تويت
,,, يَنبَغِي بشيوخِ العَشائرِ الأصيلةِ ,ووجهَائِهَا تطبيقُ الوثيقةِ التي كَتبوهَا وتَعَاهدوا عليها ,.
وأنْ يكونَ الحَلُّّّ الشَرعي هو الطريقَ في فَضِّ النزاعاتِ والمَشَاكلِ,,,:
وجّهتْ المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ ,الجُمْعَةَ ,التاسع والعِشرين مِن شَعبَان المُعَظّم ,1438 هِجرِي,
المُوافِقَ ,لِ, السادس والعشرين من أيّار ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,
السَيّد أحمَد الصَافي ,خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ, :
العَشائرَ العربيةَ الأصليةَ وشيوخَها الكرامَ , الذين كَتبوا وثيقةً تَعاهدوا فيها على مَجموعةِ أمورٍ تُوافِقُ الشَريعةَ الإسلاميةَ الحَكيمَةَ ,
إلى جَعلِ الحَلِّ الشرعيَّ هو الخِيارَ المُتَحَضّرَ في فَضِ النزاعاتِ والمَشاكلِ ,وطالبَتهم بمنعِ الأعرافِ والعاداتِ الدخيلةِ
والتي تُخالِفُ الشَرعَ والعَقلَ من ظاهرةِ النَهوَةِ والجّلوةِ وغيرها ,.
وذَكَرَتْ أنَّ لِكلِّ مُجتمعٍ خصوصيةٍ ناشئةٍ مِن التركيبةِ الخاصةِ به ,وإنَّ مُجتمَعَنا يتمتعُ بخصوصيةٍ مِن كونه يَتشكلُ
من عَشائِر كثيرةٍ مُمتَدةٍ , وهي جزءٌ مُهمٌ وكبيرٌ في تكوينِه.
وقَد مَارَسَتْ هذه العشائرُ دوراً إيجابياً في مَفاصِل مُتعدّدةٍ وكانتْ مَثلاً تَستشعرُ الخَطرَ على البلادِ , وفِعلاً وقفتْ وقفةً مُشرفَةً لِمَنعِه ,
وعندها عاداتٌ وتقاليدٌ وأعرافُ فيها حَميّةٌ وشجاعةٌ وجودٌ وكرمٌ ,وأخلاقٌ حميدةٌ ,وتُمثّلُ العشائرُ الأصليةُ الثُقلَ الكبيرَ
عندما تتكاتفُ وتتلاحمُ وتَرفضُ الباطلَ وتُؤيد الحّقَّ , ونحتاجُ اليومَ إلى أنْ نُسلطَ الضَوءَ عليها حتى يكونَ الإخوةُ ( الشيوخُ )
بمستوى المَسؤولية ِ,
فهناك عشائرٌ يَصلُ تعدادُها إلى نصفِ مليونِ نسَمة , بما يُعادِلُ نفوسَ دولةٍ صغيرةٍ ,فلا بُدّ مِن أنْ نَجعَلَ مِن هذا الوجودِ العشائري وجوداً إيجابياً بشَكلٍ دائمٍ .
ولقد تَعرّضَ المُجتمعُ إلى مَجموعةٍ مِن السَلبياتِ بِحُكمِ أوضاعٍ سياسيةٍ سابقةٍ واجتماعيةٍ ,وتَفاوتٍ طبقي ,
حتى زَحفتْ بعضُ التقاليدِ والعاداتِ بِشَكلٍ مُفرطٍ ,واصبحتْ لا تنسجمُ مع الثُقلِ العشائري الإيجابي في البلدِ.
وقد وقّعَ بعضُ شيوخِ العشائرِ مِن عمومِ العراقِ وثيقةً في العتبةِ الحُسَينيّةِ الشَريفةِ واتفقوا على بعضِ النقاطِ وهي في غايةِ الأهميةِ
,
ونَحنُ ندعوهم أنْ لا يَكتفوا بذلك , بل عليهم أنْ يَسعوا إلى تطبيقها فِعلاً.
وينبغي بالإنسانِ أنْ يَستَفسِرَ ويَسألَ عن مَشروعيّةِ تصرفاته ,وتَحدثُ حَالاتٌ ليس لها حَلٌّ عرفي وإنّما حَلُّها شَرعي ومَوجودٌ.
ولكن العَصبيّةَ هي مَن تَحولُ دون قبولِ الحَلّ الشرعي ,.
ونَذكرُ نماذجَ وحَالاتٍ تَقعُ , كَمَا في حَالِ التعاطي مع الطبيبِ الذي يُجري عَمليةً بحسبِ الضوابطِ وشَاءَ القَدرُ أنْ يُتوفّى
مَن تُجرَى له العَمليةُ ,ونعم هناك احتمالُ أنْ يُقصّرَ الطبيبُ ,وأنْ لا يُقصّرَ ,ولكن أنْ تكونَ حَالاتُ رَدُّ الفِعلِ مُرعبَةً ومُخيفةً
فهذا غير مَقبول شرعاً , كأنْ تَهجمَ على الطبيبِ وتُهدّده بالسلاحِ , وتُغلق عِيَادتِه ,إلى أنْ يَجلِسَ معكم جِلسَةِ الحَقِّ.
والحَلُّ الشرعي ليس بهذه الصورةِ , فالشارعُ المُقدّسُ يعتبرُ الطبيبَ ضَامِنا ويَدفعُ الدّيةَ إذا قَصّرَ وتَسبّبَ بالوفاةِ أو الإتلافِ.
أما غَلقُ العيادةِ وإهانته والتجاوزُ عليه فغير مَقبولٍ شَرعاً.
لذلك يُفكرُ الطبيبُ بتركِ المِهنَةِ وتَركِ البلدِ , لأنّه واجه تَصرفاً خَاطئاً معه.
ونعم مُمكنُ أنْ يكونَ الإنسانُ مَظلوماً , ولكن بتصرفٍ غير مَشروعٍ يَتحولُ إلى ظَالِمَاً ومُعتديّاً.
وينبغي أنْ يكونَ الغضبُ للحقِّ لا أنْ يكونَ لرواسبَ ستجعله مَسؤولاً عنها غداً يومَ القيامةِ.
وكذا حالةُ ونموذجُ التعاملِ مع المُعلّمِ , والذي هو الأبُ الروحي والمُربي عِلمَاً وأخلاقاً ,والتلميذُ قد يكون عنده أعزُّ مِن ولده ,
فما أنْ يقولَ له اغسل جيداً , أو قلّم أظفاركَ , أو اقرأ جيداً حتى يتعرّضَ للرعبِ والخَوفِ , بل وحتى الهجومِ على المَدرسةِ ,
ومَا هذه الأفعالُ ؟
إنَّ الجانبَ الشرعي هو يُقدّمُ لنا سُلُوكَاً وحَلاً بمُنتهى التَحَضّرِ , يَضمِنُ فيه نظامَنا وحَقنا , فبدلاً مِن أنْ يقولَ الأبُ لابنه
اسمع كلامَ المُعلّمِ , أو اقرأ جيدا , يصبحُ المُعلّمُ خائفاً مِن عَواقبَ فِعله.
وهناك حالاتٌ وعاداتٌ اجتماعيةٌ مِثل (حَالةِ الجلْوَةِ ) وهي حالةٌ غير شرعيّةٍ ودخيلةٍ , وينبغي مغادرتها , فما ذنبُ ذوي الجاني
أو عائلته.
وإذ اتفقَ الشيوخُ الكرامُ على مَنعِ الاعتداءِ على الكوادرِ الطبيّةِ والتدريسيةِ ,والمُطالبةِ بالفصولِ العشائريةِ ,وكذلك ظاهرةِ النهوةِ
عن تزويج المرأةِ وهذه حالةٌ غير شرعيةٍ ينبغي تركها.
وقد أصدرَ سماحةُ السَيّدِ عَلي السِيستَاني ( دامَ ظلّه الوارِفُ) أجوبةً على مَجموعةِ استفتاءاتٍ ,تخصُّ دَفعَ الدّيةِ وتُحددها شرعاً
وتَمنعُ التعدي والظُلمَ على غير المعنيين بشأنِ الجنايةِ وغيرها.
ونَحنُ نرى حَالاتٍ غريبةً كأن تُكتَبُ عباراتٌ ( هذا البيتُ لا يُمكنُ أنْ يُباعَ ) وغيرها.
وبعضٌ بمجردِ أنْ يَجلسَ للحقِّ يقولُ اتركوا الجانبَ الشرعي على جِهَةٍ ليُحكّمَ عاداته وتقاليده على الجانبِ الشرعي ,
وهذه حالةٌ من الجهلِ ينبغي تركها ,وإدراكُ أن الشريعةَ المُقدّسَةَ هي مَن تنظمُ أمرنَا حياتياً ,.
ولماذا نتركُ حِلولَ الشريعةِ ونَلجَأ إلى حِلولٍ أخرى؟
ومُلخصُ المَطلبِ والكلامِ ينبغي بالشيوخِ الكرامِ أنْ يكونوا بمستوى المَسؤوليةِ في حَلّ المَشاكِلِ وإلاّ سَيُصعَبُ حلّها
لو تُرِكَتْ حِلولُ الشريعةِ الحَكيمَةِ .
____________________________________________
تَدوينُ – مُرتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
____________________________________________