إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَن أصْلَحَ مَا بَينَه وَبَينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بَينَه وبينَ النّاسِ .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَن أصْلَحَ مَا بَينَه وَبَينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بَينَه وبينَ النّاسِ .

    مَن أصْلَحَ مَا بَينَه وَبَينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بَينَه وبينَ النّاسِ :الأهميّةُ والثَمَرَاتُ .
    ________________________________________

    عَرَضَ سَمَاحَةُ السَيِّدِ أحمَد الصّافِي , الوَكيلُ الشَرعِي لِلمَرجَعيّةِ الدِينيّةِ العُليَا ,في خطبَةِ الجُمعَةِ الأولى

    فِي الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ
    إلى كَلامِ أميرِ المُؤمنين , الإمَامِ عَليٍّ , عَليَه السَلامُ ,في نَهجِ البَلاغَةِ ,حَيثُ قَالَ :

    (وأعلموا عِبَادَ اللهِ , أنّكُم ومَا أنتم فيه مِن هذه الدُنيا على سَبيلِ مَن قَد مَضى قبلكم , مِمّن كانَ أطولَ مِنكم أعماراً ،

    وأعمَرَ دياراً ، وأبعدَ آثاراً , أصبَحَتْ أصواتُهم هامدةً ، ورياحُهم راكدةً , ،وأجسادُهم باليةً ، وديارُهم خاليةً , وآثارُهم عَافيةً ,

    فاستبدلوا بالقصورِ المَشيدَةِ والنَمَارِقِ المُمَهدَةِ , الصخورَ والأحجارَ المُسّنَدَةَ ، والقبورَ اللاطئةَ المُلحَدَةَ ,التي قَد بُني بالخرَابِ

    فناؤها ، وشُيّدَ بالترابِ بناؤها , فَمَحَلُّهَا مُقتَرِبٌ ، وساكنُها مُغتَرِبٌ . بين أهلِ مَحلةٍ مُوحشين , وأهلِ فَراغِ مُتشاغلين ,

    لا يَستأنسونَ بالأوطانِ ، ولا يتواصلون تَواصلَ الجيرانِ , على ما بينهم مِن قُرْبِ الجوارِ ودنو الدارِ , وكيف يكونُ بينهم تَزاورٌ ,

    وقد طحنَهم بكلكله البَلَى ، وأكلتْهُم الجنَادِلُ والثَرى , وكَأنّ قد صُرتُم إلى ما صاروا إليه ، وارتهنَكم ذلك المَضجعُ ،

    وصَمّكُم ذلك المُستودعُ ,
    فكيف بكم لو تناهتْ بكم الأمورُ ، وبُعثرَتْ القبورُ,

    هنالك تَبلو كُلُّ نفسٍ ما أسلفَتْ ، ورُدّوا إلى اللهِ مَولاهم الحَقِّ وضَلّ عنهم ما كانوا يَفترون).

    ... لا شَكَّ أنَّ أميرَ المُؤمنين هو سَيّدُ البَلاغَةِ , وقَد بيّنَ في مَوَاطِنَ كَثيرَةٍ وظيفةَ الإنسَانِ في الحَيَاةِ الدُنيا ,

    وحَذّرَ مِن مَغبّةِ أمورٍ لو أنّه لم يَتراجع عنها فإنّه سَيقع في شَرَاكِهَا.

    وأميرُ المُؤمنين عندما يبيّنُ حَالةً وأخرى , يُريدُ أنْ يَعظَنَا بأنَّ العَاقِلَ ينبغي به أنْ يَتعظَ بِمَا قبله ,وأنّ مَا جرى عَلى الأولين

    يَجري على الآخرين, وكلماتُه , عَليه السَلامُ , تُزيدُ الإنسانَ عِبرَةً ومَوعظةً وتَدخِلُ إلى شِغَافِ القَلبِ ,وتَضعُ الأمورَ في نِصَابِهَا.

    ... نَحنُ نَعيشُ مُكبّلين ومَحدودين في هذهِ الحَياةِ الدُنيا , بحيث لا يُمكِنُ أنْ نَتَخلّصَ مِن بعضِ الأمورِ مِثْلُ المَوتِ ,

    وهو مِن الحَالاتِ التي سَنُواجهها قطعاً ويقيناً , ولا يمكنُ أنْ نَدفعَ عن أنفسِنا المَوتَ.

    وبالنتيجةِ لا بُدّ مِن أنْ ننتقلَ بعدَ طولِ مُدّةٍ أو قِصَرِهَا.

    وقَاَلَ أميرُ المؤمنين : عَليه السَلامُ :

    (مَن أصلَحَ مَا بينَه وبينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بينه وبينَ النّاسِ ,ومَن أصلَحَ أمرَ آخرَتِه أصلَحَ اللهُ له أمرَ دُنياه ,

    ومَن كانَ له مِن نفسِه ,واعظٌ كَان عليه مِن اللهِ حَافِظٌ),: نَهجُ البلاغةِ.

    إنَّ هذه الأمورَ الثَلاثَةَ قد ذَكَرَهَا أميرُ المُؤمنين , عليه السَلامُ, على نحوِ أنْ يُعلّمَنَا طريقةَ السُلُوكِ مع اللهِ ,وعلاقتِنَا معه وآثارَ ذلك.

    ...الإنسانُ يَحبُّ أنْ يعيشَ عيشةً جيدةً , ولكنّه أحياناً لا يَعرفُ طريقه, يَخرجُ مِن هُنا , ويتدخلُ في أمرٍ هُناك,

    وربمَا نَجَدَه كَحشَرَةٍ تَلفُّ نفسَها بنفسها ,ثم بعد ذلك لا تستطيعُ أنْ تخرجَ مِن ذلك.

    وهو قد أوقعَ نفسَه فِي مُشكِلَةٍ ,.

    , وبعضُ القضايا هي قَضايا سُلُوكيةٌ عَامةٌ , وقد نَرى إنساناً يُصلي ويُؤمن بالمعَادِ, ولكن طريقةَ تعاطيه مع بعضِ الأمورِ

    فيها نوعٌ
    مِن التشويشِ.

    وهناك حَالةٌ من التوزانِ ,وحَالةٌ مِن التَعقِّلِ ,والمُؤمن كُلّمَا كانَ أكثرَ تَعقّلاً وعقلا, لا شَك كان أكثرَ إيمَاناً .

    والتعقل من الأمورِ المَمدوحَةِ ,وأنّ الإنسانَ يتعقّل , يعني أنه يَستخدمُ عقلَه ,وهذا أمرٌ نَدَبَ الشَارعُ إليه ,

    والتنافسُ هو تنافسُ العُقلاءِ , وإنَّ العقلَ يأتي بالدينِ ,والإنسانُ ّإذا كان عاقلاً , هذه جوهرةٌ ,وهَذه مَوهبةُ

    وهذه رحمةُ رحمنا اللهُ تعالى بها, رحمةُ العَقلِ,.

    ... إذا كان الإنسانُ مُتعقلاً واعيَاً ويَستخدمُ عَقلَه ,ويَجعلُ عقلَه أمامَه دائماً ,ولا يَجعله خَلفَه, سَيَصِلُ إلى مَكامِنَ الحَقّ

    بلا شَكّ ولا ريبَ.

    وأميرُ المُؤمنين في مَقام أنْ يُنظّمَ هذا الأمر , والعَاقلُ هو مَن يُؤمنُ بأنّ مَسيرته ستنتهي في يومٍ مَا ,

    وأنّ هناك جَزاءً لابُدّ أنْ نَقفَ عنده,
    وهذه المُلازِمَاتُ ينبغي بالإنسَانِ أنْ يستثمرَهَا ,ولكن عليه أنْ يَستخدمَ التَعقلَ ,

    ويقولُ أميرُ المؤمنين ,عليه السلامُ ,

    مَن أصلَحَ مَا بينَه وبينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بينه وبينَ النّاسِ ,ومَن أصلَحَ أمرَ آخرَتِه أصلَحَ اللهُ له أمرَ دُنياه ,

    ومَن كانَ له مِن نفسِه ,واعظٌ كَان عليه مِن اللهِ حَافِظٌ).

    لاحِظُوا عَمَليّةَ الإصلاحِ , نحن مع اللهِ فاللهُ يَرانَا دائمَاً , وعلاقتنا ونسبتنا مع اللهِ نسبةُ ربٍّ مع مَربوب ,

    ونسبةُ سيّدٍ مع عبدَهِ ,
    ونسبةُ مُحيي مع مَيتٍ ,ونسبةُ باقٍ مع فانٍ ,.

    والإمامُ عَليٌّ , عليه السلامُ, يقولُ هناك علاقةٌ لا بد أنْ تكونَ بمقتضى هذه الحقيقةِ , وهي أنَّ الإنسان بينه وبين اللهِ ,

    لابُدّ أنْ تكونَ حالته حَالةَ صَلاحٍ , والمَكمَنُ هو هنا ,فلا بُدّ أنْ تكونَ علاقتنَا باللهِ علاقةَ صلاحٍ ,

    وفي المُقابل هناك علاقةٌ الفَسَادِ ,.

    ,وكيفَ يُصلِحُ الإنسانُ ما بينه وبين اللهِ تعالى ,.

    : أولاً :.. نَحنُ نؤمنُ أنَّ اللهَ تعالى مُطّلعٌ علينا ,ويَنفذُ إلى أعماقِنَا ,اللهُ خلقنا وهو أقربُ إلينا من حَبلِ الوريدِ,

    وأقربُ إلينا من أنفسِنا ,
    فإذاً نحنُ دائماً في إحاطةِ اللهِ تعالى ,في الرضا وفي الغضبِ ,

    في الفقرِ وفي الغنى, في الخلواتِ ,وفي الحضورِ , فاللهُ تعالى لا تُفَرّقُ عنده الحالاتُ , في النهارِ وفي الليلِ ,

    أنْ أنطقَ بعبارةٍ أو أنْ أضمرَ ,وإذا كانَ الأمرُ كذلك وهو كذلك ,فإذاً لا بُدّ أنَ نُوقِعَ أنفسنا تحت هذه العنايةِ الإلهيّةِ ,

    ولا بُدّ أنَ نكونَ في حَالةِ تأهبٍ واستعدادِ وتَرقبٍ ,وحَالةٍ مِن اليقظةِ ,لأنّ اللهَ تعالى لا يَنامُ ,

    ولا يسهو ولا يَغفل , ولا يَحجبه عنا حَاجبٌ ,.

    إنَّ الإمامَ أمير المؤمنين , عليه السلامُ يقولُ: النقطةُ الأولى في بدايةِ التوفيقِ تبدأ من إصلاحِ هذه العلاقةِ مع اللهِ ,

    والإنسانُ إذا أصلحَ العلاقةَ ما بينه وبين اللهِ , فهناك حقوقٌ للهِ عليه , وهناك واجباتُ منه تجاهه,

    وهذه الأمورُ لا بد من إصلاحها , ولا بد من أن نكونَ في مَوضعِ الرضا عند اللهِ تعالى, وأمورنا وشؤوننا شؤونُ صَلاحٍ.

    والإنسانُ الصالحُ والمَمدوحُ بالصلاح دائما مَحضره وسَمته, وكلامُه وسُلُوكه في صلاحٍ وخيرٍ.

    وهذا المَعنى مع اللهِ تعالى هو المَطلوب في الدرجةِ الأولى ,ونقطةُ التوفيقِ أنّ الإنسانَ يُصلِحَ حاله ما بينه وبين اللهِ تعالى,

    ويُدركَ أنَّ اللهَ تعالى مُطلعٌ ولا يَستعجلُ لعجلةِ العبادِ ,وحتى ولو فرضنا أنّ الناسَ لا تُصلحُ أمرَهَا مع اللهِ ,

    فاللهُ تعالى
    لا يَستعجِلُ ويَنتقمُ منها ابتداءً ,.

    والإمامُ عَليٌّ , عَليه السَلامُ ,يقولُ هذا الشقُ الأولُّ ,أنَّ الإنسانَ يُصلحُ أمره مع اللهِ تعالى, ولا يمكن أنّ يصلحَ الإنسانُ أمره

    مع اللهِ ,مالم يَعرف ما يُريدُ منه سبحانه, فقد يَرتكبُ فِعْلاً , وقد يكون فيه سَخطَ اللهِ ,.

    إنَّ اللهَ تعالى كما يُريدُ منا أن نُحسِنَ الظنّ به, وأنْ تكونَ قُلوبُنا خاليةً مِن الغِلِ ,ومِن سوءِ الظنِ بالآخرين ,

    يُريدٌ مِنّا أيضاً أفعالاً خارجيةً ,

    فهناك التزاماتٌ قلبيةٌ ,وهناك سُلوكُياتٌ خارجيةٌ ,وإذا لم أعلم الأولى والثانية ,فكيف أصلحُ العلاقةَ مع اللهِ تعالى,.

    والإنسانُ في علاقته مع اللهِ تعالى لا بد أنْ يعرفَ ماذا يُريدُ منه ,

    ولذلك في بعض الأحيانِ يفعلُ الإنسانُ فعلاً بخلاف رغبته ,ولكن اللهَ يُريده , فينبغي تَقديم رضا اللهِ على الرغبةِ ,

    ولِنُلاحِظُ الأنبياءَ والمَصلحين والمَعصومين ,أنَّ الهمَّ الأولّ لهم هو تَركُ رغباتِهم الخاصة ,وإصلاحُ العلاقةِ مع اللهِ تَعَالى,.

    إنَّ العلاقةَ مع اللهِ تعالى تَحتاجُ إلى درايةٍ وتفكّرٍ وعِلْمٍ ,وفي بعضِ الحَالاتِ يكونُ الجَو العَامُ خَطأً , وهذا لا يكون مُبرراً

    لارتكابِ الخَطأَ , والجَو العَامُ قد يُعطي انطباعاً فيه تشويشٌ ,

    والإمامُ عَلي ,يَقولُ أنَّ هذا ليس هو المُقياسُ , بل المَقياسُ أنْ نُحِسنَ علاقتنا ونُصلحَها مع اللهِ تَعَالى,

    ثم بعد إصلاحِ العلاقةِ مع اللهِ , اللهُ يتكفّلُ بإصلاحِ ما بنيه وبين الناسِ.

    فالإنسانُ إذا أصلحَ ما بينه وبين اللهِ أصلحَ ما بينه وبين الناسِ ,وفي هذا ينبغي أنْ تَختلطَ فيه المَفاهيمُ بمعنى أنَّ الناسَ ,

    لا تُكذّبَه و لاتُعاديه ,وليس المَعنى هذا, وإلاّ لو كان فيفترضُ أنَّ الأنبياء ,لم يُحاربوا ولم يُكَذَّبُوا ,والأنبياءُ هم أفضلُ طبقةً

    أصلحتْ نفسها بينها وبين اللهِ ,فالتكذيبُ يُنشأ من عدوٍ لا يُريدُ اللهَ تعالى ,

    وإذا كانتْ علاقةُ الإنسان ما بينه وبين اللهِ صالحةً أجرى مَحبته وذِكرَه على ألسنِ المؤمنين ,وعلى خِيارِ خَلْقِه,.

    إنَّ اللهَ تعالى يُريدُ مِن الإنسَانِ , الذي أصلح علاقته مع ربه أنْ يكونَ مِثالاً للآخرين ,وأنَّ العلاقةَ الأمتنَ والأفضلَ هي

    مع اللهِ تعالى, واللهُ لرحمته ورأفته بنا يَقبلُ منا القليلَ واليسيرَ ,

    وعلى الإنسانِ أنْ يُكسّرَ ويَنفضَ عن نفسِه بعضَ القيودِ ,وهي الخِطوةُ الأولى في إصلاحِ علاقته مع اللهِ تعالى ,

    فالعلاقةُ مع اللهِ هي علاقةٌ مُهمةٌ وأصليةٌ وغيرها هي علاقاتٌ عرضية ليست بمهمةٍ .

    ويقيناً سيؤثر هذا إيجاباً على سلوكياتِ الإنسانِ في حالِ أصلَحَ علاقته مع اللهِ ,فسيصلح حالَه مع أبيه ومع أمه ومع أولاده ,

    ومع رَبّ العَملِ ,وسيكونُ َمورِدَ ثِقَةٍ عند الناسِ ,

    اللهُ يأمره أنْ لا تخون , وأنْ لا تَسرق, وأنْ لا تَفحش في الكلامِ ,وهذه سِنخُ علاقةٍ مع اللهِ ,

    وعلى الإنسانِ أنْ يتذكرَ في خطواته , رِضا اللهِ, وأن يَحذرَ ما يُفسِدُه فيها ,.

    وإصلاحُ وتحسينُ العلاقةِ مع اللهِ سَتفتحُ كُلَّ العلاقاتِ , فإنْ كُنّا لا نَكذبُ ولا نَسرقُ ولا نفحشُ في الكلامِ ,ولا نَخونُ

    ,فالناسَ قطعاً ستحبنا وتَذكرنا بالخيرِ ,وتتشوقُ إلينا ,وفِطرةُ الناسِ تُريدُ الصَادِقَ ,وغَير الخائنِ ,والذي يَتفقدُ الناسَ ,

    وهذا ينشأ من العلاقةِ بينه وبين اللهِ تعالى, ومِن جملةِ الرحماتِ الإلهية فينا ,

    أنَّ اللهَ تعالى حاضرٌ في أيّ وقتٍ وفي كُلّ زمانٍ ومكانٍ ,ونستطيعَ أنْ نُنَاجيه , ونُصلحَ الأحوالَ ونقفَ بين يديه ,.

    وما هو الأثرُ المترتبُ هو أنَّ اللهِ تعالى يُحسنُ ما بينه وبين الناسِ ,

    فلا ينبغي بالإنسانِ أن يُسقِطَ كَرامةَ نفسِه بين الناسِ ,فالذي له علاقةٌ قويةٌ مع اللهِ فهذا مُنتهى الكرامةِ مع اللهِ ,

    واللهُ يُكرمه ,
    هذا هو الشقُّ الأول , مَن أصلَحَ مَا بينَه وبينَ اللهِ أصلَحَ اللهُ مَا بينه وبينَ النّاسِ ,لا حظوا الأولى

    قضيةً عباديةً خاصةً بينك وبين اللهِ,
    والأثر الأخر أثرٌ اجتماعي وهو مطلوبيةُ الإصلاح ِبينه وبين الناسِ ,

    فالإنسانُ وكَمَا يَقولُ أهلُ الفلسفةِ والمَنطقِ وعُلماءُ الاجتماعِ ,(مَدني بالطبعِ) , ويُحبُّ أن يتعايشَ مع الآخرين ,

    فاللهُ تعالى جَعلَ العلاقةَ الأولى معه شَرطاً لإصلاحِ علاقةِ الإنسانِ مع الناسِ ,

    وإنَّ عدم مَحبوبية الإنسانِ في المُجتمع تأتي من مثشكلةٍ في علاقته مع اللهِ ,.

    فاللهُ لا يُحبُّ الإنسانَ الذي يستعملُ لسانَه الذربَ مع الآخرين ,

    أو يُحاولَ أن يهتكَ أعراضَ الناسِ ,واللهُ لا يَرضى أنْ نعيبَ الآخرينَ ,.

    .....,ومَن أصلَحَ أمرَ آخرَتِه أصلَحَ اللهُ له أمرَ دُنياه , .

    , إنَّ إصلاحَ أمرِ الآخرةِ ليس بالأمرِ المُستحيلِ ,ولكنه يحتاجُ إلى تأملٍ وتَروي , فَعَن أبي عبدِ اللهِ الإمامِ الصادق ،

    عن أبيه ،
    عن جده , عليهم السَلامُ ، قَالَ :قَاَلَ رسولُ اللهِ , صَلّى اللهُ عليه وآله : مَن قَالَ ( سبحان اللهِ ) غَرَسَ اللهُ

    له بها شجرةً في الجنةِ ، ومَن قال ( الحَمد للهِ ) غَرَسَ اللهُ لها بها شجرةً في الجنةِ ،

    ومَن قَالَ ( لا إله إلا الله ) له غَرسَ اللهُ له بها شجرةً في الجنةِ ، ومَن قال ( الله أكبر ) غرس الله له بها شجرة في الجنة .

    ,فقال رجلٌ مِن قريش : يا رسولَ اللهِ ، إنّ شَجرَنَا في الجنةِ لكثيرٍ , قال : نعم ، ولكن إياكم أنْ تُرسلوا عليها نيرانا فتحرقوها ،

    وذلك أنّ اللهَ عَزّ وجَلّ يقولُ
    )): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ))(33)محمد).

    :الأمَالي , الشَيخُ الصدوقُ ,ص705.


    ... لنعرِف ما تُريدُ الآخرةُ مِنّا , ومَا معنى أنَّ هذا مِن أهلِ الآخرةِ ,وهو أنَّ هذا العملَ يُريدُ به وجهَ اللهِ تعالى,

    ويُصلحُ داره الأخرى ,
    ويُرَتّبُ أثاثه مِن ألانِ ,وإذا فَعلَ هذا فاللهُ يتكفّلُ أمرَ دنياه ,

    فيرزقُه مِن حيث لا يَحتسبُ, (( ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ))(3)الطلاق,.

    ويُخففُ عنه بعضَ البلايا ,ويرزقه قناعةً ,ويُحدِثُ في نفسِكَ القناعةَ في الأكلِ ,والكفافَ ,ويرزقك بإنسانٍ يذكركَ باللهِ تعالى,

    وذلك أفضلُ النِعَمِ, ويُعلّمُك الكثيرَ إنْ كانَ مِن أهلِ الخِبْرَةِ ,

    ... : ومَن كانَ له مِن نفسِه ,واعظٌ كَان عليه مِن اللهِ حَافِظٌ ,

    والواعظُ هو ما يَعظنا وما يُنبهنا ,ولعلّه كَفى بالشيبِ واعظٌ ,والإنسانُ إذا شَابَ وأصبحَتْ كريمته بيضاءَ كَفى بذلك واعظٌ

    ,
    وبذلك لا بُدّ مِن البدايةِ بَدايةٍ أخرى ,وأيضاً كَفى بالمَوتِ واعظٌ

    ,فالإنسانُ إذا كان يتعظُ جَعلَ اللهُ له حَافظا , ويَحفظه من بين يديه ومِن خلفه ,وما دام َهو مع اللهِ , فاللهُ يكونُ معه ,

    وما دامَ لم يَنسَ اللهَ , فاللهُ يتداركه وقتَ الحاجةِ , وهذه المطالبُ المهمةُ قد لا تَصبُ في القضيةِ الفقهيةِ الصِرفةِ ,

    ولكنها تَصبُ في السلوكياتِ العامةِ , التي يدعو لها الفقهُ ,فالغنيمةُ كلُّ الغنيمةِ هي الآخرةُ , ولذلك فالعاقبةُ للمتقين,

    وهذه الأشياءُ كُلُّها تَصبُ في خدمةِ الإنسانِ المُؤمنِ ,

    وعلى الإنسانِ أنْ يَتخِذَ التَوازنَ سُلُوكاً , كَمَا بينه أميرُ المُؤمنين , عَليه السَلامُ,.


    _________________________________________

    تَدوين – مُرتَضَى عَلي الحِلّي – بتَصَرِفٍ مِنّي .

    _________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 17-03-2017, 10:29 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل مرتضى علي الحلي
    دمت ودامت مواضيعك وأختيارتك الهادفه
    تحياتي وتقديري

    تعليق


    • #3
      تقديري لكم أختي الكريمة واللهُ يحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X