إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرجعيّة الدينية الشريفةُ تعتبرُ إنفاقً الدِماءِِِ والأنفسِ ضماناً لحماية الأوطانِ .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرجعيّة الدينية الشريفةُ تعتبرُ إنفاقً الدِماءِِِ والأنفسِ ضماناً لحماية الأوطانِ .

    عَبّرَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ ,الجُمْعَةَ ,الثَاني مِنْ رَجَبٍ الحَرَامِ ,1438 هِجرِي,

    المُوافقَ ,لِ,
    الواحِدِ والثَلاَثِين مِنْ آذار ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,السَيِّد أحمَد الصَافي ,خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ

    فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :

    عَن أنّها لا تَجِدُ مِصْدَاقَاً مِن مَصَادِيقَ الإنفَاقِ في مَا يَمُرُّ به العرَاقُ ألآن ,مَثْلَمَا يُقَدّمُه ويُنفِقُه المُجَاهِدون الغَيَارَى

    مِن دِمَائِهم وأنفسِهم الزَكيّةِ ,
    ولا يُوجدُ عَطَاءٌ أكثرَ مِن عِطائِهم الذي قَدّمُوه دِفَاعَاً عِن البلادِ والعِبَادِ والمُقَدّسَاتِ والأعرَاضِ ,

    ومع العِلْمِ أنَّ أغْلَبَ هَؤلاءِ الإخوَةِ المُجَاهِدِين
    ,قد أنفقوا كُلَّ مَا عِندَهُم مع أنَّهم يَعيشون فِي ظَرفٍ مَادّي مُدْقِعٍ , ومُتعِبٍ ,

    ونَتَحَدّثُ عَن حِسّ لَكُم , فَهذه صِورٌ مُشرِقَةٌ ينبغي أنْ نَفتَخِرَ بها ونًوثِقَهَا ,ونَكتَبهَا ,

    وأنَّ بعضَ الإخوَةِ المُجاهِدين مِن الذين فقدوا أطرافهم في جَبهَاتِ القِتَالِ يَشعرون بالتقصيرِ فيما أنفقوا قِبَالَةَ إخوتِهم الآخرين,

    ويَعتذرون مِن ذلك ,و في مُقابِلِ ذلك فَعَلى الذي لا يَتمَكّنُ مِن القتالِ ,
    أنْ يَنفِقَ مِن مَالِه ,وأنْ لا يَبخَلَ فالبُخلُ صِفةٌ ذَميمَةٌ وقبيحَةٌ ,

    وعليه أنْ يَستَشعِرَ مَا يبذله الإخوةُ المُقاتلون مِن الغالي والنفيسِ في سَبيلِ حِمَايةِ البَلَدِ وأهلِه.

    وعَرَضَ سَمَاحَةُ السَيّد أحَمَد الصَافِي المَفاهيمَ القرآنيةَ , التي لها فَوائِدٌ جَمّةٌ سَواءٌ أكانَ ذلك عَلى المَستوى الشَخصي أو المُجتمعي ,


    ولَعلّه أنَّ المُجتمعَاتِ عندما تَتَكاَمَلُ فيما بينها , وتكونُ حَالةُ أحَدِهم حَالةَ تَفَقّدِ الآخرِ , فَهذا مَا يُؤسِّسُ للتَضَامِنِ والتكَافِلِ ,

    وهو حَالةٌ مِن حَالاتِ التَمَدّنِ والرَقيّ والتَحَضِّرِ , وعَادةً مَا تَحَتَاجُ المُجتمعَاتُ إلى حَاجَاتٍ ضَروريةٍ , لا يُمكِنُ الاستغناءُ عنها

    وأخرى كَمَاليةٍ ,فالضروريةُ كالمَسكَنِ والمَأكلِ والمَلبَسِ ,
    وتَأتي الحَاجَاتُ الضروريةُ عَلى رأسِ الحاجاتِ, والتي يَسعى الفَرْدُ لتأمينها

    , وإذا لم يَتَمَكّن مِن تَأمينِهَا فُهناك مَسؤوليةٌ للمُجتمعِ تَجَاهُه .

    وفِي المَفهومِ الاجتمَاعِيِ أنَّ الإنسَانَ إذا ما افتقرَ فينبغي أنْ لا يتركه المُجتمعُ في أي مَكانٍ , في قريةٍ أو قضاءٍ , أو دولةٍ ,

    وهذا نحو من أنحاءِ العَطاءِ , وهو أنَّ الإنسانَ عليه أنْ لا يُفَكّرَ فِي نفسِه ,ويُحَاولَ أنْ يُفَكّرَ في الآخرين في أكلِه وشُربِه ومَسكَنِه ,.

    وليسَ مِن الصَحيحِ أنْ يَعزِلَ الإنسانُ نَفسَه عن الآخرين ,بحيث تكونُ علاقتُه بهم علاقةَ الفائدةِ والمَصلحةِ الشخصيةِ وحسَب,.

    ومَا أنْ تُضرَبُ مَصلَحَتُه الشَخصيّةُ يُحَاولُ أنْ ينتقمَ مِن الآخرين.

    إنَّ الضَمَانَ الاجتماعي هو أفضلُ مَواردِ الانفاقِ وهو حَالةٌ من حالاتِ رفعِ البُخْلِ في المَالِ والأخلاقِ و الابتسَامَةِ ,.

    وهَذا الذي يَهتمُ بنفسِه ولا يُسَاعِدُ الآخرينَ فإذا مَا مَرّ بظرفٍ قاهرٍ فلا يَجِدُ أحداً سَيُسَاعِدَه , لأنّه أسّس لِمَفهومٍ خَاطئٍ

    في حياتِه وسُلُوكِه.

    وفي مُقابلِ حَالةِ الإنفاقِ سواءٌ أكانَ على المُستوى الشَخصي أو المُجتمعي والذي له فَوائدٌ جمّةٌ يَقولُ اللهُ تعََالَى :

    ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))(180),آل عمران.

    إنَّ هَذه الآيةَ الشريفةَ تَتَحَدّثُ عن صِفةٍ ذَميمَةٍ نَهَتنا عن اتباعِهَا, وفي مُقابلِ ذلك ينبغي أنْ نَفهَمَ الصِفةَ المَحبوبةَ وهي الانفاقُ ,.

    و يَتَوهَمُ البخيلُ الذي لا يَنفِقُ مِن مَالِه ويَكنزُه أنّه سيعودُ عليه ذلك بالنفعِ , وهذا اعتقادٌ خاطئٌ , هو بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ,.

    ويَأتي الجوابُ مِن اللهِ تَعَالَى , وفي رأسِ السَطْرِ , :

    ((سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))

    ولماذا يعتقدُ الإنسانُ أنْ ببخله سَيُحافظ على مالِه ,أو هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ,

    والحَالُ أنَّ القُرَآنَ الكَريمَ لا يَقرُّ ذلك الاعتقادَ بل يُخبرُه بأنّه شَرٌّ لَهُمْ ,.

    وما هو الخيرُ الحقيقي , وليس في البُخْلِ خَيرٌ حقيقةً ,بل الخيرُ في الإنفاقِ وفي العَطاءِ , وفي تَفَقّدِ النّاسِ ,.

    وهذا الذي تتَصَوّرَه لَكَ هو ليسَ لَكَ , وأنتَ واقعاً إنّمَا مُؤتمنٌ عليه ,مالٌ , وجاهٌ , وغيره,

    ولا بُدّ مِن أنْ تُحافِظَ عليه فيما يُرضي اللهَ تَعَالى ويُريده ,.

    ومِن الآثارِ الايجابيةِ للإنفاقِ سواءٌ كانتْ شخصيةً أو اجتماعيةً ,هو أنْ ينهضَ الإنسانُ ويَنفقُ مِن مَالِه أو نفسِه التي يَحرصُ عليها ,.

    وإذا تمكنَ مِن أنْ يَنفقَ مِن مَاله أو يُرَخِصَ نفسه في المَوطِنِ , الذي يُحتَاجُ فيه بَذْلُ الأنفسِ ,

    فلا شَكِّ أنْ ذلك تجَاوزَ أعلى مَراحِل الإنفاقِ ,.

    إنَّ الإنفاقَ الاجتماعيَّ يُحافظُ على الأوطانِ ,.

    وهُناكَ صُورٌ مشرقةٌ في الانفاقِ الاجتمَاعِي لا بُدّ مِن إبرازِهَا وكتابتِهَا وتَوثيقها , ومنها أنَّ بعضَ النّاسِ يتمتعون بالعِفّةِ

    والفَقرِ والحِرصِ على البلدِ , وهم لا يتحدثونَ عمّا يُقدّمون ويُنفقون , لأنهم يَرون الحَديثَ مع ما يَبذلونه لا قِيمَةَ له,

    فقد عَوّدوا أنفسَهم عَلى العَطَاءِ بلا ثَمَنٍ.

    فهناكَ عَائلةٌ لا تَملِكُ إلاّ مِروحَة صيفية في العراق ,وقد قامَ صاحبها ببيعها ليُسَاهِمَ في حِفْظِ البلَدِ ,.

    وهناكَ إنسانٌ آخرُ يَكِدُّ يَومَه ويُحاولُ تَوفيرَ المالِ حتى يَدعمَ قافلةَ المُساعداتِ للجبهاتِ أو النازحين ,.

    ولا يَحبُّ أنْ يُعرَفَ , ولا يتكلم , بل يَعمَل ويُنفقُ .

    إنَّ الانفاقَ الاجتماعي قد أنتجَ حالةً من التلاحمِ والشعورِ بالمسؤوليةِ ,.

    وهناك بعضُ الإخوةِ بلا مَلَلٍ ولا كَلَلٍ يُقدّمون كُلّ ما عندهم للمُجَاهدين ,وهم يَعتقدون أنَّ إنفاقهم يُبقي المُقاتِلَ في الجبهةِ

    ويُمكّنه مِن الَثبَاتِ .

    وهُناكَ جُنودٌ مَجهولَةٌ في الخطوطِ الأماميّةِ في الجبهاتِ ,ولقد رأينا , وصَدّقوني أصحَابَ المواكب الحُسَينية يَصِلونَ السواترَ

    قبل الإخوةِ المُجاهِدين المُقاتلين ,.

    أليسَ هذه صُورٌ مشرقةٌ ومِن حَقّنَا أنْ نَفتَخِرَ بها .

    وأليسَ البَخيلُ بِمَا مَكنّه اللهُ يَسمَعُ بمَا يُقدّمه المُقاتلون والمُنفقون في سبيلِ اللهِ تَعَالى,

    فَكيفَ نُقَارِنُ بين هَذا وذاك وأينَ الثَرى مِن الثُرَيَا ؟.

    ______________________________________________

    - تَدْوِينُ – مُرتَضَى عَلِيّ الحِلّي -

    ______________________________________________

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الاخ والاستاذ الفاضل مرتضى الحلي

    زاد الله في توفيقكم وحقق بفضله مبتغاكم للدنيا والاخرة .


    تقديرنا وإحترامنا لجهودكم .






    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      لاشكر على واجب وتقديري لكم أخي الفاضل والله يحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X