إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(الدنيا المذمومة هي الهوى)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الدنيا المذمومة هي الهوى)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى في محكم كتابه المجيد
    { ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } .

    اذا اردنا معرفة مجامع الهوى من خلال استقراء الايات القرانية فاننا سوف نجدها في قولة تعالى :
    {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد }

    والأعيان التي تحصل منها هذه الأمور هي المذكورة في قوله سبحانه:

    {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب }

    فهذه أعيان الدنيا، وللعبد معها علاقتان:

    (علاقة مع القلب): وهي حبه لها وحظه منها وانصراف همه إليها حتى يصير قلبه كالعبد أو المحب المستهتر بها، ويدخل في هذه العلاقة جميع صفات القلب المتعلقة بالدنيا: كالرياء، والسمعة، وسوء الظن، والمداهنة والحسد، والحقد، والغل، والكبر، وحب المدح، والتفاخر والتكاثر. فهذه هي الدنيا الباطنة، والظاهرة هي الأعيان المذكورة.


    و(علاقة مع البدن): وهو اشتغاله بإصلاح هذه الأعيان لتصلح لحظوظه وحظوظ غيره، وهذا الاشتغال عبارة عن الصناعات والحرف التي اشتغل الناس بها، بحيث أنستهم أنفسهم وخالقهم وأغفلتهم عما خلقوا لأجله، ولو عرفوا سبب الحاجة إليها واقتصروا على قدر الضرورة، لم يستغرقهم اشتغال الدنيا والانهماك فيها، ولما جهلوا بالدنيا وحكمتها وحظهم منها لم يقتصروا إلا على قدر الاحتياج، فأوقعوا انفهم في اشغالها، وتتابعت هذه الأشغال واتصلت بعضها ببعض، وتداعت إلى غير نهاية محدودة، فغفلوا عن مقصودها، وتاهوا في كثرة الأشغال. فان أمور الدنيا لا يفتح منها باب إلا وتنفتح لأجله عشرة أبواب أخر، وهكذا يتداعى إلى غير حد محصور، وكأنها هاوية لانهاية لعمقها، ومن وقع في مهواة منها سقط منها إلى اخرى.... وهكذا على التوالي.
    ألا ترى أن ما يضطر إليه الإنسان بالذات منحصر بالمأكل والملبس والمسكن؟ ولذلك حدثت الحاجة إلى خمس صناعات هي أصول الصناعات: الفلاحة، والرعاية للمواشي، والحياكة والبناء والاقتناص ـ أي تحصيل ما خلق الله من الصيد والمعادن والحشائش والأحطاب ـ وتترتب على كل من هذه الصناعات صناعات أخر، وهكذا إلى أن حدثت جميع الصناعات التي نراها في العالم، وما من أحد إلا وهو مشتغل بواحدة منها أو أكثر، إلا أهل البطالة والكسالة، حيث غفلوا عن الاشتغال في أول الصبا، أو منعهم مانع واستمروا على غفلتهم وبطالتهم، حتى نشأوا بلا شغل واكتساب، فاضطروا إلى الاخذ مما يسعى فيه غيرهم، ولذلك حدثت حرفتان خبيثتان هي (اللصوصية) و(الكدية) ولكل واحد منهما أنواع غير محصورة لا تخفى على المتأمل.
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X