إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتقاد خطباء المنابر.. بين مؤيد و معارض..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتقاد خطباء المنابر.. بين مؤيد و معارض..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين







    آثرتُ أن أبحث معكم قضية جادة، أعتقد أنها تكاد تتحول في مآتمنا و مجالسنا الحسينية إلى ظاهرة خطيرة ستؤثر سلباً -عاجلاً أو آجلاً - في رؤيتنا نحو القيم الإسلامية، و ستشوب أخلاقنا بما لا يُحمد عقباه..


    يقول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "إنما بعثتُ لأُتمّمَ مكارمَ الأخلاقْ"


    و بالرجوع إلى ما آلتْ عليه أحوالنا الآن كمسلمين، نرى أننا قد ابتعدنا كثيراً عن حديث رسول الله، و نلاحظ بصورة واضحة، أن ما جاء المصطفى ليتممه قد تغير مفهومه في كثير من عقول الناس، حتى استفحلت قضايا عديدة شوهت المذهب، و أخلت بدعائم الدين بصفة عامة..


    و من القضايا التي تنتشر في الوقت الحالي، لا سيما في مواسم إحياء الشعائر الدينية، قضية انتقاد خطباء المنابر، أجل، و مما لا شك فيه، أنه جرى على مسامعكم كثير من الأحاديث التي تنتقد خطيب منبر حسيني - و هنا لا أشير لاسم معين-


    نرى عامة الناس ينتقدونه سواء في بحثه أو أسلوبه و لهجته أو طريقته في الطرح، ألخص تلك الأمور في ثلاثة مفاهيم:


    - بحثه الذي يسبق طرح الحدث (الوفاة أو المولد)
    و غالباً يتعلق البحث بموضوع يمس واقع الناس، فيأتي مثلاً على هيئة التدرج في طرح الأمثلة بغرض تقديم النصح ة الإرشاد من منطلق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.


    - أسلوب حديثه أو لهجته
    و يختلف أسلوب كل خطيب باختلاف خلفيته الدينية و العقائدية، و مدى قدرته على طرح التسلسل الفكري الذي يناسب عقليات الناس المستمعين. كما يعتمد أسلوبه على معرفته و ثقافته العامة، فكلما كان عارفاً كلما كان أسلوبه مرناً قابلاً للتجديد.
    أما اللهجة فتعتمد على البيئة التي ترعرع فيها الخطيب، و البلد الذي جاء منه.


    - طريقة سرده للمصيبة
    كما نعلم، يختلف كل خطيب حسيني عن الآخر في طريقة سرده للمصيبة أو قراءته للمولد، طبعاً يعتمد ذلك بصورة أساسية على مهارة الخطيب، فكلما كان مرتجلاً يمتلك قدرة عالية على الخطابة، و كان صوته جميلاً، جعل ذلك طريقته أقرب للقلب. ثم تأتي معرفة الخطيب و حفظه للأحداث في المرتبة الثانية.
    و أحياناً نرى بعض الخطباء يتفاعلون خاصة في سردهم للمصيبة حتى تفيض أشجانهم، و يُبكوا قلوب السامعين -العارفين- قبل العيون.. و قد يُطيل الخطيب مدة سرد الأحداث، خاصة المصيبة، حسب مستوى تفاعله مع الطرح..


    أما عن جوانب انتقاد بعض الناس للخطيب كما جرى على مسمعي شخصياً، كان يتلخص في الأمور التالية:


    1) البحث الديني
    نرى بعض من عامة الناس، ينتقد و بشدة البحث الذي يطرحه الخطيب قبل المصيبة، مهما كان موضوع البحث، لا أعلم على أي أساس بنى انتقاده، هل على أساس عدم فهمه للموضوع؟ هل بنى ذلك على مخالفته لرأي الخطيب؟ المهم يرجع ذلك لخلفية المستمع العلمية و ثقافته و مدى تفاعله مع الموضوع المطروح.


    2) اللهجة و الأسلوب
    فنرى البعض يُعلق على لهجة الخطيب! أو لا يعجبه أسلوبه في طرح الحدث! أو أنهم يتوقعون منه أسلوباً كانوا قد اعتادواعليه عقداً من الزمن و لا يتقبلون غيره! لذلك حين يتبع خطيب المنبر أسلوبه، و يحاول إعطاء الناس أفضل ثمار سنين من الجد و البحث و الدراسة الحثيثة قدر الإمكان، نجد عقول بعض المستمعين لا تتقبله، فقط لأنه لا يطابق ما آمنوا به، و اعتقدوه قرآناً لا يجب أن يُحرَّفْ!


    3) طريقة سرد المصيبة و مدتها
    كثير من الناس، خاصة أولئك الذين يجدون صعوبة في التفاعل أثناء سرد المصيبة، لأسباب ترجع أحياناً إلى الحالة النفسية للمستمع، و عدم الاستعداد و التهيؤ الروحي للمشاركة الوجدانية مع الجماعة في إحياء الشعيرة. أولئك الناس نجدهم كثيراً ما يعولون عدم تفاعلهم على طريقة الخطيب في سرد أحداث المصيبة.
    و يمل الكثير من المستمعين! تخيلوا، و يتململوا في حالة أطال الخطيب قليلاً من مدة المصيبة ربما لأن الخطيب آثر أن ينقل إحساسه و أشجانه للناس باسترسال..


    .....


    مما سبق، و أعلم أني أطلت عليكم كثيراً، أخاطب العقول..
    أخاطب كل راعٍ و كل مسؤول "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"
    و أقول لمن يتجادلون في خطباء المنابر جدالاً عقيماً.. لا يسمن و لا يغني من جوع.. و لا يغير شيئاً يذكر..
    أقول لكل من يتحدث أيما حديث يظلم و لو مثقال حبة من جهد و بحث قام به الخطيب ليس لشيء، بل ليوصل رسالة لكم أنتم!
    أقول لهم قبل أن تلفظوا بأي قول، اتقوا الله!
    و ما أنا بمدافعة عن أحد، إلا أنني أرى ما لا يرضي الله و لا رسوله..
    أرى ما ينافي مكارم الأخلاق..
    أرى غيبة.. و نميمة..
    أرى ظلماً لحق إنسان أفنى عمره في الاجتهاد لمعرفة ما لا نعرفه من ديننا!
    أرى آفات أخلاقية، فأتحسر و يتحسر عليها كل مسلم غيور..


    ان كنا نريد النصح فعلينا بنصح صاحب الشأن في حالة وجود دليل قاطع بالإجماع على خطأ ارتكبه الخطيب في آية، في إساءة، في أي قول منافٍ للفطرة. و إن كان لدينا أي قول نعتقد أنه إن تلفظنا به و أخبرنا به جميع الناس، سوف يسهم في مصلحة المسلمين، فلن نتردد، و إلا فليس من حق أي إنسان الإساءة لأي أحد، فما بالكم بالخطيب الحسيني؟ الذي يعد من خدام الإمام الحسين (ع) على حساب الاستياء الشخصي من كلمة أو معنى أو الضجر من طول مدة المحاضرة أو المصيبة..


    نحن الشيعة لم نعتد مثل هذه الأمور، فمن منا لا يعلم قصة الإمام الحسين (ع)؟ مالنا و مدة سرد المصيبة؟ الأصل هو المشاركة و الاتحاد و الاقتداء بالحسين (ع).. فلم لا نعي لأنفسنا؟



    همسة:
    قال الله جل و علا :"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيدْ" صدق الله العلي العظيم


    بين السطور:
    جزى الله خطباءنا خيراً على وقتهم و جهدهم

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين

    موضوع جميل للنقاش عزيزتي عطر الولاية

    من وجهة نظري البسيطة . اعتقد انه لابد من يرتقي المنبر الحسيني ان يتمتع بخصال منها :

    العلم والمعرفة . ولا تأتتي المعرفة الشاملة الا بالاطلاع والدراسة وارى ان للعلوم الحوزوية دور كبير في تثقف الخطيب الحسيني .وكما نعلم ان الجمهور المستمع متعدد الثقافات وليس من الجميل ان يكون المستمع اكثر ثقافة من الخطيب .
    الوصول لمستوى عقلية الجمهور . وكما نعلم ان تخصصات البشر تتنوع وبذلك تتنوع عقولهم . ولابد ان يضع القارئ في حسبانه تلك النقطة فلا يكون حديثه اعلى من مستوياتهم كأن تقتصر محاضرته على الفلسفة مثلا فلن يجد من يستمع اليه اذا لم تكن لديه المهارة في الالقاء والوصول لابسط العقول . لابد ان يكون حاذق حاله حال المعلم كلما استوعب درسه جميع مستويات الطلبة كان ناجحا

    التحضير المسبق . هناك للاسف خطباء وليس اغلبهم من تكون محاضرته ركيكة وغير منظمة تفتقر للتحضير . وهناك من يشار اليه بالبنان

    هذه وجهة نظري واعتذر من الخطباء الحسينيون . لم اقصد من كلامي الا ما اتمناه ان يكون . طبعا هناك خطباء اجلاء يعجز الفكر من الوصول لمستواهم الاخلاقي والمعرفي
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد.
      الاخت الفاضلة المؤمنة عطر الولاية والاخت الفاضلة المؤمنة زاهرة بولائها .احسنتم واجدتم على دقة الملاحظات واختيار المواضيع النافعة والمهمة التي تمس احداث الايام المقبلة ايام الحزن والالم على الامام الحسين (عليه السلام )وكيف ينقل الموالي وخصوصا الخطيب الحسيني المحاضرمظلومية واحقية اهل البيت عليهم السلام باسلوب علمي وادبي وبلاغي من ناحية اختيار اختيارالمواضيع النافعة واستعمال الالفاظ الجميلة المقبولة والغير مستهجنة او القبيحة والمنفرة في الالقاء.وذكرت عندما قرات موضوع الاخت الكريمة عطر الولاية التوجيهات التي وجه بها سماحة اية الله العظمى المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني (دام ظله الوارف ) وانقلها لاهميتها واتماما للفائدة وهي :

      توصيات عامّة من المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلّغين في شهر المحرّم الحرام لعام 1438 هـ


      بسم اله الرحمن الرحيم

      وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
      ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب))

      يطل علينا شهر محرم الحرام ونستذكر من خلاله اعظم حركة قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث ارادة الامم واصلاح الاوضاع، الا وهي الحركة الحسينية المباركة، واستذكار هذه الحركة المباركة يلقي على عواتقنا نحن اتباع الامام الحسين بن علي (عليه السلام) مسؤولية كبرى وهي مسؤولية الحفاظ على استمرار هذه الحركة وترسيخ اثارها وابعادها في النفوس والقلوب، ولا يخلو انسان حسيني من نوع من مسؤولية سواء كان عالما دينيا او مثقفا او متخصصا في مجال من مجالات العلوم المادية والانسانية المختلفة، فكل منا يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة من خلال اصلاح نفسه واهله واسرته ومن خلال قيامه بتوعية المجتمع الذي حوله بأهمية هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحسيني العظيم، ولكن الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى بلحاظ انهم يجسدون الوجه الاعلامي لحركة عاشوراء ولمشروع سيد الشهداء (عليه السلام) ، ولذلك نحتاج ان نتوقف قليلا لنتساءل: هل ان المنبر الحسيني يقوم بتجسيد وتفعيل هذه المسؤولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر بحيث يحقق الاثار الحسينية الشريفة في النفوس والقلوب؟

      وانطلاقا من هذه النقطة نستذكر بعض الارشادات والنصائح لكل من يعلو منبر سيد الشهداء (عليه السلام) :
      1- تنوع الاطروحات، فان المجتمع يحتاج الى موضوعات روحية وتربوية وتاريخية وهذا يقتضي ان يكون الخطيب متوفرا على مجموعة من الموضوعات المتنوعة في الحقول المتعددة تغطي بعض حاجة المسترشدين من المستمعين وغيرهم.

      2- ان يكون الخطيب مواكبا لثقافة زمانه، وهذا يعني استقراء الشبهات العقائدية المثارة بكل سنة بحسبها واستقراء السلوكيات المتغيرة في كل مجتمع وفي كل فترة تمر على المؤمنين، فان مواكبة ما يستجد من فكر او سلوك او ثقافة تجعل الالتفاف حول منبر الحسين (عليه السلام) حيا جديدا ذا تاثير وفاعلية كبيرة.

      3- تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في اذهان المستمعين.

      4- ان يترفع المنبر عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين.

      5- جودة الاعداد، بأن يعنى الخطيب عناية تامة بما يطرحه من موضوعات من حيث ترتيب الموضوع وتبويبه وعرضه ببيان سلس واضح واختيار العبارات والاساليب الجذابة لنفوس المستمعين والمتابعين، فان بذل الجهد الكبير من الخطيب في اعداد الموضوعات وترتيبها وعرضها بالبيان الجذاب سيسهم في تفاعل المستمعين مع المنبر الحسيني.

      6- ان تراث اهل البيت (عليهم السلام) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (عليهم السلام) (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية.

      7- طرح المشاكل الاجتماعية الشائعة مشفوعة بالحلول الناجعة، فليس من المستحسن ان يقتصر الخطيب على عرض المشكلة كمشكلة التفكك الاسري او مشكلة الفجوة بين الجيل الشبابي والجيل الاكبر او مشكلة الطلاق او غيرها، فان ذلك مما يثير الجدل دون مساهمة من المنبر في دور تغييري فاعل، لذلك من المأمول من رواد المنبر الحسيني استشارة ذوي الاختصاص من اهل الخبرة الاجتماعية وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع في تحديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة ليكون عرض المشكلة مشفوعة بالحل عرضا تغييريا تطويريا ينقل المنبر من حالة الجمود الى حالة التفاعل والريادة والقيادة في اصلاح المجتمعات وتهذيبها.

      8- ان يتسامى المنبر الحسيني عن الخوض في الخلافات الشيعية سواء في مجال الفكر او مجال الشعائر فان الخوض في هذه الخلافات يوجب انحياز المنبر لفئة دون اخرى او اثارة فوضى اجتماعية او تأجيج الانقسام بين المؤمنين، بينما المنبر راية لوحدة الكلمة ورمز للنور الحسيني الذي يجمع قلوب محبي سيد الشهداء (عليه السلام) هي مسار واحد وتعاون فاعل.

      9- الاهتمام بالمسائل الفقهية الابتلائية في مجال العبادات والمعاملات من خلال عرضها باسلوب شيق واضح يشعر المستمع بمعايشة المنبر الحسيني لواقعه وقضاياه المختلفة.

      10- التركيز على أهمية المرجعية والحوزة العلمية والقاعدة العلمائية التي هي سر قوة المذهب الامامي ورمز عظمته وشموخ كيانه وبنيانه.

      نسال الله تبارك وتعالى للجميع التوفيق لخدمة طريق سيد الشهداء (عليه السلام) وان يجعلنا جميعا وجهاء بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والاخرة.

      والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين.

      مؤسسة الإمام علي(عليه السلام) ـــ لندن
      التعديل الأخير تم بواسطة العباس اكرمني; الساعة 20-09-2017, 10:11 AM.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X