إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ تدعو إلى الأخذِ بمنهج أمير المؤمنين التربوي والاجتماعي:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ تدعو إلى الأخذِ بمنهج أمير المؤمنين التربوي والاجتماعي:

    :: المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا :: تُعَزِّي بِشَهَادَةِ أميرِ المُؤمنين الإمامِ عَليِّ بن أبي طالبٍ, عَليه السَلامُ, .

    ,,, وتدعو المُؤمنينَ إلى العَمَلِ بِمَنهجَه القويمِ وفِكْرِه التربوي والاجتماعي السديد ِ, ,,,, .

    وتَحثُّ على إحياءِ الدوراتِ القرآنيةِ والعقائديةِ والفقهيةِ في الحُسَينيّاتِ والمَساجِد ِ,ودعمِها وإعطائِها اهتمامَاً كبيراً :

    ::: دَعَتْ المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ العشرين مِن شَهرِ رَمضان المُبَارَكِ ,1438 هِجرِي,

    المُوافِقَ ,لِ, السادسِ عشَر مِن حزيران ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,الشَيخ عَبد المَهدِي الكَربَلائي ,

    خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ, :

    وبِمُنَاسَبَةِ ذِكرَى استِشهَادِ أميرِ المُؤمنين , عليه السلامُ, إلى قراءةِ شيءٍ مِن فِكْرِه التربوي والاجتماعي القيّمِ ,

    وذلك بالتأمّلِ والتتبعِ لخطبِه في نهجِ البلاغةِ وغيره,
    وخصوصَاً ما يتعلقُ بأمورٍ ثلاثةٍ وهي :

    : الأمرُ الأوّلُ: بناءُ الفردِ المُستقيم في مَنهَجِه وفكرِه وسُلُوكِه :

    : الأمرُ الثاني: بناءُ المُجتمع الصَالحِ :

    : الأمرُ الثالثُ: بناءُ الدولةِ العادلةِ القادرةِ على صُنعِ المُجتمعِ الصالحِ وقيادته :

    وقد عَرضْتْ للأمرِ الأوّل والذي يَهتمُ ببناءِ الفردِ الصالحِ والمواطنِ الصالحِ والمُستقيمِ في فكرِه ومنهجهِ وسلوكِه ,

    لأنَّ الإمامَ عليّاً , عليه السلامُ ,
    يُركزُ وبعنايةٍ شديدةٍ على ضرورةِ تزكيّةِ النفسِ , وتهذيبها , والتي من خلالها يُمكِنُ الوصولُ

    إلى الكمالِ والصلاحِ المَطلوبِ , وتَحقيقِ شخصيّةِ المواطنِ الصالحِ في مُجتمعه , وهنا نَحتاجُ إلى إعطاءِ هذا الأمرِ حَقّه

    مِن الاهتمامِ
    كما نهتمَّ بغيره ,فتزكيةُ النفسِ قد لا تُعطَى حَقّها ولذا تُغلَقُ سُبلُ الوصولِ للكمالِ والصلاحِ .

    وإنَّ من أهمِّ الأسسِ التي رَكّزَ وأكّدَ عليها الإمامُ عليٌ , عليه السلامُ, في تزكيّةِ النفسِ وبناء الفردِ هي ,: ونَذكُرُ بَعضاً منها:

    :1: الأساسُ الأوّلُ : التربيةُ القرآنيةُ: ومَعلومٌ أنَّ القرآنَ الكريمَ هو كتابٌ سماوي يَشتملُ على كُلِّ التشريعاتِ والقوانين والمناهجِ

    التي تَضمنُ الوصولَ إلى الكمالِ والصلاحِ , ولكن نحن لم نَعْطِ القرآنَ الكريمَ حَقّه في الاهتمامِ به ,ولم نلتفت إلى مَضامينه ,

    وليس العِبرَةَ بقراءتِه بقصدِ الحِصولِ على الأجرِ والثوابِ ,
    بقدرِ ما ينبغي أنْ ندركَ دورَه , وأهدافَه ومناهجَه ومضامينَه وعيّاً

    وعَمَلاً وسُلُوكَا,

    وقد قالَ أميرُ المُؤمنين, عليه السلامُ, في شأنِ ذلك الأساسِ المَكين تربوياً وفرديا ونفسياً:

    (واعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لَا يَغُشُّ - والْهَادِي الَّذِي لَا يُضِلُّ والْمُحَدِّثُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ - ومَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ

    إِلَّا قَامَ عَنْه بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ - زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى - واعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ -

    ولَا لأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنًى - فَاسْتَشْفُوه مِنْ أَدْوَائِكُمْ - واسْتَعِينُوا بِه عَلَى لأْوَائِكُمْ - فَإِنَّ فِيه شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ -

    وهُوَ الْكُفْرُ والنِّفَاقُ والْغَيُّ والضَّلَالُ )

    : نَهجُ البلاغةِ, تحقيقُ , صبحي الصالح ,ص 252.

    وعلى الإنسانِ المُؤمِنِ أنْ يهتمَ بالقرآنِ الكريمِ بوصفِه كتابَ هِدايةٍ وصِدْقٍ ,فهو الذي لا يُكَذِّبُ في حَديثِه , ولا يَضلّ في هدايته ,

    ولا يأتيه الباطلُ ,
    لا من بين يديه ولا من خَلفه,.

    ومتى ما تعاملنا مع القرآنِ الكريمِ على أنّه كتابٌ شاملٌ لِكُلّ مَفاصلِ الحياةِِ , حينها نَصِلُ للأهدافِ المطلوبةِ.

    إنَّ القرآنَ الكريمَ يُمثّلُ أكبرَ شِفاءٍ لكلّ أمراضِ الإنسانِ النفسيةِ والاجتماعيةِ والعقائديةِ وغيرها, وكَمَا نَصرِفُ كثيراً من الوقتِ

    في تَعلّمِ الكثيرِ من العلومِ فلنخصصَ وقتاً كافياً لتَعَلّم القرآنِ الكريمِ .

    وأنْ نُحَوّلَ مَساجِدنا والحُسينياتِ إلى أماكنَ للتفقهِ في الدّينِ , وتعلم أحكامِ القرآن الكريمِ , ولا أن نقتصرَ على إقامةِ الصلاة فحسبِ

    , وإن كان ذلك مَطلوبا.

    فينبغي إقامةُ دوراتٍ فقهية وعقائديةٍ وقرآنيةٍ نتعلمُ فيها أحكام ومضامين مهمةً جدا.

    وعلى مَن يمَلكُ القُدرَةَ المَاليّةَ التشجيعُ والمساهمةُ في ذلكَ الأمرِ.

    وينبغي أيضاً حثُ الأولادِ والبناتِ على الحضورِ في الدوراتِ القرآنية , وتشجيعهم على ذلك كما نُشجعهم بالحضورِ

    في المدارس الأكاديمية ,
    ونهتمُ بتحصيلهم الدراسي ونجاحَهم أو نتألمُ لرسوبهم,.

    ومن الضروري إعطاءُ الوقتِ الكافي لذلك ,وأكثر , وكذلك على الرجلِ الكبيرِ والشيخِ أنْ لا يَستحيّ مِن تَعَلّمِ أحكامِ القرآنِ الكريمِ

    ,ولا يَتعيّبُ مِن ذلك.


    :2: الأساسُ الثاني: هو تقوى اللهِ تعالى, وقد ركزَ أميرُ المُؤمنين , عليه السلامُ , على ذلك في خطبهِ في نَهجِ البلاغةِ ,

    وحَثّ حَثّاً كبيراُ , لأنَّ التقوى هي القوةُ الروحيّةُ , التي يتمكنُ معها الإنسانُ المُؤمنُ من الابتعادِ عن المعاصي والشَرِّ ,

    وهي القوةُ الروحيّةُ , التي تَحثّه على الإقدامِ على الطاعاتِ والفضائلِ ,

    وهي القوةُ الروحيّةُ , التي تجعله يُسيطرُ على الشهواتِ ويَلجُمهَا , وتَمنعُ الغرائزَ من الوقوعِ في فِتَنِ الحَياةِ.

    وقد بيّن الإمامُ عليٌ , عَليه السلامُ , :

    ( اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه - أَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْنٍ عَزِيزٍ - والْفُجُورَ دَارُ حِصْنٍ ذَلِيلٍ –

    لَا يَمْنَعُ أَهْلَه ولَا يُحْرِزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْه - أَلَا وبِالتَّقْوَى تُقْطَعُ حُمَةُ الْخَطَايَا ).

    : نهج البلاغة, تحقيق صبحي الصالح ,ص221.

    :3:الأساسُ الثالثُ: وهو ذكرُ الله تعالى, وليس هو منحصراً بالذكرِ اللساني , بل المقصود ذِكْر اللهِ في كُلّ وقتِ, وعلى كلّ حَالٍ

    بالقَلْبِ , وعندما يفُكّرُ الإنسانُ في الإقدامِ على المَعصيةِ , أو فِعْلِ الطّاعَةِ , وهذه الأساسُ هو أساسٌ مُهمٌّ جِدّاً في البُعدِ التربوي

    والاجتماعي في بناءِ شخصيةِ الفَردِ المُؤمنِ ,والمواطن الصالحِ , فَذْكْرُ اللهِ يفتحُ أمامنا البصيرةَ الكاملةَ والرؤيةَ الواضحةَ

    في التعاطي مع الأمورِ.

    , يقولُ أميرُ المؤمنين , عليه السلامُ, : إنَّ اللهَ سبحانه جَعَلَ الذِكْرَ جَلاءً للقلوبِ ، تسمعُ به بعد الوِقرَةِ ،

    وتبصرُ به بعد العِشوَة ِ، وتَنقادُ به بعد المُعاندةِ ).

    : ميزانُ الحِكمَةِ, الريشهري,ج2 , ص 970.

    وواقعاً إنَّ القلبَ له أبوابٌ منها البصرُ والسمعُ والقوةُ الواعيةُ والمُفكّرَةُ ,

    والقَلبُ هو مَركزُ الفِكْرِ , وقد تُغلقُ هذه الأبوابُ فتُصمُ الأسماعُ وتَعمَى الأبصارُ , بسببِ عَدمِ ذكرِ اللهِ تعالى,.

    :4: الأساسُ الرابعُ : وهو إقرانُ العِلْمِ بالعَمَلِ الصالِحِ ,:

    , وحينما نَحثُّ على طَلبِ العِلمِ والمَعرفةِ ينبغي بنا أنْ نقرنَ عِلمَنا بالعَمَلِ به ,

    فَتعلمُ عَشر أحاديثٍ والعملُ بها خيرٌ من أنْ نتعلمَ مئةَ حديثٍ ولا نَعملُ بها.

    وقد حَرصَ القرآنُ الكريمُ على هذا الأساسِ المُهمّ في كثيرٍ من آياتِه الشريفةِ حتى لا يقعَ الإنسانُ في العُجُبِ والغرورِ .

    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)))الصف.

    فالقرآنُ الكريمُ دائما يَقرنُ العِلمَ والإيمانَ بالعَمَلِ الصالحِ , ((وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)).

    :5: الأساسُ الخامسُ: حِفظِ الجوَارِحِ , وخصوصاً الِّلسَان :

    وربما يَنكشفُ لنا يَومَ القيامةِ أنَّ أكثرَ ما يُعَرّضنا للمُحاسَبةِ والمُعاتبةِ ,

    وأشدها من اللسانِ , ونعني بها الغيبة والنميمة والبهتان والافتراء , والتي تتسببُ في هَدمِ العلاقاتِ الاجتماعيّةِ ,

    وإنَّ أغلبَ التداعياتِ في المُجتمعِ هي بسببِ آفةِ اللسانِ , وعدم ضبطه في الكلامِ , والذي قد يُؤدي في حَالاتٍ للقتلِ وإحداثِ الحُروبِ

    ,
    وقد حَذّرَ أميرُ المؤمنين , عليه السلام, من ذلك بقوله:

    (ثُمَّ إِيَّاكُمْ وتَهْزِيعَ الأَخْلَاقِ وتَصْرِيفَهَا - واجْعَلُوا اللِّسَانَ وَاحِداً ولْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَه - فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِه -

    واللَّه مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُه حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَه - وإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِه - وإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِه

    - لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَه فِي نَفْسِه - فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاه وإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاه -

    وإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِه - لَا يَدْرِي مَا ذَا لَه ومَا ذَا عَلَيْه - ولَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّه ( ص ) -

    لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُه - ولَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُه حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُه - فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللَّه تَعَالَى -

    وهُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وأَمْوَالِهِمْ - سَلِيمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْيَفْعَلْ).

    : نهج البلاغة, تحقيق صبحي الصالح ,ص 254.

    _____________________________________________

    تَدوينُ – مُرتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .

    ____________________________________________

    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 16-06-2017, 03:08 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X