إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُك ووَلَدُكَ ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُر علمك:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُك ووَلَدُكَ ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُر علمك:

    :: لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ - وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ ::
    _________________________________________________

    (سُئِلَ - أميرُ المُؤمنين, عَليه السَلامُ,- عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ - فَقَالَ لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ -

    وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ - فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّه وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّه - ولَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ -

    رَجُلٍ أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ –
    ورَجُلٍ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ - لَا يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى وكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ )

    : نَهجُ البلاغةِ , تَحقيقُ ,د, صُبحي الصَالح ,ص 484.

    لا بُدّ مِن التفكيرِ بهذا الحَديثِ الشَريفِ , وعلى العَاقلِ أنْ يسألَ إمَامَه ,

    كَما عَلينا أنْ نسألَ إمامَ زمانِنَا المَهدي, أرواحُنا فِدَاه, مَا الخيرُ يا بقيةَ اللهِ ؟

    حتى نَعملَ ونَفهمَ ونُكوّنَ قَاعدةً فكريةً وعِلميّةً على ضَوءِ ما يطرحُه الإمامُ المَعصومُ , عليه السلامُ,

    ويقيناً أنَّ جوابَ الإمامِ المَهدي, عليه السلامُ,
    هو جوابُ جَدّه أميرِ المُؤمنين , عَلي , عليه السلامُ , مِن بابِ

    ( حديثي , حديثُ أبي , وحديثُ أبي حديثُ جَدي) ,وواقعاً إنَّ أميرَ المؤمنين , الإمامَ علي, هُنا ليس هو في مَقامِ أنْ ينفي أنَّ المَالَ

    والأولادَ ليسا هُمَا مِن الخيرِ , لا بل هو في مَقامِ بيانِ ما هو أعمقُ مِن ذلك الظاهرِ المَحسوسِ,.

    هو يتحدثُ عن واقعِ وجوهرِ الخيرِ في مِعيارِه الحقيقي .

    , نعم المفهومُ العُرفي للخيرِ المُتداولِ بين الناس هو بكثرةِ المَالِ والأولادِ ,

    ولكن ما ينبغي في نَظَرِه , عَليه السلامُ , وعند العاقلين هو ما وراءُ ذلك في الحقيقةِ والواقعِ,.

    لذا قال : عليه السلامُ: - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ - وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ -

    : إنَّ العلِْمَ هو ما اختصَ به الإنسانُ والملائكةُ مِن سائرِ العَجماواتِ ,واللهُ تعالى قد حَبّبَّ إلينا العقلَ , وهو يزكو وينمو بالعِلْمِ .

    وتكاملُ العَقلِ يحتاجه الإنسانُ ليستثمرَه في الدُنيا , وهو يدعوه إلى ما يُنجيه في الدنيا والآخرةِ, وبالعلمِ يرفعُ اللهُ تعالى أقواماً ,.

    (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))(11), المجادلة.

    ويُحبطُ آخرين, فعلى أساسُ ذلك يكونُ الخيرُ في واقعِه وجَوهَرِه في كُثرَةِ العِلْمِ.

    وكذلك الحَالُ لمفهومِ الخيرِ الواقعي والحقيقي أيضاً يتجلى بِعِظَمِ الحِلْمِ,- وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ- ....:::

    إنَّ الحِلمَ هو من صِفاتِ الكَمالِ ,
    ومِن صفاتِ اللهِ تعالى ,وهو يمثّلُ حَالةً من الأناةِ والتحمّلِ والصبرِ الخاصِ , .

    وقد اتصفَ أهلُ البيتِ المعصومين , عليهم السلامُ , به واقعاً وتطبيقاً.

    وينبغي بالعاقلِ أنْ يكثرَ عِلْمه ويَعظمَ حِلمه , وهو محلّ التنافس , وهو الخيرُ الحقيقي.

    ومِن الخير: أَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ – ومعنى ذلك لا أنْ تأتي الناسَ وتُرائي أمَامَهم ,أو تتفضلَ عليهم ,

    لا بل المَطلوبُ أن تُواظِبَ على العبادةِ الخالصةِ للهِ تعالى , وأنْ تَعلمَ بحاجتكَ له سبحانه, وتَلجأ إليه بوصفكَ عبداً مُطيعاً وخائفاً

    وراجيا.

    وبهذا يُباهي اللهُ تعالى بكَ المَلائكةَ ويَقولُ لهم هذا عبدي أطاعني, وقد أعطيته شهوةً وعقلاً ولم يتركني, وقد رَضِيتُ عنه.

    ولا شكَ أنَّ عبادةَ العَالِم غير عبادةِ المُتعلّمِ , وعبادةِ المُتعلّمِ غير عبادةِ الجاهلِ.

    ويُفصّلُ أميرُ المؤمنين ,عليه السلامُ, في حَراكِ العَبدِ العاقلِ العَالمِ الحَليم,

    ويقولُ: - فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّه وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّه -

    إنَّ الإحسانَ للنفسِ وللآخرين هو من الخيرِ واقعاً , ويستوجبُ الحَمْدَ المُختصَ باللهِ تعالى ,

    ومعنى الحَمَدُ أنْ يَنحصرَ كُلُّ خَيرٍ وشَيءٍ في نِسبتِه للهِ عَزّ وجَلّ ,
    إذ هو المَحمودُ الواقعي ,

    وكلمة ( الحَمْدُ للهِ ) هي أبلغُ كَلمةً نُعبّرُ بها عن حَمدِنا له سبحانه.

    وهذا ما ينبغي استحضاره في يقينِنا واعتقادِنا وسُلُوكِنَا , وأنْ لا نَغفلَ عنه.

    والإحسانُ هو توفيقٌ من اللهِ تعالى ويَستحقُ الحَمْدَ عليه,.

    ولذا افتتحَ سبحانه وتعالى سورةَ الفاتحةِ الواجبةِ في كلّ صلاةِ بآيةِ:

    (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) ,ترسيخاً لثقافةِ الحَمدِ والشُكرِ , والتي دأبَ عليها الأئمةُ المعصومون, عليهم السلامُ,

    وقد حَمدَتْ السيّدةُ فاطمةُ الصُغرى, رضوانُ اللهِ عليها, (بعد أن رُدّتْ مِن كربلاء فقالتْ : الحمدُ للهِ عَدد َالرملِ والحَصى ،

    وزنةَ العرشِ إلى الثَرى ، أحمدُه وأؤمِنُ به, وأتوكلُ عليه).

    : الاحتجاجُ, الطبرسي, ج2,ص27.

    وينبغي بالمؤمنِ أنْ يَحمدَ اللهَ تعالى بلسانهِ وقلبِه ,لأنّا عبيدٌ للهِ تعالى, ولا نَملكُ لأنفسنا نفعاً ولا ضرّا.

    وكذلك الاستغفارُ فهو مَوطنُ مِن مَواطن الخَيرِ ونزولِ البركاتِ – وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّه - .

    _________________________________________________

    :: قَبسٌ مِن خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السَيّد أحمَد الصَافي, دامَ عزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ

    في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ
    اليومَ , الثاني عشر من شوال ,1438 هجري, السابع من تموز,2017م.:::
    ________________________________________________

    - تقريرُ – مرتضى علي الحلي – النَجَفُ الأشرَفُ – بتصرفٍ مني -

    _______________________________________________
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X