إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(قبسٌ من انوار الامام الكاظم (عليه السلام ))167

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(قبسٌ من انوار الامام الكاظم (عليه السلام ))167

    الريتاج
    عضو نشيط
    الحالة :
    رقم العضوية : 5169
    تاريخ التسجيل : 18-09-2010
    الجنسية : العراق
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 441
    التقييم : 10





    أبوه عليه السلام فهو الصادق المصدق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأما أمه عليه السلام تسمى حميدة المصفاة إبنة صاعد البربري ويقال أنها أندلسية أم ولد وتكنى لؤلؤة ، وكانت حميدة من أشراف الأعاجم

    كنيته: أبو الحسن. وألقابه كثيرة أشهرها: الكاظم، الصابر، الصالح والأمين.


    كان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً، وكان يتفقد الفقراء في المدينة ويحمل إليهم نفقاتهم إلى بيوتهم لئلا يعرفوه، فلما مات انقطع ذلك عنهم ... وتلك كانت صفة آبائه وخاصة علي زين العابدين عليه السلام. وكان أحلم أهل زمانه.. وقد جمع بينه ذات يوم وقال لهم: إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في أذنه اليمنى مكروهاً ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر فأقبلوا عذره.


    من علم الامام الكاظم (عليه السلام)
    نطقه بلغة الاحباش ذات مرة شاهد علي بن أبي حمزة الامام الكاظم (عليه السلام)وهو يتكلم بغير اللغة العربية مع مجموعة من الحبشة :فتعجب من ذلك ،فالتفت اليه الامام الكاظم قائلا لعلك عجبت من كلامي اياه في بالحبشيه ،لا تعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر ،وما هذا من الامام في علمه الا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا )(1)
    حوارات عقائدية :مع هارون العباسي :
    يحكى أن الرشيد سأل الامام الكاظم (عليه السلام)يوما :كيف قلتم نحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)وأنتم بنو علي ،وانما ينسب الرجل الى جده لأبيه دون جده لأمه ؟،فكيف يقال لكم أولاد رسول الله وأنتم أولاد علي بن أبي طالب ؟
    الامام الكاظم لان الله سمانا أولاد رسول الله في كتابه).
    هارون العباسي :وأين هذا ؟
    الامام الكاظم: (قال تعالى ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى .....)(2)،وليس لعيسى أب وانما الحق بذرية الأنبياء من قبل أمه مريم وكذلك الحقنا بذرية النبي (صلى الله عليه واله)من قبل أمنا فاطمة ،وقال تعالى فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم .....(3)،ولم يدع النبي عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين وهم الأبناء )(4)


    ......................

    (1)كتاب المنتخب من سيرة المعصومين ،نقلا عن البحار ،ج48،ص102،ح7.
    (2)سورة الانعام،الاية 85_86
    (3)سورة ال عمران ،62.
    (4)البحار ،48،ص123_124.
    المصدر :كتاب (المنتخب من سيرة المعصومين )تأليف الشيخ فاضل الفراتي .



    .......................




    سجنه عليه السلام


    وسلّم إلى الفضل بن الربيع وبقي عنده مدّة طويلة ، ثمّ أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى فأمر بتسليمه إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ووضع عليه الرصد ، فكان عليه السلام مشغولاً بالعبادة ، يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن ، ويصوم النهار في أكثر الأَيّام ، ولا يصرف وجهه عن المحراب ، فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه.


    فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقّة فكتب إليه يأمره بقتله ، فتوقّف عن ذلك ، فاغتاظ الرشيد لذلك وتغّيرعليه وأمر به فأدخل على العبّاس بن محمد وجرّد وضرب مائة سوط ، وأمر بتسليم موسى بن جعفر عليهما السلام إلى السندي ابن شاهك.



    إستشهاده مسموماً


    وبلغ يحيى بن خالد الخبر، فركب إلى الرشيد وقال له: أنا أكفل بما تريد، ثمّ خرج إلى بغداد ودعا بالسندي وأمره فيه بأمره ، فامتثله وسمّه في طعام قدّمه إليه ويقال : إنّه جعله في رطب أكل منه فأحسّ بالسّم ، ولبث بعده موعوكاً ثلاثة أيّام، ومات عليه السلام في اليوم الثالث.










    ٌاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	13102684_575210152652602_4195645872896086762_n.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	145.1 كيلوبايت 
الهوية:	860364 من






  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    **********************
    عظم الله لكم الأجر بمصاب سيدي ومولاي كاظم الغيظ الامام الكاظم عليه السلام
    **********************
    ونابـذتَ بالـطبـع ِ الـرقـيـق ِ مـدافـعــا ً***ومجاهـدا ً عـن جـذوهــا المـتـعـاظـم ِ


    تـجـاوزتَ بـالصبـر ِ الجمـيـل ِ مكابدا*** إســـاءة مــأفــون ٍ وغــُـلـظـة ِ نـاقـــم ِ


    يـُـعِــدّ ُ لكَ الاعــــداءُ كــلّ َ عـظـيـمـة*** ٍوعــزمـــُكَ عــزمٌ لايـلـيـنُ كـصــارم ِِ


    ونـفـسـكَ لـم تـخـضـعْ لـفـتـنـةِ نـاهــدٍ***وغـيــركَ قــد يــُـغـرى بــدلَ ّ نـواعـم ِ


    لكَ اللهُ مــن زاك ٍ يــنــوءُ بــنــفــســـه ِ*** إذا النفسُ هامتْ في تخوم ِ الـمـحـارم ِ


    ووطـــنـتَ نـفـسـا ً للـــشـقـاء ِ وللأذى*** فلسـتَ الذي يـعطـي قـيـادَ الـمـعاصـم ِ


    بـِجـَــدَكَ قـامـتْ واستـقـامـتْ شـريعة ٌ***وانــتَ شــذاةٌ مـن بـقــيّــَة ِ هــاشــــم ِ


    رضـعـت َ عـلومـا ً من لبـانة ِ جعفر*** ٍوعاشرتَ مـغـنـاهـا قـبـيـل الـتـمـائــم ِِ


    تعاليت َ لم تـألفْ سكوتـا ً على الـخـنـا***ابـنـت َ حـقـوقـا ً لـسـتَ تـصغي للائم ِ


    واطـلقـتــَها تـصفُ الــحـيـاة َ لجاهـل*** ٍلمـن اشــتـراهــا قـــانـعـا ً بـــدراهـم ِ


    إذا كـانَ يـومٌ مـن نـعيـمكَ قد مـضى***فمثـلٌ مضى من شـقوتي ومغـارمــي


    غـداة ً بـحـول ِ الله ِ حـتـمـا ً سـنلـتـقي*** لـــتـعـرف َ أيـّانــا عـظـيـم الـمـغـانـم ِ


    لـتـعـلـم َ أنّ َ الـيومَ والحولَ ينـقضي*** وما تـنـقـضي عـنـّـا لهـاة ُ الضياغــم ِ


    وأهداكَ هـارونَ الـوصـيـفـة َ مـوقـنـا ً***بـأنـكَ مـفـتـونٌ بـسـحـــر مــبــاســم ِ


    وعـنـدكَ أنّ الـحـورَ أجـمـل مـبسـمـا ً***واحـلـى بـهـاء ً مـن وصيف ٍ وخادم ِ


    فلــّما رأت ْمـنــكَ الـعـبـادة َ ايـقـنـت*** ْبـأنـك حـقـا ً مِـن ســراة ِ الاعـاظــم ِ


    هـي الـنـفـس ُ تـسمو فوقَ كلَ ّ دنيئة*** ٍإذا كـانـت الاخــلاق إحدى الدعائـِـم ِ


    إمام الهدى نـابــذتَ بـالـفـكر ِ داحضا*** ًأراجـيـفَ جـــهـال ٍ وبـدعـة َ عـالــم ِ


    كــتـــابـكـم الـقـــرآن خـيــرُ مـنــزّل*** ٍعـلـى خـيـر ِ هـاد ٍ فـي قـديم ٍ وقـادم ِ


    وكنتم ودين الحـق ّ خـيـر عــصـابـة*** ٍتعـدّ ُ فـروضَ الـديـن ِ خـيـرَ الـغنائم ِ


    صبورونَ حـتـى يـنـجزَ الله ُ وعـــده ُ***عـلـى كـيد ِ اعـراب ٍ وغـدر ِ أعاجم ِ


    كـرامـاتُ حـقّ ٍ من فـضائـل ِ جـدَ ّكم*** تـغـيـضـون فـيـها قـلبَ كـلَ ّ مخاصم ِ


    كــرامـاتُ حـقّ ٍ فـاضَ نـشرُ ضيائها ***تـنـيرون فـيـهـا كــلّ َ داج ٍ وقــــاتــم ِ


    ألــــم تــــرَ أن الله َ كـــافٍ وقــــــادرٌ***عــلــى رفـع ِ افــلاكٍ بـغـيـر دعـائـم ِ


    ألـــم تـــرَ انّ َ الله َ كـــافٍ وقـــــادرٌ ***عــلـى وأد ِ احـيـاءٍ ونـشـر ِ رمـائــم ِ


    لآل ِ عـلـيّ ٍ فـي الـقــلـوب ِ مـحـّـبـة ٌ*** يـفـوحُ شـذاهـا مثـلُ عـطر ِ البراعم ِ


    وما زلتُ والقلبُ الذي طـال شـوقــُهُ ***أحنّ ُ حـَنينَ الـنـيـب ِ عـنـد الـمعـالـم ِ


    ومـا زلـتُ ابـكي مـن فواجع ِ سجنكمْ ***وإن كانَ يومُ الطـَف ِ ادهى العظائـم ِ


    على الجسر ِ افـواجٌ من الشيعة ِ التي*** عـيـونُ بــَنيـها بـالـدمــوع ِ ســواجـم ِ


    على الجسر ِ تبكيكَ العـُيونُ وحزنــٌنا***عـلـيك َ عظيـمٌ مـثـل حـزن ِ الـفواطم ِ


    ســلامـا ً على جسر ٍ تزاحَـمَ فـوقــَـهُ ***أنـيـنُ الحـيـارى بـيـنَ باك ٍ ولاطــم ِ


    سـلامـا ً على جـسـر ٍ ويشهدُ انــّــكـمْ ***قـضـيتمْ شـهـيدا ً تحت َ سمَ ّ الأراقــم ِ


    لقـد اصبح َ الاسـلامُ بعــدكَ خـائــرا*** يعاني مـن َ الـَهزّات ِ خاوي الـدعائم ِ


    تـَحمـّلت َ وزرا ًفادحا ًيا ابن َ شاهـِك ِ***واصبحت َ خصما ً للنبَي َ ّ وفــاطــم ِ


    وانــّكَ لـو راجـعـت َ نفـسـِِـكَ سـاعـة ً***لـَصِرْتَ تـَعضّ ُ الـكـفّ َ كـفـّا ً لـنادِم ِ


    اليسَ الذي ضّــَيـقتَ سـجـنا ً لحـبسِِــه ِ***سليلُ حماة ِ الدين ِ أهــلُ الـمـكــــارم


    الـيـسَ الذي أعَــدْدتَ سُــمّـا ً لـقــتـلِـه ِ***حــفــيـدُ رســـول ِ الله ِ صــفــوة ُ آدم ِِ


    سئمنا من الــدنـيا ونـهــش ِ كِــلابــها ***لعوبٌ كما كانتْ بـعـقــل ِ البهـــائـــم ِ


    فـكلّ ُ مقيم ٍ ليـــتَ شعري لـضـاعـنٌ ***وان سالـم الاقـــدار لـيــس بـسـالــم ِ


    وانيّ وإن كنتُ الجـلـيدَ على الاســى ***اذوبُ دمـوعـا ً عـنـد ذكــر الـهـواشــم ِ


    وإني وإن كـنتُ العـزيـــزَ بــقــومـِه ِ***لإمـسـح خــدي فـي تـراب الـمناسـم ِ


    وإنـّي وإنْ كنتُ الصبورَ على المدى ***أرُاقبُ ولـهـانـا ً ظــهـــورا ً لــقــائم

    تعليق


    • #3
      اليطب الحظرتك يتنفس اطمئنان
      يعطاي الامراد الكلمن ايكصده
      انت اكثر سجين انظلم بالتاريخ
      وآثام القيود انطبعت ابجلده
      ولو صاير بديهم جان يامولاي
      هوى الله اعليك ماخلوه يتعده

      سمعنه اجنازتك فوك الجسر مولاي
      غريبه ابقيدهه اتاني اليشيعوهه
      ونعرف للشهيد انطش ورد ودموع
      بس شيعتك ليك اجساد طشوهه
      طشينه الجثث فوك النعش جكليت
      وصحنه اعلينه اسحكو يالتشيلوهه
      ومانرضه الجنازه اتصير فوك الكاع
      فرشنه ارواحنه وفوكانه خلوهه

      تعليق


      • #4
        السلام على راهب أل بيت محمد(صلى الله عليه واله ) ....السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير.... السلام على ذي الساق المرضوض بحلق القيود.... السلام على الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف.... السلام على غريب بغــداد.... السلام على كاظم الغيض موسى ... السلام على باب الحوائج(موسى بن جعفر)...السلام على الوارد على جده المصطفى (صلى الله عليه واله ) وابيه المرتضى (عليه السلام ) وامه سيدة النساء الزهراء (عليها السلام ) بأرث مغصوب وولاء مسلوب وامر مغلوب ودم مطلوب

        عشرون عاماً والجراح تتمتم .. والحزن والآهات فيها ترسمُ
        وأنا الذي تاهت أحاسيس الجوى .. في اصغري فصار بوحيَ أبكم
        عشرون عاماً في حياتك تلتقي .. الآلام والأيام فيك محرم
        يا سيدي يا كاظم الغيظ الذي .. صلى بواديك الحطيم وزمزم
        يا كاظم سيَرُ البلاء طويلة .. لا أبتدى في حصرها أو أختم
        يا سيدي أرض السجون حزينة .. والحزن من أناته يتألم
        في ظلمة مسكونة ندباً له .. في قيده حتى استثار المعصم
        أواه يا سجن الإمام أما ترى .. روح الإمام بشجوها تتكلم
        أحنت عليه النائبات ذيولها .. وانصبَّ حقد من غاصبين أقدم

        تعليق


        • #5
          عمل الامام (ع) داخل السجن
          من الاولويات التي تميز بها الامام داخل السجن هي النشاط العبادي والتوجه لله سبحانه وتعالى ,فكان مابين ساجد وراكع وداعي لله عزوجل .



          وقد تأثرت اُخت الجلاّد السندي بن شاهك عندما شاهدت من اقبال الإمام وطاعته لله والتي أثّرت في نفسها بعد ذلك واصبحت من المؤمنات , فكانت تعطف على الإمام(عليه السلام) وتقوم بخدمته وإذا نظرت اليه أرسلت ما في عينيها من دموع وهي تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ..



          واتصل العلماء بالامام داخل السجن مثل موسى بن إبراهيم المروزي و جماعة من العلماء والرواة وقد سمح له السندي بذلك لأنّه كان معلّماً لولده، وقد ألّف موسى بن إبراهيم كتاباً مما سمعه من الإمام .وكان الامام يجيب على استفتائات السائلين من الاقاليم الاسلامية التي ترسل بيد مبعوث, وممن جاءه هناك علي بن سويد، فقد اتّصل بالإمام(عليه السلام) وسلّم إليه الكتب فأجابه(عليه السلام) ..



          وكذلك نصب الامام وكلاء عنه لتسلم الحقوق الشرعية وتسليمها للمستحقين من المسلمين وأرجع إليهم شيعته لأخذ الأحكام الإسلامية منهم ..وهم من طلبته وتلامذته, فقد نصب المفضل بن عمر وكيلا له في قبض الحقوق وأذن له في صرفها على مستحقيها .ونصب الإمام(عليه السلام) من بعده ولده الإمام الرضا(عليه السلام) فجعله علماً لشيعته ومرجعاً لاُمة جدّه، فقد حدّث الحسين بن المختار،


          قال: لمّا كان الإمام موسى(عليه السلام) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها «عهدي الى أكبر ولدي ..
          وأوصى الإمام (عليه السلام) ولده الإمام الرضا (عليه السلام) وعهد إليه بالأمر من بعده على صدقاته ونيابته عنه في شؤونه الخاصة والعامة وقد أشهد عليها جماعة من المؤمنين وقبل أن يدلي بها ويسجّلها أمر باحضار الشهود.ويسجل لنا التاريخ قول الامام الكاظم (ع) عندما طلب منه خواص الشيعة ان يوسط لاخراجه من السجن فكان رد الامام :ـ حدثني أبي عن آبائه أن الله عزّ وجلّ أوحى الى داود، يا داود إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني، وعرفت ذلك منه الاّ قطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته»



          وبعد مكث الامام فترة طويلة بالسجن وتحديه لهارون وصموده أخذ الظالم العباسي بالضغوط على الامام وارسل اليه جاريه أنفذ هارون الى الإمام(عليه السلام) جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّاً أنه سيفتتن بها، فلما وصلت إليه قال(عليه السلام) لمبعوث هارون:
          قل لهارون: بل أنتم بهديتكم تفرحون، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها.
          فرجع الرسول ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام(عليه السلام) فالتاع غضباً وقال له:
          ارجع إليه، وقل له: ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخدمناك واترك الجارية عنده، وانصرف.


          فرجع ذلك الشخص وترك الجارية عند الإمام(عليه السلام) وأبلغه بمقالته.
          وأنفذ هارون خادماً له الى السجن ليتفحص عن حال الجارية، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها: قدوس ، قدوس.
          فمضى الخادم مسرعاً فأخبره بحالها فقال هارون: سحرها والله موسى ابن جعفر، عليّ بها.
          فجيئ بها إليه، وهي ترتعد قد شخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجّده ، فقال لها هارون:


          ما شأنك ؟!
          قالت: شأني الشأن البديع، إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلمّا انصرف من صلاته قلت له: هل لك حاجة أُعطيكها؟
          فقال الإمام(عليه السلام): وما حاجتي إليك ؟
          قلت: إني اُدخلت عليك لحوائجك .




          فقال الإمام(عليه السلام): فما بال هؤلاء - واشار بيده الى جهة- فالتفتُّ فاذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوههنّ حسناً، ولا مثل لباسهنّ لباساً، عليهن الحرير الأخضر، والاكاليل والدر والياقوت، وفي أيديهن الاباربق والمناديل، ومن كل الطعام، فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت .


          فقال لها هارون وقد اترعت نفسه بالحقد:
          يا خبيثة لعلّك سجدت، فنمت فرأيت هذا في منامك!
          قالت لا والله يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي ، فسجدت من أجل ذلك.



          فالتفت الرشيد الى خادمه ، وأمره باعتقالها واخفاء الحادث لئلاّ يسمعه أحد من الناس، فأخذها الخادم، واعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة والصلاة، فاذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح ..
          رسالة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) لهارون عن محمد بن اسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر(عليه السلام) الى الرشيد من الحبس رسالة كانت: «انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون»
          و هذا ما زود مخاوف هارون من الامام (ع) فقرر ان يسجنه.







          التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الساقي; الساعة 22-04-2017, 01:52 PM.

          تعليق


          • #6
            عظم الله اجوركم

            حررني من قيد نفسي










            مشاركتي في مجلة رياض الزهراء في العدد 94






            شَوقي يُناغِي أدمعِي..
            ويرسُم أخاديدَ علَى وجنتِي..
            فِي حضرةِ الصَّابرِ تَشتكِي..
            ظُلمة حُزني المُقيّدة بسجنِ أَضلُعِي..
            سيّدي قد أتعبتْنِي الأَقدارُ..

            فذاكَ سجنُكَ يخاطبُني بِشُجونٍ..
            أتتصوّرُ أني سِجنٌ كباقِي السُّجونِ..
            إني سِجنٌ لامستْ الجِنانُ جُدرانِي..
            وتقدَّستْ بدوحةِ الطُّهرِ سليلِ الأطهارِ..

            سَجينٌ مقيدٌ بسلاسلَ ثقيلةٍ..
            اتعبتْ جسمَهُ النحيلَ خطوبٌ ومصائبُ جَليلةٌ..
            سَجينٌ يُناجِي رَّبهُ بسجدةٍ طويلةٍ..
            إلهي تقبلْ منّي اليسيرَ واغفرْ لي يا غفَّارُ..

            سَجينٌ هو آمانٌ للخائفينَ..
            سَجينٌ هو ملاذٌ للّائذينَ ونورٌ للعارفينَ..
            سَجينٌ هو وسيلةٌ للمتوسلينَ وبابٌ للتائبينَ..
            هو للمحبينَ أملٌ ونعمةٌ من القّهارِ..

            يا أيّها الكليمُ أمستْ مآقينَا تحنُّ إليكَ..
            ودماً بدلَ دمعِها تبكيكَ..
            ونبضاتُ القلبِ تناديكَ مِن سجنِهَا أطلقْها وترتجيكَ..
            حرِّرنِي مِن قيدِ نفسِي..
            وأجعلْ لي في جنةِ حِّبكَ دارا..








            المصغرات المرفقة
            sigpic

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

              عظم الله اجورنا واجوركم بشهادة مولانا وسيدنا موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام...

              مآجورين ان شاء الله ....

              💦 قصة حقيقيةحدثت في العام الماضي عند زيارة الأمام الكاظم عليه السلام في ذكرى استشهاده ...

              💦 ذهب اخي الى الزياره وفي الليل جلسوا في احد المواكب وكان يريد ان ينام فوضع جهاز الموبايل على الشحن

              وقال امانة موسى ابن جعفر وذهب للنوم ولما استيقظ لم يجد الموبايل بحث عنه ولم يعثر عليه فرجع الى مدينتنا ....

              💦وبعد أسبوع رن هاتف والدتي والمتصل من رقم اخي المفقود اجابت امي على الأتصال اخبرها المتصل لقد وجدنا هذا الموبايل في الشارع ومن ذلك اليوم لا استطيع النوم من شدة التفكير كيف اعيده الى صاحبه ثم اخبرناه ان يذهب الى الامام الكاظم ويعطي الموبايل الى احد اقربائى في بغداد وعادت الأمانة الى اصحابها ببركة سيدي ومولاي موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام...

              💦💦💦💦💦

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين
                ان شخصيات الأولياء الذين استولى سلطانهم على الأرواح والقلوب ، وكان في طليعتهم الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) الاثر الاكبر لحفظ بيضة الدين الحنيف وكان هو ( عليه السلام ) السبيل الامتدادي لرسالة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولهذا السبب كان البغدادي يدين بالولاء الظاهر للسلطة ، لكن ولاءه الواقعي للأولياء ، وفي طليعتهم أهل البيت ( عليهم السلام ) ولأجل ما قدمه الامام الكاظم ( عليه السلام ) من منهج قويم ربى به الاجيال وخصواً من كان يحف به اصبح هو السبب الذي قضى من اجله الامام في بغداد بضع سنوات ، بين الإقامة الجبرية في أحد أحيائها ، والسجن الخاص في سجونها .
                وقد اعترف هارون الرشيد بهذه الحقيقة فقال لابنه المأمون :
                « أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله مني ومن الخلق جميعاً ! ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم »! ([1])
                ان شخصية الامام الكاظم ( عليه السلام ) محن في مولده وموجز من أحواله الشخصيّة والاجتماعية والسياسيّة وغيرها ; وكذا أولاده وتاريخ شهادته ( عليه السلام ) وكيفيّتها :
                اسمه ( عليه السلام ) ونسبه الشريف
                هو الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ، وسيدة نساء العالمين ، السيدة فاطمة الزهراء ، بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأما أم الإمام الكاظم فهي السيدة " حميدة " البربرية ([2]).
                تاريخ ومحلّ ولادته ( عليه السلام ) :
                ولد الإمام أبو الحسن موسى الكاظم - صلوات اللّه وسلامه عليه - يوم الأحد ، السابع من شهر صفر المظفّر ، سنة 128 ، أو 129 الهجري القمري ، في قرية واقعة بين مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، يقال لها : الأبواء ، بعد منصرف والده الإمام أبي عبد اللّه جعفر الصادق ( عليه السلام ) مع أسرته من مكّة إلى المدينة . ([3])
                كيفيّة ولادته ( عليه السلام ) :
                عن أبي بصير ، قال : حججنا مع أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) في السنة التي ولد فيها ابنه موسى ( عليه السلام ) ، فلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء . . . ، فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة . . . ، فقام أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) فانطلق مع الرسول ، فلمّا انصرف ، قال له أصحابه : سرّك اللّه وجعلنا فداك ، فما أنت صنعت من حميدة ؟
                قال ( عليه السلام ) : سلّمها اللّه ، وقد وهب لي غلاماً ، وهو خير من برأ اللّه في خلقه ، ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنّت أنّ ي لا أعرف ، ولقد كنت أعلم به منها .
                فقلت : جعلت فداك ، وما الذي أخبرتك به حميدة عنه ؟
                قال : ذكرت أنّه سقط من بطنها حين سقط ، واضعاً يديه على الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء . . . ، يقول : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئمَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) . ([4])
                قال : فإذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الآخر ، واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر . . . ([5])
                اسمه ( عليه السلام ) في الكتب السماويّة :
                سمّى كعب الأحبار الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) بأسمائهم في التوراة : ينبوذ، قيدورا، أُوبايل ، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمه .
                قال أبو عامر هشام الدستواني : سألت عنها يهوديّاً عالماً ؟
                فقال : هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة صحيحة . . . ، ثمّ نعت لي أسماء تخالف ما سلف ، وأظنّها من تصحيف الكتّاب . . . ، " سوه " مسهو ] أي أبا الحسن موسى الكاظم ( عليه السلام ) [ خير المسجونين في سجن الظالمين . . .([6])
                وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمّد بن عيّاش إلى السُدُوسي أنّه لقى في بيت المقدس عِمران بن خاقان الذي أسلم من اليهوديّة على يد أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وكان يحاجّ اليهود ، فلا يستطيعون جحد علامات النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والخلفاء ( عليهم السلام ) من بعده ، فقال لي يوماً : إنّا نجد في التوراة محمّداً واثني عشر من أهل بيته خلفاء ، وليس فيهم تيميّ ، ولا عدويّ ، ولا أموي .
                قلت : فأخبرني بهم . . . ، فقال : . . . ، عايذ [ أي موسى الكاظم ( عليه السلام ) ] . . . ([7])
                وقد ورد في هامش عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) أسماء النبيّ والأئمّة الاثني عشر صلوات اللّه عليهم ، في التوراة بلسان العبرانيّة ، بهذه العبارة : ميذميذ محمّد المصطفى ، إليا عليّ المرتضى . . . ، ذومرا موسى الكاظم . . . ([8])
                كناه ( عليه السلام ) :
                أبو الحسن ، أبو إبراهيم ، أبو عليّ ([9]) ، أبو الحسن الأوّل ، أبو الحسن الماضي ([10]) ، أبو إسماعيل ([11]) ، أبو إسحاق ، أبو الحسن الهاشمي([12]) ، أبو محمّد ([13]) ، و . . .
                نقش خواتيمه ( عليه السلام ) :
                كانت لخواتيمه ( عليه السلام ) خمسة نقوش : " حسبي اللّه " ([14])، و " المُلْك للّه وحده " ([15]) ، و " اللّه الملك " ([16])، و " كن من اللّه على حذر "([17])، و " أنت ثقتي فاعصمني من الناس " . ([18])
                الإمام الكاظم وهارون الرشيد :
                يقول الشبلنجي في نور الأبصار : يحكى أن هارون الرشيد ( 170 -193 ه‍ / 876 - 809 م ) سأل الإمام موسى الكاظم يوما فقال : كيف قلتم نحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأنتم بنو علي ، وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه ، دون جده لأمه ؟ .
                فقال الإمام الكاظم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ، وزكريا ويحيى وعيسى ) ([19]) ، وليس لعيسى أب ، وإنما ألحق
                بذرية الأنبياء من قبل أمه ، وكذلك ألحقنا بذرية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، من قبل أمنا فاطمة .
                ثم قال الإمام الكاظم : وزيادة أخرى يا أمير المؤمنين ، قال الله عز وجل : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل ) ([20]) ، ولم يدع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين ، رضي الله عنهم ، وهم الأبناء ([21]) .
                وفي " عيون أخبار الرضا للصدوق " أن الرشيد قال للإمام الكاظم : كيف جوزتم للناس أن ينسبوكم إلى رسول الله ، ويقولوا لكم : يا أبناء رسول الله ، وأنتم بنو علي ، وإنما ينسب المرء إلى أبيه ، لا إلى أمه ؟ .
                فقال له الإمام : لو أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نشر ، وخطب إليك كريمتك ، هل كنت تجيبه ؟ قال الرشيد : سبحان الله ، وكيف لا أجيبه ؟ قال الإمام : ولكنه لا يخطب إلي ، ولا أجيبه ، قال الرشيد : ولم ؟
                قال الإمام : لأنه ولدني ، ولم يلدك .
                وروى ابن عمران العبدي في " العفو والاعتذار " : أن الرشيد سأل يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب : أينا أقرب إلى
                رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال يحيى : يا أمير المؤمنين إن الطينة واحدة ، والنسب واحد ، وأنا أسألك لما أعفيتني من الجواب في هذا ، فحلف بالعتق والطلاق والصدقة ([22]) ، لا يعفيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ليس من يمين إلا ولها كفارة ،
                وأنا أسأل أمير المؤمنين بحق الله ، وحق رسوله ، وبقرابته منه لما أعفاني ، قال : قد حلفت ، هبني أحتال لكفارة اليمين في المال والرقيق ، فكيف الحيلة في الطلاق وبيع أمهات الأولاد ؟ قال يحيى : إن في نظر أمير المؤمنين ، وتفضله ما
                يصلح هذا ، قال : لا والله ، لا أعفيك .
                قال يحيى : أما إذا كان ذاك ، فنشدتك الله ، لو بعث فينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أفكان له أن يتزوج فيكم ؟ قال : نعم ، قال : أفكان له أن يتزوج فينا ؟ قال : لا ، قال : فهذه ، فوثب الرشيد عنه ، وقام إلى غير مجلسه .
                قال : وخرجنا - والفضل بن الربيع ساكت ينفخ ، ثم قال لي ( أي لعبد الله بن محمد بن زبير ، وقد حضر المجلس ) أسمعت أعجب مما كنا فيه
                قط ، يقول ( أي الرشيد ) ليحيى : أينا أحسن وجها ؟ وأينا أسخى نفسا ، وأينا أقرب إلى رسول لله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والله لوددت أني فديت هذا المجلس بشطر ما أملك ([23]) .
                وفي عيون أخبار الرضا للصدوق : أن المأمون قال : ما زلت أحب أهل البيت ، ولكنه أظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه ، فلما حج الرشيد كنت معه ، ولما كان بالمدينة دخل عليه الإمام موسى بن جعفر الكاظم ، فأكرمه ، وجثى على ركبتيه ، وعانقه يسأله عن حاله وعياله ، ولما قام الإمام نهض الرشيد ، وودعه بإجلال واحترام ، فلما خرج سألت أبي ، وقلت له : من هذا الذي فعلت معه شيئا لم تفعله بأحد سواه ؟ ، فقال : هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر ، فإن أردت العلم الصحيح فعند هذا ([24]) .
                وروى الصبان في " إسعاف الراغبين " لما اجتمع الرشيد والإمام الكاظم في المدينة المنورة أمام الوجه الشريف ( في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف ) ، قال الرشيد : " سلام عليك يا ابن عم " ، وقال موسى : " السلام عليك يا أبة " ، فلم يحتملها الرشيد ، فحمله إلى بغداد مقيدا ، فلم يخرج من حبسه إلا مقيدا ميتا مسموما ([25]) .
                وفي رواية الحافظ ابن الكثير : لما حج الرشيد ودخل ليسلم على قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومعه موسى بن جعفر الكاظم ، فقال الرشيد : السلام عليك يا رسول الله ، يا بن العم ، فقال موسى الكاظم : السلام عليك يا أبة ، فقال الرشيد : هذا هو الفخر يا أبا الحسن ، ثم لم يزل ذلك في نفسه ، حتى استدعاه في سنة تسع وستين وسجنه ، فأطال سجنه ، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها : " أما بعد يا أمير المؤمنين ، إنه لم ينقض عني يوم من البلاء ، إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون " ([26]) .
                الانقسامات في عهده ( عليه السلام ):
                لقد حدث خلاف على خلافة الإمام جعفر الصادق بعد موته ، بل يبدو أن الانقسام إنما قد بدأ على أيام الإمام الصادق نفسه ، إذ أن نفرا من أتباع الصادق قد توقفوا في موت ولده إسماعيل - وهم الذين سيطلق عليهم الإسماعيلية فيما بعد - وتوقف فريق في موت الإمام الصادق نفسه ، وهم أتباع " عجلان بن ناووس " وأعلنوا أن الصادق حي لم يمت ، ولن يموت حتى يظهر ، فيظهر أمره ، وهو القائم المهدي ، ورووا عنه أنه قال : " لو رأيتم رأسي يدهده عليكم من الجبل فلا تصدقوا ، فإن صاحبكم صاحب السيف " وقد عرف هؤلاء باسم " الناووسية " ([27]). على أن هناك فريقا آخر عرفوا باسم " الأفطحية " وهم الذين نادوا بإمامة " عبد الله الأفطح " ، أسن أولاد الإمام الصادق ، ونقلوا عن الصادق " الإمامة في أكبر أولاد الإمام " غير أن أهم الفرق تلك التي جعلت الإمامة في الإمام موسى الكاظم ، لأنه أعلم أبناء الإمام الصادق ، ومن ثم فقد اجتمع عليه وجوه الشيعة ومتكلميهم - وخاصة هشام بن سالم وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق وغيرهم - .وكانت إمامة الإمام كاظم طوال ربع قرن ( 148 - 183 ه‍ ) ، وقد دخلتفيها الإمامة دورها السري ، ودورها العبادي ، وانتهى دور الفقه إلى حد ما ، فلا نسمع فقها خاصا للإمام الكاظم ، فضلا عن الدور الكلامي في عقائد الإمامية ، فقد قضى الإمام الكاظم معظم حياته يتنقل من سجن إلى سجن ، حيث صب عليه المهدي والرشيد صنوفا كثيرة من العذاب ، احتملها الإمام بصبر عجيب ، حتى لقب " بالكاظم " .
                وكان الإمام الكاظم أقرب إلى جده الأكبر الإمام علي زين العابدين ، نقلت عنه أوراد الليل ، ودعاؤه المشهور في جوف الليل ، ما زال يردده أهل مصر من السنة " عظم الذنب من عندي ، فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ، يا أهل المغفرة " ([28]).
                مكائد المنصور لقتله ( عليه السلام )
                اولها: قال كاتب أبو جعفر المنصور أبو أيوب الخوزي كما في الكافي([29])، وغيبة الطوسي([30])، واللفظ له : « بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على كرسي ، وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي وهو يبكي وقال : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ( ثلاثاً ) وأين مثل جعفر ؟ ! ثم قال لي : أكتب فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال : أكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه ! قال : فرجع الجواب إليه : إنه قد أوصى إلى خمسة : أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ( واليه على المدينة ) وعبد الله وموسى ابني جعفر ، وحميدة ! فقال المنصور ليس إلى قتل هؤلاء سبيل » .
                وهذا يدل على أن المنصور كان يريد مبرراً لقتل الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، لأن أباه كان ينص عليه من صغره بأنه الإمام بعده ، وقد امتحنه أبو حنيفة وهو صبي وأجابه وأفحمه ، وظهرت منه معجزات . لذا وسع الإمام الصادق ( عليه السلام ) وصيته وجعل أوصياءه خمسة أولهم المنصور نفسه ، ثم واليه على المدينة ، ليحفظ حياة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ويحبط تعطش المنصور لدماء أبناء علي ( عليه السلام ) !
                وثانيها : ورد أن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) غادر المدينة ، وتخفَّى عن السلطة في قرى الشام ، لفترة لم يحددها الراوي . ففي مناقب آل أبي طالب([31]): « دخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بعض قرى الشام متنكراً هارباً ، فوقع في غار وفيه راهب يعظ في كل سنة يوماً ، فلما رآه الراهب دخله منه هيبة فقال : يا هذا أنت غريب ؟ قال ( عليه السلام ) : نعم . قال : منا أو علينا ؟ قال ( عليه السلام ) : لست منكم . قال : أنت من الأمة المرحومة ؟ قال ( عليه السلام ) : نعم . قال : أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قال ( عليه السلام ) : لست من جهالهم . فقال : كيف طوبى أصلها في دار عيسى ، وعندكم في دار محمد وأغصانها في كل دار ؟ فقال ( عليه السلام ) : الشمس قد وصل ضوؤها إلى كل مكان وكل موضع وهي في السماء . قال : وفي الجنة لا ينفد طعامها وإن أكلوا منه ولا ينقص منه شئ ؟ قال ( عليه السلام ) : السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شئ .
                قال : وفي الجنة ظل ممدود ؟ فقال ( عليه السلام ) : الوقت الذي قبل طلوع الشمس كلها ظل ممدود ، قاله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا .
                قال : ما يؤكل ويشرب في الجنة ، لا يكون بولاً ولا غائطاً ؟
                قال ( عليه السلام ) : الجنين في بطن أمه !
                قال : أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟ فقال ( عليه السلام ) إذا احتاج الإنسان إلى شئ عرفت أعضاؤه ذلك ، ويفعلون بمراده من غير أمر .
                قال : مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة ؟ قال ( عليه السلام ) : مفتاح الجنة لسان العبد لا إله إلا الله . قال : صدقت ، وأسلم والجماعة معه » .
                شهادته ( عليه السلام ) :
                رفض عيسى بن جعفر والى البصرة قتل الامام حين كلف بذلك واستعفى الرشيد منه ، وطلب
                نقله من سجنه فنقله الرشيد إلى سجن الفضل بن الربيع ، فأثرت شخصيته ( ع ) في نفس الفضل
                بن الربيع ، كما أثرت في نفس عيسى بن جعفر من قبل ، فرفض الفضل قتلالامام وتحمل
                أوزار الجريمة التي أراد منه الرشيد أن يرتكبها فلم يجد الرشيد بدا من نقله إلى
                الفضل بن يحيى ، فاستلمه الفضل بن يحيى ، ووسع عليه وخفف عنه أعباء السجن ، وطلب منه
                الرشيد أن ينفذ في الامام جريمة القتل فرفض ، وحينما علم الرشيد بالمعاملة الحسنة
                التي يبديها الفضل بن يحيى للامام شق عليه هذا الميل ، وعظم عليه هذا الموقف فأمر
                بمعاقبة الفضل ، فجرد من ثيابه ، وضرب مئة سوط في مجلس العباس بن محمد .
                فلم يجد الرشيد في أنصاره وحاشيته أفضل من مدير شرطته في بغداد ، السندي بن شاهك ، و
                كان فظا غليظا قاسيا - شأن كل الجلادين والقتلة - .
                وكما رأينا من سير البحث فإن السندي بن شاهك قد تسلم الامام من الفضلبن يحيى ، و
                وضعه في سجنه فأرهقه بالسلاسل والقيود ، وضيق عليه وعامله معاملة خشنة قاسية ، و
                حينما بلغ يحيى بن خالد خبر ابنه الفضل شق عليه موقف الرشيد من الفضلوضربه و
                إهانته ، فأراد أن يسترضى الرشيد ، ويستميله ويرد اعتبار الأسرة عند الحاكم
                العباسي . فلم ير ثمنا لشراء هذا الرضى الرخيص الا دم الامام الطاهر ، وقطع هذا
                الغصن من شجرة النبوة وإغضاب رسول الله ( ص ) وفرى كبده .
                فانطلق يحيى بن خالد إلى بغداد بعد أن تشاور مع الرشيد وأكد له أنالفضل شاب غير
                مجرب ، ولا بارع في تنفيذ مخططات الجور والارهاب ، فعرض عليه استعداده للتوجه إلى
                بغداد ([32])، فسر الرشيد بهذا المنفذ المطيع وأذن له بارتكاب الجريمة النكراء ، فتوجه
                يحيى بن خالد إلى بغداد يتأبط الشر . ويخطط لارتكاب الجريمة وما أن وصل بغداد حتى
                اجتمع بالسندي بن شاهك مدير شرطة الرشيد ، وقدم له صورة المخطط وكيفية التنفيذ ،
                فأجاب متقبلا طائعا فدس السم في رطب قدم
                للامام ، وقيل جعل السم بطعام آخر ، فتناول الامام طعام الغدر والفاجعة فأحس بالسم
                يسرى في جسده الطاهر ، وراح يقاوم آثار السم ثلاثة أيام ، فلم يستطع مغالبة المنية ،
                فلفظ أنفاسه الأخيرة وفاضت روحه الطاهرة في اليوم الثالث في سجن السندي بن شاهك ، و
                قيل في مسجد هارون المسمى بمسجد المسيب ، ففاز بالشهادة في اليوم الخامس والعشرين من
                شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومئة للهجرة ([33]).


                [1]الاحتجاج : 2 / 165 .
                [2]تاريخ بغداد 13 / 27 - 32 ، شذرات الذهب 304- 305 وفيات الأعيان 5 / 308 - 310 .
                [3]الكافي : 1 / 476 ، دلائل الإمامة : 303 وفيه : سنة 127.
                [4]آل عمران : 3 / 18 .
                [5]الكافي : 1 / 385 ح 1 ، المحاسن : 314 ، ح 32.
                [6])) الصراط المستقيم : 2 / 141 .
                [7]الصراط المستقيم : 2 / 238 .
                [8]هامش عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 164 .
                [9]تهذيب الأحكام : 6 / 81 ، الإرشاد للمفيد : 288 ، الهداية الكبرى : 263 ، إعلام الورى : 2 / 6 ، بحار الأنوار : 48 / 11 ح 6 .
                [10]المناقب لابن شهر آشوب : 4 / 323 ، بحار الأنوار : 48 / 11 ح 7 ، أعيان الشيعة : 2 / 5 .
                [11]كشف الغمّة : 2 / 212 ، أعيان الشيعة : 2 / 5 .
                [12]تاريخ بغداد : 13 / 27 ، إحقاق الحقّ : 12 / 296 .
                [13]جامع الرواة : 2 / 464 ، تنقيح المقال : 1 / 187 .
                [14]دلائل الإمامة : 309 ، مكارم الأخلاق : 85 .
                [15]بحار الأنوار : 48 / 11 ح 9 ، أعيان الشيعة : 2 / 5 ، الفصول المهمّة : لابن الصبّاغ : 232 .
                [16]كافي : 6 / 472 ح 2 .
                [17]المصباح للكفعمي : 691 س 10 .
                [18]كافي : 6 / 472 ح 4 .
                [19]سورة الأنعام : آية 84 - 85 .
                [20]سورة آل عمران : آية 61 .
                [21]الشبلنجي : نور الأبصار ص 148 - 149 .
                [22]العتق : أن يعتق رقيقه وجواريه ، والصدقة : أن يخرج عن ماله كله .
                [23]أبو الحسن محمد بن عمران العبدي : العفو والاعتذار 2 / 572 - 575 ( تحقيق عبد القدوس أبو صالح - نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض 1981 ) .
                [24]الصدوق : عيون أخبار الرضا ص 193 ( ط 1377 ) ، محمد جواد مغنية : الشيعة والحاكمون ص 161 .
                [25]الصبان : إسعاف الراغبين ص 227 .
                [26]ابن كثير : البداية والنهاية 10 / 183 .
                [27]الشهرستاني : الملل والنحل 1 / 166 - 167 ، أبو خلف القمي : كتاب المقالات ص 80 ،النوبختي : فرق الشيعة ص 67 .
                [28]النشار : المرجع السابق ص 279 - 281 .
                [29]الكافي : 1 / 311 .
                [30]غيبة الطوسي / 198
                [31]مناقب آل أبي طالب: 3 / 427
                [32]كان الرشيد وقتها في الرقة ببلاد الشام .
                [33]فقُبض على الامام ونقل إلى بغداد ، فسجنه وبقى في السجن حتى يوم شهادته في 25 رجب 183 ه‍ ، فعلى هذه الرواية تكون مدة سجن الامامنحو أربع سنوات ورواية أخرى تقول ان الرشيد سجن الامام بعد مضى ست أو سبع سنوات من تسلمه زمام السلطة ، فتكون المدة التي قضاها الامامفي السجن هي ست أو سبع سنوات تقريبا أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين / ص 505 ، وذكر المفيد في الارشاد أن استشهاده كان في 6 رجب سنة 183 ه‍

                تعليق


                • #9
                  ��من معاجز الامام الكاظم ��

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد
                  مناقب ابن شهرآشوب : خالد السمان في خبر أنه دعا الرشيد رجلا يقال له علي بن صالح الطالقاني وقال له : أنت الذي تقول : إن السحاب حملتك من بلد الصين إلى طالقان ؟ فقال : نعم قال : فحدثنا كيف كان ؟ قال : كسر مركبي في لجج البحر فبقيت ثلاثة أيام على لوح تضربني الأمواج ، فألقتني الأمواج إلى البر فإذا أنا بأنهار وأشجار ، فنمت تحت ظل شجرة ، فبينا أنا نائم إذ سمعت صوتا هائلا ، فانتبهت فزعا مذعورا فإذا أنا بدابتين يقتتلان على هيئة الفرس ، لا أحسن أن أصفهما ، فلما بصرا بي دخلتا في البحر ، فبينما أنا كذلك إذ رأيت طائرا عظيم الخلق ، فوقع قريبا مني بقرب كهف في جبل ، فقمت مستترا في الشجر حتى دنوت منه لأتأمله فلما رآني طار وجعلت أقفو أثره .



                  فلما قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحا وتهليلا وتكبيرا وتلاوة القرآن ، و دنوت من الكهف فناداني مناد من الكهف : ادخل يا علي بن صالح الطالقاني ، رحمك الله ، فدخلت وسلمت فإذا رجل فخم ضخم غليظ الكراديس عظيم الجثة أنزع أعين ، فرد علي السلام وقال : يا علي بن صالح الطالقاني أنت من معدن الكنوز لقد أقمت ممتحنا بالجوع والعطش والخوف ، لولا أن الله رحمك في هذا اليوم فأنجاك وسقاك شرابا طيبا ، ولقد علمت الساعة التي ركبت فيها ، وكم أقمت في البحر ، وحين كسر بك المركب ، وكم لبثت تضربك الأمواج ، وما هممت به من طرح نفسك في البحر لتموت اختيارا للموت ، لعظيم ما نزل بك ، والساعة التي نجوت فيها ، ورؤيتك لما رأيت من الصورتين الحسنتين ، واتباعك للطائر الذي رأيته واقعا ، فلما رآك صعد طائرا إلى السماء ، فهلم فاقعد رحمك الله .


                  فلما سمعت كلامه قلت : سألتك بالله من أعلمك بحالي ؟ فقال : عالم الغيب والشهادة ، والذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ، ثم قال : أنت جائع فتكلم بكلام تململت به شفتاه ، فإذا بمائدة عليها منديل ، فكشفه وقال : هلم إلى ما رزقك الله فكل ، فأكلت طعاما ما رأيت أطيب منه ، ثم سقاني ماءا ما رأيت ألذ منه ولا أعذب ، ثم صلى ركعتين ثم قال : يا علي أتحب الرجوع إلى بلدك ؟ فقلت : ومن لي بذلك ؟ ! فقال : وكرامة لأوليائنا أن نفعل بهم ذلك ، ثم دعا بدعوات و رفع يده إلى السماء وقال : الساعة الساعة ، فإذا سحاب قد أظلت باب الكهف قطعا قطعا ، وكلما وافت سحابة قالت : سلام عليك يا ولي الله وحجته فيقول : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيتها السحابة السامعة المطيعة ، ثم يقول لها : أين تريدين ؟ فتقول : أرض كذا فيقول : الرحمة ؟ أو سخط ؟ فنقول : لرحمة أو سخط وتمضي ، حتى جاءت سحابة حسنة مضيئة فقالت : السلام عليك يا ولي الله وحجته قال : وعليك السلام أيتها السحابة السامعة المطيعة ، أين تريدين ؟ فقالت : أرض طالقان فقال : لرحمة أو سخط ؟ فقالت : لرحمة فقال لها : احملي ما حملت مودعا في الله فقالت : سمعا وطاعة قال لها : فاستقري بإذن الله على وجه الأرض فاستقرت ، فأخذ بعض عضدي فأجلسني عليها .


                  فعند ذلك قلت له : سألتك بالله العظيم وبحق محمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين والأئمة الطاهرين من أنت ؟ فقد أعطيت والله أمرا عظيما فقال : ويحك يا علي بن صالح إن الله لا يخلي أرضه من حجة طرفة عين ، إما باطن وإما ظاهر ، أنا حجة الله الظاهرة ، وحجته الباطنة ، أنا حجة الله يوم الوقت المعلوم ، وأنا المؤدي الناطق عن الرسول أنا في وقتي هذا ، موسى بن جعفر ، فذكرت إمامته وإمامة آبائه وأمر السحاب بالطيران ، فطارت ، فوالله ما وجدت ألما ولا فزعت فما كان بأسرع من طرفة العين حتى ألقتني بالطالقان في شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية فقتله الرشيد وقال لا يسمع بهذا أحد .


                  تعليق


                  • #10
                    إنه السفر الذي صاغ من القيود والأغلال طريق الحرية والكرامة, ورسم من ظلام السجون نهجاً أبلجاً علّم البشرية مقارعة الظلم والطغاة حتى النصر أو الشهادة, إنه النور الذي لم تزده ظلمات الجور الّا اتقاداً ووميضاً, إنه المعنى الحقيقي لرسالات السماء والذي لم يعرف السجود والركوع والإنحناء الّا لربه, إنه ابن من بدد سُحب الكفر ببرق ذي الفقار وابن من لم يقرّ للظالمين حتى زلزلت صرخته عروشهم وقوّضت جبروتهم (هيهات منا الذلة), إنه سليل النبوة, ووريث الامامة الذي عانق القرآن منهجاً واتخذ سيرة آبائه الابرار طريقاً للسير على هديهم وسلوكهم حتى امتزجت دماؤه بدمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله وبسط العدل ودحض الباطل, إنه بحر علوم النبوة وطود حلم الامامة
                    الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام ).
                    والحديث عن هذا الامام العظيم متعدد الجوانب متشعب الأغراض, خاض فيه الباحثون والكتاب كثيراً فكانوا كمن يغترف غرفة من بحر أو يحصي حبات الرمل في القفر, فمناقبه أجل من أن توصف أو تحصى وقد اعترف بها القريب والبعيد والموالي والمعادي ولكني اقتصر على التعرض لعلمه الوافرفقط واذكر هذه الرواية القصيره وذلك لعدم الاطاله على القارىءوالمستمع.
                    ولقد شهد للإمام موسى الكاظم(عليه السلام) بوفور علمه أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) إذ قال عنه:
                    «إنّ ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم».
                    وقال أيضاً: «وعنده علم الحكمة، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم».
                    ويكفي لمعرفة وفور علومه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها مما ملأوا به الكتب، وألّفوا المؤلّفات الكثيرة، حتى عرف بين الرواة بالعالم.
                    وقال الشيخ المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا، وكان أفقه أهل زمانه[1].
                    [1] الارشاد: 2/225 .

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X