إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أزمتنا أزمة إيمانية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أزمتنا أزمة إيمانية

    بسم الله الرحمن الرحيم



    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم


    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    لا أعني بالأزمة الإيمانية هنا جوهر اليقين بوجود الله سبحانه وتعالى , أو التسليم والإيمان بملائكته سبحانه وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره , بل المقصود هو أثر ذلك الإيمان في السلوك , وانعكاس آثار اليقين بأركان الإيمان على مجريات حياة المسلمين اليومية....فهنا تكمن الأزمة في الحقيقة .





    كثيرة هي المشاهد والسلوكيات التي تعج بها الحياة اليومية في المجتمعات الإسلامية التي تشير في نهاية المطاف إلى وجود أزمة تتعلق بالإيمان والعقيدة واليقين والتسليم بما هو منصوص عليه في كتاب الله وسنة رسوله الخاتم صلى الله عليه واله وسلم , وإن كانت تبدو للبعض في الظاهر أنها أزمات حياتية معاشية حياتية عادية .





    قد يكون التنافس على اكتساب الرزق و الصراع على تحصيل المال وإن كان مشبوها في كثير من الأحيان أو حتى بيّن الحرام ...أحد أهم مظاهر الأزمة التي يتحدث عنها المقال , فبعض المسلمين اليوم باتوا في حمأة التكالب على الدنيا والتنافس على اقتناء المال لا يتورعون عن الحرام فضلا عن الشبهات في مصدر رزقهم ولقمة عيشهم , رغم أن الله تعالى قد ضمن لهم رزقهم , وتكفل بقوتهم وقوت عيالهم , وأمرهم بتحري الحلال في كسب المال وتجنب الشبهات والحرام .





    لا يمكن استعراض جميع الآيات التي أكدت هذه الحقيقة في هذا المقام , فهي من الكثرة و الاستفاضة بمكان , ويكفي ذكر بعض منها للتأكيد على تعلق الأمر بالإيمان والتسليم واليقين .






    قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } هود/6 , وقال تعالى : { مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } الذاريات/57-58 , وقال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الروم/40 .










    قد يكون الجانب النظري من اعتقاد المسلمين بحقيقة كون الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وحده , وبأن الإنسان لن يموت حتى يستوفي رزقه كاملا غير منقوص .....متوفر وموجود ويعترف به كل لسان , إلا أن الجانب العملي السلوكي لهذه العقيدة وذلك الإيمان لا نراه متجليا في كثير من الأحيان , ويكفي أن ينزل أحدنا إلى الأسواق أو يدخل معترك التجارة والتعامل بالمال مع البعض , حتى يلاحظ استعجال الكثير لأرزاقهم , وانزلاق آخرين في محاذير أكل أموال الغير بالباطل أو الغش أوالخداع أوالتزوير أوالنصب والاحتيال أو.......الخ لاكتشاف هذه الحقيقة .





    وإذا كان التنافس على الرزق والصراع من أجل الحصول على المال حتى وإن كان مصدره من حرام أحد أهم مظاهر الأزمة الإيمانية , فإن غفلة المسلمين عن الاعتبار بالموت الذي يحصد كل يوم عددا منهم , وعدم تحويل إيمانهم النظري بحتمية وقوعه واستحالة الفرار منه إلى سلوك يتناسب مع هذا العقيدة وذلك اليقين لا تقل أهمية عن سابقتها في إبراز الأزمة العقدية التي يعيشها المسلمون في مجتمعاتهم .





    بل إن هناك من القصص التي يرويها البعض عن سلوكيات وممارسات بعض المسلمين بعد موت أحد الوالدين , من تنازع الأبناء على الميراث ومحاولة بعضهم الاستئثار بالتركة كلها أو جلها على حساب إخوته , ناهيك عن استمرار حرمان النساء من ميراث آبائهن وأمهاتهن وأبنائهن ...ما يندى له الجبين , ويعزز من تساؤل الغيورين على الدين بتعجب استنكاري : أليس هؤلاء بمؤمنين ؟! ألا يعتقدون أنهم سيموتون وسيحاسبون على مخالفتهم أمر الله في كتابه العزيز وهدي رسوله صلى الله عليه واله وسلم ؟!





    إن وجود وشيوع مظاهر أزمة إيمانية في حياة المسلمين وسلوكهم أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان , وأنه يزيد وينقص , يزيد بكثرة ذكر الله تعالى باللسان وتلاوة القرآن , وبالإقبال على الطاعات والعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج , وبإطلاق العنان للتأمل والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى





    قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } الأنفال/2 , وقال تعالى : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } التوبة/124 , والآيات التي تدل على أن الإيمان يزيد وينقص أكثر من أن تحصى .




    أحد أهم حلول الأزمة التي نتحدث عنها يتمثل في تكثيف العلماء والدعاة والمربين والمصلحين لجهودهم في تجديد الإيمان في القلوب , والتركيز على ترسيخ العقيدة واليقين في النفوس , , وتخليصها من حالة الفتور التي يمكن ملاحظة آثارها في سلوك كثير من المسلمين .



    لن تقتصر آثار هذا العمل الدعوي على إعادة إيقاد جذوة الإيمان في النفوس فحسب , بل ستظهر نتائجه في حياة المسلمين بشكل واضح , من خلال ارتباط الأقوال بالأفعال , وتلازم الإيمان بالسلوك





  • #2
    السلام عليكم
    احسنتم موفقين لكل خير ان شاء الله
    اختي العزيزة عطر الولايه
    🔹✴🔹✴🔹✴🔹

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      عن مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) :


      (( لا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ ولا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ ولا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ

      ولا كَرَمَ كَالتَّقْوَى ولا قَرِينَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ ولا مِيرَاثَ كَالأدَبِ ولا قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ

      ولا تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ولا رِبْحَ كَالثَّوَابِ ولا وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ ولا زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ

      ولا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ ولا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ ولا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ والصَّبْرِ

      ولا حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ ولا شَرَفَ كَالْعِلْمِ ولا عِزَّ كَالْحِلْمِ ولا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ ))


      اختنا الفاضلة

      زادكم الله من فضله وتقبل اعمالكم بخير قبول .

      تقديرنا لتميزكم ووعيكم .




      عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
      {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
      }} >>
      >>

      تعليق


      • #4
        موضوع رائع وطرح موفق جزاكم الله خير الجزاء

        فعلاً ازمتنا ازمة ايمانية ..والمشكلة ان اكثرنا مسلمون ولكن غير مؤمنون
        وعدم الايمان الكامل والتسليم المطلق لله
        يجعل من المسلمين مشركين على المستوى العملي لا النظري, وهو ما يضعف الايمان..
        قال تعالى((وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون))

        ولكم جزيل الشكر على طرحكم للموضوع ..ونتمنى ان يصل هذا الموضوع الى جميع المسلمين

        تعليق


        • #5
          طول الأمل والانخداع بملذات هذه الدنيا الدنية واتباع الشهوات
          باعث على جمع الثروات والاستماته في الحصول عليها أياً كانت الوسيلة
          نور الله بصائرنا وحمانا من ميولنا ورغباتنا وهدانا لمافيه صلاح نفوسنا .
          عطر الولاية كماعهدناك دائما راقية في اختيار مواضيعك دمت معطاءة يرعاك المولى ويسدد خطاك
          sigpic

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X