لم يتجاوزا المرحلة الثانوية بعد

    فطرقات الأحياء وإن كانت أزقة أو دهاليز إنما هي صورة تعبر عن خلق أصحاب تلك الأحياء وساكنيها والرسالة التي يستشف منها المار العابر بها طبيعة أهلها ومدى رقيهم وتحضرهم تحضرا أخلاقيا واجتماعيا لا عمرانيا فقط
    بل وتعبر أيضا حتى عن كم الثقافة التي يمتلكها أصحاب الحي
    وهي أي الطرقات إن كانت ضيقة فالمارة أولى بها من غيرهم

    فلدينا لم تقتصر المسألة في بعض أحياءنا على جلسات عابرة وإن تكررت
    أو اتخاذ كبار السن من زاوية في الطريق مجلسا لهم للترويح عن أنفسهم واسترجاع ذكريات ماضيهم
    بل تجاوز البعض الحدود وتمادوا بأن حولوا مجالس تلك الطرقات إلى مقهى وعايشوا الوضع وكأنه مقهى فعلا وعن المقهى السائب دون صاحب وحاله حدث ولا حرج وبالذات في الفترة من بعد العشاء إلى منتصف الليل

    ناهيك عن الآثار التي يتركونها ورائهم بعد انتهاء جلساتهم من مخلفات وبقايا أطعمة قد تصبح وليمة للحيوانات الضالة وما يترتب على ذلك من تشويه لمنظر ورائحة المكان وبالذات إن تأخر عمال النظافة عن مباشرة عملهم في اليوم التالي
    وغيره وغيره الكثير من الآثار السلبية المترتبة على تلك الجلسات

    الجلوس أمام المنازل وفي جوانب الطرقات ظاهرة غير حضارية أبدا ولا يشعر بحقيقة ذلك إلا من عانى من ضررها

    واليوم ومع ادعاء انتشار الوعي وارتفاع معدلات الثقافة المزعومة يفترض أن يظهر ما يدل على ذلك سلوكيا
    وبالذات حين تعم آثار تصرفات البعض السلبية على الجميع أو يُشرك بها حتى المتضرر منها...ودون أن نلمس أي اهتمام من المسبب للضرر

    وحقيقة أعجب ممن ينادي بالعصرنة في التعامل ويصف الكثير من الأمور التي تعتبر عادات وسمات اجتماعية تربى عليها آبائنا
    بالرجعية وانتهاء الصلاحية ويقبل لنفسه ممارسة ما هو مرفوض أصلا من تلك العادات وكأنها لا تمت لتلك الفترة بصلة

    فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن على كل مسلم في كل يوم صدقه".
    قيل من يطيق ذلك؟
    قال صلوات الله وسلامه عليه وآله: "إماطتك الأذى عن الطريق صدقة".
    مستدرك الوسائل، ج‏2، ص‏402، باب 19، الحديث 6.

    فإن كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة وعلى المسلم أن يقوم بها كل يوم
    ألا يكون كف الأذى عن الطرقات والمارين بها أوجب وأولى من إماطته؟

    ولنا أن نتخيل ماذا لو لم يَنْهَ رسول الله صلى الله عليه وآله عن الجلوس في الطرقات ؟
    كيف سيكون حال طرقاتنا وإلى ماذا ستؤول مجتمعاتنا اليوم يا ترى؟



    أخي الكريم الحاج خادم أبي الفضل عليه السلام
    أحسنت وجزاك الله كل خير ومثوبة لهذا الموضوع الاجتماعي المتشعب الأسباب والآثار
    الرائع قالبا والقيم مضمونا

    وشكرا جزيلا لك لطرحه هنا وإفادتنا به
    أثقل الله به ميزان حسناتك وحفظك ورعاك ووفقك لكل خير يحبه ويرضاه

    ودمت ودام في هذا الصرح المبارك الحامل لاسم الكفيل صاحب الجود عليه السلام عطائك الطيب النافع
    بألف خير وصحة وعافية وزادك الله من فضله ببركات صاحب الجود عليه السلام ورعايته



    مع خالص احترامي وتقديري


    أيها الساقي لماء الحياة...
    متى نراك..؟



    تعليق


    • #3
      كعادتكم الطيبة التي تنم عن الدقة والاحاطة والاستيعاب للموضوع " قراءة ً وردوداً " بارك الله فيك وعليك ولك ِ اختنا المشرفة الحاجّة صادقة

      نعم ما اضفتموه من نقاط قيمة وواقعية هي من جملة السلبيات التي تفرزها الجلسة امام المنازل وفي الازقة ومنها المخلفات والنفايات التي تفضل من طعام او اعقاب سجائر فيتحول الشارع الى فوضى ومنظر مقرف .
      ولو يراعي هؤلاء ضوابط وحق الطريق سيكون لهم مساحة من الحق ولكن كما اسلفنا هم لايرعون تلك الحقوق فالسلبيات اكبر واكثر والاولى بل الواجب هو عدم الجلوس ...

      شكرا جزيلا لكم ولدعمكم ومساهماتكم الطيبة
      شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



      تعليق


      • #4
        فعلا هي ظاهرة مزعجة… .

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X