إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إحياء ذكرَى الرسول في الأمة ، بالوله إليه والبكاء عليه .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إحياء ذكرَى الرسول في الأمة ، بالوله إليه والبكاء عليه .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



    لقد بلغ بكاء الزهراء على والدها حداً عُدّت معه من البكائين الخمسة إلى جنب آدم ويعقوب ويوسف عليهم السلام ، ثم علي بن الحسين (ع).
    وجاء في حديث مروي عن فضة التي لازمت خدمة فاطمة الزهراء ، قصة حزن فاطمة ، حيث قالت :
    ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب ، والأقرباء والأحباب ، أشدَّ حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً ( على رسول الله ) من مولاتي فاطمة الزهراء (ع) ، وكان حزنها يتجدَّد ويزيد ، وبكاؤها يشتدُّ , فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، كلُّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأوَّل ، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن ، فلم تطق صباراً إذ خرجت وصرخت ، فكأنها من فم رسول الله صلى الله عليه وآله تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضجَّ الناس بالبكاء والنحيب وجاء الناس من كلِّ مكان ، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبيّن صفحات النساء وخُيِّل إلى النسوان أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد قام من قبره ، وصارت الناس في دهشة وحيرة لما قد رهقهم ، وهي (ع) تنادي وتندب أباها : وا أبتاه ، وا صفيّاه ، وا محمّداه ! وا أبا القاسماه ، وا ربيع الارامل واليتامى ، من للقبلة والمصلَّى ، ومن لابنتك الوالهة الثكلى .
    ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمد صلى الله عليه وآله ، فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن أغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت ، فلما أفاقت من غشيتها قامت وهي تقول :
    ( رفعت قوتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوّي ، والكمد قاتلي ، يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانه فريدة ، فقد انْخَمَد صوتي ، وانْقَطَع ظهري ، وتنغص عيشي ، وتكدَّر دهري ، فما أجد يا ابتاه بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ، ولا معيناً لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحلُّ ميكائيل . انقلبت بعدك يا أبتاه الأسباب ، وتغلّقت دوني الأبواب ، فأنا للدُّنيا بعدك قالية ، وعليك ما تردَّدت أنفاسي باكية ، لا ينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك )
    . ثم نادت : يا أبتاه والبّاه ، ثم قالت :
    إن حزني عليك حزن جديدُ وفؤادي و الله صبُّ عنيدُ
    كل يوم يزيد فيه شجوني واكتئابي عليك ليس يبيدُ

    جلَّ خطبي فبان عنّي عزائي فبكائي في كلَّ وقت جديدُ
    إن قلباً عليك يألف صبراً أو عزاءً ، فإنه لَجَليدُ
    ثم نادت : يا أبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وزوت زهرتها وكانت ببهجتك زاهرة ، فقد اسودَّ نهارها ، فصار يحكي حنادسها ويابسها ، يا أبتاه لازلت آسفة عليك إلى التلاق ، يا ابتاه زال غمضي منذ حقَّ الفراق ، يا أبتاه من للأرامل والمساكين ، ومن للأمة إلى يوم الدين ، يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين ، يا ابتاه أصبحت الناس عنّا معرضين ، ولقد كنا بك معظّمين في الناس غير مستضعفين ، فأيُّ دمعةٍ لفراقك لا تنهمل ، وأيُّ حزن بعدك عليك لا يتَّصل ، وأيُّ جفن بعدك بالنوم يكتحل ، وأنت ربيع الدِّين ، ونور النبيين ، فكيف للجبال لا تمور ، وللبحار بعدك لاتغور ، والأرض كيف لم تتزلزل .
    رُميتُ يا أبتاه بالخطب الجليل ، ولم تكن الرّزية بالقليل ، وطرفت يا أبتاه بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول .
    بكتك يا أبتاه الأملاك ، ووقفت الأفلاك ، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال من مناجاتك ، وقبرك فرح بمواراتك ، والجنّة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك .
    يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك ، واُثكْلَ أبي الحسن المؤتمن أبي ولديك ، الحسن والحسين ، وأخيك ووليّك وحبيبك ومن ربّيته صغيراً ، وواخيته كبيراً ، وأحلى أحبابك وأصحابك إليك من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا .
    ثم زفرت زفرة وأنّت أنّه كادت روحها أن تخرج ثمَّ قالت :
    قلَّ صبري وبان عني عزائي بعد فقدي لخاتم الأنبياء
    عين يا عين فاسكبي الدمع سحّاً ويك لا تبخلي بفيض الدماء
    يا رسول الإله يا خيرة اللـ ـــــــــــهِ وكهف الأيتام والضعفاء
    قد بكتك الجبال والوحشُ جمعاً فبكتِ الأرض من بكاء السماء
    وبكاء الحجون والركن والـ ـمَشْعَرِ يا سيدي مع البطحاء

    وبكاك المحراب والدَّرس للقر آنٍ في الصبح معلناً والمساء
    وبكاك الإسلام إذ صار في النا سِ غريباً من سائر الغرباء
    لو ترى المنبر الذي كنت تعلو هُ علاه الظلام بعد الضياء
    يا إلهي عجّل وفاتي سريعاً فلقد نقَّص الحياة بكائي

    قالت : ثمَّ رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لاترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتها .
    واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين علي (ع) فقالوا له : يا أبا الحسن إنَّ فاطمة (ع) تبكي الليل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا . وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً او نهاراً ، فقال (ع) : حُبّاً وكرامةً .
    فأقبل أمير المؤمنين (ع) حتى دخل على فاطمة (ع) وهي لاتفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء . فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يا بنت رسول الله (ص) ، إنَّ شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً .
    فقالت : يا أبا الحسن ما أقلَّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال لها علي عليه السلام : افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك .
    ثمَّ إنه بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدَّمت الحسن والحسين (ع) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية .
    وكانت فاطمة الزهراء تستغل بعض المناسبات لتعريف الناس برسول الله ، وتجديد ذكراه العطرة . فلقد روي [ أنّه ] لما قبض النبي (ص) امتنع بلال من الأذان ، قال : لا أؤذن لأحد بعد رسول الله (ص) ، وإن فاطمة (ع) قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذِّن أبي (ص) بالأذان ، فبلغ ذلك بلالاً ، فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : الله أكبر الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم تتمالك من البكاء ، فلما بلغ إلى قوله : اشهد أن محمداً رسول الله شهقت فاطمة (ع) وسقطت لوجهها وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال فقد فارقت أبنة رسول الله (ص) الدُّنيا ، وظنوا أنها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة (ع) وسألته أن يتمَّ الأذان ، فلم يفعل ، وقال لها : يا سيدة النسوان إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته عن ذلك .

  • #2
    الأخت الكريمة
    ( عطر الولاية )
    طبتم وطاب اختياركم القيم
    جعله الله تعالى في ميزان حسناتكم

    موفق لكل خير

    ربي يعطيك الصحة والعافية


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3


      الاخت الفاضلة عطر الولاية . عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى استشهاد خير الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) . ساعد الله قلب الزهراء لفقدها رسول الله (ص) . جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله وحفظه .

      كما ارحب بالزميل العزيزالاخ الرضا شاكرا لكم على تواجدكم العطر وتعليقتكم المباركة . ودمتم في رعاية الله وحفظه .

      تعليق


      • #4



        السلام عليك يا رسول الله
        انت المعزى ياسيدي يا صاحب الزمان محمد بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه
        اللهم العن كل من ظلم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم



        عظم الله لنا ولكم الاجر واحسن الله لنا ولكم العزاء اشكر مروركم الكريم

        حشرنا الله واياكم مع محمد وال محمد صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين .
        وفقكم الله لكل خير وحفظكم من كل مكروه ودمتم في رعاية الله وحفظه

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X