مع معاوية في يثرب..
روى الخوارزمي ان معاوية سافر الى يثرب فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالامام واكبارهم له ،فسأله ذلك ،فاستدعى أبا الأسود الدؤلي،والضحاك بن قيس الفهري ،فاستشارهم في امر الحسن وأنه بماذا يوصمه ليتخذ من ذلك وسيلة إلى الحط من شأنه ،والتقليل من اهميته أمام الجماهير ،فأشار عليه ابو الاسود بالترك قائلا: اترك رأي اميرالمؤمنين أفضل،وأرى ألا يفعل فإن أمير المؤمنين لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا ،ورفعوا به صعدا،والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه ،احضر ماهو كائن جوابه،فاخاف ان يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك،فيرفع بذلك ظنوبك(العظم اليابس الساق) ،ويبدي به عيوبك ،فإذن كلامك فيه صار له فضلا، وعليك كلا،إلا أن تكون تعرف له عيبا في ادب ،اووقيعة في حسب ،وانه هلو المهذب،قد اصبح من صريح العرب في عز لبابها،وكريم محتدها،وطيب عنصرها ،فلا تفعل يا أمير المؤمنين .
وقد أشار عليه ابو الاسود بالصواب ،ومنحه النصيحة ،فأي نقص اوعيب في الامام حتى يوصمه به،وهو المطهر من كل رجس ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم ،ولكن الضحاك بن قيس قد أشار على معاوية بعكس ذلك ،فحبذ له ان ينال من الامام ويتطاول عليه قائلا: امضي يا أمير المؤمنين فيه برأيك ،ولا تنصرف عنه بدائك ،فإنك لو رميته بقوارص كلامك ،ومحكم جوابك ،لذل لك كما يذل البعير الأشرف(المسن الهرم)من الإبل.
واستجاب معاوية لرأي الضحاك ،فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فحمدالله وأثنى عليه ،وصلى على نبيه ،ثم ذكر أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب .ع. ثم قال:
ايها الناس ،ان صبية من قريش ذوي سفه وطيش ،وتكدر في عيش ،اتعبتهم المقادير ،فاتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد،والسنتهم مبارد ،فباض وفرخ في صدورهم ،ودرج في نحورهم ،فركب بهم الزلل ،وزين لهم الخطل، واعمى عليهم السبل ،وارشدهم إلى البغي والعدوان ،والزور والبهتان ،فهم له شركاء وهو لهم قرين( ومن يكن له الشيطان له قرين فساء قربنا) ،وكفى لهم مؤدبا المستعان ألله.
فوثب اليه الإمام الحسن .ع .مندفعا كالسيل رادا عليه افتراءه واباطيله قائلا:
ايها الناس ،من عرفني فأنا الذي يعرف ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ،انا ابن نبي الله ،انا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا ،إنا إبن السراج المنير ،إنا إبن البشير النذير ،إنا إبن خاتم النبيين إنا إبن سيد المرسلين ،وإمام المتقين ،ورسول رب العالمين ،إنا إبن من بعث رحمة للعالمين.
شوق على معاوية كلام الامام ،فبادر إلى قطعه قائلا: ياحسن ،عليك بصفة الرطب.
فقال عليه السلام: الريح تلقحه ،والحرينضجه ،والليل يبرده ويطيبه،على رغم انفك يامعاوية.
ثم استرسل .ع. في تعريف نفسه قائلا:
انا إبن مستجاب الدعوة ،انا ابن الشفيع المطاع ،انا ابن اول من ينفض رأسه من التراب ،ويقرع باب الجنة ،انا ابن من قاتلت الملائكة معه ،ولم تقاتل مع نبي قبله ،انا ابن من نصر على الاحزاب،انا ابن من ذلت له قريش رغما.
~~~~~~~|~~~~~~|~~~
من احب الحصول على المزيد عليه الرجوع إلى كتاب(حياة الإمام الحسن بن علي) الجزء الثاني ،صفحة،297)
للشيخ باقر شريف القرشي.
روى الخوارزمي ان معاوية سافر الى يثرب فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالامام واكبارهم له ،فسأله ذلك ،فاستدعى أبا الأسود الدؤلي،والضحاك بن قيس الفهري ،فاستشارهم في امر الحسن وأنه بماذا يوصمه ليتخذ من ذلك وسيلة إلى الحط من شأنه ،والتقليل من اهميته أمام الجماهير ،فأشار عليه ابو الاسود بالترك قائلا: اترك رأي اميرالمؤمنين أفضل،وأرى ألا يفعل فإن أمير المؤمنين لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا ،ورفعوا به صعدا،والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه ،احضر ماهو كائن جوابه،فاخاف ان يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك،فيرفع بذلك ظنوبك(العظم اليابس الساق) ،ويبدي به عيوبك ،فإذن كلامك فيه صار له فضلا، وعليك كلا،إلا أن تكون تعرف له عيبا في ادب ،اووقيعة في حسب ،وانه هلو المهذب،قد اصبح من صريح العرب في عز لبابها،وكريم محتدها،وطيب عنصرها ،فلا تفعل يا أمير المؤمنين .
وقد أشار عليه ابو الاسود بالصواب ،ومنحه النصيحة ،فأي نقص اوعيب في الامام حتى يوصمه به،وهو المطهر من كل رجس ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم ،ولكن الضحاك بن قيس قد أشار على معاوية بعكس ذلك ،فحبذ له ان ينال من الامام ويتطاول عليه قائلا: امضي يا أمير المؤمنين فيه برأيك ،ولا تنصرف عنه بدائك ،فإنك لو رميته بقوارص كلامك ،ومحكم جوابك ،لذل لك كما يذل البعير الأشرف(المسن الهرم)من الإبل.
واستجاب معاوية لرأي الضحاك ،فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فحمدالله وأثنى عليه ،وصلى على نبيه ،ثم ذكر أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب .ع. ثم قال:
ايها الناس ،ان صبية من قريش ذوي سفه وطيش ،وتكدر في عيش ،اتعبتهم المقادير ،فاتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد،والسنتهم مبارد ،فباض وفرخ في صدورهم ،ودرج في نحورهم ،فركب بهم الزلل ،وزين لهم الخطل، واعمى عليهم السبل ،وارشدهم إلى البغي والعدوان ،والزور والبهتان ،فهم له شركاء وهو لهم قرين( ومن يكن له الشيطان له قرين فساء قربنا) ،وكفى لهم مؤدبا المستعان ألله.
فوثب اليه الإمام الحسن .ع .مندفعا كالسيل رادا عليه افتراءه واباطيله قائلا:
ايها الناس ،من عرفني فأنا الذي يعرف ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ،انا ابن نبي الله ،انا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا ،إنا إبن السراج المنير ،إنا إبن البشير النذير ،إنا إبن خاتم النبيين إنا إبن سيد المرسلين ،وإمام المتقين ،ورسول رب العالمين ،إنا إبن من بعث رحمة للعالمين.
شوق على معاوية كلام الامام ،فبادر إلى قطعه قائلا: ياحسن ،عليك بصفة الرطب.
فقال عليه السلام: الريح تلقحه ،والحرينضجه ،والليل يبرده ويطيبه،على رغم انفك يامعاوية.
ثم استرسل .ع. في تعريف نفسه قائلا:
انا إبن مستجاب الدعوة ،انا ابن الشفيع المطاع ،انا ابن اول من ينفض رأسه من التراب ،ويقرع باب الجنة ،انا ابن من قاتلت الملائكة معه ،ولم تقاتل مع نبي قبله ،انا ابن من نصر على الاحزاب،انا ابن من ذلت له قريش رغما.
~~~~~~~|~~~~~~|~~~
من احب الحصول على المزيد عليه الرجوع إلى كتاب(حياة الإمام الحسن بن علي) الجزء الثاني ،صفحة،297)
للشيخ باقر شريف القرشي.
تعليق