ايا الإمام الحجّة الهامّة للشيعة في زمن الغَيبة..
:
â‚ يقولُ إمامُ زماننا "صلواتُ الله عليه" في رسالتهِ لاسحاق بن يعقوب:
(وأكثِروا الدُعاء بتعجيلِ الفرَج، فإنّ ذلك فرَجُكُم).
[كمال الدين وتمام النعمة]
لاحظوا عبارة الإمام عِبارة دقيقة جدّاً.. تَشتمل على أمْرٌ صَريح واضح بيّن بالإكثار مِن #الدُعاء بتعجيل الفرج.. وليس مُجرّد دُعاء، وإنّما إكثار مِن الدُعاء بتعجيل #الفرج..
قطعاً نحنُ لا نُكثر مِن الدُعاء بتعجيل الفرج،
وعلى فَرْض أنّنا نُكْثِر مِن الدُعاء بتعجيل الفرج فإنّنا ندعو دُعاءً فاشلاً خائباً.. لأنّ #أهل_البيت "عليهم السلام" هم يقولون:
(الدُعاء مِن دُون عَمَل كالقوس بلا وتر)
القوس بلا وتر، لا يستطيع الرامي أن يرمي فيه.. وكذلك الدُعاء مِن دُون عَمَل كالقوس بلا وتر؛ لأنّه ما مِن دُعاءٍ إلّا ويشتملُ على مَوضوع مُعيّن، وكُلّ موضوع هُناك عملٌ يكون مُناسباً لذلك الموضوع يكون مِن جنسه..
على سبيل المِثال:
المريض حِين يدعو ويطلب الشفاء عليه أن يعمل و يتحرّك لتحصيل الدواء، والابتعاد مع مُسبّبات المرض.. هذهِ الحركة من المريض باتّجاه الطبيب، وكذلك حركتهِ بالتزام تعاليم الوقاية وتعاليم العلاج التي يُقدّمها الطبيب له، يكون هذا العمل مِن جنْس موضوع الدُعاء (وهو طلب الشفاء).
فيُمكن أن يُستجاب الدُعاء هنا، ولكن ليس شرطاً..
أمّا لو بقي المَريض يُباشر الأسباب التي أدّتْ إلى مرضهِ وهو لا يعرفها، ويدعو الله بالشفاء.. فهذا دعاء خائب فاشل..
،
فحينما ندعو بتعجيل الفرج لإمام زماننا ونحن لا نُقدّم عملاً في ساحة التمهيد يتناسب مع هذا الدُعاء.. فهذا الدعاء يكون فاشلاً وخائباً.. فهو لا يتعدّى الّلقلقة الّلسانية، يعني فقط ألفاظ تتردّد على الألسنة، ولا يُوجد عمل مِن جنس الموضوع.. ويُؤكّد ذلك حديث آخر لإمامنا #الحسن_العسكري "صلواتُ اللهِ عليه"
â‚ يقول #الإمام_العسكري وهو يتحدّث عن إمام زماننا "صلواتُ الله عليه":
(واللّهِ لَيَغيبَنَّ غَيبَةً لا يَنجو فيها مِنَ الهَلَكَةِ إلّا مَن ثَبَّتَهُ اللّهُ عَزّ وجلّ على القول بإمامتهِ ووَفَّقَهُ لِلدُعاءِ بِتَعجيلِ فَرَجِه)
[كمال الدين وتمام النعمة]
لاحظوا دقّة كلام الإمام "صلواتُ اللهِ عليه".. يقول:
(لا يَنجو فيها مِنَ الهَلَكَةِ إلّا مَن ثَبَّتَهُ اللّهُ على القول بإمامتهِ ووَفَّقَهُ لِلدُعاءِ بِتَعجيلِ فَرَجِه)
يعني أنّ الدعاء بتعجيل يَحتاجُ إلى توفيق بنصّ كلام المعصوم، فهو ليس مُجرّد لقلقلة لِسانية.. الإمام يقول:
(ووفّقه للدُعاء بتعجيل فَرَجه).
،
فلابُدّ أن يقترنَ دُعاؤنا بتعجيل الفَرَج بالعَمَل.. ولابُدّ أن يكونَُ عَمَل الداعي بتعجيل الفرج لابدّ أن يكون عملاً مُتناسباً مع موضوع الدعاء.. وهذا يعود بنا إلى تكليف الشيعة في زمان غيبة إمامهم وهو #التمهيد لظهوره الشريف "صلواتُ الله عليه".. فالتمهيد لظُهور الإمام هو العمل الذي يكون مُنسجماً مع الإكثار بتعجيل الفرج.
فحين يأمرنا إمام زماننا ويقول (وأكثروا الدُعاء بتعجيل الفرج) فهو يأمرنا في نفس الوقت بأن نعمل تحتَ هذهِ اليافطة وهذا العنوان (التمهيد لظهورهِ صلوات الله عليه)
وقطعاً التمهيد لا يُمكن أن نُشخّصه بحالة مُعيّنة.. فهذا الأمر يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، يختلف باختلاف الأشخاص، وباختلاف الظروف الموضوعيّة المُحيطة بالشخص.. ويُؤخذ بنظر الاعتبار الإمكانات المُتوفّرة على المُستوى المادي، على المستوى المعنوي، وكذلك العوائق والموانع التي تقف في الطريق.
:
â—€ ولكن بشكلٍ عام.. التمهيد لِظهور الإمام يكون على رُتبتين:
â—? التمهيد على المُستوى الفردي (الشخصي)
â—? والتمهيد على مستوى الأمّة والمُجتمع.. وهذا القِسْم مِن التمهيد قد يطول الحديث فيه لأنّ الحديث فيه هو عن حديث مُؤسسات كُبرى (قد تكون مؤسسات سياسية، إقتصادية، إعلامية، تعليمية..) ولهذا يطول الحديث
أمّا التمهيد على المُستوى الفردي (الشخصي) فيُمكن أن تلخيصهُ في نقطتين:1⃣- النقطة الأولى:
تتلخّص في حَديث إمامنا الباقر "عليه السلام": (ذُروة الأمر وسنامه ومفتاحه وبابُ الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى: الطاعة للإمام بعد معرفته)
وكذلك يُترجمها لنا بشكل عملي إمامنا الكاظم "عليه السلام" في حديثه الشريف حِين يقول (أفضلُ العبادة بعد المعرفة انتظارُ الفرج) فالمعرفة أولاً.. وقطعاً مَصْدرُ المَعرفة تُلخّصه كلمة إمام زماننا (طلبُ المَعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوقٌ لإنكارنا).
يعني لابُدّ أن نسعى لِمعرفةِ إمام زماننا و معرفة عقائدنا وديننا مِن حَديث الإمام المعصوم فقط .. لا مِن حديث غيرهم (فقط مِن حديث آل محمّد).
2⃣- النقطة الثانية:
هي في المقام العملي.. فإنّه في المقام العملي أقلّ ما يُمكن أن يَفعله الشيعي في هذا المُستوى مِن التَمهيد هو أن ينظر إلى حاله، أن ينظرَ إلى عُيوبه، ويُحاول أن يُصْلِح عَيباً مِن عُيوبه، وأن ينقطعَ عن ذَنْبٍ مِن ذنوبهِ بهذا العنوان (التهيئة والتحضير لإمام زمانهِ على المستوى الفردي)
هذهِ الخُطوة لو جَاءتْ بشكلٍ صَحيح وبشكْلٍ مُتْقَن فسيقعُ الشيعيُّ تحْتَ نَظَر إمامِ زمانه.. فهذهِ الخُطوة ستقودهُ إلى خطوات، وسيقوده التوفيق بعدها.
ولا أعتقد أنّ هذا الأمر بالغ الصعوبة (أن ينظرَ الفَرْد إلى عُيوبه ويُحاول تَصحيحَ ولو عَيبٍ واحد مِن عيوبه، أو أن ينقطع عن ذنبٍ من ذنوبه).. فهذا الأمر سيقوده بالتوفيق، وكما تقول كلماتهم الشريفة: (التوفيق خيرُ رفيق في الطريق)..
فحينما تقع عين الإمام على هذا الشيعي سيكون التوفيقُ خَيرَ رفيقٍ له في الطريق.. وأيُّ نعمة عُظمى أن تقع عينُ #الإمام_الحجّة على أحدنـا..!
هذهِ الّليلة ويَوم غد مقطع زماني لا نَظيرَ لهُ.. فهي #ليلة_ النصف_من_شعبان، وتُوافق أيضاً #ليلة_الجمعة، و #يوم_الجمعة أيضاً..
فهي ليلةٌ مَهدويّة بامتيـــــاز..
فلنغتنم هذهِ الّليلة الغرّاء النوراء ونُكْثر فيها مِن الدُعاء بتعجيل الفرج.. وأن نتوسّل إمام زماننا بُلِطْفهِ وكرمهِ وجوده ومنّه وفضّله أن ينظر إلينا فيها نظرةً تُصحّحُ الاعوجاج في حياتنا.. وتوفّقنا لِمعرفةِ إمام زماننا لِنصرته ولخدمتهِ خدِمةً مقبولةً خالصة زاكيّة.. وأن نكون في زُمرةِ المُنتظرين لهُ حقّاً وصِدقاً..
تعليق