إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من تأصيلات الإمام الحسن ع في الأمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من تأصيلات الإمام الحسن ع في الأمة

    مبارك لكم ذكرى ولادة الإمام الحسن عليه السلام

    بحث بعنوان / ( من اهم تأصيلات الإمامة الحسنية )

    لقد كانت امامة الحسن ع خلال الفترة التي اعقبت استشهاد امير المؤمنين ع وحتى استشهاده بالسم صلوات الله عليه حافلة بتأصيلات مهمة وخطيرة تدخلت بشكل مباشر في اعادة ترسيم حركة الامة الاسلامية ، سنحاول بيانها ضمن نقاط وبشكل مكثف ومختصر ..

    ** التأصيل الأول : تحرير واستنقاذ النصف الأهم من الخلافة الإسلامية المغتصبة

    فإن اغتصاب خلافة رسول الله ص شملت ولاية الرسول التشريعية الروحية و ولايته القيادية والادارية ، فالخليفة كان هو الامام الروحي والشرعي للمسلمين وهو رئيس الدولة بنفس الوقت ، واستمر هذا الحال حتى إمامة الحسن المجتبى عليه السلام ، حيث استطاع من خلال صلحه مع معاوية ( الذي اضطر اليه ) الى تجريد معاوية من الخلافة الروحية وجعله رئيسا للدولة وملكا لها ليس الا ..
    ولقد اعترف معاوية نفسه بذلك عندما قال : رضينا بها ملكا .. ويقول ايضا : أنا أول الملوك ..

    وكذلك اعترف بها سعد بن ابي وقاص عندما دخل على معاوية وقال له : السلام عليك ايها الملك .. ولم يقل له كما كان يقال للخليفة ( بأمير المؤمنين ) ..

    وكذا الدميري في حياة الحيوان الكبرى يقر بأن الامام الحسن ع اخر الخلفاء ..

    والسيوطي يذكر عن ابن شيبة بأن معاوية اول الملوك ..

    واليعقوبي في تاريخه يقول ( ملك معاوية ) ولم يقل كما كان يقول للذين سبقوه ( استخلف )

    وللمتبع يجد ان زعامة المسلمين روحيا وظهور رؤساء للمذاهب وزعامتهم كقيادة ظاهرية بدأت تفترق عن سدة الخلافة منذ ذلك الحين حتى اصبحت سائدة ..
    وبهذا يكون الامام الحسن عليه السلام قد ضعف من سطوة الخلفاء الغاصبين على المسلمين ..

    ** التأصيل الثاني : إزالة الشك وزرع اليقين في معرفة القائد الاصلح للأمة ..

    كانت شرائح واسعة من الأمة الإسلامية في أيام خلافة الإمام علي ( ع ) والإمام الحسن ( ع ) في شك وحيرة عمن هو الأصلح للأمة هل هو معاوية أم الإمامين عليهما السلام وكان ذلك طبعا بسبب الشكوك التي يبثها بنو أمية وأذنابهم بين المسلمين ..

    ولكن هذا مرض الشك زال حال تصدي معاوية لسدة الحكم وتنصيبه ملكا ، لأنه تبين غرضه في أول خطبة له بعد التمليك : عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ الْجُمُعَةَ بِالنَّخِيلَةِ فِي الضُّحَى , ثُمَّ خَطَبْنَا فَقَالَ : " مَا قَاتَلْتُكُمْ لِتُصَلُّوا , وَلَا لِتَصُومُوا , وَلَا لِتَحُجُّوا , وَلَا لِتُزَكُّوا , وَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ , وَلَكِنْ إِنَّمَا قَاتَلْتُكُمْ لِأَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ , وَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ وَأَنْتُمْ لَهُ كَارِهُونَ " .

    وانكشف أمره للمسلمين أكثر بعد ممارسته للحكم ، وصرح بذلك كبار علماء العامة وكتابهم :

    - طه حسين ( كتابه علي وبنوه ) : يصف حال الناس عندما تبين لهم ما هو معاوية ( وقد جعل اهل العراق يذكرون حياتهم ايام علي فيحزنون عليها .. ويندمون كذلك على ما كان من الصلح بينهم وبين اهل الشام ) .

    - سجل المؤرخون لمعاوية الارقام القياسية في الابتداع في الدين :

    . أول من نقص التكبير
    . اول من خطب الناس قاعدا
    . أول من احدث الخطبة قبل الصلاة في العيد وأحدث الاذان فيها
    . اول من اتخذ الخصيان لخاصة خدمته
    . اول من قيل له من الخلفاء ( الصلاة يرحمك الله )

    وغيرها ، ففضح بني أمية على حقيقتهم أمام المسلمين وبشكل لا يقبل الشك كان على يد الإمام الحسن ع عندما رأى بأن الحل الوحيد لمعالجة مرض الشك هذا هو تصدي معاوية للحكم .. وكان وحصل ما خطط له صلوات الله عليه ..

    ( ملاحظة / هذا الانجاز الحسني المقدس في تاريخ الامة تنبه اليه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قد في احدى محاضراته ) ..

    ** التأصيل الثالث : الطف والثورة الحسينية

    الطف هو الثورة الحسنية المؤجلة لحين توفر شروط الفتح فيها ، فبعد الصلح أعلنت الحرب الباردة بين الامامين الحسن والحسين عليهما السلام من جهة ومعاوية من جهة ولفترة عشرين عام تقريبا والتي انتصرت برفع قناع الخداع الأموي .

    ولقد استمر الامام الحسين ع بسياسة الامام الحسن ع في مواجهة معاوية حتى بعد استشهاد الامام الحسن ع في ( 49 ) للهجرة وحتى عام (60) للهجرة حيث تسلم يزيد الملك بعد هلاك ابيه ..

    بعد هلاك معاوية وتسلم يزيد الحكم انتهت الحرب الباردة واصبحت مقومات القيام كاملة ونتائجه مضمونة ، هذه المقومات التي طالما أشار الى بعضها الامام الحسن ع ، فبعد الصلح ندم بعض المسلمين على ما آل اليه الأمر وجاءوا الى الامام الحسن ع وطلبوا منه القيام والثورة ، ردهم الامام بقول يفهم منه بأن الصلح كان بمثابة استراحة محارب حيث يقول ع : ( فارضوا بقضاء الله وسلموا الامر والزموا بيوتكم وامسكوا وكفوا ايديكم حتى يستريح بر او يستراح من فاجر ) .

    يعلق طه حسين على هذا القول : فهو اذن يهيئهم للحرب حين يأتي إبانها ويحين حينها ويأمرهم بالسلم المؤقت حتى يستريحوا ويحسنوا الاستعداد ( علي وبنوه ص189 ) .
    فالطف تخطيط حسني بإمتياز وتنفيذ حسيني بجدارة .

    ** التأصيل الرابع : الكرم الحسني

    الإمام الحسن عليه السلام تجلي لصفة ( الكريم ) الإلهية وأحد أهم انعكاسات ملكوتها على الصورة الناسوتية ..
    تعددت جوانب الكرم فيه وخفيت بعضها فكان هذا الخفاء جزءا من مركب الظلم الذي لحق به صلوات الله عليه . وهنا أريد أن أذكر بعض جهات وأشكال هذا الخلق الحسني العظيم وأنا متأكد أن بعض جوانب الكرم التي سأذكرها غير مألوفة ولكن يمكن اعتبار صفة العطاء المشتركة بينها ولو مسامحة كرما ..

    القسم الأول / الكرم الصريح والواضح :

    وتتمثل بكرمه فيما يخص بذل المال والطعام ، فإنه لم يخرج المال والطعام لمحتاجيه وإنما هو الذي يخرج من كل ما يملك ويهبه للفقير ، وتكررت هذه الحالة مرات ومرات .. فيروى عن زيد بن جذعان، قال : خرج الحسن بن عليّ من ماله مرّتين، و قاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرّات حتّى أن كان ليعطى نعلا و يمسك نعلا و يعطى خفّا و يمسك خف.. وعن شهاب بن عامر، قال : إنّ الحسن بن عليّ قاسم اللّه عزّ و جلّ ماله مرّتين حتّى تصدّق بفرد نعله .

    القسم الثاني / الكرم الخفي وغير الواضح :

    ويمكن توزيعه على جهات :

    الجهة الأولى : كرمه التكويني ، حيث سمح لأن يكون امتداد الإمامة عن طريق أخيه الحسين ع وهو أفضل من الحسين بنص الامام الحسين ع ..

    الجهة الثانية : كرمه الذي جعله يتصالح مع معاوية ويعطية قيادة الأمة إضطرارا ..

    الجهة الثالثة : كرمه عندما أعطى الطف لأخية الامام الحسين ع ، فكان من الممكن أن يكون هو القتيل على يد بني أمية بعد أن تخلت الأمة عنه ..

    ** التأصيل الخامس : قعود بنكهة ونتائج القيام

    لماذا صالح الحسن وقام الحسين ع ...؟

    1. فهل السبب هو الفارق بين شخصية الحسن ع وشخصية الحسين ع .. !
    2. أم بسبب الفارق بين شخصية معاوية وشخصية يزيد..!
    3. الفارق في عدة وعدد ( لوازم المعركة ) كل من الامامين ..!
    4. الفارق في نسبة نجاح الثورة وتحقق نتائجها في زمن كل منهما عليهما السلام ؟
    5. السبب يعود لأمر غيبي بحت حتم على الامام الحسن ع الصلح وعلى الامام الحسين ع الثورة !
    6. أنها خطة وثورة واحدة استمرت من الصلح وحتى عاشوراء !

    الاجوبة بإختصار شديد :

    جواب (1) : كلا ، لأن كل منهما معصوم ويعملان بتكليفهما الشرعي وليس لطبيعتهم البشرية تدخلا في ذلك ..

    جواب (2) : نعم ، فعلى الرغم من بشاعة معاوية ولكن تسنم يزيد لأمور المسلمين أخطر على الإسلام مما دعا أن يصرح الامام الحسين ع : على الاسلام السلام اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد ..

    جواب (3) : نعم ولكن المشكلة بنوع الاتباع لا بعددهم .. فأتباع الامام الحسين ع وانصاره لا يقاس بهم احد ..

    جواب (4) : نعم .. لو قتل الامام الحسن ع لاصبح قتله من اجل كرسي وخاصة وان معاوية لم يتكشف امره بعد للناس ولما تحققت النتائج المرجوة ..

    جواب (5) : نعم .. الجانب الغيبي موجود ويكفي اخبار الرسول ص وأمير المؤمنين ع لكل منهما عليهما السلام بما سيحدث له .. .

    جواب (6) : وهذا ما اكدنا عليه وقلنا بأن الطف جذورها وخططها بدأت من صلح الامام الحسن ع وأنها مرت بمراحل من اجل ضمان النتائج ..

    هكذا كان قعود وصلح الامام الحسن ع وهكذا كانت دواعيه وتداعياته ..

    والحمد لله رب العالمين .. انتهى

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كما هي منشوراتكم الراقية التي نقرأ شخصيتكم من خلالها ولدنا وكاتبنا المبدع الاستاذ يحيى ادعو الله لكم من كل قلبي بالتوفيق والرقي والنجاح وقبول الاعمال بفضله وبفضل الصلاة على محمد وال محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X