إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأب المثالي يحفظ البنت زهرته.. كما حفظ النبي ص زهرته المباركة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأب المثالي يحفظ البنت زهرته.. كما حفظ النبي ص زهرته المباركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    الزهرة البنوتية ـ وهم بناتنا الوادعات ـ تترعرع مع " الأدب" و " والعناية" و " الاحاطة" و" الاسناد" وكل معاني القرب والتواصل النبيل، وفي هذا السياق سوف نستنتج بعض معالمه وفقا للعلاقة الحميمية والهادفة بين الرسول وابنته الزهراء صلوات الله على اهل البيت أجمعين

    عدم التسامح في أمر البنت المزهرة:

    هناك البنت المزهرة التي تحمل كرامة الايمان والتقوى والتي نراها قد أزهرت بدلائل العفة والسداد، فهكذا بنت كيف لأبيها أن يتسامح في أمرها ونحن نلاحظ أن النبي صلى الله عليه واله الذي قد اختطفته أتعاب الدعوة وتبعات الحروب إلا أن هذه المسؤوليات لم تكن لتشغله عن رسالته في ابنته وزهرته المباركة يدلك على ذلك أنه قد وضعها نقطة الانطلاقة والعودة في الاسفار والغزوات، فلا يخرج إلا وهي آخر من يودع ولا يقبل إلا وهي أول من تمسح بيدها وعثاء السفر عن وجهه.. كما كان صلى الله عليه واله يفيض عليها بالقبلات الحميمية والروايات تستعرض ذلك في أشكال وصور مختلفة، منها أنه إذا مشت إليه ووقفت عنده قبل يديها بينما تقبل هي يديه إذا أرادت القيام من عنده ..

    والجانب الرسالي الواضح في هذه السيرة التربوية هو أن البنت حينما تكون مخصوصة بخصوصية إلهية وعليها مسحة الايمان والتقوى وحب الله سبحانه وتعالى، فإنها زهرة يانعة تستحق المبالغة في الاكرام وليس ذلك من شأن الذكور الموفقين في الدين والخلق فقط .

    الرفق في أمر زواجها:

    ومن يتمثل دور الأب المثالي في حفظ زهرته وابنته المحمودة في الدين والإنسانية فإنه يقدر حراجة مرحلة بلوغها مبلغ النساء، أي عليه أن يراعي الأمانة ويحترم قرار التفويض الإلهي الذي خوله في أمر زواجها..

    وبالالتفات إلى رسول الله صلى الله عليه واله سنفهم مع التاريخ أن من تقدموا إلى طلب فاطمة عليها السلام كثير من الرجال وسنفهم أيضا أن النبي الكريم لم يتولى الرفض المباشر لمن سوى علي عليه السلام.. كما لم يتولى القبول المباشر بعلي عليه السلام ولكنه أنتظر أمر السماء فيها وكان ما كان من الرفض للكثير والقبول بالأمير عليهم جميعا صلوات الله وبركاته ..

    وهذا الحدث بالذات يملي علينا كلمات بل سطور من الدلالات المختلفة التي وقفنا على بعضها أو سنقف في مواعيد أخرى إن شاء الله تعالى، والأمر الذي اقدمه في هذه القراءة التاريخية الدينية هو: أن موقفه صلى الله عليه واله يشير على أن الاختيار للبنت عملية لا تتحمل استقلال الأب وتفرده ولكنه مسؤول عن المشورة+الاستخارة+ الرأي الشخصي للبنت.

    وهذه شروط مقوية لقراره ومعززة لرأيه وليست معجزة له ولا ملغية لكلمته كما يصل خطأ إلى أذهان بعض الأباء !

    ويضغط الأسف كل أحرار الإنسانية من مشاهد لبعض أولياء الأمور الذين ما أسهل الرفض عندهم من غير مبرر، والبعض الآخر أيضا الذين ما أيسر القبول عندهم أيضا فتضيع الزهرات وتظلم الزهرائيات من بناتنا!!

    بين الحضانة الطبيعية والحضانة المعنوية:

    إن حياة فاطمة الزهراء عليها السلام توحي لك الزهرائيات بضرورة الارتقاء من الحضانة الطبيعية إلى الحضانة المعنوية التي تعني أن تكون البنت المسلمة أماً للقضية الكبرى وأماً للرسالة فالاشارة إلى أمومة فاطمة لأبيها " أم ابيها" إشارة إلى هذه الاحتضان الخاص فكل ما سجل لفاطمة عليها السلام من صور الحضور قد كان على خط الاحتضان المعنوي للرسالة!

    فعلى هذا الخط تشكل حضورها المتعدد والمهيب ..

    فكم حضرت مساندة للرسول ولزوجها كما كان منها في حفر الخندق حين تقدمت بكسرات الخبز لهما بنفسها ولم تبعث به غيرها..

    وما علمنا بحضورها في الساحة الساخنة يوم أحد لاحتضان الجسم المبارك المثقل بالجراح!!

    وهي التي حضرت مستنكرة و معترضة يوم تجمع القرشيون يتقدمهم ابن ابي معيط ووضعوا سلى البعير على ظهر أبيها صلى الله عليه واله!!

    وكان لها حضورها الذي يكشف عن مشاركة المرأة في حق الميت كما تشارك في حقوق الأحياء وذلك يوم تشييع رقية بنت رسول الله صلى الله عليه واله..

    وأما الحضور الإعلامي الرسالي فهو الأهم في حياتها وقد تم بأشكال ربما لا يمر بها الكثير إلا بقراءة عادية جدا ومن تلك المواقف أن الرسول صلى الله عليه واله يدخل على فاطمة وليس هذا هو الأمر الجديد إلا أنه كان يكثر من الدخول عليها وفي يده أحد أصحابه فإذا راجعنا التاريخ نجد أنه ما أكثر ما كان يقول أأدخل يا فاطمة فتقول أدخل فيقول أأدخل ومن معي؟؟ فتقول نعم أنت ومن معك!

    ماذا يعني أن يدخل عليها مستأذنا ومعه أحد أصحابه؟؟ ماذا يعني أن يمسك تارة بيد "بريدة" وتارة بيد" جابر" وتارة بيد "ابن الحصين" وتارة بيد "سلمان" ثم يدخل على فاطمة ؟؟

    واحد ممن الأغراض وراء هذا السلوك النبوي الخاص هو أن يكشفوا بيت النبي من الداخل وليروا أن بيته أفقر البيوت جميعا وان ابنته قد اصفر وجهها وذبل جسمها وأنها إذا ما أراد أن يدخل رجل تلبس ملائة مرقعة حتى لفت الوضع رجلا وعد الرقع التي بملائتها فوجدها اثنتي عشر رقعة !!

    توجيه الرغبات:

    من أولى ما يسديه الأب المثالي مع ابنته التمازج مع البنت المميزة في وعيها و التزامها ليفتح أمامها الرغبة في الحوار معه ويعطيها دافعا للفضفضة الإيجابية معه ولو بعد زواجها..

    صدقوني أن البنت تبقى في داخلها أشياء لا تفهمها عن ابيها حتى بعد زواجها لذا لا يجب أن يبعدك الزواج عنها فلتكن قريبا منها تجيب على تساؤلاتها ..

    وهنا لنعرف سهم النبي صلى الله عليه واله من هذا الخلق فقد كان يدخل على فاطمة قبل وبعد زواجها ويتحسس مشاعرها ويعرف من وجهها ماذا يتلجلج في صدرها فطالما سألها عما في نفسها ونراها تتحدث إليه بكل واقعية وشفافية..

    ـ نقلت له ذات مرة غمز نساء قريش في اختياره لزوجها علي على أساس أنه فقير.. فأوصاها أن تجيب بأن الأسبق إلى الإسلام وأنه الأقوى قلبا وبدنا في الحروب دون رجالهم وأنه وأنه...

    ـ نقلت في وقت آخر أن هناك من نسائه من تفاخرت على أمها خديجة بالجمال والشباب فتبسم النبي صلى الله عليه واله وقال لها كفى أمك أنها الوعاء الطاهر الذي اختاره الله للإمامة!!

    كما أن القدرة على التأثير معنى آخر من معاني التمازج بين الأب والبنت فلعل الدراسات النفسية لا تعارض هذا القول وهو أن الأب يمتلك قدرة فذة في التأثير على ابنته وان هذا الأثر يكبر في نفس ابنته مع الأيام ولكن هذا التأثير لا يبقى مع كل أب ولا يستطيع كل الأباء الحفاظ عليه إلا من خلال مهارات غير معينة ولا محددة بل تعتمد على طبيعة الشخصيتين الأب / البنت.. وإن كان هناك مهارات عامة في صلاحيتها لأغلب الأوضاع وأغلب الشخصيات ومثالنا سيكون من واقع حياة النبي مع ابنته الطاهرة ..

    قد استخدم بأبي هو وأمي مهارة الاعتراض الصامت المليء بالثقة والأمل وهذا لا يحسن إلا مع الولد النابه والمتميز في ذكائه وعواطفه فهو القادر على إدراك هذا الشكل من الاعتراض الخفي وهو الضعيف عن تحمل اعراض الأب لأن الضعف أمام الأب الصالح والسوي كمال في الانسان..

    دخل ذات يوم على ابنته فاطمة عليها السلام ووجد ستارا معلقا عند باب بيتها وسوارين على يدها الشريفة فأعرض وخرج هنا خلعت السوارين ونزعت الستار وبعثت بها إليه معتذرة وكاشفة له عن نزاهة قصدها وأنها لم تكن لتحدث شيئا بعده ..

    وهذا من جانبها يعني أن حسنات الأبرار سيئات المقربين ومن جانبه يعني الأمل والثقة في ابنته وأنها قادرة على التحول إلى الأرقى في عين عجزها عن الصبر على اعراض أبيها!!

    حيازيم التصبر:

    الصبر يحتاج إلى حزائم تنسج من كثرة التوطين للنفس على المكاره وليست هذه مسؤولية المرئ تجاه نفسه فقط ولكنها من صنع الجميل الذي يجب أن يوليه كل من يستحقه منه الأقرب فالأقرب.. ولذا فالأب المثالي يقدر البنت الصالحة بمثل هذا العطاء فعليه أن يعدها ويهيئها لأمر الله عز وجل وتحمل الأذى في جنبه وهذا ما نستلهمه من تكرار الرسول صلى الله عليه واله لحكاية ما سيجري على ابنته وعلى بعلها وابنيها كان يقول لهما فيي خطاب مشترك:"" هذا جبرئيل يقول إن الله يقول إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون؟

    قالوا: نصبر لأمر الله وما نزل من قضائه..."". فهذه الرياضة التي تجتاجها البنت الضعيفة ـ بطبع تكوينها ـ وستكون ناجحة ومثمرة عندما يكون المدرب هو الأب الذي يتملك الوعي والتأثير، وإن كانت لهذه الأجواء بين محمد وآله دلالات أعمق من الضعف ومجرد التوطين بمفهومه العام، بل هي نوع من النجوى بين الله وبين عباده الذين اصطفاهم فيحبون أن يسمعوا منه تكلفة محبته ويحب سبحانه أن يسمع منهم ما يعدونه بلسان الحب الصادق.
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 23-02-2017, 01:27 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X